﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾
[ الكهف: 28]
سورة : الكهف - Al-Kahf
- الجزء : ( 15 )
-
الصفحة: ( 297 )
And keep yourself (O Muhammad SAW) patiently with those who call on their Lord (i.e. your companions who remember their Lord with glorification, praising in prayers, etc., and other righteous deeds, etc.) morning and afternoon, seeking His Face, and let not your eyes overlook them, desiring the pomp and glitter of the life of the world; and obey not him whose heart We have made heedless of Our Remembrance, one who follows his own lusts and whose affair (deeds) has been lost.
اصبر نفسك : احبسْها و ثبّتها
لا تعد عيناك عنهم : لا تصرف عيناك النّظر عنهم
أغفلنا قلبه : جعلناه غافلا ساهيًا
فرُطا : إسرافًا . أو تضْييعا و هلاكاواصبر نفسك -أيها النبي- مع أصحابك مِن فقراء المؤمنين الذين يعبدون ربهم وحده، ويدعونه في الصباح والمساء، يريدون بذلك وجهه، واجلس معهم وخالطهم، ولا تصرف نظرك عنهم إلى غيرهم من الكفار لإرادة التمتع بزينة الحياة الدنيا، ولا تُطِعْ من جعلنا قلبه غافلا عن ذكرنا، وآثَرَ هواه على طاعة مولاه، وصار أمره في جميع أعماله ضياعًا وهلاكًا.
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد - تفسير السعدي
يأمر تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، وغيره أسوته، في الأوامر والنواهي -أن يصبر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين { الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ }- أي: أول النهار وآخره يريدون بذلك وجه الله، فوصفهم بالعبادة والإخلاص فيها، ففيها الأمر بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم، ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد، ما لا يحصى.{ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ }- أي: لا تجاوزهم بصرك، وترفع عنهم نظرك.{ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } فإن هذا ضار غير نافع، وقاطع عن المصالح الدينية، فإن ذلك يوجب تعلق القلب بالدنيا، فتصير الأفكار والهواجس فيها، وتزول من القلب الرغبة في الآخرة، فإن زينة الدنيا تروق للناظر، وتسحر العقل، فيغفل القلب عن ذكر الله، ويقبل على اللذات والشهوات، فيضيع وقته، وينفرط أمره، فيخسر الخسارة الأبدية، والندامة السرمدية، ولهذا قال: { وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا } غفل عن الله، فعاقبه بأن أغفله عن ذكره.{ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ }- أي: صار تبعا لهواه، حيث ما اشتهت نفسه فعله، وسعى في إدراكه، ولو كان فيه هلاكه وخسرانه، فهو قد اتخذ إلهه هواه، كما قال تعالى: { أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم } الآية.
{ وَكَانَ أَمْرُهُ }- أي: مصالح دينه ودنياه { فُرُطًا }- أي: ضائعة معطلة.
فهذا قد نهى الله عن طاعته، لأن طاعته تدعو إلى الاقتداء به، ولأنه لا يدعو إلا لما هو متصف به، ودلت الآية، على أن الذي ينبغي أن يطاع، ويكون إماما للناس، من امتلأ قلبه بمحبة الله، وفاض ذلك على لسانه، فلهج بذكر الله، واتبع مراضي ربه، فقدمها على هواه، فحفظ بذلك ما حفظ من وقته، وصلحت أحواله، واستقامت أفعاله، ودعا الناس إلى ما من الله به عليه، فحقيق بذلك، أن يتبع ويجعل إماما، والصبر المذكور في هذه الآية، هو الصبر على طاعة الله، الذي هو أعلى أنواع الصبر، وبتمامه تتم باقي الأقسام.
وفي الآية، استحباب الذكر والدعاء والعبادة طرفي النهار، لأن الله مدحهم بفعله، وكل فعل مدح الله فاعله، دل ذلك على أن الله يحبه، وإذا كان يحبه فإنه يأمر به، ويرغب فيه.
تفسير الآية 28 - سورة الكهف
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة : الآية رقم 28 من سورة الكهف
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد - مكتوبة
الآية 28 من سورة الكهف بالرسم العثماني
﴿ وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطٗا ﴾ [ الكهف: 28]
﴿ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ﴾ [ الكهف: 28]
تحميل الآية 28 من الكهف صوت mp3
تدبر الآية: واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد
الخير كلُّ الخير في صُحبة الصالحين الذاكرين؛ فبهم تكثُر الحسنات، وتقِلُّ السيِّئات، وتنهَض الدعَوات، وهم القومُ لا يشقى بهم جليسُهم.
مجالسة الصالحين عبادةٌ تحتاج إلى صبر؛ لأن النفس قد لا تجد عندها شهَواتها، ولا ترى في أهلها زينةَ المال والنفوذ، فاحتاجت إلى مزيد تصبير.
ليكن لأهل الطاعة منك إكبارٌ وتبجيل، وتقديمٌ وتعظيم، فمثلُهم بهذا أولى، وهو لك أزينُ وأسمى.
لم يقُل سبحانه: ( ولا تُطِع من أسكتنا لسانه عن ذكرنا )، ولكنه قال: ﴿أغفَلنا قلبَه﴾ ؛ إذ كم من إنسانٍ يذكر بلسانه لكنَّ قلبه غافلٌ لاهٍ! فلا يكون للذِّكر حينئذٍ أثرٌ بيِّن، وإنما حياة القلب باجتماع ذِكر الجَنان واللسان.
اعمُر قلبَك بذكر الله تعالى، فهو العاصم لك من اتِّباع الهوى، والغفلة عن ربِّك المولى.
لو تأمَّلت أمَّةً في انحلال، وأمرُها في انفراط واختلال، فستجد الغفلةَ قد استحكمَت من قلوب أصحابها، والأهواءَ قد سكنت فيها.
شرح المفردات و معاني الكلمات : واصبر , نفسك , يدعون , بالغداة , العشي , يريدون , وجهه , تعد , عيناك , تريد , زينة , الحياة , الدنيا , تطع , أغفلنا , قلبه , ذكرنا , اتبع , هواه , أمره , فرطا ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل
- فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم
- إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن
- وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم
- فيعذبه الله العذاب الأكبر
- إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله
- ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون
- إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا
- قل تربصوا فإني معكم من المتربصين
- وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك
تحميل سورة الكهف mp3 :
سورة الكهف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الكهف
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, November 17, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب