الماشي يمشي أمام الجنازة وخلفها ويمينها ويسارها وأن الراكب يكون خلفها - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء أن الماشي يمشي أمام الجنازة وخلفها ويمينها ويسارها، وأن الراكب يكون خلفها
صحيح: رواه أبو داود (٣١٨٠)، والترمذي (١٠٣١)، وابن ماجه (١٤٨١، ١٥٠٧)، والنسائي (١٩٤٣) كلهم من طرق عن زياد بن جبير بن حية، عن أبيه، عن المغيرة بن شعبة فذكره، واللفظ لأبي داود.
قال الترمذي: «حسن صحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال، وقد صحَّحه ابن حبان (٣٠٤٩)، والحاكم (١/ ٣٥٥، ٣٦٣) وقال: «صحيح على شرط البخاري».
إلا أن الدارقطني أدخله في «العلل» (٧/ ١٣٤ - ١٣٥) فقال: «ورواه يونس بن عبيد، عن زياد ابن جبير، واختلف عنه، فرفعه عبد الله بن بكر المزني، عن يونس. ورواه قبيصة عن الثوري، عن يونس، فشك في رفعه. ووقفه الباقون عن يونس إلا أن ابن علية وعنبسة بن عبد الواحد، قالا: عن يونس؛ وأهل زياد يرفعونه. قال يونس: وأما أنا فلا أحفظ رفعه» انتهى.
قال الأعظمي: اليقين لا يزول بالشك، ثم أهل زياد أعلم من غيرهم. قال يونس: وأحسب أن أهل زياد أخبروني أنه رفعه إلى النبي -صلي الله عليه وسلم-.
هكذا ذكره أبو داود في «سننه» وعنه البيهقي (٤/ ٨).
ثم رواه البيهقي عن شيخه الحاكم، أنبأ أحمد بن سليمان بن الحسن الفقيه، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا روح بن عبادة، ثنا سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية، قال: حدثني عمي زياد بن جبير ابن حية، قال: حدثني أبي جبير بن حية الثقفي، أنه سمع المغيرة بن شعبة يقول: فذكر الحديث.
والخلاصة: الحديث صحيح مرفوعًا، ولا يضرّ من شكَّ في رفعه.
ولكن الأفضل هو المشي إن كانت المقبرة في مسافة قصيرة لأنه لم يثبت في الأخبار الصحيحة أن النبي -صلي الله عليه وسلم- ركب ذاهبًا إلى المقبرة.
وأما ما رُوي عن جابر بن سمرة قال: «رأيتُ رسول الله -صلي الله عليه وسلم- خرج مع جنازة ثابت بن الدحداح على فرس أغَرَّ مُحَجَّلٍ يُخِبُّه ليس عليه سَرْج، معه الناس وهم حوله، قال: فنزل رسولُ الله -صلي الله عليه وسلم- فصلَّى عليه، ثم جلس حتى فُرغ منه، ثم قال: فقعد على فرسه، ثم انطلق يسير حولَه الرجالُ» فهو ضعيف جدا. رواه عبد الله في زياداته على مسند أبيه (٢٠٩٤٤) عن أبي القاسم الزهري عبد الله بن سعد، قال أبي وعمِّي قالا: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني عمر بن موسي بن الوجيه، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة فذكر الحديث.
وعمر بن موسي بن الوجيه ضعيف جدًّا، قال ابن حبان: «كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، فلما كثر في روايته عن الثقات ما لا يُشبه حديث الأثبات خرج عن حد العدالة، فاستحق الترك» «المجروحين» (٦٣٧).
وتكلم فيه الحافظ في «التعجيل» كلامًا شديدًا، لأن الصحيح الثابت كما يأتي أنه رجع راكبًا.
وروي عن عبد الله بن عمر قال: رأيتُ النبي -صلي الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة.
رواه أبو داود (٣١٧٩)، والترمذي (١٠٠٧)، والنسائي (١٩٤٤)، وابن ماجه (١٤٨٢) كلهم من طرق عن سفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه فذكره.
وإسناده صحيح، ولكن رجَّح أكثر المحدثين رواية الإرسال منهم ابن المبارك وأحمد والبخاري والنسائي وغيرهم.
قال الترمذي: حديث ابن عمر هكذا رواه ابن جريج وزياد بن سعد وغير واحد عن الزهري، عن سالم، عن أبيه نحو حديث ابن عيينة، وروي معمر ويونس بن يزيد ومالك وغير واحد من الحفاظ عن الزهري أن النبي -صلي الله عليه وسلم-كان يمشي أمام الجنائز، قال الزهري: وأخبرني سالم أن أباه كان يمشي أمام الجنازة، وأهل الحديث كلهم يرون أن الحديث المرسل في ذلك أصح.
قال الترمذي: «سمعت يحيى بن موسى بقول: قال عبد الرزاق، قال ابن المبارك: حديث الزهري في هذا مرسل، أصح من حديث ابن عيينة».
قال ابن المبارك: وأرى ابن جريج أخذ عن ابن عيينة.
قال الترمذي: وروى همام بن يحيى هذا الحديث، عن زياد بن سعد ومنصور وبكر وسفيان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، وإنما هو سفيان بن عيينة روى عنه همام» انتهى.
وهكذا أكَّد أيضًا النسائي فقال: سفيان ومنصور وزياد وبكر هو ابن وائل كلهم ذكروا أنهم سمعوا الزهري يحدث أن سالمًا أخبره أن أباه أخبره، أنه رأى النبي -صلي الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر وعثمان يمشون بين يدي الجنازة، بكر وحده لم يذكر عثمان. قال النسائي: هذا خطأ، والصواب مرسل.
ولكن روي ابن حبان في صحيحه (٣٠٤٧) ما يؤكد باتصال هذا الحديث عن الحسن بن سفيان، حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي، قال: حدثنا الحميدي، قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا الزهري غير مرة أشهد لك عليه، قال: أخبرني سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: رأيت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة فقيل لسفيان: فيه (وعثمان؟) قال: لا أحفظه، فقيل له: فإن بعض الناس لا يقوله إلا عن سالم، فقال: حدثناه الزهري غير مرة أشهد لك عليه، وقيل له: فإن ابن جريج يقول كما تقوله، ويزيد فيه «عثمان» فقال سفيان: لم أسمعه، وذكر عثمان انتهي.
ثم رواه (٣٠٤٨) من وجه آخر موافقًا لرواية سفيان عن محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص، قال: أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شُعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر بن الخطاب كان يمشي بين يدي الجنازة قال: وإن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كان يمشي بين يديها وأبا بكر وعمر وعثمان.
قال الزهري: وكذلك السنة. انتهى.
قال البيهقي (٤/ ٢٤) بعد أن ذكر اختلاف الرواة على الزهري: «ومن وصله، واستقر على
وصله، ولم يختلف عليه فيه وهو سفيان بن عيينة حجة ثقة».
ففي قول البيهقي إشارة إلى أن الذي وصله ولم يختلف عليه هو ابن عينة وحده، والباقون قد اختلف عليهم، ثم نصّ أهل العلم أن ابن عيينة أخطأ فيه، ودخل عليه الوهم كما قال النسائي في «الكبري» (١/ ٦٣٢).
لأن معمرًا ويونس ومالكا رووه عن الزهري مرسلًا.
ونقل النسائي عن ابن المبارك أنه قال: «الحفاظ عن ابن شهاب ثلاثة: مالك ومعمر وابن عيينة. فإذا اجتمع اثنان على قول أخذنا به وتركنا قول الآخر».
قال النسائي: «وذكر ابن المبارك هذا الكلام عن أهل الحديث» انتهي.
وفي الباب عن أنس بن مالك أن النبي -صلي الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يمشون أمام الجنازة.
رواه الترمذي (١٠١٠)، وابن ماجه (١٤٨٣) كلاهما من طريق محمد بن بكر البرساني، قال: أنبأنا يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن أنس بن مالك فذكره.
قال الترمذي: «سألت محمدًا -يعني البخاري- عن هذا الحديث فقال: هذا حديث خطأٌ، أخطأ فيه محمد بن بكر، وإنما يُروى هذا الحديث عن يونس، عن الزهري، أن النبي -صلي الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة، قال الزهري: وأخبرني سالم، أن أباه كان يمشي أمام الجنازة، قال محمد -البخاري-: هذا أصح»، والله تعالى أعلم بالصواب.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن مسعود قال: سألنا نبينا ﷺ عن المشي مع الجنازة، فقال: «ما دون الخَبَب إن يكن خيرًا يُعَجَّلُ إليه، وإن يكن غير ذلك فبعدًا لأهل النار، والجنازة متبوعة ولا تَتْبَعْ، ليس معها من يُقَدّمها».
رواه أبو داود (٣١٨٤)، والترمذي (١٠١١)، وابن ماجه (١٤٨٤) كلهم من طرق عن يحيي بن عبد الله التيمي، عن أبي ماجدة -أو- ماجد، عن ابن مسعود فذكره. واللفظ لأبي داود، ولفظ الترمذي قريب منه، وأما ابن ماجه فاختصر على قوله: «الجنازة متبوعة، وليست بتابعة، ليس معها من تقدمها».
قال أبو داود: «وهو ضعيف هو يحيى بن عبد الله، وهو يحيي الجابر، قال أبو داود: وهذا كوفي، وأبو ماجدة بصري، قال أبو داود: أبو ماجدة هذا لا يعرف» انتهى.
وقال الترمذي: «هذا حديث لا يُعرف من حديث عبد الله بن مسعود إلا من هذا الوجه، قال: سمعت محمد بن إسماعيل يُضَعِّف حديث أبي ماجد هذا، وقال محمد: قال الحميدي: قال ابن عيينة: قيل ليحيى: من أبو ماجد هذا؟ قال: طائر طار فحدثنا» انتهى.
وقد قال غير واحد من أهل العلم: إن أبا ماجد هذا رجل مجهول.
ومعنى طائر طار -أي رجل مجهول لا نعبأ به.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 118 من أصل 215 باباً
- 93 باب يستحب أن يكون أحد ثوبيه حِبرة
- 94 باب ما جاء في كفن المرأة
- 95 باب في تكفين المحرم
- 96 باب تكفين عبد الله بن أُبي في قميص رسول الله ﷺ -
- 97 باب ما جاء في تحسين كفن الميت
- 98 باب ما جاء في بياض الكفن
- 99 باب ما جاء في المسك بأنه أطيب الطيب للحي والميت
- 100 باب ما جاء في إجمار الكفن وتبخيره وتطييبه بالكافور والمسك
- 101 باب ما جاء في تحنيط الميت
- 102 باب إذا لم يجد كفنًا إلا ما يُواري رأسه أو قدميه غطَّى رأسه
- 103 باب من أعد الكفن في حياته
- 104 باب استحباب الغُسل لمن غسَّل ميتًا
- 105 باب من لم ير الغُسل من غُسل الميت
- 106 باب ثناء الناس على الميت
- 107 باب ثناء الجيران على الميت
- 108 باب ما ينهي عن سَبِّ الأموات
- 109 باب ما جاء في المستريح والمستراح منه
- 110 باب القيام للجنازة
- 111 باب القيام لجنازة غير المسلمين
- 112 باب ما جاء في نسخ القيام للجنازة
- 113 باب الجلوس عند القبر
- 114 باب الأمر باتباع الجنائز وفضله
- 115 باب ما يُكره عند حمل الجنائز
- 116 باب ما جاء أن الأمة بخير ما لم يكلوا الجنائز إلى أهلها
- 117 باب الإسراع بالجنازة
- 118 باب ما جاء أن الماشي يمشي أمام الجنازة وخلفها ويمينها ويسارها، وأن الراكب يكون خلفها
- 119 باب الركوب عند الانصرف
- 120 باب نهي النساء عن اتباع الجنائز
- 121 باب من أحق بالصلاة على الميت
- 122 باب من صلى على جنازة ولم يؤمر
- 123 باب أن الإمام يقف في الجنازة إذا كانت للمرأة في وسطها، وإذا كانت للرجل عند رأسه
- 124 باب ما جاء في ترتيب وضع الجنائز من الرجال والنساء والأطفال إذا اجتمعوا
- 125 باب النهي عن الصلاة على الجنازة بين القبور
- 126 باب الصلاة على الجنازة في المسجد، وجوازها للنساء
- 127 باب الصلاة على الجنائز في المكان المعد خارج المسجد
- 128 باب الصفوف على الجنازة
- 129 باب صفوف الصبيان مع الرجال في الجنائز
- 130 باب أقل عدد ورد فيمن صلى على جنازة فوقعت بهم الكفاية
- 131 باب الجماعة يصلون على الجنازة أرْسالًا
- 132 باب ما جاء في أربع تكبيرات على الجنائز
- 133 باب ما جاء من الزيادة على أربع تكبيرات
- 134 باب رفع اليدين في التكبيرات على الجنازة
- 135 باب قراءة سورة الفاتحة جهرًا وسرًا
- 136 باب إخلاص الدعاء للميت
- 137 باب ما جاء من الأدعية على الجنازة
- 138 باب ما جاء في تسليمتين
- 139 باب الصّلاة على السّقط
- 140 باب الصلاة على الغائب
- 141 باب من صلى عليه مائة شُفِّعوا فيه
- 142 باب من صلى عليه أربعون شُفِّعوا فيه
معلومات عن حديث: الماشي يمشي أمام الجنازة وخلفها ويمينها ويسارها وأن الراكب يكون خلفها
📜 حديث عن الماشي يمشي أمام الجنازة وخلفها ويمينها ويسارها وأن الراكب يكون خلفها
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الماشي يمشي أمام الجنازة وخلفها ويمينها ويسارها وأن الراكب يكون خلفها من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث الماشي يمشي أمام الجنازة وخلفها ويمينها ويسارها وأن الراكب يكون خلفها
تحقق من درجة أحاديث الماشي يمشي أمام الجنازة وخلفها ويمينها ويسارها وأن الراكب يكون خلفها (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث الماشي يمشي أمام الجنازة وخلفها ويمينها ويسارها وأن الراكب يكون خلفها
تخريج علمي لأسانيد أحاديث الماشي يمشي أمام الجنازة وخلفها ويمينها ويسارها وأن الراكب يكون خلفها ومصادرها.
📚 أحاديث عن الماشي يمشي أمام الجنازة وخلفها ويمينها ويسارها وأن الراكب يكون خلفها
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الماشي يمشي أمام الجنازة وخلفها ويمينها ويسارها وأن الراكب يكون خلفها.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب