قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن التبليغ مهمة الرسل في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿مَّآ أَصَابَكَ مِنۡ حَسَنَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٖ فَمِن نَّفۡسِكَۚ وَأَرۡسَلۡنَٰكَ لِلنَّاسِ رَسُولٗاۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا ﴾ [النساء: 79]
ذكِّر مَن يؤمن بالله إن آلمَتهُ بعضُ أقضيته أنَّ ما أصابه إنما هو من شؤم معاصيه، ومَن يزعم أن الشرَّ حصل بسبب داعي حقٍّ فأعلِن له أن الأقدار كلَّها ليست إلا بيد مُدبِّرها سبحانه. أيها اللائمُ القدَر، المتسخِّطُ على الزمان، اعلم أنك إنما أُتِيتَ من قِبَل نفسك، فأحسِن عملَك إن شئتَ أن يُحسنَ الله شأنَك. تبنَّت المعصية كلَّ مصيبة تحلُّ بالإنسان، حتى لتَخال أن بينهما نسبًا لا ينقطع، وتكادُ تجزم أن وحَلَ المعصية لا يدَعُ في الحياة صَفوًا إلا كدَّرَه، ولا اجتماعَ سعدٍ إلا بعثرَه. ﴿وأرسلناكَ للنَّاسِ رسولًا﴾ جملةٌ تنطِق بالرحمة والشرف؛ فقد رحم الله العالمينَ فأرسل إليهم رسولًا يَهديهم، وشرَّف محمَّدًا عليه الصلاة والسلام فجعله رسولَه إليهم جميعًا. الإقرار بوجود الله يُفضي بالعاقل إلى التصديق بالنبوَّة، فما كان الله ليَدَعَ عبدًا من عباده يتقوَّل عليه، ثم يؤيِّده ويرفع ذكرَه في العالمين. |
﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَٱحۡذَرُواْۚ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ ﴾ [المائدة: 92]
الخطايا تُبعد الإنسانَ عن كلِّ محبوب؛ فتُبعده عن ربِّه، وتحولُ بينه وبين القرُبات، فمَن تقرَّب إلى الله بالطاعات، فليحذر ارتكاب السيِّئات. كلَّف الله رسُلَه البلاغَ المبين، ولم يكلِّفهم محاسبةَ المخلوقين، وجعل حسابَهم عليه وحدَه؛ لأنه أعلم بهم من رسُله، وأقدر على عقابهم. خفَّفَ الله عن الأنبياء فلم يُلزمهم باستجابة الناس إلى دعوتهم؛ ولو ألزمهم لشقَّ عليهم؛ فإن قلوب الخلق بيد الخالق لا بيد أحدٍ سواه. |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَسۡـَٔلُواْ عَنۡ أَشۡيَآءَ إِن تُبۡدَ لَكُمۡ تَسُؤۡكُمۡ وَإِن تَسۡـَٔلُواْ عَنۡهَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلۡقُرۡءَانُ تُبۡدَ لَكُمۡ عَفَا ٱللَّهُ عَنۡهَاۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٞ ﴾ [المائدة: 101]
ليس من الرشد والعقل أن يحرِصَ المرءُ على إبداء ما طواه السَّترُ الجميل من الربِّ الجليل من أعمال العبد؛ فلعلَّ في إبدائها ما يسوءُه. ما سكتَ اللهُ عنه فهو عفوٌ اقتضاه حِلمُه على عباده، ويوشك المتعرِّضُ له أن يرتفعَ عنه حلمُ الله، فيكلَّف بالمسؤول عنه ويحاسَب عليه، وكان في عافيةٍ ما ترك التنقيبَ عنه. |
﴿وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَۖ فَمَنۡ ءَامَنَ وَأَصۡلَحَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﴾ [الأنعام: 48]
إنما تصلُح النفوسُ باجتماع البِشارة والنِّذارة، وهذه مهمَّةُ الأنبياء، يعالجون بها الآفات والأدواء. يحسُن بالمتحدِّثِ عن أحكام الحلال والحرام أن يُتبِعَها بالحديث عن حِكَمِها وأسرارِها؛ فإن ذلك يرغِّبُ بحلالها، وينفِّرُ من حرامها. الإيمان والعملُ الصالح يُودِعانِ صاحبَهما في حِصن الأمان والسعادة، فلا خوفَ إلا من الله، ولا حزنَ إلا على التقصير في حقِّه. إصلاح الإنسان نفسَه بالإيمان والعمل، وإصلاحُ غيره بالنصيحة والإرشاد، يجعلانه في اطمئنانٍ وأمان، وعيشٍ بعيدٍ عن الأحزان. |
﴿وَكَذَّبَ بِهِۦ قَوۡمُكَ وَهُوَ ٱلۡحَقُّۚ قُل لَّسۡتُ عَلَيۡكُم بِوَكِيلٖ ﴾ [الأنعام: 66]
مهما أصرَّ أهلُ العناد على تكذيب الحقِّ وردِّه، فإن ذلك لا يَنقُصُ من قَدره ولا الثقةِ به؛ إذ تكفيه شهادةُ الله له. يا داعيَ الحقِّ، إذا ردَّ دعوتَك أكثرُ الناس فلا تذهب نفسُك حسَرات؛ فقد ردُّوا دعوةَ مَن هو مؤيَّدٌ بالآيات والمعجزات! أيظنُّ المعرضون أنهم يَغيظون بصدِّهم مَن دعاهم إلى الحقِّ؟ أوَ لا يعلمون أن الداعيَ مكلَّفٌ بإبلاغ الدعوة لا بنتائجها؟ |
﴿وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشۡرَكُواْۗ وَمَا جَعَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗاۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِوَكِيلٖ ﴾ [الأنعام: 107]
شرك المشركين واقع بمشيئة الله، فيا أهلَ الحقِّ طِيبوا نفسًا فإن الله منَّ عليكم بهدايته، وجعلكم من أهل كرامته. إذا أدَّى الداعيةُ أمانةَ البلاغ المبين فلا يحزنُ بعد ذلك لإعراضِ المعرِضين. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ إِنَّمَآ أَمۡرُهُمۡ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ ﴾ [الأنعام: 159]
البراءة ممَّن فارق الوحيَ والاهتداء، من أهل المِلَل والأهواء، تكليفٌ ربَّاني، وأمرٌ قرآني. تحذير القرآنِ من الاختلاف هو دعوةٌ للأمَّة أن تحرِصَ على الاجتماع والائتلاف على مائدة الحقِّ. كيف سيكون حالُ مَن أُحيلَت قضيَّةُ جَرائرِهم إلى الله تعالى الذي قدَّموا آراءهم على قوله، ومُراداتِهم على مَرضاته، واحتكموا إلى أهوائهم دون حُكمه؟! لو كان مُفارقُ الشرع الربَّانيِّ والهَدي النبويِّ يدري مغَبَّةَ سوء اختياره، وعاقبةَ بُعده وإعراضِه لما فعَل ما فعل. |
﴿وَمَا يَتَّبِعُ أَكۡثَرُهُمۡ إِلَّا ظَنًّاۚ إِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَلُونَ ﴾ [يونس: 36]
تمنيةُ النفسِ بالأوهامِ والظنون التي لا تُبنَى على العلوم؛ لا تنفعُ ولا تُفيد، ولا هي من الأمرِ الرَّشيد. للعاقلِ أن يقفَ متعجِّبًا من أناسٍ كثيرين يَدَعون الحقائقَ واليقين والبراهين، ويتَّبعون الظنونَ والأوهام والتخمين! إخبارُ اللهِ تعالى بعلمه المحيطِ بالأفعال يجعلُ العاقلَ يُراقبُ أفعالَه حتى لا يكون فيها ما يُسخِطُ مولاه الذي سيحاسبُه عليها، بناءً على علمه الواسع بها. |
﴿وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسۡتَ مُرۡسَلٗاۚ قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡ وَمَنۡ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡكِتَٰبِ ﴾ [الرعد: 43]
يا صاحبَ الحقِّ لا تكترث لما يقول أعداؤك فيك، من نزع صفاتِ الثناء، وإلصاقِ التُّهَم التي أنت منها بَراء، بل يكفيك أن الله راضٍ عنك. أهل العلم محلٌّ للثقة وقولِ الحقيقة، فعليهم ألا يهبطوا عن هذه الرتبة العلِيَّة، بكتمان الحقِّ والشهادة بخلافه. ما أجلَّه من تناسبٍ بين مطلعِ السورة الذي يبدأُ بإثبات الرسالة، وختامِها الذي ينتهي بإنكارِ الكفارِ لها! |
﴿فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ ﴾ [النحل: 82]
على الداعية أن يسعى إلى أن يكونَ بلاغُه مبينًا، فيستعملَ من الوسائل والآلات ما يوصله إلى ذلك، وعندئذٍ يكونُ معذورًا عند تولِّي المدعوِّين عنه. |
﴿رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِكُمۡۖ إِن يَشَأۡ يَرۡحَمۡكُمۡ أَوۡ إِن يَشَأۡ يُعَذِّبۡكُمۡۚ وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ وَكِيلٗا ﴾ [الإسراء: 54]
يخوض بعضُ الناس في حالِ غيره ومآله، في هدايته وضلاله، وإنما أمرُ ذلك كلِّه إلى الله الذي يملك القلوب، ويعلم الغيوب، فلندَع الأمرَ لصاحب الأمر. ليس الداعيةُ ربًّا على الخلائق، ولا رقيبًا عليهم، وهو لا يدري عاقبة نفسه، وهو مسؤولٌ عن دعوته لا عن حال مدعوِّيه، ولقد ارتاحت نفسٌ أدَّت ما عليها، وتركت همَّ ما ليس لها. |
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِۦ فَأَعۡرَضَ عَنۡهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتۡ يَدَاهُۚ إِنَّا جَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٗاۖ وَإِن تَدۡعُهُمۡ إِلَى ٱلۡهُدَىٰ فَلَن يَهۡتَدُوٓاْ إِذًا أَبَدٗا ﴾ [الكهف: 57]
ما أظلمَ أعداءَ الحقِّ وأسرعَهم في الإعراض بعد التذكير! أوَما كان الأجدى بهم التريُّث والتأمُّل والتفكير؟ سبحان الله! إن المؤمنَ ليُخطئ فيستحيي من ربِّه كلَّما ذكر ذنبَه، فهل يَنسى المجرم قبيحَ ما يفعله إلا حين يهُون عليه؟! ادعُ إلى الله تعالى، واستمرَّ على ذلك، واعلم أن للهدى قلوبًا متفتِّحةً مستعدَّة للتلقِّي، وللضلال قلوبًا أقسى من الصخر، وحسبُك أنك قد أقمتَ الحجَّة، وبيَّنت للناس صحيحَ المَحَجَّة. |
﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَآ أَنَا۠ لَكُمۡ نَذِيرٞ مُّبِينٞ ﴾ [الحج: 49]
مَن واجهَ دعوةَ الرسل بالتكذيب والاستهزاء واستعجال العذاب فهو إلى الإنذار أحوج منه إلى التبشير، ففي الإنذار ترهيبٌ يحجُز عن الاستمرار في الإصرار على تلك الخطايا. ليس بين الأنبياء وأقوامهم صراعاتٌ شخصية ليطلبوا النكاية بهم، ولا مصالح دنيوية ليتزلفوا إليهم، وإنما هم مبلِّغون ومنذِرون، فمَن آمن من قومهم فلنفسه، ومَن كفر فعليها. رزقُ الله الكريم الذي وعد به عباده المؤمنين وافرٌ، فما أسعد مَن ناله، وحقق في ظله آماله! |
﴿قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيۡكُم مَّا حُمِّلۡتُمۡۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهۡتَدُواْۚ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ ﴾ [النور: 54]
الطاعة الصادقة تكشف عمَّا في الضمير من نية، فمَن صدق كان إسراعُه إلى العمل لا إلى الوعد به؛ إذ طاعةٌ في الوقت أولى من تسويف بالوعد. على الرسول مُهمَّة هي البلاغ المبين، وعلى الناس مهمَّة هي الاستجابة له، فإن أعرضوا فليس عليه حسابهم، وإن أقبلوا فعلى الله أجرُهم وثوابهم. سئل بعض الصالحين: كيف الطريقُ إلى الله؟ فقال: أصحُّ الطرق وأعمرها وأبعدها من الشُّبَه اتِّباعُ الكتاب والسنَّة، قولًا وفعلًا وعقدًا ونيَّة. مَن أراد الهدايةَ إلى كل خير فطاعةُ الرسول عليه الصلاة والسلام هي طريق ما أراد، ومَن حاد عن ذلك فلا هدى له بين العباد. |
﴿إِنَّكَ لَا تُسۡمِعُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَلَا تُسۡمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوۡاْ مُدۡبِرِينَ ﴾ [النمل: 80]
لا يعرف الحق ويُقبل عليه ويحبه ويؤثره على غيره إلا ذو قلب حيٍّ، وأما القلب الميت فلا إحساس فيه ولا تمييز. ما أشبهَ المعرضين عن كتاب الله تعالى بحال الأصَم الذي لو أقبل على محدِّثه ما سمعه، فكيف به وهو مدبر عنه؟ |
﴿وَمَآ أَنتَ بِهَٰدِي ٱلۡعُمۡيِ عَن ضَلَٰلَتِهِمۡۖ إِن تُسۡمِعُ إِلَّا مَن يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُم مُّسۡلِمُونَ ﴾ [النمل: 81]
مَن غاب عقله وانطمسَت بصيرته وأصبح يقوده هواه فقد عميَ عن طريق الهداية، فأنَّى يُهدى مَن هذا حاله؟! ما يصغي امرؤٌ لآيات الله بقلبه ويُقبل عليها بروحه إلا وجدتَّه مسارعًا إلى الإيمان بها، فإن صفاءها يحتاج إلى قلب صافٍ حتى تستقرَّ فيه. |
﴿وَأَنۡ أَتۡلُوَاْ ٱلۡقُرۡءَانَۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ ﴾ [النمل: 92]
لكلِّ داعية من توجيه هذه الآية نصيب؛ بأن يُبلِّغ وحيَ ربِّه، وينذرَ قومه، ولا يضرُّه بعد ذلك مَن لم يستجب له. تلاوة القرآن من أعظم أسباب الهداية، ومن أقوم الطرق لإيصال الرسالة، فما أحسنَ أن يكونَ ذلك مصحوبًا بتبيُّن مبانيها، وكشف أسرار معانيها! إن القرآن لعظمته وجلاله لا يستطيع أحدٌ أن يقفَ منه موقفَ حياد من غير أن يغنَم أو يغرَم، فالقرآن حجَّة لك أو عليك. شأن الأنبيـاء وأتباعِهـم أنهـم يوقظــون في النــاس الفطــرة، ويبلِّغونهم الوحي، دون أن يَحملوهم على الحقِّ كُرهًا، أو يسوقوهم إلى الدين مرغمين، فمَن آمن من الناس نجا، وإلا فحسابه على الله. |
﴿وَإِن تُكَذِّبُواْ فَقَدۡ كَذَّبَ أُمَمٞ مِّن قَبۡلِكُمۡۖ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ ﴾ [العنكبوت: 18]
من كذَّب محمَّدًا عليه الصلاة والسلام فما هو بأولِ مَن كذَّب رسوله؛ فقد سبق المكذِّبَ مكذِّبون، فحلَّ بهم سخَط الله وعقابه، وعلى سَننهم تكون عقوبة مَن وافقهم في التكذيب. ليس على الرسول حسابُ قومه، وإنما عليه إيصالُ البلاغ المبين إليهم، فعلى مَن ورث الأنبياء في البلاغ أن يُبلِّغَ رسالتهم كما بلَّغوها، بنصاعتها وتمامها، من غير نقص ولا إخفاء ولا تغيير. مَن نظر في دين الله تعالى بعين التأمَّل وجده واضحًا بلا غموض، جليًّا بلا خفاء؛ لأن من مهمَّات الرسول البلاغَ المبين، وقد فعل عليه الصلاة والسلام. |
﴿فَٱصۡبِرۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۚ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيۡنَا يُرۡجَعُونَ ﴾ [غافر: 77]
لا تشغل نفسَك بمصير أعداء الحقِّ والدين، فإنه جدُّ وخيم، ولكن اجتهد في الدعوة والثبات على الأمر القويم، والعاقبةُ لا ريبَ للمتَّقين. |
﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيۡهِمۡ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِوَكِيلٖ ﴾ [الشورى: 6]
خاب مَن اتَّخذ الشيطانَ وليًّا، وكفر وصدَّ عن طاعة الله ربِّه؛ ﴿ومَن يتَّخِذِ الشَّيطانَ ولِيًّا من دُونِ الله فَقَد خَسِرَ خُسرانًا مُبِينًا﴾ . على الداعية البلاغُ للناس، وليس عليه حسابُهم ومجازاتهم، فإن ذلك إلى الله لا إليه. ألا فليهتمَّ المبلِّغ بما عليه، وليدَع حسابَ الخلق على الخالق سبحانه. |
﴿فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظًاۖ إِنۡ عَلَيۡكَ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُۗ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِنَّا رَحۡمَةٗ فَرِحَ بِهَاۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ فَإِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ كَفُورٞ ﴾ [الشورى: 48]
على الرسول ومَن دعا بدعوته من أمَّته مُهمَّة البلاغ المبين، وليس عليهم حسابُ مَن أعرض عن الحقِّ أو عقابُه، فذلك على خالقهم سبحانه، فكن أيُّها الداعية مبلِّغًا ولا تكن مُحاسِبا. قُتل الإنسانُ ما أكفرَه! يُفيض الله عليه من نعمه فيفرَح ويطرَب، فإن ابتلاه أو أصابه بذنبه جزِعَ وتسخَّط، وجحَد كلَّ ما سبق! مَن ضعُف اعتقاده في سعادات الآخرة، طار فرحًا بسعادات الدنيا وعرَضها، حتى ينتهي غرورُه بها إلى الكِبْر والعُجب. إن الإنسان لربِّه لَكَنود؛ ينسى نِعم ربِّه عليه، وآلاءه التي ساقها إليه، ولا يذكر إلا البؤس والعناء، فتراه دائمَ الشكوى في بلائه، غير صابر على قضاء الله وقدره. |
﴿فَإِمَّا نَذۡهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنۡهُم مُّنتَقِمُونَ ﴾ [الزخرف: 41]
لا يظنَّ المشركون المعاندون أنهم في مأمن من أخذة الله عزَّ وجلَّ وانتقامه؛ فإن قدرته تعالى تحيط بهم، وعذابَه سيَحُلُّ بهم، فالحذرَ الحذرَ من الشرك وطرُقه. |
﴿أَوۡ نُرِيَنَّكَ ٱلَّذِي وَعَدۡنَٰهُمۡ فَإِنَّا عَلَيۡهِم مُّقۡتَدِرُونَ ﴾ [الزخرف: 42]
لا يظنَّ المشركون المعاندون أنهم في مأمن من أخذة الله عزَّ وجلَّ وانتقامه؛ فإن قدرته تعالى تحيط بهم، وعذابَه سيَحُلُّ بهم، فالحذرَ الحذرَ من الشرك وطرُقه. |
﴿نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَقُولُونَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِجَبَّارٖۖ فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴾ [ق: 45]
أيها الدعاةُ، إنما وظيفتكم تبليغُ رسالة الإسلام وتبيينُ شرع الله، وهو سبحانه أعلمُ بخصومكم، وعند الله تجتمعُ الخصوم. القرآن تبصرةٌ وعِظة، فيه الحجَّةُ البالغة والموعظةُ البليغة، ولكن هيهاتَ أن ينتفعَ به إلا من يخافُ الوعيد، ويطمعُ بالموعود. |
﴿وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۚ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ ﴾ [التغابن: 12]
طاعةُ الرسول واتِّباعُ أمره إنما هو من طاعة الله تعالى، فمَن أنكر السنَّةَ والعمل بها فقد عطَّل الشَّرعَ وخالف القرآن. قال الزُّهري: (منَ الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم). لا تحزن أيها الداعي إن انفضَّ عنك الناسُ ولم يستجيبوا لما تعِظُهم به، فتلك طبيعةُ الدعوة، وأجرُك محفوظ غير منقوص. |
﴿إِلَّا بَلَٰغٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَٰلَٰتِهِۦۚ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا ﴾ [الجن: 23]
يتجلَّى في هذا القول كمالُ العبوديَّة لله تعالى؛ بالإقرار بالعَجز التامِّ، وأنه لا حولَ ولا قوَّةَ لأحدٍ إلا بالله العليِّ العظيم. إذا كان رسولُ الله ﷺ سيِّدُ الأوَّلين والآخرين، وأحبُّ الخلق إلى ربِّ العالمين، لا يملكُ لأحدٍ نفعًا ولا ضرًّا، ولا يمنع نفسَه من الله، فكيف بغيره من البشَر؟! لا تشغَل نفسَك أيها الداعيةُ بالخَلق؛ فإنما أنت مبلِّغٌ عن ربِّك، فانصح لأمَّتك بصدق وإخلاص، ودَعك من سوى ذلك؛ فإنك لا تملك لهم شيئًا. |
﴿وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ ﴾ [عبس: 3]
في الجمع بين (يزكَّى) و(يذكَّر) إشارةٌ إلى ركنَي الرسالة العظيمة؛ فعلِ الطَّاعات، واجتنابِ المُنكَرات. ينبغي أن تجعلَ غايتك أيها الداعيةُ في دعوتك التطهيرَ والتزكية أوَّلًا، والتعليمَ والتذكير ثانيًا، فلا خيرَ في علمٍ بلا تربية. |
﴿أَوۡ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكۡرَىٰٓ ﴾ [عبس: 4]
في الجمع بين (يزكَّى) و(يذكَّر) إشارةٌ إلى ركنَي الرسالة العظيمة؛ فعلِ الطَّاعات، واجتنابِ المُنكَرات. ينبغي أن تجعلَ غايتك أيها الداعيةُ في دعوتك التطهيرَ والتزكية أوَّلًا، والتعليمَ والتذكير ثانيًا، فلا خيرَ في علمٍ بلا تربية. |
﴿فَذَكِّرۡ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٞ ﴾ [الغاشية: 21]
ليس لك أيها الداعيةُ إكراهُ الناس على الإيمان، وما عليك إلا أن تعِظَ وتنصح، والله تعالى هو الهادي إلى سَواء السَّبيل. يقينُ الداعية والمربِّي أن الهداية بيد الله وحدَه يسلِّيه ويُذهب عنه الضِّيقَ من إعراض الناس عن دعوته. |
﴿لَّسۡتَ عَلَيۡهِم بِمُصَيۡطِرٍ ﴾ [الغاشية: 22]
ليس لك أيها الداعيةُ إكراهُ الناس على الإيمان، وما عليك إلا أن تعِظَ وتنصح، والله تعالى هو الهادي إلى سَواء السَّبيل. يقينُ الداعية والمربِّي أن الهداية بيد الله وحدَه يسلِّيه ويُذهب عنه الضِّيقَ من إعراض الناس عن دعوته. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
دار القرار السلم الملكوت الأخلاق الذميمة التحذير من الشيطان إرهاصات القيامة اسم الله الرحمن الركون للظالمين المال الحرام وجوب الوصية
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب