تفسير الطبري تفسير الصفحة 520 من المصحف

 تفسير الطبري - صفحة القرآن رقم 520
521
519
 الآية : 37
القول فـي تأويـل قوله تعالى: {إِنّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىَ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }.
يقول تعالى ذكره: إن في إهلاكنا القرون التي أهلكناها من قبل قريش لَذِكْرَى يُتَذَكّر بها لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ يعني: لمن كان له عقل من هذه الأمة, فينتهي عن الفعل الذي كانوا يفعلونه من كفرهم بربهم, خوفا من أن يحلّ بهم مثل الذي حلّ بهم من العذاب. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: 24746ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: إنّ فِي ذلكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ: أي من هذه الأمة, يعني بذلك القلب: القلبَ الحيّ.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ قال: من كان له قلب من هذه الأمة.
24747ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ قال: قلب يعقل ما قد سمع من الأحاديث التي ضرب الله بها من عصاه من الأمم. والقلب في هذا الموضع: العقل. وهو من قولهم: ما لفلان قلب, وما قلبه معه: أي ما عقله معه. وأين ذهب قلبك؟ يعني أين ذهب عقلك.
وقوله: أوْ ألْقَى السّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ يقول: أو أصغى لإخبارنا إياه عن هذه القرون التي أهلكناها بسمعه, فيسمع الخبر عنهم, كيف فعلنا بهم حين كفروا بربهم, وعصوْا رسله وَهُوَ شَهِيدٌ يقول: وهو متفهم لما يخبرُ به عنهم شاهد له بقلبه, غير غافل عنه ولا ساه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل, وإن اختلفت ألفاظهم فيه. ذكر من قال ذلك:
24748ـ حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: إنّ فِي ذلكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أوْ أَلْقَى السّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ يقول: إن استمع الذكر وشهد أمره, قال في ذلك: يجزيه إن عقله.
24749ـ حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى: وحدثني الحارث, قال: حدثنا الحسن قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: أوْ ألْقَى السّمْعَ قال: وهو لا يحدّث نفسه, شاهد القلب.
24750ـ حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ, يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: أوْ أَلْقَى السّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ قال: العرب تقول: ألقى فلان سمعه: أي استمع بأذنيه, وهو شاهد, يقول: غير غائب.
24751ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان إنّ فِي ذَلكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أوْ ألْقَى السّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ قال: يسمع ما يقول, وقلبه في غير ما يسمع.
وقال آخرون: عنى بالشهيد في هذا الموضع: الشهادة. ذكر من قال ذلك:
24752ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة أوْ أَلْقَى السّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ يعني بذلك أهل الكتاب, وهو شهيد على ما يقرأ في كتاب الله من بعث محمد صلى الله عليه وسلم.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة أوْ أَلْقَى السّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ على ما في يده من كتاب الله أنه يجد النبي صلى الله عليه وسلم مكتوبا.
24753ـ قال: ثنا ابن ثور, قال: قال معمر, وقال الحسن: هو منافق استمع القول ولم ينتفع.
24754ـ حدثنا أحمد بن هشام, قال: حدثنا عبيد الله بن موسى, قال: أخبرنا إسرائيل, عن السديّ, عن أبي صالح في قوله: أوْ أَلْقَى السّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ قال: المؤمن يسمع القرآن, وهو شهيد على ذلك.
24755ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: أوْ أَلْقَى السّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ قال: ألقى السمع يسمع ما قد كان مما لم يعاين من الأحاديث عن الأمم التي قد مضت, كيف عذّبهم الله وصنع بهم حين عَصوا رسله.
الآية : 38
القول فـي تأويـل قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتّةِ أَيّامٍ وَمَا مَسّنَا مِن لّغُوبٍ }.
يقول تعالى ذكره: ولقد خلقنا السموات السبع والأرض وما بينهما من الخلائق في ستة أيام, وما مسّنا من إعياء. كما:
24756ـ حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا مهران, عن أبي سنان, عن أبي بكر, قال: جاءت اليهود إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم, فقالوا: يا محمد أخبرنا ما خلق الله من الخلق في هذه الأيام الستة؟ فقال: «خَلَقَ اللّهُ الأرْضَ يَوْمَ الأحَدِ وَالاِثْنَيْنِ, وَخَلَقَ الجِبالَ يَوْمَ الثّلاثاءِ, وَخَلَقَ المَدائِنَ والأَقْوَاتَ والأنهارَ وعُمْرانها وَخَرَابَها يَوْمَ الأرْبِعاءِ, وَخَلَقَ السّمَوَاتِ وَالمَلائِكَةَ يَوْمَ الخَمِيس إلى ثَلاثِ ساعاتٍ, يعْنِي مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ, وَخَلَقَ فِي أوّلِ الثّلاثِ السّاعاتِ الاَجالَ, وفي الثّانِيَةِ الاَفَة, وفي الثّالِثَةِ آدَمَ, قالوا: صدقت إن أتممت, فعرف النبيّ صلى الله عليه وسلم ما يريدون, فغضب, فأنزل الله وَما مَسّنا مِنْ لُغُوب فاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ».
24757ـ قال: ثنا مهران, عن سفيان وَما مَسّنا مِنْ لُغُوبٍ قال: من سآمة.
24758ـ حدثني عليّ, قال: حدثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: وَما مَسّنا مِنْ لُغُوبٍ يقول: من إزحاف.
24759ـ حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه عن ابن عباس: وَما مَسّنا مِنْ لُغُوبٍ يقول: وما مسنا من نَصَب.
24760ـ حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث, قال: حدثنا الحسن, قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: وَما مَسّنا مِنْ لُغُوبٍ قال: نصب.
24761ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: وَلَقَدْ خَلَقْنا السّمَوَاتِ والأرْضَ... الاَية, أكذب الله اليهود والنصارى وأهل الفري على الله, وذلك أنهم قالوا: إن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام, ثم استراح يوم السابع, وذلك عندهم يوم السبت, وهم يسمونه يوم الراحة.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله: مِنْ لَغُوبٍ قالت اليهود: إن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام, ففرغ من الخلق يوم الجمعة, واستراح يوم السبت, فأكذبهم الله, وقال: ما مَسّنا مِنْ لُغُوبٍ.
24762ـ حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: وَلَقَدْ خَلَقْنا السّمَوَاتِ والأرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتّةِ أيّامٍ كان مقدار كلّ ألف سنة مما تعدّون.
24763ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: وَما مَسّنا من لُغُوبٍ قال: لم يَمَسّنا في ذلك عناء, ذلك اللغوب.
الآية : 39-40
القول فـي تأويـل قوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَىَ مَا يَقُولُونَ وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللّيْلِ فَسَبّحْهُ وَأَدْبَارَ السّجُودِ }.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فاصبر يا محمد على ما يقول هؤلاء اليهود, وما يفترون على الله, ويكذبون عليه, فإن الله لهم بالمِرصاد وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشّمْسِ يقول: وصلّ بحمد ربك صلاة الصبح قبل طلوع الشمس وصلاة العصر قبل الغروب. كما:
24764ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشّمْسِ لصلاة الفجر, وقبل غروبها: العصر.
24765ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ قبلَ طُلُوعِ الشّمْسِ وَقَبْلَ الغُرُوبِ قبل طلوع الشمس: الصبح, وقبل الغروب: العصر.
وقوله: وَمِنَ اللّيْل فَسَبّحْهُ اختلف أهل التأويل في التسبيح الذي أُمر به من الليل, فقال بعضهم: عنى به صلاة العَتَمة. ذكر من قال ذلك:
24766ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: وَمِنَ اللّيْلِ قال: العَتَمة.
وقال آخرون: هي الصلاة بالليل في أيّ وقت صلى. ذكر من قال ذلك:
24767ـ حدثني محمد بن عمارة الأسدي, قال: حدثنا عبيد الله بن موسى, قال: أخبرنا إسرائيل, عن أبي يحيى, عن مجاهد وَمِنَ اللّيْلِ فَسَبّحْهُ قال: من الليل كله.
والقول الذي قاله مجاهد في ذلك أقرب إلى الصواب, وذلك أن الله جلّ ثناؤه قال: وَمَنِ اللّيْلِ فَسَبّحْهُ فلم يَحُدّ وقتا من الليل دون وقت. وإذا كان ذلك كذلك كان على جميع ساعات الليل. وإذا كان الأمر في ذلك على ما وصفنا, فهو بأن يكون أمرا بصلاة المغرب والعشاء, أشبه منه بأن يكون أمرا بصلاة العَتَمة, لأنهما يصلّيان ليلاً.
وقوله: وأدْبارَ السّجُودِ يقول: يقول: سبح بحمد ربك أدبار السجود من صلاتك.
واختلف أهل التأويل في معنى التسبيح الذي أمر الله نبيه أن يسبحه أدبار السجود, فقال بعضهم: عُنِي به الصلاة, قالوا: وهما الركعتان اللتان يصليان بعد صلاة المغرب. ذكر من قال ذلك:
24768ـ حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا حكام, قال: حدثنا عنبسة, عن أبي إسحاق, عن الحارث, قال: سألت عليا, عن أدبار السجود, فقال: الركعتان بعد المغرب.
حدثني يعقوب, قال: حدثنا ابن عُلَية, قال: حدثنا ابن جُرَيج, عن مجاهد, قال: قال عليّ رضي الله عنه: أدْبارَ السّجُودِ: الركعتان بعد المغرب.
حدثنا أبو كُرَيب, قال: حدثنا مصعب بن سلام, عن الأجلح, عن أبي إسحاق, عن الحارث, قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: أدْبارَ السّجُودِ: الركعتان بعد المغرب.
حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا سفيان, عن أبي إسحاق, عن الحارث, عن عليّ رضي الله عنه, في قوله: وأدْبارَ السّجُودِ قال: الركعتان بعد المغرب.
24769ـ قال: حدثنا ثنا يحيى, قال: حدثنا سفيان, عن أبي إسحاق, عن الحارث, عن عاصم بن ضمرة, عن الحسن بن عليّ رضي الله عنهما, قال: أدْبارَ السّجُودِ: الركعتان بعد المغرب.
24770ـ حدثني عليّ بن سهل, قال: حدثنا مؤمل, قال: حدثنا حماد, قال: حدثنا عليّ بن زيد, عن أوس بن خالد, عن أبي هريرة, قال: أدبار السجود: ركعتان بعد صلاة المغرب.
24771ـ حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن, قال: حدثنا سفيان, عن علوان بن أبي مالك, عن الشعبيّ, قال: أدْبارَ السّجُودِ الركعتان بعد المغرب.
24772ـ حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, عن جابر, عن عكرِمة, عن ابن عباس وإبراهيم بن مهاجر, عن مجاهد أدْبارَ السّجُودِ: الركعتان بعد المغرب.
24773ـ حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن, قال: حدثنا سفيان, عن إبراهيم بن مهاجر, عن إبراهيم, مثله.
24774ـ حدثنا ابن المثنى, قال: حدثنا محمد بن جعفر, قال: حدثنا شعبة, عن إبراهيم بن مهاجر, عن إبراهيم في هذه الاَية وَمِنَ اللّيْلِ فَسَبّحْهُ وأدْبارَ السّجُودِ وَإدْبَارَ النّجُومِ قال: الركعتان قبل الصبح, والركعتان بعد المغرب, قال شعبة: لا أدري أيتهما أدبار السجود, ولا أدري أيتهما إدبار النجوم.
حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث, قال: حدثنا الحسن, قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: وأدْبارَ السّجُودِ قال: كان مجاهد يقول: ركعتان بعد المغرب.
24775ـ حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: وأدْبارَ السّجُودِ قال: هما السجدتان بعد صلاة المغرب.
24776ـ حدثنا أبو كُرَيب, قال: حدثنا أبو فضيل, عن رشدين بن كُرَيب, عن أبيه, عن ابن عباس, قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ابْنَ عَبّاس رَكْعَتانِ بَعْدَ المَغْرِب أدْبارَ السّجُود».
حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم, قال: أخبرنا أبو زرعة, وهبة الله بن راشد, قال: أخبرنا حيوة بن شريح, قال: أخبرنا أبو صخر, أنه سمع أبا معاوية البجلي من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصهباء البكريّ يقول: سألت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عن أدْبارَ السّجُودِ قال: هما ركعتان بعد المغرب.
24777ـ حدثني سعيد بن عمرو السكوني, قال: حدثنا بقية, قال: حدثنا جرير, قال: حدثنا حمير بن يزيد الرحبي, عن كُرَيب بن يزيد الرحبي قال: وكان جبير بن نفير يمشي إليه, قال: كان إذا صلى الركعتين قبل الفجر, والركعتين بعد المغرب أخفّ, وفسّر إدبار النجوم, وأدبار السجود.
حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا مهران, عن عيسى بن يزيد, عن أبي إسحاق الهمداني, عن الحسن وأدْبارَ السّجُودِ: الركعتان بعد المغرب.
حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا حكام, قال: حدثنا عنبسة, عن المغُيرة, عن إبراهيم, قال: كان يقال: أدْبارَ السّجُودِ: الركعتان بعد المغرب.
قال: ثنا عنبسة, عن إبراهيم بن مهاجر, عن مجاهد وأدْبارَ السّجُودِ: الركعتان بعد المغرب.
قال: ثنا جرير, عن عطاء, قال: قال عليّ: أدبار السجود: الركعتان بعد المغرب.
24778ـ حدثنا ابن البرّ, قال: حدثنا عمرو بن أبي سلمة, قال: سُئل الأوزاعيّ عن الركعتين بعد المغرب, قال: هما في كتاب الله فَسَبّحْهُ وأدْبارَ السّجُودِ.
حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا ابن أبي عديّ, عن حُمَيد, عن الحسن, عن عليّ رضي الله عنه, في قوله: وأدْبارَ السّجُودِ قال: الركعتان بعد المغرب.
24779ـ حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة وأدْبارَ السّجُودِ قال: ركعتان بعد المغرب.
وقال آخرون: عنى بقوله وأدْبارَ السّجُودِ: التسبيح في أدبار الصلوات المكتوبات, دون الصلاة بعدها. ذكر من قال ذلك:
24780ـ حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: حدثنا ابن علية, قال: حدثنا ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قال: قال ابن عباس في فَسَبّحْهُ وأدْبارَ السّجُودِ قال: هو التسبيح بعد الصلاة.
24781ـ حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث, قال: حدثنا الحسن, قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: وأدْبارَ السّجُودِ قال: كان ابن عباس يقول: التسبيح. قال ابن عمرو: في حديثه في إثر الصلوات كلها. وقال الحارث في حديثه في دُبر الصلاة كلها.
وقال آخرون: هي النوافل في أدبار المكتوبات. ذكر من قال ذلك:
24782ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: وأدْبارَ السّجُودِ: النوافل.
وأولى الأقوال في ذلك بالصحة, قول من قال: هما الركعتان بعد المغرب, لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك, ولولا ما ذكرت من إجماعها عليه, لرأيت أن القول في ذلك ما قاله ابن زيد, لأن الله جلّ ثناؤه لم يخصص بذلك صلاة دون صلاة, بل عمّ أدبار الصلوات كلها, فقال: وأدبار السجود, ولم تقم بأنه معنيّ به: دبر صلاة دون صلاة, حجة يجب التسليم لها من خبر ولا عقل.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: وأدْبارَ السّجُودِ فقرأته عامة قرّاء الحجاز والكوفة, سوى عاصم والكسائيّ «وإدْبارَ السّجُودِ» بكسر الألف, على أنه مصدر أدبر يُدبر إدبارا. وقرأه عاصم والكسائيّ وأبو عمرو وأدْبارَ بفتح الألف على مذهب جمع دبر وأدبار.
والصواب عندي الفتح على جمع دبر.
الآية : 41-42
القول فـي تأويـل قوله تعالى: {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مّكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصّيْحَةَ بِالْحَقّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ }.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: واستمع يا محمد صيحة يوم القيامة, يوم ينادي بها منادينا من موضع قريب. وذُكر أنه ينادي بها من صخرة بيت المقدس. ذكر من قال ذلك:
24783ـ حدثني عليّ بن سهل, قال: حدثنا الوليد بن مسلم, عن سعيد بن بشر, عن قتادة, عن كعب, قال: وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِي المُنادِي مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ قال مَلك قائم على صخرة بيت المقدس ينادِي: أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء.
24784ـ حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد عن قتادة وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِي المُنادِي مِنْ مَكانٍ قَرِيب قال: كنا نحدّث أنه ينادي من بيت المقدس من الصخرة, وهي أوسط الأرض.
24785ـ وحُدّثنا أن كعبا قال: هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلاً.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة يَوْمَ يُنادِي المُنادِي مِنْ مَكانٍ قَرِيب قال: بلغني أنه ينادي من الصخرة التي في بيت المقدس.
24786ـ حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِي المُنادِي مِنْ مَكانٍ قَرِيب قال: هي الصيحة.
24787ـ حدثني عليّ بن سهل, قال: حدثنا الوليد بن مسلم, قال: ثني بعض أصحابنا, عن الأغرّ, عن مسلم بن حيان, عن ابن بُريدة, عن أبيه بريدة, قال: مَلك قائم على صخرة بيت المقدس, واضع أصبعيه في أُذنيه ينادي, قال: قلتُ: بماذا ينادي؟ قال: يقول يا أيها الناس هلموا إلى الحساب قال: فيقبلون كما قال الله كأنّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ.
وقوله: يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصّيْحَةَ بالحَقّ يقول تعالى ذكره: يوم يسمع الخلائق صيحة البعث من القبور بالحقّ, يعني بالأمر بالإجابة لله إلى موقف الحساب.
وقوله: ذلكَ يَوْمُ الخُرُوجِ يقول تعالى ذكره: يوم خروج أهل القبور من قبورهم.
الآية : 43-44
القول فـي تأويـل قوله تعالى: {إِنّا نَحْنُ نُحْيِـي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ * يَوْمَ تَشَقّقُ الأرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ }.
يقول تعالى ذكره: إنا نحن نُحيي الموتى ونميت الأحياء, وإلينا مصير جميعهم يوم القيامة يَوْمَ تَشَقّقُ الأرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعا يقول جلّ ثناؤه وإلينا مصيرهم يوم تشقّق الأرض, فاليوم من صلة مصير.
وقوله: تَشَقّقُ الأرْضُ عَنْهُمْ يقول: تصدّع الأرض عنهم. وقوله سِرَاعا ونُصبت سراعا على الحال من الهاء والميم في قوله عنهم. والمعنى: يوم تشقّق الأرض عنهم فيخرجون منها سراعا, فاكتفى بدلالة قوله: يَوْمَ تَشَقّقُ الأرْضُ عَنْهُمْ على ذلك من ذكره.
وقوله: ذلكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ يقول: جمعهم ذلك جمع في موقف الحساب, علينا يسير سهل.
الآية : 45
القول فـي تأويـل قوله تعالى: {نّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبّارٍ فَذَكّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ }.
يقول تعالى ذكره: نحن يا محمد أعلم بما يقول هؤلاء المشركون بالله من فِريتهم على الله, وتكذيبهم بآياته, وإنكارهم قُدرة الله على البعث بعد الموت وَما أنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبّارٍ يقول: وما أنت عليهم بمسلط. كما:
24788ـ حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث, قال: حدثنا الحسن قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد وَما أنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبّارٍ قال: لا تتجبر عليهم.
24789ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: وَما أنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبّارٍ فإن الله عزّ وجلّ كره الجبرية, ونهى عنها, وقدّم فيها. وقال الفرّاء: وضع الجبار في موضع السلطان من الجبرية وقال: أنشدني المفضل:
وَيَوْمَ الحَزْنِ إذْ حَشَدَتْ مَعَدّوكانَ النّاسُ إلا نَحْنُ دِينا
عَصَيْنا عَزْمَةَ الجَبّارِ حَتّىصَبَحْنا الجَوْفَ ألْفا مُعْلَمِينا
ويروى: «الجوف» وقال: أراد بالجبار: المنذر لوَلايته.
قال: وقيل: إن معنى قوله: وَما أنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبّارٍ لم تُبعث لتجْبُرَهم على الإسلام, إنما بعثت مذكّرا, فذكّر. وقال: العرب لا تقول فعال من أفعلت, لا يقولون: هذا خراج, يريدون: مُخْرِج, ولا يقولون: دخَال, يريدون: مُدْخِل, إنما يقولون: فعال, من فعلت ويقولون: خراج, من خرجت ودخال: من دخلت وقتّال, من قتلت. قال: وقد قالت العرب في حرف واحد: درّاك, من أدركت, وهو شاذّ.
قال: فإن قلت الجبار على هذا المعنى, فهو وجه. قال: وقد سمعت بعض العرب يقول: جبره على الأمر, يريد: أجبره, فالجبار من هذه اللغة صحيح, يراد به: يقهرهم ويجبرهم.
وقوله: فَذَكّرْ بالقُرآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ يقول تعالى ذكره: فذكر يا محمد بهذا القرآن الذي أنزلته إليه من يخاف الوعيد الذي أوعدته من عصاني وخالف أمري.
24790ـ حدثني نصر بن عبد الرحمن الأوديّ, قال: حدثنا حكام الرازي, عن أيوب, عن عمرو الملائي, عن ابن عباس, قال: قالوا يا رسول الله لو خوّفتنا؟ فنزلت فَذَكّرْ بالقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ.
24791ـ حدثنا ابن حُميد, قال: حدثنا حكام, عن أيوب بن سيار أبي عبد الرحمن, عن عمرو بن قيس, قال: قالوا: يا رسول الله, لو ذكّرتنا, فذكر مثله.

نهاية تفسير الإمام الطبرى لسورة ق

سورة الذاريات مكية
وآياتها ستون
بسم الله الرحمَن الرحيم
الآية : 1-6
القول فـي تأويـل قوله تعالى: {وَالذّارِيَاتِ ذَرْواً * فَالْحَامِلاَتِ وِقْراً * فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً * فَالْمُقَسّمَاتِ أَمْراً * إِنّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنّ الدّينَ لَوَاقِعٌ }.
يقول تعالى ذكره وَالذّارِياتِ ذَرْوا يقول: والرياح التي تذرو التراب ذروا, يقال: ذرت الريح التراب وأذرت. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
24792ـ حدثنا هنّاد بن السّريّ, قال: حدثنا أبو الأحوص, عن سماك, عن خالد بن عُرعرة, قال: قام رجل إلى عليّ رضي الله عنه, فقال: ما الذاريات ذروا, فقال: هي الريح.
حدثنا ابن المثنى, قال: حدثنا محمد بن جعفر, قال: حدثنا شعبة, عن سِماك, قال: سمعت خالد بن عرعرة, قال: سمعت عليا رضي الله عنه وقد خرج إلى الرحْبة, وعليه بُرْدان, فقالوا: لو أن رجلاً سأل وسمع القوم, قال: فقام ابن الكوّاء, فقال: ما الذاريات ذَرْوا؟ فقال: هي الرياح.
حدثني محمد بن عبد الله بن عبيد الهلالي ومحمد بن بشار, قالا: حدثنا محمد بن خالد بن عثمة, قال: حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي, قال: حدثنا أبو الحويرث, عن محمد بن جُبَير بن مطعم, أخبره, قال: سمعت عليا رضي الله عنه يخطب الناس, فقام عبد الله بن الكوّاء, فقال: يا أمير المؤمنين, أخبرني عن قول الله تبارك وتعالى: وَالذّارِياتِ ذَرْوا قال: هي الرياح.
حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا يحيى, عن سفيان, عن حبيب بن أبي ثابت, عن أبي الطفيل, قال: سُئل عليّ بن أبي طالب, رضي الله عنه, عن الذاريات ذَرْوا, فقال: الريح.
حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, عن حبيب بن أبي ثابت, عن أبي الطّفيل, عن عليّ وَالذّارِياتِ ذَرْوا قال: الريح.
قال: مهران, حُدّثنا عن سماك, عن خالد بن عرعرة, قال: سألت عليا رضي الله عنه عن وَالذّارِياتِ ذَرْوا فقال: الريح.
حدثنا ابن المثنى, قال: حدثنا محمد بن جعفر, قال: حدثنا شعبة, عن القاسم بن أبي بَزّة, قال: سمعت أبا الطفيل, قال: سمعت عليا رضي الله عنه عنه يقول: لا تسألوني عن كتاب ناطق, ولا سنة ماضية, إلا حدّثتكم, فسأله ابن الكوّاء عن الذاريات, فقال: هي الرياح.
حدثنا أبو كُرَيب, قال: حدثنا طلق, عن زائدة, عن عاصم, عن عليّ بن ربيعة, قال: سأل ابن الكوّاء عليا رضي الله عنه, فقال: وَالذّارِياتِ ذَرْوا قال: هي الريح.
حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا جرير, عن عبد الله بن رفيع, عن أبي الطفيل, قال: قال ابن الكوّاء لعلي رضي الله عنه: ما الذاريات ذَرْوا؟ قال: الريح.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: ثني يحيى بن أيوب, عن أبي صخرة, عن أبي معاوية البجليّ, عن أبي الصهباء البكريّ, عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه, قال: وهو على المنبر لا يسألني أحد عن آية من كتاب الله إلا أخبرته, فقام ابن الكوّاء, وأراد أن يسأله عما سأل عنه صبيغٌ عمر بن الخطاب رضي الله عنه, فقال: ما الذاريات ذروا؟ قال عليّ: الرياح.
حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, أن رجلاً سأل عليا عن الذاريات, فقال: هي الرياح.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن وهب بن عبد الله, عن أبي الطفيل, قال سأل ابن الكوّاء عليا, فقال: ما الذاريات ذروا؟ قال: الرياح.
24793ـ حدثنا يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: وَالذّارِياتِ ذَرْوا قال: كان ابن عباس يقول: هي الرياح.
24794ـ حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث, قال: حدثنا الحسن, قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله: وَالذّارِياتِ قال: الرياح.
وقوله: فالْحامِلاتِ وِقْرا يقول: فالسحاب التي تحمل وقرها من الماء.
وقوله: فالجارِياتِ يُسْرا يقول: فالسفن التي تجري في البحار سهلاً يسيرا فالمُقَسّماتِ أمْرا يقول: فالملائكة التي تقسم أمر الله في خلقه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
24795ـ حدثنا هناد, قال: حدثنا أبو الأحوص, عن سماك, عن خالد بن عرعرة, قال: قام رجل إلى عليّ رضي الله عنه, فقال: ما الجاريات يسرا؟ قال: هي السفن قال: فما الحاملات وقرا؟ قال: هي السحاب قال: فما المقسمات أمرا؟ قال: هم الملائكة.
حدثنا ابن المثنى, قال: حدثنا محمد بن جعفر, قال: حدثنا شعبة, عن سِماك, قال: سمعت خالد بن عرعرة, قال: سمعت عليا رضي الله عنه. وقيل له: ما الحاملات وقرا؟ قال: هي السحاب قال: فما الجاريات يُسرا؟ قال: هي السفن قال: فما المقسّمات أمرا؟ قال: هي الملائكة.
حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, عن سماك, عن خالد بن عرعرة, عن عليّ بنحوه.
حدثني محمد بن عبد الله بن عبيد الله الهلالي ومحمد بن بشار, قالا: حدثنا محمد بن خالد بن عثمة, قال: حدثنا موسى الزمعي, قال: ثني أبو الحُوَيرث, عن محمد بن جُبَير بن مطعم أخبره, قال: سمعت عليا يخطب الناس, فقام عبد الله بن الكوّاء فقال: يا أمير المؤمنين, أخبرني عن قول الله تبارك وتعالى: فالْحامِلاتِ وِقْرا قال: هي السحاب فالجارِياتِ يُسْرا قال: هي السفن فالمُقَسّمات أمْرا قال: الملائكة.
حدثنا ابن المثنى, قال: حدثنا محمد بن جعفر, قال: حدثنا شعبة, عن القاسم بن أبي بزّة, قال: سمعت أبا الطفيل, قال: سمعت عليا رضي الله عنه, فذكر نحوه.
حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا جرير, عن عبد العزيز بن رفيع, عن أبي الطفيل, قال: قال ابن الكوّاء لعليّ, فذكر نحوه.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن وهب بن عبد الله, عن أبي الطّفيل, قال: شهدت عليا رضي الله عنه, وقام إليه ابن الكوّاء, فذكر نحوه.
حدثنا أبو كُرَيب, قال: حدثنا طَلْق بن غنام, عن زائدة, عن عاصم, عن عليّ بن ربيعة, قال: سأل ابن الكوّاء عليا, فذكر نحوه.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: ثني يحيى بن أيوب, عن أبي صخر, عن أبي معاوية البجليّ, عن أبي الصهباء البكريّ, عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه, نحوه.
حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, أن رجلاً سأل عليا, فذكر نحوه.
حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, عن حبيب بن أبي ثابت, عن أبي الطفيل, عن عليّ مثله.
حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا يحيى, عن سفيان, عن حبيب بن أبي ثابت, عن أبي الطفيل, قال: سُئل فذكر مثله.
24796ـ حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: فالْحامِلاتِ وِقْرا قال: السحاب, قوله: فالمُقَسّماتِ أمْرا قال: الملائكة.
24797ـ حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث, قال: حدثنا الحسن, قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد فالْحامِلاتِ وِقْرا قال: السحاب تحمل المطر, فالجارِياتِ يُسْرا قال: السفن فالمُقَسّماتِ أمْرا قال: الملائكة ينزلها بأمره على من يشاء.
قوله: أنّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ يقول تعالى ذكره: إن الذي توعدون أيها الناس من قيام الساعة, وبعث الموتى من قبورهم لصادق, يقول: لكائن حقّ يقين. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
24798ـ حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث, قال: حدثنا الحسن, قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: إنّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ والمعنى: لصدق, فوضع الاسم مكان المصدر وَإنّ الدّينَ لَوَاقِعٌ يقول: وإن الحساب والثواب والعقاب لواجب, والله مجازٍ عباده بأعمالهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثني الحارث, قال: حدثنا الحسن, قال: حدثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: وَإنّ الدّينَ لَوَاقِعٌ قال: الحساب.
24799ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: إنّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ وَإنّ الدّينَ لَوَاقِعٌ وذلك يوم القيامة, يوم يُدان الناس فيه بأعمالهم.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة: وَإنّ الدّينَ لَوَاقِعٌ قال: يوم يدين الله العباد بأعمالهم.
24800ـ حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: وَإنّ الدّينَ لَوَاقِعٌ قال: لكائن