تفسير الشوكاني تفسير الصفحة 153 من المصحف



فتح القدير - صفحة القرآن رقم 153

152

قوله: 23- "قالا ربنا ظلمنا أنفسنا" جملة استئنافية مبنية على تقدير سؤال كأنه قيل فماذا قالا؟ وهذا منهما اعتراف بالذنب وأنهما ظلما أنفسهما مما وقع منهما من المخالفة، ثم قالا: "وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين".
وجملة 24- "قال اهبطوا" استئناف كالتي قبلها، والخطاب لآدم وحواء وذريتهما، أو لهما ولإبليس، وجملة "بعضكم لبعض عدو" في محل نصب على الحال "ولكم في الأرض مستقر" أي موضع استقرار "و" لكم "متاع" تتمتعون به في الدنيا وتنتفعون به من المطعم والمشرب ونحوهما "إلى حين" أي إلى وقت، وهو وقت موتكم.
وجملة 25- "قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون" استئنافية كالتي قبلها: أي في الأرض تحيون، وفيها يأتيكم الموت، ومنها تخرجون إلى دار الآخرة، ومثله قوله تعالى: "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى" واعلم أنه قد سبق شرح هذه القصة مستوفى في البقرة فارجع إليه. وقد أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن وهب بن منبه في قوله: " ليبدي لهما ما وري عنهما من سوآتهما " قال: كان على كل واحد منهما نور لا يبصر كل واحد منهما سوءة صاحبه، فلما أصابا الخطيئة نزع عنهما. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: أتاهما إبليس فقال: ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين مثله، يعني مثل الله عز وجل، فلم يصدقاه حتى دخل في جوف الحية فكلمهما. وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في الآية "إلا أن تكونا ملكين" فإن أخطأكما أن تكونا ملكين لم يخطئكما أن تكونا خالدين فلا تموتان فيها أبداً "وقاسمهما" قال: حلف لهما "إني لكما لمن الناصحين". وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب في قوله: "فدلاهما بغرور" قال: مناهما بغرور. وأخرج ابن المنذر وابن أبي شيبة عن عكرمة قال: لباس كل دابة منها، ولباس الإنسان الظفر، فأدركت آدم التوبة عند ظفره. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي وابن عساكر عن ابن عباس قال: كان لباس آدم وحواء كالظفر، فلما أكلا من الشجرة لم يبق عليهما إلا مثل الظفر "وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة" قال: ينزعان ورق التين فيجعلانه على سوآتهما. وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال: لما أسكن الله آدم الجنة كساه سربالاً من الظفر، فلما أصاب الخطيئة سلبه السربال فبقي في أطراف أصابعه. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عنه نحوه من طريق أخرى. وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك قال: كان لباس آدم في الجنة الياقوت، فلما عصى قلص فصار الظفر. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: "وطفقا يخصفان" قال: يرقعان كهيئة الثوب. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي "وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة" قال آدم: رب إنه حلف لي بك ولم أكن أعلم أن أحداً من خلقك يحلف بك إلا صادقاً. وأخرج عبد بن حميد عن الحسن: "قالا ربنا ظلمنا أنفسنا" الآية قال: هي الكلمات التي تلقى آدم من ربه. وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك مثله.
عبر سبحانه بالإنزال عن الخلق: أي خلقنا لكم لباساً يواري سوآتكم التي أظهرها إبليس من أبويكم، والسوءة العورة كما سلف، والكلام في قدرها وما يجب ستره منها مبين في كتب الفروع. قوله: "وريشاً" قرأ الحسن وعاصم من رواية المفضل الضبي وأبو عمرو من رواية الحسن بن علي الجعفي ورياشاً وقرأ الباقون وريشاً والرياش جمع ريش: وهو اللباس. قال الفراء: ريش ورياش كما يقال: لبس ولباس، وريش الطائر ما ستره الله به. وقيل المراد بالريش هنا: الخصب ورفاهية العيش. قال القرطبي: والذي عليه أكثر أهل اللغة أن الريش ما ستر من لباس أو معيشة. وحكى أبو حاتم عن أبي عبيدة: وهبت له دابة وريشها: أي وما عليها من اللباس. وقيل: المراد بالريش هنا لباس الزينة لذكره بعد قوله: "قد أنزلنا عليكم لباساً" وعطفه عليه. قوله: "ولباس التقوى" قرأ أهل المدينة وابن عامر والكسائي بنصب لباس. وقرأ الباقون بالرفع، فالنصب على أنه معطوف على لباس الأول، والرفع على أنه مبتدأ، وجملة "ذلك خير" خبره، والمراد بلباس التقوى: لباس الورع واتقاء معاصي الله، وهو الورع نفسه والخشية من الله، فذلك خير لباس وأجمل زينة، وقيل: لباس التقوى الحياء، وقيل: العمل الصالح، وقيل: هو لباس الصوف والخشن من الثياب لما فيه من التواضع لله، وقيل: هو الدرع والمغفر الذي يلبسه من يجاهد في سبيل الله، والأول أولى. وهو يصدق على كل ما فيه تقوى لله فيندرج تحته جميع ما ذكر من الأقوال، ومثل هذه الاستعارة كثيرة الوقوع في كلام العرب، ومنه: إذ المرء لم يلبس ثياباً من التقى تقلب عرياناً وإن كان كاسيا ومثله: تغط بأثواب السخاء فإنني أرى كل عيب والسخاء غطاؤه والإشارة بقوله: "ذلك" إلى لباس التقوى: أي هو خير لباس، وقرأ الأعمش " ولباس التقوى ذلك خير " والإشارة بقوله: "ذلك من آيات الله" إلى الإنزال المدلول عليه بأنزلنا: أي ذلك الإنزال من آيات الله الدالة على أنه له خالقاً ثم كرر الله سبحانه النداء لبني آدم تحذيراً لهم من الشيطان.
فقال: 27- "يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان" أي لا يوقعنكم في الفتنة، فالنهي وإن كان للشيطان فهو في الحقيقة لبني آدم بأن لا يفتتنوا بفتنته ويتأثروا لذلك، والكاف في "كما أخرج" نعت مصدر محذوف: أي لا يفتننكم فتنة مثل إخراج أبويكم من الجنة، وجملة "ينزع عنهما لباسهما" في محل نصب على الحال، وقد تقدم تفسيره، واللام في "ليريهما سوآتهما" لام كي: أي لكي يريهما، وقد تقدم تفسيره أيضاً. قوله: "إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم" هذه الجملة تعليل لما قبلها مع ما تتضمنه من المبالغة في تحذيرهم منه، لأن من كان بهذه المثابة يرى بني آدم من حيث لا يرونه، كان عظيم الكيد، وكان حقيقاً بأن يحترس منه أبلغ احتراس "وقبيله" أعوانه من الشياطين وجنوده. وقد استدل جماعة من أهل العلم بهذه الآية على أن رؤية الشياطين غير ممكنة، وليس في الآية ما يدل على ذلك، وغاية ما فيها أنه يرانا من حيث لا نراه، وليس فيها أنا لا نراه أبداً، فإن انتفاء الرؤية منا له في وقت رؤيته لنا لا يستلزم انتفاءها مطلقاً، ثم أخبر الله سبحانه بأنه جعل الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون من عباده وهم الكفار. وقد أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: "يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم" قال: كان ناس من العرب يطوفون بالبيت عراة، وفي قوله: "وريشاً" قال: المال. وأخرج ابن جرير عن عروة بن الزبير في قوله: "لباساً يواري سوآتكم" قال: الثياب "وريشاً" قال: المال "ولباس التقوى" قال: خشية الله. وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن علي في قوله: "لباساً يواري سوآتكم" قال: لباس العامة "وريشاً" قال: لباس الزينة "ولباس التقوى" قال: الإسلام. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق عن ابن عباس في قوله: "وريشاً" قال: المال واللباس والعيش والنعيم، وفي قوله: "ولباس التقوى" قال: الإيمان والعمل الصالح "ذلك خير" قال: الإيمان والعمل خير من الريش واللباس. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في قوله: "وريشاً" يقول: المال. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: "ينزع عنهما لباسهما" قال: التقوى، وفي قوله: "إنه يراكم هو وقبيله" قال: الجن والشياطين.
الفاحشة: ما تبالغ في فحشه وقبحه من الذنوب. قال أكثر المفسرين: هي طواف المشركين بالبيت عراة. وقيل: هي الشرك، والظاهر أنها تصدق على ما هو أعم من الأمرين جميعاً، والمعنى: أنهم إذا فعلوا ذنباً قبيحاً متبالغاً في القبح اعتذروا عن ذلك بعذرين: الأول: أنهم فعلوا ذلك اقتداء بآبائهم لما وجدوهم مستمرين على فعل تلك الفاحشة، والثاني: أنهم مأمورون بذلك من جهة الله سبحانه. وكلا العذرين في غاية البطلان والفساد، لأن وجود آبائهم على القبح لا يسوغ لهم فعله، والأمر من الله سبحانه لهم لم يكن بالفحشاء، بل أمرهم باتباع الأنبياء والعمل بالكتب المنزلة ونهاهم عن مخالفتهما، ومما نهاهم عنه فعل الفواحش، ولهذا رد الله سبحانه عليهم بأن أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: 28- "إن الله لا يأمر بالفحشاء" فكيف تدعون ذلك عليه سبحانه، ثم أنكر عليهم ما أضافوه إليه، فقال: "أتقولون على الله ما لا تعلمون" وهو من تمام ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقوله لهم، وفيه من التقريع والتوبيخ أمر عظيم، فإن القول بالجهل إذا كان قبيحاً في كل شيء فكيف إذا كان في التقول على الله؟ وإن في هذه الآية الشريفة لأعظم زاجر وأبلغ واعظ للمقلدة الذين يتبعون آباءهم في المذاهب المخالفة للحق، فإن ذلك من الاقتداء بأهل الكفر لا بأهل الحق، فإنهم القائلون: "إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون" والقائلون: " وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها " والمقلد لولا اغتراره بكونه وجد أباه على ذلك المذهب، مع اعتقاده بأنه الذي أمر الله به، وأنه الحق لم يبق عليه، وهذ الخصلة هي التي بقي بها اليهودي على اليهودية والنصراني على النصرانية والمبتدع على بدعته، فما أبقاهم على هذه الضلالات إلا كونهم وجدوا آباءهم في اليهودية والنصرانية أو البدعية وأحسنوا الظن بأن ما هم عليه هو الحق الذي أمر الله به ولم ينظروا لأنفسهم، ولا طلبوا الحق كما يجب وبحثوا عن دين الله كما ينبغي، وهذا هو التقليد البحت والقصور الخالص، فيا من نشأ على مذهب من هذه المذاهب الإسلامية أنا لك النذير المبالغ في التحذير من أن تقول هذه المقالة وتستمر على الضلالة، فقد اختلط الشر بالخير والصحيح بالسقيم وفاسد الرأي بصحيح الرواية. ولم يبعث الله إلى هذه الأمة إلا نبياً واحداً أمرهم باتباعه ونهى عن مخالفته فقال: "ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" ولو كان محض رأي أئمة المذاهب وأتباعهم حجة على العباد، لكان لهذه الأمة رسل كثيرون متعددون بعدد أهل الرأي المكلفين للناس بما لم يكلفهم الله به. وإن من أعجب الغفلة وأعظم الذهول عن الحق اختيار المقلدة لآراء الرجال مع وجود كتاب الله، ووجود سنة رسوله، ووجود من يأخذونهما عنه، ووجود آلة الفهم لديهم وملكة العقل عندهم.
قوله: 29- "قل أمر ربي بالقسط" القسط: العدل، وفيه أن الله سبحانه يأمر بالعدل لا كما زعموه من أن الله أمرهم بالفحشاء، وقيل: القسط هنا هو لا إله إلا الله، وفي الكلام حذف: أي قل أمر ربي بالقسط فأطيعوه. قوله: "وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد" معطوف على المحذوف المقدر: أي توجهوا إليه في صلاتكم إلى القبلة في أي مسجد كنتم، أو في كل وقت سجود، أو في كل مكان سجود، على أن المراد بالسجود الصلاة "وادعوه مخلصين له الدين" أي ادعوه أو اعبدوه حال كونكم مخلصين الدعاء، أو العبادة له، وقيل: وحدوه ولا تشركوا به. قوله: "كما بدأكم تعودون" الكاف نعت مصدر محذوف. وقال الزجاج: هو متعلق بما قبله. والمعنى: كما أنشأكم في ابتداء الخلق يعيدكم، فيكون المقصود الاحتجاج على منكري البعث، فيجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، وقيل: كما أخرجكم من بطون أمهاتكم تعودون إليه كذلك ليس معكم شيء، فيكون مثل قوله تعالى: "ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة" وقيل: كما بدأكم من تراب تعودون إلى التراب.
30- "فريقاً هدى" منتصب بفعل يفسره ما بعده، وقيل: منتصب على الحال من المضمر في تعودون: أي تعودون فريقين: سعداء وأشقياء ويقويه قراءة أبي فريقين فريقاً هدى، والفريق الذي هداه الله هم المؤمنون بالله المتبعون لأنبيائه، والفريق الذي حقت عليه الضلالة هم الكفار. قوله: "إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله" تعليل لقوله: "وفريقاً حق عليهم الضلالة" أي ذلك بسبب أنهم أطاعوا الشياطين في معصية الله، ومع هذا فإنهم "يحسبون أنهم مهتدون" ولم يعترفوا على أنفسهم بالضلالة، وهذا أشد في تمردهم وعنادهم. وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: "والذين إذا فعلوا فاحشة" قال: كانوا يطوفون بالبيت عراة، فنهوا عن ذلك. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي مثله. وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب نحوه. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال: والله ما أكرم الله عبداً قط على معصيته ولا رضيها له ولا أمر بها، ولكن رضي لكم بطاعته ونهاكم عن معصيته. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: "أمر ربي بالقسط" قال: بالعدل "وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد" قال: إلى الكعبة حيث صليتم في كنيسة أو غيرها "كما بدأكم تعودون" قال: شقي وسعيد. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: "كما بدأكم تعودون" الآية قال: إن الله بدأ خلق بني آدم مؤمناً وكافراً كما قال "هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن" ثم يعيدهم يوم القيامة كما بدأ خلقهم مؤمناً وكافراً. وأخرج ابن جرير، عن جابر في الآية قال: يبعثون على ما كانوا عليه: المؤمن على إيمانه والمنافق على نفاقه. وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عنه أنه ذكر القدرية فقال: قاتلهم الله أليس قد قال الله تعالى: " كما بدأكم تعودون * فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة ". وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً في الآية: يقول كما خلقناكم أول مرة كذلك تعودون.
هذا خطاب لجميع بني آدم وإن كان وارداً على سبب خاص، فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب والزينة ما يتزين به الناس من الملبوس، أمروا بالتزين عند الحضور إلى المساجد للصلاة والطواف. وقد استدل بالآية على وجوب ستر العورة في الصلاة، وإليه ذهب جمهور أهل العلم، بل سترها واجب في كل حال من الأحوال وإن كان الرجل خالياً كما دلت عليه الأحاديث الصحيحة، والكلام على العورة وما يجب ستره منها مفصل في كتب الفروع. قوله: 31- "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" أمر الله سبحانه عباده بالأكل والشرب، ونهاهم عن الإسراف فلا زهد في ترك مطعم ولا مشرب، وتاركه بالمرة قاتل لنفسه وهو من أهل النار، كما صح في الأحاديث الصحيحة والمقلل منه على وجه يضعف به بدنه ويعجز عن القيام بما يجب عليه القيام به من طاعة أو سعي على نفسه، وعلى من يعول مخالفاً لما أمر الله به وأرشد إليه، والمسرف في إنفاقه على وجه لا يفعله إلا أهل السفه، والتبذير مخالف لما شرعه الله لعباده واقع في النهي القرآني، وهكذا من حرم حلالاً أو حلل حراماً، فإنه يدخل في المسرفين ويخرج عن المقتصدين. ومن الإسراف الأكل لا لحاجة، وفي وقت شبع.