قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن التفرق في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿۞ تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ ﴾ [البقرة: 253]
مع عظيم شأن الرسُل جميعًا قد فضَّل الله بعضَهم على بعض، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله واسع عليم. جِراحات المسلمين وما ينزل بهم من الابتلاءات كلُّها بقدَر الله، ولو شاء سبحانه ما كانت، ولكنَّه تعالى يفعل ما يريد لحِكمٍ عظيمة، فثِق بحكمته تسعَد برضاه. ما شاع الاختلافُ في أمَّةٍ إلا شتَّت شملها، وفرَّق جمعها، وأتى على بُنيانها من القواعد، فاعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرَّقوا. |
﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۡهُ ءَايَٰتٞ مُّحۡكَمَٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَٰبِهَٰتٞۖ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّٰسِخُونَ فِي ٱلۡعِلۡمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ﴾ [آل عمران: 7]
من الأدب في التعامل مع النصِّ الشرعيِّ أن يرُدَّ الناظر فيه المتشابهاتِ إلى المُحكَمات. جعل الله الآياتِ المحكماتِ كاشفةً للمتشابهات؛ ليظهرَ فضلُ العلماء في استنباطاتهم. الزائغون يتركون حقائقَ الكتاب القاطعةَ في آياته المُحكَمة، ويتذرَّعون إلى أهوائهم بالمتشابهات! الراسخ في العلم يردُّ بعض الكتاب إلى بعضِه، فيقضي بمُحكَمه على متشابهه، فينكشفُ له ما يخفى على غيره، أمَّا مَن لم يبلُغه علمه فإنه يؤمن به على مراد ربِّه. الآيات التي قد يَزيغ بها بعضُ المفتونين يزداد بها الراسخون في العلم إيمانًا؛ لأنهم موقنون بأن كتاب ربِّهم حقٌّ كلُّه لا ريبَ فيه. كلَّما ازداد المرءُ عقلًا ازداد بكلامِ الله تذكُّرًا، وكلَّما نقَص تذكُّرُه دلَّ ذلك على نقصان عقلِه. |
﴿إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ وَمَا ٱخۡتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَابِ ﴾ [آل عمران: 19]
لا دينَ يقبله الله إلا الإسلام، ولا إسلامَ بغير استسلامٍ لله تعالى وطاعةٍ لرسوله، واتِّباعٍ لمنهجه، وتحكيمٍ لكتابه في كلِّ أمور الحياة. الإسلام دينُ أنبياء الله ورسُله جميعًا من أوَّلهم إلى آخرهم، لم يكن للبشر قطُّ دينٌ غيرُه. يا حسرةً على مَن جاءه العلمُ فلم يزدَد بالعلم إلا بغيًا وضلالا، ولم يكن العلمُ إلا حُجَّةً عليه ووَبالا. مرتَعُ البغي وَخيم، وجزاء صاحبه معجَّلٌ أليم. |
﴿فَإِنۡ حَآجُّوكَ فَقُلۡ أَسۡلَمۡتُ وَجۡهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡأُمِّيِّـۧنَ ءَأَسۡلَمۡتُمۡۚ فَإِنۡ أَسۡلَمُواْ فَقَدِ ٱهۡتَدَواْۖ وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 20]
في زحمة المحاجَّة ولُجَّة المعاندة لا يَغِب عنك أن يكونَ الدين كلُّه لله. رسالة الإسلام ظاهرةُ الحُجَّة، واضحة المَحَجَّة، فلا يُعرِض عنها إلا مكابرٌ معاند. إن الله عليمٌ بمَن كان صالحًا لقَبول الحقِّ والإيمان، ومن أُشرب قلبُه الكفرَ والعصيان. |
﴿وَلَا تُؤۡمِنُوٓاْ إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمۡ قُلۡ إِنَّ ٱلۡهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ أَن يُؤۡتَىٰٓ أَحَدٞ مِّثۡلَ مَآ أُوتِيتُمۡ أَوۡ يُحَآجُّوكُمۡ عِندَ رَبِّكُمۡۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ ﴾ [آل عمران: 73]
مَن شَمِلَه الله بلطفه فأكرمه بالإسلام، وأنعم عليه بالهداية والسداد، فلن يضرَّه كيدُ الكائدين ولو كان بعضُهم لبعض ظِهريًّا. لم يزل دأبُ أعداء الدين كتمانَ الحقِّ والخير عن المسلمين، فإن أفصَحوا عن بعض الحقيقة فحين لا تكون حُجَّةً عليهم. لا تكتُمنَّ شيئًا من العلم أو الخير خشيةَ أن ينافسَك فيه أحد، فذاك من أخلاق اليهود الحاسدين. لن يمنحَك الفضلَ أحدٌ سوى الله، فهو الكريم به، العليم بمَن يستحقُّه، فارفع يديك إليه، ولا تتعلَّق بمَن لا يُغني عنك من الله شيئًا. |
﴿وَإِنَّ مِنۡهُمۡ لَفَرِيقٗا يَلۡوُۥنَ أَلۡسِنَتَهُم بِٱلۡكِتَٰبِ لِتَحۡسَبُوهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمَا هُوَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَمَا هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 78]
مـن منهـج القـرآن الكريـم البعـدُ عـن التعميم في الأحكام على قومٍ اجترح الباطلَ فريقٌ منهم، وذلك عينُ العدل والإنصاف. ليــس كلُّ ما نُسِــب إلى الدين صحيـحَ النسبة، ولا كلُّ مَن تزيَّا بزِيِّ أهل العلم كان منهم، فكم من منتسبٍ إلى العلم متَّبعٌ هواه، مجترئٌ على ربِّه، والعلم منه بَراء. إذا رأيتَ مَن ينسُب إليك ما ليس منك فلا تعجَب؛ فإن هناك قومًا ينسُبون إلى الله ربِّهم ما لا ينبغي، ويفترون عليه ما يتنزه عنه سبحانه. من ضروب الافتراء على الله: التحريفُ والكذب، ونفيُ المعنى الحقِّ وإثباتُ المعنى الباطل، وتنزيلُ اللفظ الدالِّ على الحقِّ على المعنى الفاسد. |
﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ﴾ [آل عمران: 105]
يا له من تحذيرٍ من التأسِّي باليهود في تنازعهم، واختلاف قلوبهم، وتفرُّق كلمتهم! الآيات البيِّناتُ يتلقَّاها أصحاب القلوب الطاهرة فتعصِمُهم من الفُرقة، ويتلقَّاها أهل الأهواء فلا تزيدهم إلا تدابرًا ونزاعًا. إن رضوان الله لا يُنال بالفُرقة والاختلاف مهما زعم أهلُ الضلال أنهم في سبيل الله، أولى لهم أن يتجنَّبوا سخطَ الله وعذابَه إن كانوا صادقين. |
﴿وَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءٗۖ فَلَا تَتَّخِذُواْ مِنۡهُمۡ أَوۡلِيَآءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَخُذُوهُمۡ وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡۖ وَلَا تَتَّخِذُواْ مِنۡهُمۡ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [النساء: 89]
إذا كان ما تودُّه القلوب يُترجَم عنه بالأفعال، فما الذي يُفسِّر ما نراه من نشر الرذيلة والانحلال، والإلحاد والكفر وأنواع الضَّلال؟! ممَّا يُعرَف به الفرقُ بين المؤمن والكافر غاياتُ كلٍّ منهما، فغاية المؤمن نشرُ الحقِّ وظهورُه، وغاية الكافر بثُّ الباطل وذيوعُه. موالاة الكافرين، والنأيُ عن نصرة المؤمنين، لَبُوسٌ يرتديه المنافقون فيشِفُّ عمَّا تحته من قُبح الكفر، وكلُّ مَن التَحفَ به كان عاريًا عن الإيمان. لا ولايةَ بين مؤمنٍ وكافر؛ لأن الولاية تقتضي النُّصرةَ والمحبَّة، وحسنَ الرأي والتماسَ الأعذار. ترك موالاة الكفَّار واستنصارِهم يعدُّ من عُرى الإيمان الوثيقة، ومن براهين الأفهام الصحيحة العميقة؛ لأن الله تعالى نهى عن موالاتهم، وطلبِ النُّصرة منهم. إنما تكون الولايةُ والنصرة حيث يُرتجى النفع، فما الذي ترتجيه ممَّن يُضمِر لك العداوة، ويودُّ لك أشدَّ أنواع الضَّرر؟! |
﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوۡمِۭ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٌ أَوۡ جَآءُوكُمۡ حَصِرَتۡ صُدُورُهُمۡ أَن يُقَٰتِلُوكُمۡ أَوۡ يُقَٰتِلُواْ قَوۡمَهُمۡۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَسَلَّطَهُمۡ عَلَيۡكُمۡ فَلَقَٰتَلُوكُمۡۚ فَإِنِ ٱعۡتَزَلُوكُمۡ فَلَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ وَأَلۡقَوۡاْ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَمَ فَمَا جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمۡ عَلَيۡهِمۡ سَبِيلٗا ﴾ [النساء: 90]
يُمهل الإسلامُ المتردِّدين الذين تختلجُ في صدورهم مشاعرُ متناقضة، ومراداتٌ شتَّى، فهؤلاء يُؤخَذون باللُّطف؛ عسى رحمةٌ تشملُهم فيغلِب خيرُهم شرَّهم. اختيار الإسلام للسِّلم حيثُما وُجدَ لا يتعارضُ مع منهجه الأساسيِّ، فمتى امتدَّت إليه يدٌ صادقة تريد الأمان غيرَ متلفِّعةٍ بالغدر فإنه يصافحها، ويُوفي عهدَه لها. الأمر كلُّه بيد الله، يحكم بما يشاء، في الحرام والحلال، وما على العبد إلا الامتثالُ دون تردُّد، فمتى أمرَه بالجهاد فعَل، أو بالكفِّ امتثَل. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 150]
رسُل الله عليهم السلام أنوارٌ بزغَت من مِشكاةٍ واحدة، وشرائعهم ترجع إلى أصلٍ واحد، فالواجب الإيمانُ بهم جميعًا. التفريق في الإيمان بين الشارع وحمَلةِ شرعه تفريقٌ باطل لا يصحُّ معه الإيمان، فهل يستقيم إيمانٌ بالله مع تكذيب رسُله؟! وأنَّى يَصدُق في اتِّباع رسول الله ﷺ الطاعنون في صَحابته حمَلةِ رسالته؟! مَن كفر بالله تعالى واستهانَ بدينه فقد باع نفسَه لهوان الآخرة وذلِّ الأبد. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ حَقّٗاۚ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٗا مُّهِينٗا ﴾ [النساء: 151]
رسُل الله عليهم السلام أنوارٌ بزغَت من مِشكاةٍ واحدة، وشرائعهم ترجع إلى أصلٍ واحد، فالواجب الإيمانُ بهم جميعًا. التفريق في الإيمان بين الشارع وحمَلةِ شرعه تفريقٌ باطل لا يصحُّ معه الإيمان، فهل يستقيم إيمانٌ بالله مع تكذيب رسُله؟! وأنَّى يَصدُق في اتِّباع رسول الله ﷺ الطاعنون في صَحابته حمَلةِ رسالته؟! مَن كفر بالله تعالى واستهانَ بدينه فقد باع نفسَه لهوان الآخرة وذلِّ الأبد. |
﴿وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمُهَيۡمِنًا عَلَيۡهِۖ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن لِّيَبۡلُوَكُمۡ فِي مَآ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ﴾ [المائدة: 48]
كم معانٍ للحقِّ تتجلّى في هذا الكتاب الكريم! ولا غَروَ؛ فإنه منزَّل من عند الله الحقِّ العظيم، فالحقُّ يُشرق في عقائده وأحكامه، وأخباره ومواعظه. إذا كان القرآنُ الكريم مهيمنًا على الكتب السابقة وهي كتب الله، فكيف لا يكون مهيمنًا على آراء الأنام، وتصوُّراتِ الأفهام، وأقلام الكتاب، ونتائج الألباب؟! تحكيم الشريعة لا يقوم على إرضاء الأهواء، وتجميع مختلِفي الآراء، وإنما يقوم على القضاء بالحقِّ، رضيَ مَن رضي، وسَخِط مَن سخِط. لمَّا قامت طرائقُ المُعرضين عن الشرع على الضَّلال الموافقِ للشهَوات سماها الله أهواءً؛ لصُدورها عنها. إذا كان الرسولُ الكريم ﷺ قد نُهيَ عن اتِّباع أهواء الناس وهو المؤيَّد من ربِّه، البريءُ من أهواء نفسه، فما بالك بغيره ممَّن ينازعُه الهوى ويغالبه، وتحاصرُه الشهواتُ وتحاربه؟ ما من طريقٍ ثالث لصاحب الحقِّ مع المخالف. إما أن يسلكَ معه جادَّتَه، وإما أن يذَرَه ومنهاجَه. سُنة من الابتلاء ماضيةٌ، وطريقةٌ في الحياة باقية، أن الناسَ لا يزالون مختلفين، وعلى الحقِّ متنازعين، فجمعُهم كلِّهم على نهج واحد محاولةٌ عقيمة لا تكون، وغايةٌ بعيدةٌ لا تُدرَك. في طريق الخيرات لا تستعمل كوابحَ الوقوف، ولا تُبطِئ إن رأيتَ كثرة الواقفين، ولكن استَبِق وسارع، واغتنم ونافس. بيَّن الله للناس في الدنيا ما فيه يختلفون، بإرسال المرسَلين، وإظهار أدلَّة الحقِّ المبين، ومع ذلك قد يَخفى المحقُّ من المُبطل، لكنَّه في الآخرة إذا جازاهم امتاز أهلُ الحقِّ من أهل الباطل. |
﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ ﴾ [الأنعام: 112]
أهل الباطلِ مع ما بينهم من العداوات، تراهم متعاونين في عَداء الحقِّ وأهله، وليس ذلك في الإنس فحسب، بل يشاركهم فيه شِرار الجنِّ. العدوُّ المبين ليس من شَرطِه أن يبارزَ بالعداوة ويجاهر، بل قد يتلطَّفُ بالقول الهيِّن الليِّن، والعاقلُ مَن ميَّز ذلك، وأخذ للأمر أُهبتَه. تدبَّر حِكمةَ الله ممَّا يجري في كونه، فما من شيءٍ منه خارجٌ عن سُلطانه. مشهد التجمُّع على خُطَّة الشياطين جديرٌ بأن يسترعيَ وعيَ أهل الحقِّ لمعرفة طبيعتها، ومشهدُ إحاطةِ مشيئة الله بها جديرٌ بأن يُطَمئنَ القلب. |
﴿وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ وَلِيَرۡضَوۡهُ وَلِيَقۡتَرِفُواْ مَا هُم مُّقۡتَرِفُونَ ﴾ [الأنعام: 113]
يَحولُ الإيمانُ بالآخرة دون اتِّباعِ الشهَواتِ المُرديةِ والفِرى المُزخرَفة. الإصغاء إلى الباطل، والتفاتُ القلب إليه، والرضا به، دلائلُ على عدم اعتقاد المرءِ باليوم الآخر، أو على ضعفِ يقينه به. |
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ إِنَّمَآ أَمۡرُهُمۡ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ ﴾ [الأنعام: 159]
البراءة ممَّن فارق الوحيَ والاهتداء، من أهل المِلَل والأهواء، تكليفٌ ربَّاني، وأمرٌ قرآني. تحذير القرآنِ من الاختلاف هو دعوةٌ للأمَّة أن تحرِصَ على الاجتماع والائتلاف على مائدة الحقِّ. كيف سيكون حالُ مَن أُحيلَت قضيَّةُ جَرائرِهم إلى الله تعالى الذي قدَّموا آراءهم على قوله، ومُراداتِهم على مَرضاته، واحتكموا إلى أهوائهم دون حُكمه؟! لو كان مُفارقُ الشرع الربَّانيِّ والهَدي النبويِّ يدري مغَبَّةَ سوء اختياره، وعاقبةَ بُعده وإعراضِه لما فعَل ما فعل. |
﴿وَقُلۡ إِنِّيٓ أَنَا ٱلنَّذِيرُ ٱلۡمُبِينُ ﴾ [الحجر: 89]
لا يُصدِّقُ بعضَ كتابِ الله دون بعض إلا سائرٌ على نهج مَن حلَّ بهم العذابُ ولم يعتبر. |
﴿عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [الحجر: 93]
ما أشقَّ أن يُحاسَبَ العبدُ على كلِّ صغيرةٍ اجترحها، وكلِّ كبيرة اقترفها! فإنه مَن نُوقشَ الحسابَ عُذِّب، فكيف بما وراءَه؟! |
﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكٗا لِّيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۗ فَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَلَهُۥٓ أَسۡلِمُواْۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُخۡبِتِينَ ﴾ [الحج: 34]
من عظيم البراهين على منزلة عبادة من العبادات أن تراها مشروعةً في جميع الشرائع، وهكذا كان النحر، فهل يقدر المسلم هذه الشعيرةَ قدرها؟ مالُك هو من رزق الله لك، ومن فضله عليك، فمن شُكره أن تبتغي به رضاه، فتنسُبه إليه. ذبحُ النسيكة مشهدٌ من مشاهد التوحيد؛ فبها يتقرَّب المسلم الموحِّد إلى الله، وعلى اسمه يذبحها، وله وحدَه يصرف شكرَها. طوبى للحجيج المخبِتين الذي استسلموا لربِّ العالمين، وانقادوا له راضين، وكانوا له متواضعين. مَن أخبتَ لله قلبُه استنارت بالأعمال الصالحات جوارحُه، فنالته البِشارات، وهطَلَت عليه الخيرات، فأصلِح قلبك؛ فإنه موضع نظر ربِّك منك. |
﴿لِّكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكًا هُمۡ نَاسِكُوهُۖ فَلَا يُنَٰزِعُنَّكَ فِي ٱلۡأَمۡرِۚ وَٱدۡعُ إِلَىٰ رَبِّكَۖ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدٗى مُّسۡتَقِيمٖ ﴾ [الحج: 67]
شريعة الله تراعي اختلاف الأمــم، وأحوالهــا وأوقاتهــا، فكل ذلك منظور غير مغفل في التشريعات السابقة، ولا الشريعة الخاتمة، فلا يعترضن أحد عليها بروح العصر! فإنما وضعت يوم وضعت لكل عصر يأتي بعدُ إلى قيام الساعة. لا تلتفت إلى مَن ينازعونك في الحق وينتصرون للباطل، وعاملهم بالإغفال ما داموا مصرين على الجدال، حتى ينقادوا للحق ويستسلموا له ويتركوا المنازعة فيه، ويا حبذا المتاركة بالوعيد والإنذار الصادر في قالبِ رفقٍ ولين. اطمئنانُك إلى أن ما أنت فيه من الهدى هو الحقُّ يعينك في الثبات عليه والدعوة إليه. إنما يجدي الجدل مع القلوب المستعدة للهدى، التي تطلب المعرفة، وتبحث بصدق عن الدليل، لا مع القلوب المصرة على الضلال والمكابرة، فليَكلِ الداعي في نهاية الأمر حالهم إلى الله تعالى. |
﴿فَتَقَطَّعُوٓاْ أَمۡرَهُم بَيۡنَهُمۡ زُبُرٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ ﴾ [المؤمنون: 53]
الناس من بعد الأنبياء أحزاب متنازعة، لا تلتقي على منهج، ألا ترى كيف تنازعوا الأمرَ حتى مزقوه بينهم مِزقًا، ثم مضى كل حزب بالمزقة التي خرجت في يده فرحًا؟! |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَهُمۡ لَهَا سَٰبِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 61]
تبقى الخشيةُ والإيمان وتحقيق التوحيد مجرَّد دعاوى، ما لم يصدِّقها السباقُ إلى الخيرات، والمسارعة إلى الطاعات. |
﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفُ أَلۡسِنَتِكُمۡ وَأَلۡوَٰنِكُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡعَٰلِمِينَ ﴾ [الروم: 22]
ما في خلق السماوات والأرض هو دعوةٌ إلى تدبُّر هذه الآيات الكونيَّة الشاهدة على جلال الله وكماله، وجماله وعلمه وإتقانه، وعموم رحمته وفضله. اختلاف الناس في أصواتهم وأشكالهم آيةٌ عظيمة، ومنَّة على الخلق جسيمة؛ إذ لو كانوا كلَّهم متَّفقي الألوان والأصوات فكيف ستكون الحياة؟ مَن لم يوسِله علمُه بالخلق إلى معرفة قدرة الخالق ومشيئته ووَحدانيته وحكمته وكمال علمه وواسع فضله فليس بعالم وإن أشير إليه بالبَنان. |
﴿مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ ﴾ [الروم: 32]
متى رأيت الأمَّة فِرَقًا تجتزئ الدين، وأحزابًا مختلفة داخل جمع المسلمين، كلها تزعم أنها على الحق؛ فاعلم أنه أصابها من أمراض المشركين ما أصابها، ولم ينجُ من ذلك إلا الذين اجتمعوا على الدين كله، ولم يفرِّقوا بعضَه عن بعض. علامَ تمزَّق الوحدة الإيمانيَّة بالتفرُّق والشِّقاق، والتضليل والتبديع، في مسائلَ اجتهاديَّة، لا توجب ذلك الشَّتات؟ |
﴿۞ شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ ٱللَّهُ يَجۡتَبِيٓ إِلَيۡهِ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَن يُنِيبُ ﴾ [الشورى: 13]
لن تجتمعَ كلمة المؤمنين حتى يجتمعوا على دين الله الواحد، فهو الكفيل بانتفاء الخلاف والشِّقاق فيما بينهم، وبثِّ السلام والوئام. إقامة الدين إنما تكون برفع أركانه، وإرساخ بنيانه، وحفظه من أن يَقَعَ فيه زيغٌ أو انحراف، فهنيئًا لمَن أقامه. شرُّ التفرُّق التفرُّقُ في الدين، فهو سبب الهلاك والبلاء، وعاقبته الخسارة والفناء، فلنكن في الحقِّ يدًا واحدة. سُنن الله في خلقه لا تزول ولا تحول؛ فمَن تقرَّب إليه بالطاعة زاده منه قربًا، ووفَّقه للثبات، ومنَّ عليه بحُسن الختام. |
﴿وَمَا تَفَرَّقُوٓاْ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى لَّقُضِيَ بَيۡنَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُورِثُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُ مُرِيبٖ ﴾ [الشورى: 14]
على المسلمين الحذرُ من التفرُّق؛ فإنه طريقٌ للهلاك دينًا ودنيا، وكيف يتفرَّقون وعندهم عواملُ الاجتماع، وأسبابُ الائتلاف؟! |
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞ ﴾ [الحجرات: 13]
النداء للناس نداءٌ سماويٌّ لهم كافَّة، بأن منشأهم واحد، وأصلهم واحد، فلا يختلفوا ولا يتفرَّقوا. الأصل أن تبايُن قبائل الناس وسيلةٌ للتعارف والتحابِّ، لا أن يُتَّخذَ مطيَّةً للتباغض والتفاخر. مَن أكرمه الله عزَّ وجلَّ حاز أسبابَ السعادة، ونال مقاليد النجاة، ولا أكرمَ على الله تعالى ممَّن اتقاه، وحفظ حدوده في سرِّه ونجواه. ردَّ الله تعالى التقوى لعلمه وخبرته ليقطعَ بذلك طريق مَن ادَّعاها، فلا تزكيةَ للنفس، ولا ادعاء بحيازتها الفضائل. |
﴿وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ ﴾ [البينة: 4]
إقامة الحُجَج الساطعات، والبيِّنات الواضحات، يقتضي الاجتماعَ على الحقِّ لا التفرُّق فيه، ولكن ﴿وما تفرَّقوا إلَّا من بعدِ ما جاءَهُم العلمُ بَغيًا بينهُم﴾ . أيها المؤمنون، احذروا سلوكَ سبيل الكفَّار من أهل الكتاب؛ من الاختلاف والتفرُّق على ما أُرسل إليهم من بيِّنات، فإنَّ عاقبة الاختلاف شرٌّ مُستطير. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
المسؤولية الفردية اسم الله السلام الاستئذان في البيت اسم الله القاهر المكر قتال من ألقى سلاح القارعة الإيثار قصة أصحاب الكهف نور السماوات والأرض
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب