تفسير الشوكاني تفسير الصفحة 165 من المصحف



فتح القدير - صفحة القرآن رقم 165

164

وجملة 121- " قالوا آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون " مستأنفة جواب سؤال مقدر، كأنه قيل ماذا قالوا عند سجودهم أو في سجودهم، وإنما قالوا هذه المقالة وصرحوا بأنهم آمنوا برب العالمين.
ثم لم يكتفوا بذلك حتى قالوا: 122- "رب موسى وهارون" لئلا يتوهم متوهم من قوم فرعون المقرين بإلهيته أن السجود له. وقد أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: " ثم بعثنا من بعدهم موسى " قال: إنما سمي موسى، لأنه ألقي بين ماء وشجر فالماء بالقبطية مو والشجر سي. وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد: أن فرعون كان فارسياً من أهل إصطخر. وأخرج أيضاً عن ابن لهيعة: أنه كان من أبناء مصر، وأخرج أيضاً وأبو الشيخ عن محمد بن المنكدر قال: عاش فرعون ثلثمائة سنة. وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طلحة أن فرعون كان قبطياً ولد زنا طوله سبعة أشبار. وأخرج أيضاً عن الحسن قال: كان علجاً من همذان. وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم بن مقسم الهذلي قال: مكث فرعون أربعمائة سنة لم يصدع له رأس. وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: "فألقى عصاه" قال: ذكر لنا أن تلك العصا عصا آدم أعطاه إياها ملك حين توجه إلى مدين، فكانت تضيء بالليل ويضرب بها الأرض بالنهار فتخرج له رزقه ويهش بها على غنمه "فإذا هي ثعبان مبين" قال: حية تكاد تساوره. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لقد دخل موسى على فرعون وعليه زرمانقة من صوف ما تجاوز مرفقيه، فاستأذن على فرعون فقال: أدخلوه، فدخل فقال: إن إلهي أرسلني إليك، فقال للقوم حوله: ما علمت لكم من إله غيري، خذوه. قال: إني قد جئتك بآية، قال: فائت بها إن كنت من الصادقين، فألقى عصاه فصارت ثعباناً بين لحييه ما بين السقف إلى الأرض، وأدخل يده في جيبه فأخرجها مثل البرق تلتمع الأبصار، فخروا على وجوههم وأخذ موسى عصاه ثم خرج ليس أحد من الناس إلا نفر منه، فلما أفاق وذهب عن فرعون الروع قال للملأ حوله: ماذا تأمروني "قالوا أرجه وأخاه" ولا تأتنا به ولا يقربنا "وأرسل في المدائن حاشرين" وكانت السحرة يخشون من فرعون، فلما أرسل إليهم قالوا: قد احتاج إليكم إلهكم؟ قال: إن هذا قعل كذا وكذا، قالوا: إن هذا ساحر سحر " إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين * قال نعم وإنكم لمن المقربين ". وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال: عصا موسى اسمها ماشا. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طرق عنه في قوله: "فإذا هي ثعبان مبين" قال: الحية الذكر. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: "فإذا هي ثعبان مبين" قال: الذكر من الحيات فاتحة فمها واضعة لحيها الأسفل في الأرض والأعلى على سورة القصر، ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه، فلما رآها ذعر منها ووثب، فأحدث ولم يكن يحدث قبل ذلك، فصاح يا موسى خذها وأنا أؤمن بربك وأرسل معك بني إسرائيل، فأخذها موسى فصارت عصا. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: "أرجه" قال: أخره. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال: احبسه وأخاه. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس من طرق في قوله: "وأرسل في المدائن حاشرين" قال: الشرط. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عنه في قوله: "وجاء السحرة" قال: كانوا سبعين رجلاً أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء. وقد اختلفت كلمة السلف في عددهم، فقيل: كانوا سبعين كما قال ابن عباس، وقيل: كانوا إثني عشر، وقيل: خمسة عشر ألفاً، وقيل: سبعة عشر ألفاً، وقيل: تسعة عشر ألفاً، وقيل: ثلاثين ألفاً، وقيل: سبعين ألفاً، وقيل: ثمانين ألفاً، وقيل: ثلثمائة ألف، وقيل: تسعمائة ألف، وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: "إن لنا لأجراً" أي عطاء. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: "فلما ألقوا" قال: ألقوا حبالاً غلاظاً وخشباً طوالاً، فأقبلت يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي قال: ألقى موسى عصاه فأكلت كل حية لهم، فلما رأوا ذلك سجدوا. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة نحوه. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر عن مجاهد في قوله: "تلقف ما يأفكون" قال: ما يكذبون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله: "تلقف ما يأفكون" قال: ما يكذبون. واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله: "تلقف ما يأفكون" قال: تسترط حبالهم وعصيهم. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن مسعود وناس من الصحابة قال: التقى موسى وأمير السحرة، فقال له موسى: أرأيتك إن غلبتك أتؤمن بي وتشهد أن ما جئت به حق؟ فقال الساحر: لآتين غداً بسحر لا يغلبه سحر، فوالله لئن غلبتني لأؤمنن بك ولأشهدن أنه حق، وفرعون ينظر إليهما وهو قول فرعون "إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة". وأخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي قال: لما خر السحرة سجداً رفعت لهم الجنة حتى نظروا إليها.
قوله: 123- "آمنتم به" قرئ بحذف الهمزة على الإخبار وبإثباتها. أنكر على السحرة فرعون إيمانهم بموسى قبل أن يأذن لهم بذلك، ثم قال بعد الإنكار عليهم مبيناً لما هو الحامل لهم على ذلك في زعمه "إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة" أي حيلة احتلتموها أنتم وموسى عن مواطأة بينكم سابقة "لتخرجوا" من مدينة مصر "أهلها" من القبط وتستولوا عليها وتسكنوا فيها أنتم وبنو إسرائيل. ومعنى "في المدينة" أن هذه الحيلة والمواطأة كانت بينكم وأنتم بالمدينة مدينة مصر قبل أن تبرزوا أنتم وموسى إلى هذه الصحراء، ثم هددهم بقوله: "فسوف تعلمون" عاقبة صنعكم هذا وسوء مغبته.
ثم لم يكتف بهذا الوعيد المجمل بل فصله فقال: 124- "لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف" أي الرجل اليمنى واليد اليسرى، أو الرجل اليسرى واليد اليمنى، ثم لم يكتف عدو الله بهذا، بل جاوزه إلى غيره فقال: "ثم لأصلبنكم" في جذوع النخل: أي أجعلكم عليها مصلوبين زيادة تنكيل بهم وإفراطاً في تعذيبهم.
وجملة: 125- "قالوا إنا إلى ربنا منقلبون" استئنافية جواب سؤال كما تقدم، ومعناه: إنك وإن فعلت بنا هذا الفعل فتعده يوم الجزاء سيجازيك الله بصنعك ويحسن إلينا بما أصابنا في ذاته، فتوعدوه بعذاب الله في الآخرة لما توعدهم بعذاب الدنيا. ويحتمل أن يكون المعنى: "إنا إلى ربنا منقلبون" بالموت: أي لا بد لنا من الموت ولا يضرنا كونه بسبب منك.
قوله: 126- "وما تنقم منا". قرأ الحسن بفتح القاف. قال الأخفش: هي لغة، وقرأ الباقون بكسرها، يقال: نقمت الأمر أنكرته: أي لست تعيب علينا وتنكر منا "إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا" مع أن هذا هو الشرف العظيم والخير الكامل، ومثله لا يكون موضعاً للعيب ومكاناً للإنكار، بل هو حقيق بالثناء الحسن والاستحسان البالغ، ثم تركوا خطابه وقطعوا الكلام معه والتفتوا إلى خطاب الجناب العلي مفوضين الأمر إليه طالبين منه عز وجل أن يثبتهم على هذه المحنة بالصبر قائلين "ربنا أفرغ علينا صبراً" الإفراغ: الصب: أي اصببه علينا حتى يفيض ويغمرنا: طلبوا أبلغ أنواع الصبر استعداداً منهم لما سينزل بهم من العذاب من عدو الله وتوطيناً لأنفسهم على التصلب في الحق وثبوت القدم على الإيمان، ثم قالوا: "وتوفنا مسلمين" أي توفنا إليك حال ثبوتنا على الإسلام غير محرفين ولا مبدلين ولا مفتونين ولقد كان ما هم عليه من السحر والمهارة في علمه مع كونه شراً محضاً سبباً للفوز بالسعادة لأنهم علموا أن هذا الذي جاء به موسى خارج عن طوق البشر وأنه من فعل الله سبحانه فوصلوا بالشر إلى الخير ولم يحصل من غيرهم ممن لا يعرف هذا العلم من أتباع فرعون ما حصل منهم من الإذعان والاعتراف والإيمان، وإذا كانت المهارة في علم الشر قد تأتي بمثل هذه الفائدة فما بالك بالمهارة في علم الخير، اللهم انفعنا بما علمتنا، وثبت أقدامنا على الحق، وأفرغ علينا سجال الصبر وتوفنا مسلمين.
قوله: 127- "وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض" هذا الاستفهام منهم للإنكار عليه: أي أتتركه وقومه ليفسدوا في الأرض بإيقاع الفرقة وتشتيت الشمل. والمراد بالأرض هنا: أرض مصر. قوله: "ويذرك وآلهتك" قرأ نعيم بن ميسرة ويذرك بالرفع على تقدير مبتدأ: أي وهو يذرك أو على العطف على "أتذر موسى": أي أتذره ويذرك، وقرأ الأشهب العقيلي "ويذرك" بالجزم: إما على التخفيف بالسكون لثقل الضمة، أو على ما قيل في "وأكن من الصالحين" في توجيه الجزم. وقرأ أنس بن مالك ونذرك بالنون والرفع، ومعناه: أنهم أخبروا عن أنفسهم بأنهم سيذرونه وآلهته. وقرأ الباقون "ويذرك" بالنصب بأن مقدرة على أنه جواب الاستفهام والواو نائبة عن الفاء أو عطفاً على "يفسدوا" أي ليفسدوا، وليذرك لأنهم على الفساد في زعمهم، وهو يؤدي إلى ترك فرعون وآلهته. واختلف المفسرون في معنى "وآلهتك" لكون فرعون كان يدعي الربوبية كما في قوله: "ما علمت لكم من إله غيري"، وقوله: "أنا ربكم" فقيل معنى وآلهتك: وطاعتك، وقيل معناه: وعبادتك، ويؤيده قراءة علي وابن عباس والضحاك وإلهتك وفي حرف أبي أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض وقد تركوك أن يعبدوك وقيل إنه كان يعبد بقرة، وقيل كان يعبد النجوم، وقيل كان له أصنام يعبدها قومه تقرباً إليه فنسبت إليه ولهذا قال: "أنا ربكم الأعلى". قاله الزجاج، وقيل كان يعبد الشمس، فقال فرعون مجيباً لهم ومثبتاً لقلوبهم على الكفر "سنقتل أبناءهم". قرأ نافع وابن كثير "سنقتل" بالتخفيف. وقرأ الباقون بالتشديد: أي سنقتل الأبناء ونستحيي النساء: أي نتركهن في الحياة، ولم يقل سنقتل موسى لأنه يعلم أنه لا يقدر عليه "وإنا فوقهم قاهرون" أي مستعلون عليهم بالقهر والغلبة أو هم تحت قهرنا وبين أيدينا، ما شئنا أن نفعله بهم فعلناه.
وجملة: 128- "قال موسى لقومه" مستأنفة جواب سؤال مقدر. لما بلغ موسى ما قاله فرعون أمر قومه بالاستعانة بالله والصبر على المحنة، ثم أخبرهم "إن الأرض" يعني أرض مصر "لله يورثها من يشاء من عباده" أو جنس الأرض، وهو وعد من موسى لقومه بالنصر على فرعون وقومه، وأن الله سيورثهم أرضهم وديارهم. ثم بشرهم أن العاقبة للمتقين: أي العاقبة المحمودة في الدنيا والآخرة للمتقين من عباده، وهم موسى ومن معه. وعاقبة كل شيء آخره. وقرئ والعاقبة بالنصب عطفاً على الأرض.
وجملة 129- "قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا" مستأنفة جواب سؤال مقدر كالتي قبلها: أي أوذينا من قبل أن تأتينا رسولاً وذلك بقتل فرعون أبناءنا عند مولدك لما أخبر بأنه سيولد مولود يكون زوال ملكه على يده " ومن بعد ما جئتنا " رسولاً بقتل أبنائنا الآن، وقيل: المعنى أوذينا من قبل أن تأتينا باستعمالنا في الأعمال الشاقة بغير جعل "ومن بعد ما جئتنا" بما صرنا فيه الآن من الخوف على أنفسنا وأولادنا وأهلنا، وقيل: إن الأذى من قبل ومن بعد واحد، وهو قبض الجزية منهم، وجملة "قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم" مستأنفة كالتي قبلها، وعدهم بإهلاك الله لعدوهم، وهو فرعون وقومه. قوله: "ويستخلفكم في الأرض" هو تصريح بما رمز إليه سابقاً من أن الأرض لله. وقد حقق الله رجاءه وملكوا مصر في زمان داود وسليمان وفتحوا بيت المقدس مع يوشع بن نون، وأهلك فرعون وقومه بالغرق وأنجاهم "فينظر كيف تعملون" من الأعمال بعد أن يمن عليكم بإهلاك عدوكم "ويستخلفكم في الأرض" فيجازيكم بما عملتم فيه من خير وشر. وقد أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: "إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة" إذا التقيتما لتظاهرا فتخرجا منها أهلها "لأقطعن أيديكم" الآية، قال: فقتلهم وقطعهم كما قال. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كان أول من صلب فرعون. وهو أول من قطع الأيدي والأرجل من خلاف. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: "من خلاف" قال: يداً من هاهنا ورجلاً من هاهنا. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: "أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا" قال: من قبل إرسال الله إياك ومن بعده. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه في الآية قال: قالت بنو إسرائيل لموسى كان فرعون يكلفنا اللبن قبل أن تأتينا، فلما جئت كلفنا اللبن مع التبن أيضاً، فقال موسى: أي رب أهلك فرعون، حتى متى تبقيه؟ فأوحى الله إليه إنهم لم يعملوا الذنب الذي أهلكهم به. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قال: حزا لعدو الله حاز أنه يولد في العام غلام يسلب ملكك. قال: فتتبع أولادهم في ذلك العام بذبح الذكر منهم، ثم ذبحهم أيضاً بعدما جاءهم موسى. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: إن بنا أهل البيت يفتح ويختم، ولا بد أن تقع دولة لبني هاشم فانظروا فيمن تكون من بني هاشم؟ وفيهم نزلت: "عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون" وينبغي أن ينظر في صحة هذا عن ابن عباس. فالآية نازلة في بني إسرائيل لا في بني هاشم واقعة في هذه القصة الحاكية لما جرى بين موسى وفرعون.
المراد بآل فرعون هنا قومه، والمراد بالسنين الجدب، وهذا معروف عند أهل اللغة، يقولون أصابتهم سنة: أي جدب سنة، وفي الحديث: "اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف" وأكثر العرب يعربون السنين إعراب جمع المذكر السالم، ومن العرب من يعربه إعراب المفرد ويجري الحركات على النون، وأنشد الفراء: أرى مر السنين أخذن مني كما أخذ السرار من الهلال بكسر النون من السنين. قال النحاس: وأنشد سيبويه هذا البيت بفتح النون. أقول: قد ورد ما لا احتمال فيه وهو قول الشاعر: وماذا تزدري الأقوام مني وقد جاوزت حد الأربعين وبعده: أخو الخمسين مجتمع أشدي وتجذبني مداورة السنين فإن الأبيات قبله وبعده مكسورة. وأول هذه الأبيات: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني وحكى الفراء عن بني عامر أنهم يقولون: أقمت عنده سنيناً مصروفاً، قال: وبنو تميم لا يصرفونه، ويقال أسنت القوم: أي أجدبوا، ومنه قول ابن الزبعري: ورجال مكة مسنتون عجاف 130- "ونقص من الثمرات" بسبب عدم نزول المطر وكثرة العاهات "لعلهم يذكرون" فيتعظون ويرجعون عن غوايتهم.