حديث: تكبيرات صلاة العيدين: سبع في الأولى وخمس في الثانية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تكبيرات العيدين سبعًا في الأوّلى وخمسًا في الثانية

عن عائشة أن النَّبِيّ ﷺ كان يُكبِّر في الفِطر والأضحى: في الأوّلى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات.

حسن: رواه أبو داود (١١٤٩) عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة أن النَّبِيّ ﷺ كان يُكبِّر في الفِطر والأضحى: في الأوّلى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها: "أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يُكَبِّرُ فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى: فِي الْأُولَى سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ، وَفِي الثَّانِيَةِ خَمْسَ تَكْبِيرَاتٍ".
(رواه أبو داود وابن ماجه، وهو حسن)


الشرح الوافي:



# أولاً. شرح المفردات:


● يُكَبِّرُ: أي يرفع صوته بقول: "الله أكبر".
● فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى: أي في صلاتي عيد الفطر وعيد الأضحى.
● الْأُولَى: أي الركعة الأولى من صلاة العيد.
● سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ: أي سبع مرات غير تكبيرة الإحرام.
● الثَّانِيَةِ: أي الركعة الثانية.
● خَمْسَ تَكْبِيرَاتٍ: أي خمس مرات غير تكبيرة القيام.

# ثانياً. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث هدي النبي ﷺ في صلاة العيدين (الفطر والأضحى)، حيث كان يزيد تكبيرات زائدة على التكبيرات المعتادة في الصلوات المفروضة.
● في الركعة الأولى: بعد تكبيرة الإحرام (التي هي ركن لا تتم الصلاة بدونها)، كان ﷺ يكبر ست تكبيرات زائدة قبل أن يبدأ بقراءة سورة الفاتحة. (فالسبع تشمل تكبيرة الإحرام + ست تكبيرات، أو يحتمل أن الست زوائد بعد الإحرام، والله أعلم).
● في الركعة الثانية: بعد تكبيرة القيام (الانتقال من السجود إلى القيام للركعة الثانية)، كان ﷺ يكبر خمس تكبيرات زائدة قبل أن يبدأ بقراءة سورة الفاتحة.
وهذا من السنن المتعلقة بهيئة صلاة العيد، التي تميزها عن غيرها من الصلوات.

# ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه المستنبط:


1- مشروعية الزيادة في التكبير في صلاة العيدين: فهذا سنة ثابتة عن النبي ﷺ، وخلفائه من بعده.
2- بيان هيئة صلاة العيد: وهي ركعتان، يزيد فيهما المصلي على التكبيرات المعتادة بهذا العدد.
3- التكبير سنة وليس ركناً: ذهب جمهور العلماء (الحنفية والشافعية والحنابلة) إلى أن هذه التكبيرات سنة وليست فرضاً. فإذا تركها المصلي عامداً أو ناسياً، فلا تبطل صلاته، ولكن يفوت عليه أجر هذه السنة.
4- ما يقال بين التكبيرات: يستحب أن يحمد الله بين التكبيرات ويصلي على النبي ﷺ، أو يقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. وليس هناك ذكر مخصوص ثابت عن النبي ﷺ بينها، فيجوز للإنسان أن يذكر الله بما تيسر.
5- التساوي بين العيدين: الحكم واحد في عيد الفطر وعيد الأضحى من حيث عدد هذه التكبيرات الزائدة.

# رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● خلاف العلماء في العدد: هذا الحديث بيّن صفة التكبير في صلاة العيد، وهناك روايات أخرى باختلاف العدد (مثل: تكبير خمس في الأولى وخمس في الثانية)، ولكن أغلب أهل العلم على العمل بهذه الرواية (سبع في الأولى وخمس في الثانية) لأنها أصح.
● حكمة التكبير: التكبير في العيدين إظهار لعبادة الله وتعظيمه، وشكر له على نعمه، وإعلان لتوحيده وعظمته، وذلك مناسبة لفرح المسلم بإتمام صيام رمضان أو بتقرب إلى الله بذبح الأضحية.
● التكبير خارج الصلاة: يستحب أيضاً الجهر بالتكبير في ليلتي العيدين وفي الطريق إلى المصلى، لقوله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185].
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ملاحظة: هذا الشرح مبني على ما صح من السنة وفهم جمهور أهل العلم، والله تعالى أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١١٤٩) عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة فذكرته.
وابن لهيعة فيه كلام معروف لسوء حفظه واختلاطه، لكن رواية قُتَيبة بن سعيد عنه مستقيمة، ورواه عنه أيضًا عبد الله بن وهب، وهو قديم السماع منه.
قال عبد الغني بن سعيد الأزدي: إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح، وهم: ابن المبارك وابن وهب والمقرئ كذا في «تهذيب التهذيب».
فقد روى أبو داود (١١٥٠) عن ابن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أنَّ النَّبِيّ ﷺ كبَّر في الفِطر والأضحى سبعًا وخمسًا سوي تكبيرتَيْ الرّكوع.
ورواه ابن ماجة (١٢٨٠) عن حرملة بن يحيى، حَدَّثَنَا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد وعُقيل، عن ابن شهاب به مثله. فجمع بين خالد وعُقيل وهما من شيوخ ابن لهيعة
فتارة يروي عن هذا، وتارةً عن هذا وكله صحيح. وإليه أشار محمد بن يحيى الذهلي قائلًا: هذا هو المحفوظ؛ لأنَّ ابن وهب قديم السماع من ابن لهيعة. انظر «السنن الكبري» (٣/ ٢٨٧).
وأمّا ما نقله الترمذيّ في «العلل الكبير» (١/ ٢٨٨، ٢٨٩) عن البخاريّ بأنَّه ضعَّفه وقال: لا أعلمه رواه غير ابن لهيعة. وقال أيضًا الحاكم (١/ ٢٩٨): «تفرّد به عبد الله بن لهيعة، وقد استشهد به مسلم في موضعين».
فهو كلام متّجه، لأنَّ مداره على ابن لهيعة، ولكن في رأي جمهور أهل العلم أن تفرده لا يضر ما دام روى عنه أحد العبادلة وهم قديم السماع منه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 17 من أصل 58 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تكبيرات صلاة العيدين: سبع في الأولى وخمس في الثانية

  • 📜 حديث: تكبيرات صلاة العيدين: سبع في الأولى وخمس في الثانية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تكبيرات صلاة العيدين: سبع في الأولى وخمس في الثانية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تكبيرات صلاة العيدين: سبع في الأولى وخمس في الثانية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تكبيرات صلاة العيدين: سبع في الأولى وخمس في الثانية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب