تفسير الطبري تفسير الصفحة 398 من المصحف

 تفسير الطبري - صفحة القرآن رقم 398
399
397
 الآية : 15
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {فأَنْجَيْناهُ وأَصْحَابَ السّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَآ آيَةً لّلْعَالَمِينَ }.
يقول تعالـى ذكره: فأنـجينا نوحا وأصحاب سفـينته, وهم الذين حملهم فـي سفـينته من ولده وأزواجهم.
وقد بـيّنا ذلك فـيـما مضى قبل, وذكرنا الروايات فـيه, فأغنى ذلك عن إعادته فـي هذا الـموضع.
وَجَعَلْناها آيَةً للْعالَـمِينَ يقول: وجعلنا السفـينة التـي أنـجيناه وأصحابه فـيها عبرة وعظة للعالـمين, وحجة علـيهم. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
21097ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد عن قتادة, قوله فأنـجَيْناهُ وأصحَابَ السّفِـينَةِ... الاَية. قال: أبقاها الله آية للناس بأعلـى الـجوديّ. ولو قـيـل: معنى: وَجَعَلْناها آيَةً للعالَـمِينَ وجعلنا عقوبتنا إياهم آية للعالـمين, وجعل الهاء والألف فـي قوله وَجَعَلْناها كناية عن العقوبة أو السخط, ونـحو ذلك, إذ كان قد تقدم ذلك فـي قوله فأخَذَهُمُ الطّوفـانُ وَهُمْ ظالِـمُونَ كان وجها من التأويـل.
الآية : 16
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاتّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }.
يقول تعالـى ذكره لنبـيه مـحمد صلى الله عليه وسلم: واذكر أيضا يا مـحمد إبراهيـم خـلـيـل الرحمن, إذ قال لقومه: اعبدوا الله أيها القوم دون غيره من الأوثان والأصنام, فإنه لا إله لكم غيره, واتقوه يقول: واتقوا سخطه بأداء فرائضه, واجتناب معاصيه ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إن كُنْتُـمْ تَعْلَـمُونَ ما هو خير لكم مـما هو شرّ لكم.
الآية : 17
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {إِنّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنّ الّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُواْ عِندَ اللّهِ الرّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُواْ لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }.
يقول تعالـى ذكره مخبرا عن قـيـل خـلـيـله إبراهيـم لقومه: إنـما تعبدون أيها القوم من دون الله أوثانا, يعنـي مُثُلاً. كما:
21098ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قَتادة, قوله إنّـمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ أوْثانا أصناما.
واختلف أهل التأويـل فـي تأويـل قوله: وتَـخْـلُقُونَ إفْكا فقال بعضهم: معناه: وتصنعون كذبـا. ذكر من قال ذلك:
21099ـ حدثنا علـيّ, قال: حدثنا أبو صالـح, قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ, عن ابن عبـاس, فـي قوله: وتَـخْـلُقُونَ إفْكا يقول: تصنعون كذبـا.
وقال آخرون: وتقولون كذبـا. ذكر من قال ذلك:
21100ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس وتَـخْـلُقُونَ إفْكا يقول: وتقولون إفكا.
21101ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد وتَـخْـلُقُونَ إفْكا يقول: تقولون كذبـا.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وتنـحِتون إفكا. ذكر من قال ذلك:
21102ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جُرَيج, عن عطاء الـخراسانـيّ, عن ابن عبـاس, قوله وتَـخْـلُقونَ إفْكا قال: تنـحِتون تصوّرون إفكا.
21103ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قَتادة وتَـخْـلُقُونَ إفْكا أي تصنعون أصناما.
21104ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله: وَتَـخْـلُقُونَ إفْكا الأوثان التـي ينـحِتونها بأيديهم.
وأولـى الأقوال فـي ذلك بـالصواب قول من قال: معناه: وتصنعون كذبـا. وقد بـيّنا معنى الـخـلق فـيـما مضى بـما أغنى عن إعادته فـي هذا الـموضع. فتأويـل الكلام إذن: إنـما تعبدون من دون الله أوثانا, وتصنعون كذبـا وبـاطلاً. وإنـما فـي قوله إفْكا مردود علـى إنـما, كقول القائل: إنـما تفعلون كذا, وإنـما تفعلون كذا.
وقرأ جميع قرّاء الأمصار: وتَـخْـلُقُونَ إفْكا بتـخفـيف الـخاء من قوله: وتَـخْـلُقُونَ وضمّ اللام: من الـخَـلْق. وذُكر عن أبـي عبد الرحمن السُلـميّ أنه قرأ: وتُـخَـلّقونَ إفْكا بفتـح الـخاء وتشديد اللام من التـخـلـيق.
والصواب من القراءة فـي ذلك عندنا ما علـيه قرّاء الأمصار, لإجماع الـحجة من القرّاء علـيه.
وقوله: إنّ الّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ لا يَـمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقا يقول جلّ ثناؤه: إن أوثانكم التـي تعبدونها, لا تقدر أن ترزقكم شيئا فـابتغُوا عندَ اللّهِ الرّزْقَ يقول: فـالتـمسوا عند الله الرزق لا من عند أوثانكم, تدركوا ما تبتغون من ذلك وَاعْبُدُوهُ يقول: وذلوا له وَاشْكُرُوا لَهُ علـى رزقه إياكم, ونعمه التـي أنعمها علـيكم. يقال: شكرته وشكرتُ له, (والثانـية) أفصح من شكرته. وقوله: إلَـيْهِ تُرْجَعُونَ يقول: إلـى الله تُرَدّون من بعد مـماتكم, فـيسألكم عما أنتـم علـيه من عبـادتكم غيره وأنتـم عبـاده وخـلقه, وفـي نعمه تتقلّبون, ورزقه تأكلون.
الآية : 18
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَإِن تُكَذّبُواْ فَقَدْ كَذّبَ أُمَمٌ مّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرّسُولِ إِلاّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ }.
يقول تعالـى ذكره: وإن تكذّبوا أيها الناس رسولنا مـحمدا صلى الله عليه وسلم فـيـما دعاكم إلـيه من عبـادة ربكم الذي خـلقكم ورزقكم, والبراءة من الأوثان, فقد كَذّبت جماعات من قبلكم رسلَها فـيـما دعتهم إلـيه الرسل من الـحقّ, فحلّ بها من الله سخطه, ونزل بها منه عاجل عقوبته, فسبـيـلكم سبـيـلها فـيـما هو نازل بكم بتكذيبكم إياه وَما علـى الرّسُولِ إلاّ البَلاغُ الـمُبِـينُ يقول: وما علـى مـحمد إلاّ أن يبلّغكمَ رسالته, ويؤدّي إلـيكم ما أَمره بأدائه إلـيكم ربّه. ويعنـي بـالبلاغ الـمبـين: يُبِـين لـمن سمعه ما يراد به, ويفهم به ما يعنـي به.
الآية : 19 -20
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ كَيْفَ يُبْدِيءُ اللّهُ الْخَلْقَ ثُمّ يُعِيدُهُ إِنّ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرٌ * قُلْ سِيرُواْ فِي الأرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمّ اللّهُ يُنشِىءُ النّشْأَةَ الاَخِرَةَ إِنّ اللّهَ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }.
يقول تعالـى ذكره: أو لـم يروا كيف يستأنف الله خـلق الأشياء طفلاً صغيرا, ثم غلاما يافعا, ثم رجلاً مـجتـمعا, ثم كهلاً. يقال منه: أبدأ وأعاد, وبدأ وعاد, لغتان بـمعنى واحد. وقوله: ثُمّ يُعِيدُه يقول: ثم هو يعيده من بعد فنائه وبلاه, كما بدأه أوّل مرّة خـلقا جديدا, لا يتعذّر علـيه ذلك إنّ ذلكَ علـى اللّهِ يَسِيرٌ سهل كما كان يسيرا علـيه إبداؤه. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
21105ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قَتادة, فـي قوله أو لَـمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِىءُ اللّهُ الـخَـلْقَ ثُمّ يُعِيدُهُ: بـالبعث بعد الـموت.
وقوله: قُلْ سِيرُوا فِـي الأرْضِ يقول تعالـى ذكره لـمـحمد صلى الله عليه وسلم: قل يا مـحمد للـمنكرين للبعث بعد الـمـمات, الـجاحدين الثواب والعقاب: سيروا فـي الأرض فـانظروا كيف بدأ الله الأشياء وكيف أنشأها وأحدثها وكما أوجدها وأحدثها ابتداء, فلـم يتعذّر علـيه إحداثها مُبدئا, فكذلك لا يتعذّر علـيه إنشاؤها معيدا ثُمّ اللّهُ يُنْشِىءُ النّشْأَةَ الاَخِرَةَ يقول: ثم الله يبدىء تلك البدأة الاَخرة بعد الفناء. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:
21106ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قَتادة قُلْ سِيرُوا فِـي الأرْضِ فـانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الـخَـلْق خَـلْق السموات والأرض ثُمّ اللّهُ يُنْشِىءُ النّشْأَةَ الاَخِرَةَ: أي البعث بعد الـموت.
21107ـ حدثنـي مـحمد بن سعد, قال: ثنـي أبـي, قال: ثنـي عمي, قال: ثنـي أبـي, عن أبـيه, عن ابن عبـاس, قوله: ثُمّ اللّهُ يُنْشِىءُ النّشْأةَ الاَخِرَةَ قال: هي الـحياة بعد الـموت, وهو النشور.
وقوله: إنّ اللّهَ عَلـى كلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يقول تعالـى ذكره: إن الله علـى إنشاء جميع خـلقه بعد إفنائه كهيئته قبل فنائه, وعلـى غير ذلك مـما يشاء فعله قادر لا يُعجزه شيء أراده.
الآية : 21 -22
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {يُعَذّبُ مَن يَشَآءُ وَيَرْحَمُ مَن يَشَآءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ * وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأرْضِ وَلاَ فِي السّمَآءِ وَمَا لَكُمْ مّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيّ وَلاَ نَصِيرٍ }.
يقول تعالـى ذكره: ثم الله ينشىء النشأة الاَخرة خـلقه من بعد فنائهم, فـيعذّب من يشاء منهم علـى ما أسلف من جرمه فـي أيام حياته, ويرحم من يشاء منهم مـمن تاب وآمن وعمل صالـحا وَإلَـيْهِ تُقْلَبُونَ يقول: وإلـيه ترجعون وتردّون.
وأما قوله: وَما أنْتُـمْ بِـمُعْجِزِينَ فِـي الأرْضِ وَلا فِـي السّماءِ فإن ابن زيد قال فـي ذلك ما:
حدثنـي يونس, قال: أخبرن ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله وَما أنْتُـمْ بِـمُعْجِزِينَ فِـي الأرْضِ وَلا فِـي السّماءِ قال: لا يُعجزه أهل الأرضين فـي الأرضين ولا أهل السموات فـي السموات إن عصوه, وقرأ: مثقالُ ذَرّةٍ فـي السّموات ولا فِـي الأرض, وَلا أصْغَرُ مِنْ ذلكَ ولا أكْبَرُ إلاّ فِـي كِتابٍ مُبِـينٍ.
وقال فـي ذلك بعض أهل العربـية من أهل البصرة: وما أنتـم بـمعجزين من فـي الأرض ولا من فـي السماء مُعْجِزِينَ قال: وهو من غامض العربـية للضمير الذي لـم يظهر فـي الثانـي. قال: ومثله قول حسان بن ثابت:
أمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللّهِ مِنْكُمْويَـمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَوَاءُ؟
أراد: ومن ينصره ويـمدحه, فأضمر «مَنْ». قال: وقد يقع فـي وهم السامع أن النصر والـمدح لـمَنْ هذه الظاهرة ومثله فـي الكلام: أكرمْ من أتاك وأتـى أبـاك, وأكرم من أتاك ولـم يأت زيدا. تريد: ومن لـم يأت زيدا, فـيكتفـي بـاختلاف الأفعال من إعادة مَنْ, كأنه قال: أمَن يهجو, ومن يـمدحه, ومن ينصره. ومنه قول الله عزّ وجلّ: وَمَنْ هُوَ مُسْتَـخْفٍ بـاللّـيْـل وَسارِبٌ بـالنّهارِ وهذا القول أصحّ عندي فـي الـمعنى من القول الاَخر, ولو قال قائل: معناه: ولا أنتـم بـمعجزين فـي الأرض, ولا أنتـم لو كنتـم فـي السماء بـمعجزين كان مذهبـا.
وقوله: وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ مِنْ وَلـيّ وَلا نَصِيرٍ يقول: وما كان لكم أيها الناس من دون الله من ولـيّ يـلـي أموركم, ولا نصير ينصركم من الله إن أراد بكم سوءا ولا يـمنعكم منه إن أحلّ بكم عقوبتَه.

الآية : 23
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَالّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ وَلِقَآئِهِ أُوْلَـَئِكَ يَئِسُواْ مِن رّحْمَتِي وَأُوْلَـَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }.
يقول تعالـى ذكره: والذين كفروا حُجَجَ الله, وأنكروا أدلته, وجحدوا لقاءه والورود علـيه, يوم تقوم الساعة أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِـي يقول تعالـى ذكره: أولئك يئسوا من رحمتـي فـي الاَخرة لـما عاينوا ما أعدّ لهم من العذاب, وأولئك لهم عذاب مُوجِع.
فإن قال قائل: وكيف اعْترض بهذه الاَيات من قوله وَإنْ تُكَذّبُوا فَقَدْ كَذّبَ أُمَـمٌ مِنْ قَبْلَكُمْ... إلـى قوله إنّ فِـي ذلكَ لاَياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ وترك ضمير قوله فَمَا كانَ جَوَابَ قَوْمِهِ وهو من قصة إبراهيـم. وقوله إنّ الّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ... إلـى قوله فـابْتَغُوا عِنْدَ اللّهِ الرّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إلَـيْهِ تُرْجَعُونَ.
قـيـل: فعل ذلك كذلك, لأن الـخبر عن أمر نوح وإبراهيـم وقومهما, وسائر مَنْ ذَكَر الله من الرسل والأمـم فـي هذه السورة وغيرها, إنـما هو تذكير من الله تعالـى ذكره به الّذِينَ يبتدىء بذكرهم قبل الاعتراض بـالـخبر, وتـحذير منه لهم أن يحلّ بهم ما حلّ بهم, فكأنه قـيـل فـي هذا الـموضع: فـاعبدوه واشكروا له إلـيه ترجعون, فكذّبتـم أنتـم معشر قريش رسولكم مـحمدا, كما كذّب أولئك إبراهيـم, ثم جَعَل مكان: فكذّبتـم: وإن تكذبوا فقد كَذّب أمـم من قبلكم, إذ كان ذلك يدل علـى الـخبر عن تكذيبهم رسولَهم, ثم عاد إلـى الـخبر عن إبراهيـم وقومه, وتتـميـم قصته وقصتهم بقوله فَمَا كانَ جَوَابَ قَوْمِهِ