الصلاة على القبر بعد الدفن - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب الصلاة على القبر بعد الدفن
وفي رواية: عن ابن عباس قال: مات إنسان كان رسول الله ﷺ يعوده فمات بالليل، فدفنوه ليلًا، فلما أصبح أخبروه فقال: «ما منعكم أن تعلموني؟ قالوا: كان الليلُ فكرهنا -وكانت ظُلمة- أن نَشُقَّ عليك، فأتى قبره فصلى عليه.
متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٨٥٧)، ومسلم في الجنائز (٩٥٤) كلاهما من حديث محمد بن جعفر غندر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان الشيباني فذكره.
والرواية الثانية عند البخاري (١٢٤٧) من طريق أبي معاوية، عن الشيباني، ورواه الشيخان من أوجه أخرى عن سليمان الشيباني به مثله.
إلا أنه في طريق عبد الله بن إدريس، عن الشيباني عند مسلم زيادة: «فكبَّر أربعًا».
وأما ما رواه الدارقطني (٢/ ٧٨) من طريق هريم بن سفيان، عن الشيباني، عن الشعبي، عن ابن عباس أن النبي ﷺ صلى على ميت بعد موته بثلاث.
فلفظة»ثلاث«شاذة كما قال غير واحد من أهل العلم، والصحيح أنه صلى عليه في صبيحة دفنه.
صغروا أمرها (أو أمره) فقال: «دُلُّوني على قبره» فدلُّوه فصلى عليها، ثم قال: «إن هذه القبور مملوءة ظلمةً على أهلها، وإن الله عز وجل يُنَوِّرها لهم بصلاتي عليهم».
متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٣٣٧)، ومسلم في الجنائز (٩٥٦) كلاهما من حديث حماد بن زيد، عن ثابت البناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة فذكره، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري قريب منه.
ورجح أهل العلم أن هذا القبر كان لامرأة لأنه جاء في بعض الروايات بغير شك، واليقين مقدم على الشك، وقوله: «تَقُمُّ المسجد»، أي تكنسه، والقُمامة الكناسة، والمِقَمَّة المكنسة.
أخذ جمهور أهل العلم بهذا الحديث، وقالوا بمشروعية الصلاة على الميت بعد ما دُفن، ومنعه مالك وأبو حنيفة وغيرهم بحجة أن ذلك من خصوصيات النبي ﷺ؛ لأن الله عز وجل يُنور قبر الميت بصلاته ﷺ كما أخبره المصطفى ﷺ. انظر للمزيد: «المنة الكبرى» (٣/ ٦٨).
صحيح: رواه مسلم في الجنائز (٩٥٥) عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن حبيب بن الشهيد، عن ثابت، عن أنس فذكر الحديث، هكذا رواه مسلم حديث أنس مختصرا وجاء تفصيله في الحديث التالي.
حسن: رواه أحمد (١٢٥١٧) عن سليمان بن داود الطيالسي، حدثنا أبو عامر -يعني الخزاز، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي عامر، وهو صالح بن رستم المزني مولاهم البصري مختلف فيه، فضعفه ابن معين، ووثقه أبو داود. وقال أحمد: صالح الحديث. وقال ابن عدي: «عزيز الحديث«، وقال: «روى عنه يحيى القطان مع شدة استقصائه، وهو عندي لا بأس به، ولم أر له حديثا منكرا جدا».
مات منكم ميت، ما كنت بين أَظهركم إلا آذنتموني به، فإن صلاتي عليه له رحمةٌ«ثم أتي القبر، فصفَفْنا خلْفَه، فكبَّر عليه أربعًا.
صحيح: رواه النسائي (٢٠٢٢)، وابن ماجه (١٥٢٨) كلاهما من حديث عثمان بن حكيم الأنصاري، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن عمه يزيد بن ثابت فذكره. وإسناده صحيح. وصحَّحه ابن حبان (٣٠٨٧) والحاكم (٣/ ٥٩١).
صحيح: رواه مالك في الجنائز (١٥) عن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل فذكره، وهذا مرسل فإن أبا أمامة -واسمه سعد، مشهور بكنيته له رؤية ولم يسمع من النبي ﷺ.
ورواه النسائي (١٩٠٧) من طريق مالك.
وأقام البيهقي (٤/ ٤٨) إسناد هذا الحديث فرواه من طريق الأوزاعي قال: أخبرني ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف الأنصاري، قال: إن بعض أصحاب النبي ﷺ أخبره فذكر الحديث بطوله وزاد فيه بعض التفاصيل الأخرى.
وأما ما رُوي عن أبي أمامة بن سهل، عن أبيه، قال: كان رسول الله ﷺ يعود فقراء أهل المدينة، ويشهد جنائزهم إذا ماتوا، قال: فتوفيت امرأة من أهل العوالي، فذكر الحديث بمثله.
ففيه سفيان بن حسين يروي عن الزهري، وهو ضعيف فيه، أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (٣/ ٣٦١) عن سعيد بن يحيى الحميري، عن سفيان بن حسين بإسناده، وقد خطّأ أبو حاتم هذه الطريق، ولكنه رجح رواية الزهري عن أبي أمامة مرسلة كما رواها مالك، وزيادة الثقة مقبولة، وقد زاد الأوزاعي: «عن بعض أصحاب النّبي ﷺ.
حسن: رواه النسائي (٢٠٢٥) عن المغيرة بن عبد الرحمن، قال: حدثنا زيد بن علي -وهو أبو أسامة، قال: حدثنا جعفر بن بُرقان، عن حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء، عن جابر فذكره.
وإسناده حسن لأجل زيد بن علي فإنه «صدوق» وجعفر بن برقان «حسن الحديث».
قبر فلانة، قال: «أفلا آذَنْتموني؟» قالوا: كنت نائمًا، فكرهنا أن نُوقظك، قال: «فلا تفعلوا فادعوني لجنائزكم» فصفَّ عليها فصلَّي.
حسن: رواه الإمام أحمد (١٥٦٧٣) عن قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز -يعني ابن محمد الدراوردي، عن محمد بن زيد التيمي، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد العزيز الدراوردي فإنه «حسن الحديث».
وأما ما رواه ابن ماجه (١٥٢٩) عن يعقوب بن حُميد بن كاسب، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي بإسناده نحوه وفيه: إن امرأة سوداء ماتت.
فإسناده ضعيف لأن شيخ ابن ماجه وهو يعقوب بن حميد بن كاسب تكلم فيه غير واحد من أهل العلم فقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال النسائي: ليس بشيء.
قال الأعظمي: والحديث حسن بدونه كما رواه الإمام أحمد.
وفي الباب عن حصين بن وحوح أن طلحة بن البراء لما لقي النبي ﷺ قال: يا رسول الله! مرني بأمرك ولا أعصي لك أمرًا. قال فعجب لذلك النبيّ ﷺ وهو غلام فقال له عند ذلك «اذهب فاقتل أباك» قال: فذهب موليًا ليفعل فدعاه فقال: «اقبل فإني لم أبعث بقطيعة الرحم» فمرض طلحة بعد ذلك فأتاه النبي ﷺ يعوده في الشتاء في برد وغيم، فلما انصرف قال لأهله: «إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت، فآذنوني به حتى أشهده وأصلي عليه، وعجلوا» فلم يبلغ النبي ﷺ بني سالم ابن عوف حتى توفي، وجن عليه الليل فكان فيما قال طلحة: ادفنوني وألحقوني بربي عز وجل، ولا تدعوا رسول الله ﷺ فإني أخاف اليهود أن يصاب في سببي وأخبر النبي ﷺ حين أصبح فجاء حتى وقف على قبره، وصفَّ الناس معه فقال: «اللهم الق طلحة تضحك إليه، ويضحك إليك».
رواه الطبراني في «الكبير» (٤/ ٣٣) عن موسى بن هارون، ثنا عمر بن زرارة الحدثي، ثنا عيسي ابن يونس، عن سعيد بن عثمان البلوي، عن عروة بن سعيد الأنصاري، عن أبيه، عن حصين بن وحوح فذكره.
قال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٣٧): «عزاه صاحب الأطراف بعض هذا إلى أبي داود -ولم أره- رواه الطبراني في: الكبير«وإسناده حسن».
قال الأعظمي: هو كما قال صاحب الأطراف، فقد رواه أبو داود (٣١٥٩) في باب التعجيل بالجنازة وكراهية حبسها عن عبد الرحيم بن مطرف الرواسي أبي سفيان وأحمد بن جناب، قالا: حدثنا عيسي، قال أبو داود: وهو يونس، عن سعيد بن عثمان البلوي، عن عزرة، وقال عبد الرحيم: عروة بن سعيد الأنصاري، عن أبيه، عن الحصين بن وَحْوَح، أن طلحة بن البراء مرض، فأتاه النبيّ ﷺ يعوده فقال: «إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت، فأذنوني به وعجلوا، فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تُحبس بين ظهراني أهله».
قال الأعظمي: وفي الإسناد عروة أو عزرة «مجهول» كما قال الحافظ في «التقريب» وسعيد بن عثمان البلوي، لم يرو عنه إلا عيسى بن يونس، ولم يوثقه أحد، وإنما ذكره ابن حبان في «ثقاته» (٦/ ٣٦١) ولم يذكر من الرواة عنه سوي عيسي بن يونس فهو «مجهول» أيضًا، وجعله الحافظ في «التقريب» «مقبول» لذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (٤/ ٤٧) ولم يقل فيه شيئًا.
وفي الباب أيضًا عن بريدة: أن النبي ﷺ صلَّى على ميت بعد ما دفن«، رواه ابن ماجه (١٥٣٢) عن محمد بن حُميد قال: حدثنا مهران بن أبي عمر، عن أبي سنان، عن علقمة بن مرثَد، عن ابن بريدة، عن أبيه فذكره. ورواه البيهقي من هذا الوجه (٤/ ٤٨) في سياق أطول، ومحمد بن حميد هو: ابن حبان الرازي، قال فيه البخاري: «في حديثه نظر«، وقال النسائي: «ليس بثقة«، وقال الجوزجاني: «ردئ المذهب غير ثقة«، وقال ابن حبان: لينفرد عن الثقات بالمقلوبات».
وكان ابن معين: حسن الرأي فيه فوثَّقه. والقول فيه قول الجماهير، وشيخه مهران بن أبي عمر العطار مختلف فيه، قال الحافظ: «صدوق له أوهام، سيء الحفظ».
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي سعيد قال: كانت سوداء تقُمُّ المسجدَ، فتوفيتْ ليلًا. فلما أصبح رسول الله ﷺ أُخبر بموتها فقال: «ألا آذنتموني بها؟» فخرج بأصحابه فوقف على قبرها، فكبَّر عليها، والناس من خلفه، ودعا لها، ثم انصرف.
رواه ابن ماجه (١٥٣٣) وفي إسناده عبد الله بن لهيعة وفيه كلام معروف، ولم يرو عنه أحد العبادة، وقد ضعَّفه أيضًا البوصيري في «مصباح الزجاجة».
أقوال أهل العلم في الصلاة على القبر:
قال الترمذي بعد أن أخرج حديث ابن عباس (١٠٣٧): «والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ وغيره، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق، وقال بعض أهل العلم: لا يُصلي على القبر. وهو قول مالك بن أنس. وقال عبد الله بن المبارك: إذا دفن الميت، ولم يُصل عليه صُلِّى على القبر. (ورأي ابن المبارك الصلاة على القبر) هكذا ذكره مكررًا، وقال أحمد وإسحاق: يصلي على القبر إلى شهر، وقالا: أكثر ما سمعنا عن ابن المسيب أن النبي ﷺ صلي على قبر أم سعد بن عبادة بعد شهر».
ثم أخرج مرسل سعيد بن المسيب قال: إن أم سعد ماتت والنبي ﷺ غائب، فلما قدم صلي عليها، وقد مضى لذلك شهر. انتهى.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 144 من أصل 215 باباً
- 119 باب الركوب عند الانصرف
- 120 باب نهي النساء عن اتباع الجنائز
- 121 باب من أحق بالصلاة على الميت
- 122 باب من صلى على جنازة ولم يؤمر
- 123 باب أن الإمام يقف في الجنازة إذا كانت للمرأة في وسطها، وإذا كانت للرجل عند رأسه
- 124 باب ما جاء في ترتيب وضع الجنائز من الرجال والنساء والأطفال إذا اجتمعوا
- 125 باب النهي عن الصلاة على الجنازة بين القبور
- 126 باب الصلاة على الجنازة في المسجد، وجوازها للنساء
- 127 باب الصلاة على الجنائز في المكان المعد خارج المسجد
- 128 باب الصفوف على الجنازة
- 129 باب صفوف الصبيان مع الرجال في الجنائز
- 130 باب أقل عدد ورد فيمن صلى على جنازة فوقعت بهم الكفاية
- 131 باب الجماعة يصلون على الجنازة أرْسالًا
- 132 باب ما جاء في أربع تكبيرات على الجنائز
- 133 باب ما جاء من الزيادة على أربع تكبيرات
- 134 باب رفع اليدين في التكبيرات على الجنازة
- 135 باب قراءة سورة الفاتحة جهرًا وسرًا
- 136 باب إخلاص الدعاء للميت
- 137 باب ما جاء من الأدعية على الجنازة
- 138 باب ما جاء في تسليمتين
- 139 باب الصّلاة على السّقط
- 140 باب الصلاة على الغائب
- 141 باب من صلى عليه مائة شُفِّعوا فيه
- 142 باب من صلى عليه أربعون شُفِّعوا فيه
- 143 باب من صلى عليه أمة شُفِّعوا
- 144 باب الصلاة على القبر بعد الدفن
- 145 باب الصلاة على القاتل نفسه لغير ولي المسلمين
- 146 باب ترك الصلاة على المرجوم
- 147 باب جواز الصلاة على المرجوم
- 148 باب ما جاء من النهي عن الصلاة على المنافقين والمشركين والاستغفار لهم
- 149 باب لا يصلي الإمام على من عليه دين حتى يقضي عنه
- 150 باب ما جاء في نسخ ترك الصلاة على من مات وعليه دين
- 151 باب الصلاة على كل من عمل خيرًا
- 152 باب أن الشهيد في سبيل الله لا يُغَسَّل ولا يُنزع منه ثيابه التي استشهد فيها، ولا يُصَلِّى عليه
- 153 باب من قال يُصَلِّي على الشهيد في سبيل الله
- 154 باب ما جاء أن الشهداء يُدفنون في مصارعهم
- 155 باب ما جاء في أولاد المسلمين
- 156 باب الصلاة على أطفال المسلمين وسِقطهم
- 157 باب ما جاء في صلاة النبي ﷺ على ولده إبراهيم ﵇
- 158 باب ما قيل في أولاد المشركين
- 159 باب عرض الإسلام على الصبي عند الموت
- 160 باب من أحب أن يدفن في الأرض المقدسة أو نحوها
- 161 باب ما جاء في الأوقات التي تكره فيها الصلاة على الجنازة
- 162 باب الدفن بالليل
- 163 باب ما جاء في النهي عن الدفن بالليل، والمراد به كيلا تفوته الصلاة على الجنازة
- 164 باب من السنة أن يُدْخَل الميت من قبل رجلي القبر
- 165 باب ما جاء في تولي الرجال إنزال الميت في القبر ولو كانت امرأة أجنبية
- 166 باب ماذا يقال إذا أدخل الميت في القبر
- 167 باب ما جاء في حثو التراب في القبر ثلاثا
- 168 باب الاستغفار للميت عند القبر بعد دفنه
معلومات عن حديث: الصلاة على القبر بعد الدفن
📜 حديث عن الصلاة على القبر بعد الدفن
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الصلاة على القبر بعد الدفن من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث الصلاة على القبر بعد الدفن
تحقق من درجة أحاديث الصلاة على القبر بعد الدفن (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث الصلاة على القبر بعد الدفن
تخريج علمي لأسانيد أحاديث الصلاة على القبر بعد الدفن ومصادرها.
📚 أحاديث عن الصلاة على القبر بعد الدفن
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الصلاة على القبر بعد الدفن.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب