﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا﴾
[ الكهف: 29]
سورة : الكهف - Al-Kahf
- الجزء : ( 15 )
-
الصفحة: ( 297 )
And say: "The truth is from your Lord." Then whosoever wills, let him believe, and whosoever wills, let him disbelieve. Verily, We have prepared for the Zalimun (polytheists and wrong-doers, etc.), a Fire whose walls will be surrounding them (disbelievers in the Oneness of Allah). And if they ask for help (relief, water, etc.) they will be granted water like boiling oil, that will scald their faces. Terrible the drink, and an evil Murtafaqa (dwelling, resting place, etc.)!
سُرادقها : فُسْطاطُها . أو لهبُها و دُخانها
كَالمهل : كدُرديّ الزّيت أو كالمُذاب من المعادن
ساءت مُرتفقا : متّكأ أو مقرّا (النّار)وقل لهؤلاء الغافلين: ما جئتكم به هو الحق من ربكم، فمن أراد منكم أن يصدق ويعمل به، فليفعل فهو خير له، ومن أراد أن يجحد فليفعل، فما ظَلَم إلا نفسه. إنا أعتدنا للكافرين نارًا شديدة أحاط بهم سورها، وإن يستغث هؤلاء الكفار في النار بطلب الماء مِن شدة العطش، يُؤتَ لهم بماء كالزيت العَكِر شديد الحرارة يشوي وجوههم. قَبُح هذا الشراب الذي لا يروي ظمأهم بل يزيده، وقَبُحَتْ النار منزلا لهم ومقامًا. وفي هذا وعيد وتهديد شديد لمن أعرض عن الحق، فلم يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يعمل بمقتضاها.
وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا - تفسير السعدي
أي: قل للناس يا محمد: هو الحق من ربكم- أي: قد تبين الهدى من الضلال، والرشد من الغي، وصفات أهل السعادة، وصفات أهل الشقاوة، وذلك بما بينه الله على لسان رسوله، فإذا بان واتضح، ولم يبق فيه شبهة.{ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ }- أي: لم يبق إلا سلوك أحد الطريقين، بحسب توفيق العبد، وعدم توفيقه، وقد أعطاه الله مشيئة بها يقدر على الإيمان والكفر، والخير والشر، فمن آمن فقد وفق للصواب، ومن كفر فقد قامت عليه الحجة، وليس بمكره على الإيمان، كما قال تعالى { لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي } وليس في قوله: { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } الإذن في كلا الأمرين، وإنما ذلك تهديد ووعيد لمن اختار الكفر بعد البيان التام، كما ليس فيها ترك قتال الكافرين.
ثم ذكر تعالى مآل الفريقين فقال: { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ } بالكفر والفسوق والعصيان { نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا }- أي: سورها المحيط بها، فليس لهم منفذ ولا طريق ولا مخلص منها، تصلاهم النار الحامية.{ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا }- أي: يطلبوا الشراب، ليطفئ ما نزل بهم من العطش الشديد.{ يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ }- أي: كالرصاص المذاب، أو كعكر الزيت، من شدة حرارته.{ يَشْوِي الْوُجُوهَ }- أي: فكيف بالأمعاء والبطون، كما قال تعالى { يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد }{ بِئْسَ الشَّرَابُ } الذي يراد ليطفئ العطش، ويدفع بعض العذاب، فيكون زيادة في عذابهم، وشدة عقابهم.{ وَسَاءَتْ } النار { مُرْتَفَقًا } وهذا ذم لحالة النار، أنها ساءت المحل، الذي يرتفق به، فإنها ليست فيها ارتفاق، وإنما فيها العذاب العظيم الشاق، الذي لا يفتر عنهم ساعة، وهم فيه مبلسون قد أيسوا من كل خير، ونسيهم الرحيم في العذاب، كما نسوه.
تفسير الآية 29 - سورة الكهف
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن : الآية رقم 29 من سورة الكهف
وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا - مكتوبة
الآية 29 من سورة الكهف بالرسم العثماني
﴿ وَقُلِ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَن شَآءَ فَلۡيُؤۡمِن وَمَن شَآءَ فَلۡيَكۡفُرۡۚ إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلظَّٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمۡ سُرَادِقُهَاۚ وَإِن يَسۡتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٖ كَٱلۡمُهۡلِ يَشۡوِي ٱلۡوُجُوهَۚ بِئۡسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتۡ مُرۡتَفَقًا ﴾ [ الكهف: 29]
﴿ وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا ﴾ [ الكهف: 29]
تحميل الآية 29 من الكهف صوت mp3
تدبر الآية: وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا
الحقُّ لا ينثني، ولا ينبغي له أن ينحني، ولكنَّه يمضي في طريقه مستقيمًا، فمَن شاء أن يتَّبعَه فلنفسِه بغى الخير، ومَن نأى عنه فإنما وبالُ ذلك عليه.
لقد رضي اللهُ تعالى لعباده الإيمان، ولم يرضَ لهم الكفر، فمَن اختار الكفرَ فقد ظلم نفسه ظلمًا عظيمًا.
جعل الله الوجهَ عنوانَ كرامة الإنسان، فإن لم يرعَ العبدُ حُرمة الدين أذاقه الله مُرَّ العذاب والإذلال.
ما أسوأ حالَ الظالمين في النار! فإنهم إذا طلبوا قِسطًا من الراحة أغيثوا بماء قد تناهى في حرارته ليرتفقوا به؛ هُزءًا بهم، وجزاءً من جنس عملهم.
شرح المفردات و معاني الكلمات : وقل , الحق , ربكم , شاء , فليؤمن , شاء , فليكفر , أعتدنا , للظالمين , نارا , أحاط , سرادقها , يستغيثوا , يغاثوا , بماء , كالمهل , يشوي , الوجوه , بئس , الشراب , ساءت , مرتفقا ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح
- لم يلد ولم يولد
- من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين
- مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد
- الذي خلقني فهو يهدين
- فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا
- قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي
- ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا
- سبحان رب السموات والأرض رب العرش عما يصفون
- وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين
تحميل سورة الكهف mp3 :
سورة الكهف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الكهف
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 18, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب