﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ﴾
[ التحريم: 12]

سورة : التحريم - At-Tahreem  - الجزء : ( 28 )  -  الصفحة: ( 561 )

And Maryam (Mary), the daughter of 'Imran who guarded her chastity; and We breathed into (the sleeve of her shirt or her garment) through Our Ruh [i.e. Jibrael (Gabriel)], and she testified to the truth of the Words of her Lord [i.e. believed in the Words of Allah: "Be!" and he was; that is 'Iesa (Jesus) - son of Maryam (Mary); as a Messenger of Allah], and (also believed in) His Scriptures, and she was of the Qanitin (i.e. obedient to Allah).


أحصنت فرجها : عَـفّـتْ و صانته من الرّجال
من روحنا : روحًا مِنْ خَلقِـنـَـا بلا توسّط أبٍ (عيسى عليه السلام)
من القانتين : من القوم المطيعين لربّهم

وضرب الله مثلا للذين آمنوا مريم بنت عمران التي حفظت فرجها، وصانته عن الزنى، فأمر الله تعالى جبريل عليه السلام أن ينفخ في جيب قميصها، فوصلت النفخة إلى رحمها، فحملت بعيسى عليه السلام، وصدَّقت بكلمات ربها، وعملت بشرائعه التي شرعها لعباده، وكتبه المنزلة على رسله، وكانت من المطيعين له.

ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات - تفسير السعدي

{ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا }- أي: صانته وحفظته عن الفاحشة، لكمال ديانتها، وعفتها، ونزاهتها.{ فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا } بأن نفخ جبريل [عليه السلام] في جيب درعها فوصلت نفخته إلى مريم، فجاء منها عيسى ابن مريم [عليه السلام]، الرسول الكريم والسيد العظيم.{ وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ } وهذا وصف لها بالعلم والمعرفة، فإن التصديق بكلمات الله، يشمل كلماته الدينية والقدرية، والتصديق بكتبه، يقتضي معرفة ما به يحصل التصديق، ولا يكون ذلك إلا بالعلم والعمل، [ولهذا قال] { وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ }- أي: المطيعين لله، المداومين على طاعته بخشية وخشوع، وهذا وصف لها بكمال العمل، فإنها رضي الله عنها صديقة، والصديقية: هي كمال العلم والعمل.تمت ولله الحمد

تفسير الآية 12 - سورة التحريم

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا : الآية رقم 12 من سورة التحريم

 سورة التحريم الآية رقم 12

ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات - مكتوبة

الآية 12 من سورة التحريم بالرسم العثماني


﴿ وَمَرۡيَمَ ٱبۡنَتَ عِمۡرَٰنَ ٱلَّتِيٓ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتۡ بِكَلِمَٰتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِۦ وَكَانَتۡ مِنَ ٱلۡقَٰنِتِينَ  ﴾ [ التحريم: 12]


﴿ ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ﴾ [ التحريم: 12]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة التحريم At-Tahreem الآية رقم 12 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 12 من التحريم صوت mp3


تدبر الآية: ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات

الصدِّيقيَّة الحقَّة ليست بادِّعاء الكرامات، ولكنَّها بكمال العلم وتمام العمل، مع الصدق والإخلاص.
شرفُ المرأة في عفافها وإحصان فرجها، فيا لهَناء من تزيَّنت بذلك، مع كثرة العبادة وخشوع القلب والجوارح.
أيتها المسلمةُ، إن رغبتِ في الفلاح فكوني كخير نساء العالمين مريمَ وآسية؛ طاعةً لله، وخضوعًا لأمره، ورضًا بقضائه، وإيثارًا للآخرة على الدنيا.
لا تكاد امرأةٌ محصَنة تُبتَلى في عِرضها كذبًا وزورًا، فتصبر وتحتسب إلا يدافع الله عنها، ويبرِّئها على رؤوس الأشهاد، ويردُّ افتراء المفترين.
كما أبرزَ المولى سبحانه سيرةَ هاتين الصالحتَين العابدتين، ينبغي أن ننوِّهَ بسِيَر الصالحات الفاضلات، ليكنَّ لسواهنَّ من النساء أُسوةً وقدوة.

وقوله- سبحانه -: وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ.. معطوف على امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ....أى: وضرب الله-تبارك وتعالى- مثلا آخر للمؤمنين مريم ابنة عمران ...
الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها أى حفظته وصانته، إذ الإحصان جعل الشيء حصينا، بحيث لا يتوصل إليه، وهو كناية عن عفتها وطهارتها وبعدها عن كل فاحشة..وقوله فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا مفرع على ما قبله.
قال الآلوسى: قوله: فَنَفَخْنا فِيهِ النافخ رسوله جبريل- عليه السلام- فالإسناد مجازى.
وقيل الكلام على حذف مضاف، أى: فنفخ رسولنا، وضمير فِيهِ للفرج.
واشتهر أن جبريل- عليه السلام- نفخ في جيبها فوصل أثر ذلك إلى الفرج.
وقال الفراء: ذكر المفسرون أن الفرج جيب درعها، وهو محتمل لأن الفرج معناه في اللغة، كل فرجة بين شيئين، وموضع جيب درع المرأة مشقوق فهو فرج، وهذا أبلغ في الثناء عليها، لأنها إذا منعت جيب درعها، فهي للنفس أمنع.. .
أى: فنفخ رسولنا جبريل في فرجها أو في جيب درعها، روحا من أرواحنا هي روح عبدنا ونبينا عيسى- عليه السلام-.
وإضافة الروح إلى ذاته-تبارك وتعالى- لأنه هو الخالق والموجد وللإشارة إلى أن تكوين المخلوق الحي في رحمها، كان على غير الأسباب المعتادة.
وقوله-تبارك وتعالى-: وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ زيادة في مدحها، وفي الثناء عليها..أى: وكان من صفات مريم ابنة عمران أنها آمنت إيمانا حقا بِكَلِماتِ رَبِّها أى:بشرائعه التي شرعها لعباده، وبما ألقاه إليها من إرشادات عن طريق وحيه.
وَكُتُبِهِ أى: وصدقت بكتبه التي أنزلها على أنبيائه.
وقرأ الجمهور وكتابه بالإفراد، على أن المراد به جنس الكتب، أو الإنجيل الذي أنزله- سبحانه - على ابنها عيسى.
ومِنْ في قوله-تبارك وتعالى-: وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ للابتداء، أى: وكانت من نسل الرجال القانتين، الذين بذلوا أقصى جهدهم في طاعة الله-تبارك وتعالى-، وفي إخلاص العبادة له.
ويصح أن تكون مِنْ للتبعيض.
أى: وكانت من عداد المواظبين على الطاعة، وجيء بجمع الذكور على سبيل التغليب، وللإشعار بأن طاعتها لا تقل عن طاعة الرجال، الذين بلغوا الغاية في المواظبة على طاعة الله-تبارك وتعالى-.
وبذلك نرى أن هذه الآيات الكريمة، قد اشتملت على ثلاثة أمثال: مثل للكافرين، ومثلين للمؤمنين.
وقد تضمن مثل الكفار، أن الكافر يعاقب على كفره، دون أن ينفعه ما بينه وبين المؤمنين من قرابة أو نسب.. كما حدث لامرأة نوح وامرأة لوط..وأما المثلان اللذان للمؤمنين، فقد تضمنا أن اتصال المؤمن بالكافر، لا يضره شيئا إذا فارقه في كفره وعمله ...
وقد وضح صاحب الكشاف هذا المعنى فقال: ما ملخصه مثّل الله-تبارك وتعالى- حال الكفار، في أنهم يعاقبون على كفرهم وعداوتهم للمؤمنين.. دون أن ينفعهم ما بينهم وبينهم من صلة أو قرابة- بحال امرأة نوح وامرأة لوط: فإنهما لما نافقتا وخانتا الرسولين.
لم يغن عنهما ما بينهما وبينهما من وصلة الزواج شيئا..ومثل حال المؤمنين- في أن وصلة الكافرين لا تضرهم.
ولا تنقص شيئا من ثوابهم وزلفاهم عند الله- بحال امرأة فرعون، فإنها مع كونها زوجة أعدى أعداء الله، فإنها بسبب إيمانها قد رفع منزلتها عنده..وبحال مريم ابنة عمران، فقد أعطاها الله ما أعطاها من الكرامة.. مع أن قومها كانوا كافرين ...
وفي طي هذين التمثيلين تعريض بأمى المؤمنين المذكورتين في أول السورة، وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كرهه، وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده ...
وإشارة إلى أن من حقهما أن تكونا في الإخلاص والكمال فيه، كمثل هاتين المؤمنتين، وأن لا تتكلا على أنهما زوجا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن ذلك الفضل لا ينفعهما إلا مع كونهما مخلصتين..وأسرار التنزيل ورموزه في كل باب، بالغة من اللطف والخفاء، حدا يدق عن تفطن العالم، ويزل عن تبصره .
وبعد: فهذا تفسير لسورة «التحريم» نسأل الله-تبارك وتعالى- أن يجعله خالصا لوجهه، ونافعا لعباده، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

قوله تعالى : ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتينقوله تعالى : ومريم ابنة عمران أي واذكر مريم .
وقيل : هو معطوف على امرأة فرعون .
والمعنى : وضرب الله مثلا لمريم ابنة عمران وصبرها على أذى اليهود .
التي أحصنت فرجها أي عن الفواحش .
وقال المفسرون : إنه أراد بالفرج هنا الجيب لأنه قال : فنفخنا فيه من روحنا ، وجبريل عليه السلام إنما نفخ في جيبها ولم ينفخ في فرجها .
وهي في قراءة أبي " فنفخنا في جيبها من روحنا " .
وكل خرق في الثوب يسمى جيبا ; ومنه قوله تعالى : وما لها من فروج .
ويحتمل أن تكون أحصنت فرجها ونفخ الروح في جيبها .
ومعنى فنفخنا أرسلنا جبريل فنفخ في جيبها من روحنا أي روحا من أرواحنا وهي روح عيسى .
وقد مضى في آخر سورة " النساء " بيانه مستوفى والحمد لله .
وصدقت بكلمات ربها قراءة العامة وصدقت بالتشديد .
وقرأ حميد والأموي " وصدقت " بالتخفيف .
" بكلمات ربها " : قول جبريل لها : إنما أنا رسول ربك الآية .
وقال مقاتل : يعني بالكلمات عيسى وأنه نبي وعيسى كلمة الله .
وقد تقدم .
وقرأ الحسن وأبو العالية " بكلمة ربها وكتابه " وقرأ أبو عمرو وحفص عن عاصم : " وكتبه " جمعا .
وعن أبي رجاء " وكتبه " مخفف التاء .
والباقون " بكتابه " على التوحيد .
والكتاب يراد به الجنس ; فيكون في معنى كل كتاب أنزل الله تعالى .
وكانت من القانتين أي من المطيعين .
وقيل : من المصلين بين المغرب والعشاء .
وإنما لم يقل من القانتات ; لأنه أراد وكانت من القوم القانتين .
ويجوز أن يرجع هذا إلى أهل بيتها ; فإنهم كانوا مطيعين لله .
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لخديجة وهي تجود بنفسها : " أتكرهين ما قد نزل بك ولقد جعل الله في الكره خيرا ، فإذا قدمت على ضراتك فأقرئيهن مني السلام : مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وكليمة - أو قال : حكيمة - بنت عمران أخت موسى بن عمران " .
فقالت : بالرفاء والبنين يا رسول الله .
وروى قتادة عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " حسبك من نساء العالمين أربع مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون بنت مزاحم " .
وقد مضى في ( آل عمران ) الكلام في هذا مستوفى ، والحمد لله


شرح المفردات و معاني الكلمات : ومريم , ابنت , عمران , أحصنت , فرجها , فنفخنا , روحنا , وصدقت , بكلمات , ربها , كتبه , كانت , القانتين ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم


تحميل سورة التحريم mp3 :

سورة التحريم mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة التحريم

سورة التحريم بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة التحريم بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة التحريم بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة التحريم بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة التحريم بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة التحريم بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة التحريم بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة التحريم بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة التحريم بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة التحريم بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, December 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب