تكبيرات العيدين سبعا في الأولى وخمسا في الثانية - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في تكبيرات العيدين سبعًا في الأوّلى وخمسًا في الثانية
حسن: رواه أبو داود (١١٤٩) عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة فذكرته.
وابن لهيعة فيه كلام معروف لسوء حفظه واختلاطه، لكن رواية قُتَيبة بن سعيد عنه مستقيمة، ورواه عنه أيضًا عبد الله بن وهب، وهو قديم السماع منه.
قال عبد الغني بن سعيد الأزدي: إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح، وهم: ابن المبارك وابن وهب والمقرئ كذا في «تهذيب التهذيب».
فقد روى أبو داود (١١٥٠) عن ابن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أنَّ النَّبِيّ ﷺ كبَّر في الفِطر والأضحى سبعًا وخمسًا سوي تكبيرتَيْ الرّكوع.
ورواه ابن ماجة (١٢٨٠) عن حرملة بن يحيى، حَدَّثَنَا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد وعُقيل، عن ابن شهاب به مثله. فجمع بين خالد وعُقيل وهما من شيوخ ابن لهيعة
فتارة يروي عن هذا، وتارةً عن هذا وكله صحيح. وإليه أشار محمد بن يحيى الذهلي قائلًا: هذا هو المحفوظ؛ لأنَّ ابن وهب قديم السماع من ابن لهيعة. انظر «السنن الكبري» (٣/ ٢٨٧).
وأمّا ما نقله الترمذيّ في «العلل الكبير» (١/ ٢٨٨، ٢٨٩) عن البخاريّ بأنَّه ضعَّفه وقال: لا أعلمه رواه غير ابن لهيعة. وقال أيضًا الحاكم (١/ ٢٩٨): «تفرّد به عبد الله بن لهيعة، وقد استشهد به مسلم في موضعين».
فهو كلام متّجه، لأنَّ مداره على ابن لهيعة، ولكن في رأي جمهور أهل العلم أن تفرده لا يضر ما دام روى عنه أحد العبادلة وهم قديم السماع منه.
حسن: رواه أبو داود (١١٥١) عن مسدد، حَدَّثَنَا المعتمر، قال: سمعتُ عبد الله بن عبد الرحمن الطائفيّ، يحدِّث عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص فذكره.
ومن طريقه رواه الدَّارقطنيّ (٢/ ٤٨)، والبيهقي (٣/ ٢٨٥).
وإسناده حسن لأجل الكلام في عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي غير أنه حسن الحديث، وقد وثَّقه ابن معين في رواية، وفي رواية قال: صويلح، وفي رواية: ضعيف، وضعَّفه أيضًا النسائيّ ووثَّقه العجليّ، وقال البخاريّ: مقارب الحديث. وصحَّح هذا الحديث فيما نقله الترمذيّ في «العلل الكبير» (١/ ٢٨٨) ونقل الحافظ ابن حجر في التلخيص: تصحيحه عن الإمام أحمد.
وقال في الفتوحات الربانية (٤/ ٢٤١): «حسن صحيح».
وقال النوويّ في «المجموع» (٥/ ٢١): «صحيح، رواه أبو داود وغيره بأسانيد حسنة».
ثمّ قال أبو داود: ورواه وكيع وابن المبارك، قالا: سبْعًا وخمسًا.
قال الأعظمي: حديث وكيع روى عنه الإمام أحمد (٦٨٨) عن عبد الله بن عبد الرحمن سمعه من عمرو ابن شعيب، عن أبيه، عن جده، أنَّ النَّبِيّ ﷺ كبَّر في عيدٍ ثنتي عشرة تكبيرة، سبْعًا في الأوّلى، وخمسًا في الآخرة، ولم يُصَلِّ قبلها ولا بعدها.
وحديث ابن المبارك رواه ابن ماجة (١٢٧٨) عن محمد بن العلاء، عن ابن المبارك، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن النَّبِيّ ﷺ كبَّر في صلاة العيد سبْعًا وخمسًا.
وكذلك رواه أبو نُعَيم، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي قال: سمعت عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أنَّ رسول الله ﷺ كبَّر في العيد يوم الفطر سبعًا في الأولى، وفي الآخرة خمسًا سوي تكبيرة الإحرام. رواه الدَّارقطني من طريقه، فجعل وكيع وابن المبارك وأبو نعيم من فعل النَّبِيّ ﷺ لا من قوله، وهذا هو الأرجح وهو الذي صحَّحه البخاريّ.
وفيه ردٌّ على ما رواه سليمان بن حيَّان، عن أبي يعلى الطائفي عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أنَّ النَّبِيّ ﷺ كان يُكبِّر في الفطر في الأوّلى سبعا، ثمّ يقرأ ثمّ يكبر، ثمّ يقوم، فيكبر أربعًا، ثمّ يقرأ، ثمّ يركع، رواه أبو داود (١١٥٢) عن أبي توبة الربيع بن نافع، عن سليمان بن حيان به.
فجعل في الثانية أربعًا.
وسليمان بن حيان -أبو خالد- وإن كان من رجال الشّيخين إِلَّا أنَّه كان يخطئ كما في التقريب. وهذا من خطئه. وإليه يشير البيهقيّ (٣/ ٢٨٥، ٢٨٦) عقب روايته عن أبي داود، عن مسدد، ثنا المعتمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي قال: وكذلك رواه ابن المبارك ووكيع وأبو عاصم وعثمان بن عمر وأبو نعيم، عن عبد الله. وفي كل ذلك دلالة على خطأ رواية سليمان بن حيان، عن عبد الله الطائفي في هذا الحديث سبْعًا في الأوّلى، وأربعًا في الثانية».
وفي الباب عن ابن عباس عند الدَّارقطنيّ (٢/ ٦٦)، والحاكم (١/ ٣٢٦) وفيه محمد بن عبد العزيز يرويه عن أبيه، ومحمد هذا ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٨/ ٧) فقال: «سألت أبي عنه فقال: هم ثلاثة إخوة: محمد بن عبد العزيز، وعبد الله بن عبد العزيز، وعمران بن عبد العزيز، وهم ضعفاء الحديث، ليس لهم حديث مستقيم».
وقال الحافظ في «اللسان»: «قال البخاريّ: محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف منكر الحديث، ويقال: بمشورته جُلِد مالكٌ الإمامُ.
وقال النسائيّ: متروك، وقال الدَّارقطنيّ: ضعيف.
وأمّا الحاكم فصحَّحه، ورده الذّهبيّ فقال: «عبد العزيز ضُعِّف«، يعني محمد وأبوه كلاهما ضعيفان.
وعن عمرو بن عوف، رواه الترمذيّ (٥٣٦)، وابن ماجة (١٢٧٩) كلاهما من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده أن النَّبِيّ ﷺ كبَّر في العيدين في الأوّلى سبْعًا قبل القراءة، وفي الآخر خَمسًا قبل القراءة.
قال الترمذيّ: «حسن، وهو أحسن شيء رُوي في هذا الباب عن النَّبِيّ ﷺ».
وقال الترمذيّ: «سألت البخاريّ عن هذا الباب فقال: «ليس في الباب شيء أصح من هذا، وبه أقول، وحديث عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي أيضًا صحيح، والطائفي مقارب الحديث» انتهى.
وصحّحه أيضًا ابن خزيمة (١٤٣٨) فرواه من هذا الوجه والحق أنَّه ضعيف جدًّا، فإن كثير بن عبد الله تكلم الناس فيه كلامًا شديدًا حتى قال الشافعي رحمه الله تعالى: «هو ركن من أركان الكذب».
وقال النووي في «المجموع» (٥/ ٢١) بعد أن ذكر كلام البخاريّ: «وهذا الذي قاله فيه نظر، لأنَّ كثير بن عبد الله ضعيف، ضعَّفه الجمهور».
وقال الحافظ في «التلخيص»: «وكثير ضعيف، وقد أنكر جماعة تحسينه على الترمذي».
وأمّا ما نقله الترمذيّ عن البخاريّ فتعقبه ابن القطان قائلًا: وهذا ليس بصريح في التصحيح،
فقوله: هو أصح شيءٍ في الباب، يعني أشبه ما في الباب، وأقل ضعفًا. وقوله: وبه أقول: يحتمل أن يكون من كلام الترمذيّ، أي أنَّ أقول، إن هذا الحديث أشبه ما في الباب. وكذا قوله: وحديث الطائفي صحيح، يحتمل أن يكون من كلام الترمذيّ، وقد عُهِد منه تصحيح حديث عمرو بن شعيب، فظهر من ذلك أنَّ قول البخاري: أصح شيءٍ؛ ليس معناه صحيحًا، ثمّ تكلم على كثير بن عبد الله ونقل كلام أهل العلم في تضعيفه. انتهى.
قال الأعظمي: كلام ابن القطان متجه، لأن البخاريّ لا يصحح حديث كثير بن عبد الله، إِلَّا أنه يرى أن حديث عمرو بن شعيب هو أصح ما في الباب، يعني غيره أضعف منه ولذا اعتمده أهل الحديث فجعلوا التكبير في الأوّلى سبعًا وفي الثانية خمسًا.
قال الأعظمي: وفي الباب أحاديث أخرى منها حديث سعد المؤذن، وجابر بن عبد الله وابن عمر وغيرهم وكلها ضعيفة، والتي ذكرتها أصحّها.
وبه قال جماعة من الصّحابة والتابعين.
روي مالك في العيدين (٩) عن نافع مولى عبد الله بن عمر، أنه قال: شهدتُ الأضحى والفِطر مع أبي هريرة، فكبَّر في الركعة الأوّلى سبع تكبيرات قبل القراءة. وفي الآخِرة خمس تكبيرات قبل القراءة.
قال مالك: وهو الأمر عندنا.
وقال الإمام أحمد: وبهذا آخذ»مسائل أحمد لابنه (٢/ ٤٢٨).
وقال الترمذيّ: وهو قول أهل المدينة، وبه يقول مالك والشافعي وأحمد وإسحاق، ورُوي عن عبد الله بن مسعود أنَّه قال في التكبير في العيدين: تسع تكبيرات. في الركعة الأوّلى خمسًا قبل القراءة. وفي الركعة الثانية يدا بالقراءة ثمّ يُكبِّر أربعًا مع تكبيرة الركوع، وقد رُوي عن غير واحد من أصحاب النَّبِيّ ﷺ نحو هذا. وهو قول أهل الكوفة وبه يقول سفيان الثوري». انتهى.
وأمّا ما رواه أبو عائشة -جليسٌ لأبي هريرة- أنَّ سعيد بن العاص سأل أبا موسى الأشعري وحذيفة بن اليمان: كيف كان رسول الله ﷺ يُكبِّر في الأضحى والفِطر؟ فقال أبو موسى. كان يُكبِّر أربعًا تكبيرةُ على الجنائز، فقال حذيفة: صدق، فقال أبو موسى: كذلك كنت أكبِّر في البصرة حيث كنت عليهم، وقال أبو عائشة: وأنا حاضر لسعيد بن العاص. فهو ضعيف.
رواه أبو داود (١١٥٣) عن محمد بن العلاء وابن أبي الزّناد، المعني قريب، قالا: حَدَّثَنَا زيد - يعني ابن حبَّان- عن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، قال: أخبرني أبو عائشة فذكره.
أبو عائشة غير معروف. ولذا قال الحافظ في التقريب: «مقبول» يعني عند المتابعة، ولم يتابع، فهو «لين الحديث» وأخرجه البيهقيّ (٣/ ٢٨٩، ٢٩٠) من طريق أبي داود وقال: «قد خولف راوي هذا الحديث في موضعين، أحدهما: في رفعه، والآخر في جواب أبي موسى، والمشهور في هذه القصة أنهم أسندوا أمرهم إلى ابن مسعود، فأفتاه ابن مسعود بذلك، ولم يسنده إلى النَّبِيّ ﷺ،
كذلك رواه أبو إسحاق السبيعي عن عبد الله بن موسى، أو ابن أبي موسى أنَّ سعيد بن العاص أرسل إلى ابن مسعود وحذيفة، وأبي موسى، فسألهم عن التكبير في العبد، فأسندوا أمرهم إلى ابن مسعود فقال: تكبَّر أربعًا قبل القراءة، ثمّ تقرأ، فإذا فرغت كبَّرت، فركعت، ثمّ تقوم في الثانية فتقرأ، فإذا فرغت كبَّرت أربعًا. وعبد الرحمن هو: ابن ثابت بن ثوبان ضعَّفه يحيى بن معين قال: كان رجلًا صالحًا» انتهى.
وأعلَّ ابن الجوزي في «التحقيق» لعبد الرحمن بن ثوبان قال قال ابن معين: ضعيف، وقال أحمد: لم يكن بالقويّ، وأحاديثه مناكير، قال: وليس يُروي عن النَّبِيّ ﷺ في تكبير العيدين حديث صحيح. انتهى.
وقال في «التنقيح» عبد الرحمن بن ثوبان وثَّقه غير واحد، وقال ابن معين: ليس به بأس، ولكن أبو عائشة، قال ابن حزم فيه: مجهول.
وقال ابن القطان: «لا أعرف حاله» انظر «نصب الراية» (٢/ ٢١٥).
قال البيهقيّ بعد أن روى حديث ابن مسعود من قوله: «والمرفوع أولى مع عمل الناس».
أبواب الكتاب
- 1 باب لكل قوم عيد، وعيد المسلمين الفطر والأضحى
- 2 باب استحباب الأكل قبل الخروج في الفطر دون الأضحى
- 3 باب الغسل للعيد
- 4 باب التجمّل في العيدين
- 5 باب ما جاء في مخالفة الطريق
- 6 باب وقت صلاة العيد
- 7 باب صلاة العيد ركعتان، ولا صلاة قبلها ولا بعدها في المصلي
- 8 باب ما جاء في تكبيرات العيدين سبعًا في الأوّلى وخمسًا في الثانية
- 9 باب ما يقرأ به في صلاة العيدين
- 10 باب ترك الأذان والإقامة في العيد
- 11 باب الصلاة قبل الخطبة
- 12 باب سترة الإمام لصلاة العيد
- 13 باب خروج النساء والحُيَّض إلى العيدين إِلَّا أَنَّ الحُيَّضَ يعتزلْنَ المصلَّى
- 14 باب خروج الصبيان إلى المصلَّى
- 15 خروج النَّبِيّ ﷺ إلى مصلى العيد بغير المنبر
- 16 باب ما جاء في خطبة العيد على البعير
- 17 باب ما روي في الخطبتين في العيدين
- 18 باب موعظة الإمام النساءَ يوم العيد
- 19 باب ما جاء أنَّ الإمام يتَّكئ في خطبته
- 20 باب ما جاء في اجتماع العيد والجمعة
- 21 باب الجلوس لاستماع الخطبة في العيدين
- 22 باب ما جاء في سنّة العيد والتّهاني فيه
- 23 باب التكبير أيام مني ومن كبَّر في أيام العشر
- 24 باب إباحة اللَّعِبِ يومَ العيدِ
- 25 باب ما يكره من حمل السلاح في العيد والحرم
معلومات عن حديث: تكبيرات العيدين سبعا في الأولى وخمسا في الثانية
📜 حديث عن تكبيرات العيدين سبعا في الأولى وخمسا في الثانية
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ تكبيرات العيدين سبعا في الأولى وخمسا في الثانية من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث تكبيرات العيدين سبعا في الأولى وخمسا في الثانية
تحقق من درجة أحاديث تكبيرات العيدين سبعا في الأولى وخمسا في الثانية (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث تكبيرات العيدين سبعا في الأولى وخمسا في الثانية
تخريج علمي لأسانيد أحاديث تكبيرات العيدين سبعا في الأولى وخمسا في الثانية ومصادرها.
📚 أحاديث عن تكبيرات العيدين سبعا في الأولى وخمسا في الثانية
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع تكبيرات العيدين سبعا في الأولى وخمسا في الثانية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب