تفسير الشوكاني تفسير الصفحة 152 من المصحف



فتح القدير - صفحة القرآن رقم 152

151

وجملة 12- " قال ما منعك أن لا تسجد " مستأنفة جواب سؤال مقدر، كأنه قيل: فماذا قال له الله؟ و لا في " أن لا تسجد " زائدة للتوكيد بدليل قوله تعالى في سورة ص: "ما منعك أن تسجد"، وقيل: إن منع بمعنى قال، والتقدير: من قال لك أن لا تسجد، وقيل منع بمعنى دعا: أي ما دعاك إلى أن لا تسجد، وقيل في الكلام حذف، والتقدير: ما منعك من الطاعة وأحوجك إلى أن لا تسجد "إذ أمرتك": أي وقت أمرتك، وقد استدل به على أن الأمر للفور، والبحث مقرر في علم الأصول، والاستفهام في "ما منعك" للتقريع والتوبيخ، وإلا فهو سبحانه عالم بذلك، وجملة "قال أنا خير منه" مستأنفة جواب سؤال مقدر كأنه قيل: فما قال إبليس؟ وإنما قال في الجواب أنا خير منه، ولم يقل منعني كذا، لأن في هذه الجملة التي جاء بها مستأنفة ما يدل على المانع وهو اعتقاده أنه أفضل منه. والفاضل لا يفعل مثل ذلك للمفضول مع ما تفيده هذه الجملة من إنكار أن يؤمر مثله بالسجود لمثله. ثم علل ما ادعاه من الخيرية بقوله: "خلقتني من نار وخلقته من طين" اعتقاداً منه أن عنصر النار أفضل من عنصر الطين. وقد أخطأ عدو الله فإن عنصر الطين أفضل من عنصر النار من جهة رزانته وسكونه وطول بقائه وهي حقيقة مضطربة سريعة النفاد، ومع هذا فهو موجود في الجنة دونها، وهي عذاب دونه، وهي محتاجة إليه لتتحيز فيه، وهو مسجد وطهور، ولولا سبق شقاوته وصدق كلمة الله عليه لكان له بالملائكة المطيعين لهذا الأمر أسوة وقدوة، فعنصرهم النوري أشرف من عنصره الناري.
وجملة 13- "قال فاهبط" استئنافية كالتي قبلها، والفاء لترتيب الأمر بالهبوط على مخالفته للأمر: أي اهبط من السماء التي هي محل المطيعين من الملائكة الذين لا يعصون الله فيما أمرهم إلى الأرض التي هي مقر من يعصي ويطيع، فإن السماء لا تصلح لمن يتكبر ويعصي أمر ربه مثلك، ولهذا قال: "فما يكون لك أن تتكبر فيها". ومن التفاسير الباطلة ما قيل إن معنى "اهبط منها" أي اخرج من صورتك النارية التي افتخرت بها صورة مظلمة مشوهة، وقيل: المراد هبوطه من الجنة، وقيل: من زمرة الملائكة، وجملة "فاخرج" لتأكيد الأمر بالهبوط، وجملة "إنك من الصاغرين" تعليل للأمر: أي إنك من أهل الصغار والهوان على الله وعلى صالحي عباده وهكذا كل من تردى برداء الاستكبار عوقب بلبس رداء الهوان والصغار. ومن لبس رداء التواضع ألبسه الله رداء الترفع.
وجملة 14- "قال أنظرني إلى يوم يبعثون" استئنافية كما تقدم في الجمل السابقة: أي أمهلني إلى يوم البعث، وكأنه طلب أن لا يموت، لأن يوم البعث لا موت بعده، والضمير في "يبعثون" لآدم وذريته.
فأجابه الله بقوله: 15- "إنك من المنظرين" أي الممهلين إلى ذلك اليوم، ثم تعاقب بما قضاه الله لك، وأنزله بك في دركات النار. قيل: الحكمة في إنظاره ابتلاء العباد ليعرف من يطيعه ممن يعصيه.
وجملة 16- "قال فبما أغويتني" مستأنفة كالجمل السابقة واردة جواباً لسؤال مقدر، والباء في "فبما" للسببية والفاء لترتيب الجملة على ما قبلها، وقيل: الباء للقسم كقوله: "فبعزتك لأغوينهم أجمعين" أي فبإغوائك إياي "لأقعدن لهم صراطك المستقيم" والإغواء: الإيقاع في الغي، وقيل: الباء بمعنى اللام، وقيل بمعنى مع. والمعنى: فمع إغوائك إياي، وقيل: "ما" في "فبما أغويتني" للاستفهام. والمعنى: فبأي شيء أغويتني والأول أولى. ومراده بهذا الإغواء الذي جعله سبباً لما سيفعله مع العباد هو ترك السجود منه وأن ذلك كان بإغواء الله له، حتى اختار الضلالة على الهدى، وقيل: أراد به اللعنة التي لعنه الله: أي فبما لعنتني فأهلكتني لأقعدن لهم ومنه "فسوف يلقون غياً" أي هلاكاً. وقال ابن الأعرابي: يقال: غوى الرجل يغوي غياً: إذا فسد عليه أمره أو فسد هو نفسه، ومنه "وعصى آدم ربه فغوى" أي فسد عيشه في الجنة "لأقعدن لهم" أي لأجدن في إغوائهم حتى يفسدوا بسببي كما فسدت بسبب تركي السجود لأبيهم. والصراط المستقيم هو الطريق الموصل إلى الجنة، وانتصابه على الظرفية: أي في صراطك المستقيم كما حكى سيبويه ضرب زيد الظهر والبطن، واللام في "لأقعدن" لام القسم، والباء في "بما أغويتني" متعلقة بفعل القسم المحذوف: أي فبما أغويتني أقسم لأقعدن.
قوله: 17- "ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم" ذكر الجهات الأربع لأنها هي التي يأتي منها العدو عدوه، ولهذا ترك ذكر جهة الفوق والتحت، وعدي الفعل إلى الجهتين الأوليين بمن، وإلى الآخريين بعن، لأن الغالب فيمن يأتي من قدام وخلف أن يكون متوجهاً إلى ما يأتيه بكلية بدنه، والغالب فيمن يأتي من جهة اليمين والشمال أن يكون منحرفاً، فناسب في الأوليين التعدية بحرف الابتداء، وفي الأخريين التعدية بحرف المجاوزة، وهو تمثيل لوسوسته وتسويله بمن يأتي حقيقة، وقيل: المراد "من بين أيديهم" من دنياهم "ومن خلفهم" من آخرتهم "وعن أيمانهم" من جهة حسناتهم "وعن شمائلهم" من جهة سيئاتهم واستحسنه النحاس. قوله: "ولا تجد أكثرهم شاكرين" أي وعند أن أفعل ذلك لا تجد أكثرهم شاكرين لتأثير وسوستي فيهم وإغوائي لهم، وهذا قاله على الظن ومنه قوله تعالى: "ولقد صدق عليهم إبليس ظنه"، وقيل: إنه سمع ذلك من الملائكة فقاله، وعبر بالشكر عن الطاعة أو هو على حقيقته وأنهم لم يشكروا الله بسبب الإغواء.
وجملة 18- "قال اخرج منها" استئناف كالجمل التي قبلها: أي من السماء أو الجنة أو من بين الملائكة كما تقدم " مذؤوما " أي مذموماً من ذأمه إذا زمه يقال: ذأمته وذممته بمعنى. وقرأ الأعمش مذموماً. وقرأ الزهري مذوماً بغير همزة، وقيل المذءوم: المنفي، والمدحور: المطرود. قوله: "لمن تبعك منهم". قرأ الجمهور بفتح اللام على أنها لام القسم، وجوابه "لأملأن جهنم منكم أجمعين" وقيل: اللام في "لمن تبعك" للتوكيد، وفي "لأملأن" لام القسم. والأول أولى، وجواب القسم سد سد جواب الشرط، لأن من شرطية، وفي هذا الجواب من التهديد ما لا يقادر قدره. وقرأ عاصم في رواية عنه: "لمن تبعك" بكسر اللام وأنكره بعض النحويين. قال النحاس: وتقديره والله أعلم من أجل من اتبعك كما يقال: أكرمت فلاناً لك، وقيل: هو علة لأخرج، وضمير "منكم" له ولمن اتبعه، وغلب ضمير الخطاب على ضمير الغيبة، والأصل منك ومنهم. وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: "والوزن يومئذ الحق" قال: العدل "فمن ثقلت موازينه" قال: حسناته "ومن خفت موازينه" قال: حسناته. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي توزن الأعمال. وقد ورد في كيفية الميزان والوزن والموزون أحاديث كثيرة. وأخرج أحمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يصاح برجل من أمتى على رءوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلاً كل سجل منها مد البصر فيقول: أتنكر من هذا شيئاً؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذر أو حسنة؟ فيهاب الرجل فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال إنك لا تظلم، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة" وقد صححه أيضاً الترمذي وإسناده أحمد حسن. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله: "ولقد خلقناكم ثم صورناكم" قال: خلقوا في أصلاب الرجال وصوروا في أرحام النساء. وأخرج الفريابي عنه أنه قال: خلقوا في ظهر آدم ثم صوروا في الأرحام. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضاً قال: أما خلقناكم فآدم، وأما ثم صورناكم فذريته. وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة في الآية قال: خلق إبليس من نار العزة. وقد ثبت في الصحيح من حديث عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلقت الملائكة من نور، وخلق إبليس من نار، وخلق آدم مما وصفه لكم". وأخرج ابن جرير عن الحسن قال: أول من قاس إبليس في قوله: "خلقتني من نار وخلقته من طين" وإسناده صحيح إلى الحسن. وأخرج أبو نعيم في الحلية والديلمي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أول من قاس أمر الدين برأيه إبليس قال الله له اسجد لآدم، فقال: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين". قال جعفر: فمن قاس أمر الدين برأيه قرنه الله يوم القيامة بإبليس لأنه اتبعه بالقياس. وينبغي أن ينظر في إسناد هذا الحديث فما أظنه يصح رفعه وهو لا يشبه كلام النبوة. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: "فبما أغويتني" أضللتني. وأخرج عبد بن حميد عنه في قوله: "لأقعدن لهم صراطك المستقيم" قال: طريق مكة. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن ابن مسعود مثله. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس "وعن أيمانهم" أشبه عليهم أمر دينهم "وعن شمائلهم" قال: أسن لهم المعاصي وأحق عليهم الباطل "ولا تجد أكثرهم شاكرين" قال: موحدين. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه "ثم لآتينهم من بين أيديهم" يقول من حيث يبصرون "ومن خلفهم" من حيث لا يبصرون "وعن أيمانهم" من حيث يبصرون "وعن شمائلهم" من حيث لا يبصرون. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عنه أيضاً في الآية قال: لم يستطع أن يقول من فوقهم. وفي لفظ علم أن الرحمة تنزل من فوقهم. وأخرج ابن أبي حاتم عنه في قوله: " مذؤوما " قال: ملوماً، مدحوراً: قال مقيتاً. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد " مذؤوما " قال: منفياً "مدحوراً" قال: مطروداً.
قوله: 19- "ويا آدم" هو على تقدير القول: أي وقلنا يا آدم. قال له هذا القول بعد إخراج إبليس من الجنة، أو من السماء، أو من بين الملائكة كما تقدم. وقد تقدم معنى الإسكان، ومعنى "لا تقربا هذه الشجرة" في البقرة. ومعنى "من حيث شئتما" من أي نوع من أنواع الجنة شئتما أكله، ومثله ما تقدم من قوله تعالى: "وكلا منها رغداً حيث شئتما" وحذف النون من "فتكونا" لكونه معطوفاً على المجزوم أو منصوباً على أنه جواب النهي.
قوله: 20- "فوسوس لهما الشيطان" الوسوسة: الصوت الخفي، والوسوسة: حديث النفس، يقال: وسوست إليه نفسه وسوسة ووسواساً بكسر الواو، والوسوسة بالفتح الاسم: مثل الزلزلة والزلزال، ويقال: لهمس الصائد والكلاب وأصواب الحلى وسواس. قال الأعشى: تسمع للحلي وسواساً إذا انصرفت والوسواس: اسم الشيطان. ومعنى وسوس له، وسوس إليه أو فعل الوسوسة لأجله. قوله: "ليبدي لهما" أي ليظهر لهما، واللام للعاقبة كما في قوله: "ليكون لهم عدواً وحزناً"، وقيل هي لام كي: أي فعل ذلك ليتعقبه الإيذاء، أو لكي يقع الإيذاء. قوله: " ما وري " أي ما ستر وغطى "عنهما من سوآتهما" سمى الفرج سوءة، لأن ظهوره يسوء صاحبه، أراد الشيطان أن يسوءهما بظهور ما كان مستوراً عنهما من عوراتهما فإنهما كانا لا يريان عورة أنفسهما ولا يراها أحدهما من الآخر، وإنما لم تقلب الواو في " وري " همزة، لأن الثانية مدة، قيل: إنما بدت عورتهما لهما لا لغيرهما، وكان عليهما نور يمنع من رؤيتها "وقال" أي الشيطان لهما "ما نهاكما ربكما عن" أكل هذه الشجرة "إلا أن تكونا ملكين" أن في موضع نصب، وفي الكلام مضاف محذوف تقديره: ولا كراهة أن تكونا ملكين هكذا قال البصريون. وقال الكوفيون: التقدير لئلا تكونا ملكين "أو تكونا من الخالدين" في الجنة أو من الذين لا يموتون. قال النحاس: فضل الله الملائكة على جميع الخلق في غير موضع في القرآن، فمنها هذا، ومنها "ولا أقول إني ملك"، ومنها "ولا الملائكة المقربون". قال ابن فورك: لا حجة في هذه الآية، لأنه يحتمل أن يريد ملكين في أن لا يكون لهما شهوة في الطعام. وقد اختلف الناس في هذه المسألة اختلافاً كثيراً وأطالوا الكلام في غير طائل، وليست هذه المسألة مما كلفنا الله بعلمه، فالكلام فيها لا يعنينا. وقرأ ابن عباس ويحيى بن أبي كثير والضحاك ملكين بكسر اللام، وأنكر أبو عمرو بن العلاء هذه القراءة وقال: لم يكن قبل آدم ملك فيصيرا ملكين. وقد احتج من قرأ بالكسر بقوله تعالى: "هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى". قال أبو عبيد: هذه حجة بينة لقراءة الكسر ولكن الناس على تركها فلهذا تركناها. قال النحاس: هي قراءة شاذة، وأنكر على أبي عبيد هذا الكلام وجعله من الخطأ الفاحش. قال: وهل يجوز أن يتوهم على آدم عليه السلام أن يصل إلى أكثر من ملك الجنة وهي غاية الطالبين، وإنما معنى "وملك لا يبلى" المقام في ملك الجنة والخلود فيه.
قوله: 21- "وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين" أي حلف لهما فقال: أقسم قساماً أي حلف، ومنه قول الشاعر: وقاسمهما بالله جهداً لأنتما ألذ من السلوى ما إذا نشورها وصيغة المفاعلة وإن كانت في الأصل تدل على المشاركة فقد جاءت كثيراً لغير ذلك. وقد قدمنا تحقيق هذا في المائدة، والمراد بها هنا المبالغة في صدور الأقسام لهما من إبليس، وقيل: إنهما أقسما له بالقبول كما أقسم لهما على المناصحة.
قوله: 22- "فدلاهما بغرور" التدلية والإدلاء: إرسال الشيء من أعلى إلى أسفل، يقال أدلى دلوه: أرسلها والمعنى: أنه أهبطهما بذلك من الرتبة العليا إلى الأكل من الشجرة، وقيل معناه: أوقعهما في الهلاك، وقيل: خدعهما، وأنشد نفطويه: إن الكريم إذا تشاء خدعته وترى اللئيم مجرباً لا يخدع وقيل: معنى "دلاهما" دللهما من الدالة، وهي الجرأة: أي جرأهما على المعصية فخرجا من الجنة. قوله: "فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما" أي لما طعماها ظهرت لهما عوراتهما بسبب زوال ما كان ساتراً لها وهو تقلص النور الذي كان عليها. وقد تقدم في البقرة. قوله: "وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة" طفق يفعل كذا: بمعنى شرع يفعل كذا. وحكى الأخفش: طفق يطفق مثل ضرب يضرب: أي شرعا أو جعلا يخصفان عليهما. قرأ الحسن يخصفان بكسر الخاء وتشديد الصاد، والأصل يختصفان فأدغم وكسرت الخاء لالتقاء الساكنين. وقرأ ابن بريدة ويعقوب بفتح الخاء. وقرأ الزهري يخصفان من أخصف. وقرأ الجمهور يخصفان من خصف. والمعنى: أنهما أخذا يقطعان الورق ويلزقانه بعورتهما ليستراها، من خصف النعل: إذا جعله طبقة فوق طبقة "وناداهما ربهما" قائلاً لهما: "ألم أنهكما عن تلكما الشجرة" التي نهيتكما عن أكلها، وهذا عتاب من الله لهما وتوبيخ حيث لم يحذرا ما حذرهما منه "وأقل لكما" معطوف على أنهكما "إن الشيطان لكما عدو مبين" أي مظهر للعداوة.