توريث المولود إذا استهل - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب توريث المولود إذا استهل
عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ أنه قال: «إذا استهلّ المولودُ وُرِّث».
حسن: رواه أبو داود (٢٩٢٠) ومن طريقه البيهقي (٦/ ٢٥٧) عن حسين بن معاذ، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا محمد -يعني ابن إسحاق-، عن يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط، عن أبي هريرة فذكره.
جوّد إسناده ابن عبد الهادي في التنقيح (٤/ ٢٧٧).
ورواه أيضًا ابن خزيمة -كما قال البيهقي- عن الفضل بن يعقوب الجزري، عن عبد الأعلى بهذا الإسناد مثله. وزاد موصولا بالحديث: «تلك طعنة الشيطان، كل بني آدم نائل منه تلك الطعنة إلا ما كان من مريم وابنها، فإنها لما وضعتها أمها قالت: ﴿وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [سورة آل عمران: ٣٦] فضرب دونها بحجاب، فطعن فيه - يعني في الحجاب».
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق؛ فإنه مدلس، وقد عنعن، ولم أقف على تصريح منه، ولكن لحديث أبي هريرة طرق أخرى تقويه، وإن كانت هذه الطرق لا تصح بانفرادها.
ومما يقوي هذا الحديث أنه روي مرسلا من وجه آخر.
رواه البيهقي من طريق موسى بن داود، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، عن الزهري، عن سعيد ابن المسيب، عن أبي هريرة قال: «من السنة أن لا يرث المنفوس، ولا يُوَرِّث حتى يستهل صارخا». قال: كذا وجدته، ورواه يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب أن رسول اللَّه ﷺ قال: «لا يرث الصبي إذا لم يستهل، والاستهلال الصياح، أو العطاس، أو البكاء، ولا يكمل ديته».
وقال سعيد: «لا يصلى عليه».
ورواه السِلَفي في الطيوريات موصولا (٢٤٢) من حديث عبد اللَّه بن شبيب، حدثني إسحاق بن محمد، حدثني علي بن أبي علي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «إذا استهلَّ الصبي صارخًا سُمِّيَ، وصُلِّيَ عليه، وتَمَّتْ ديته ووُرِّث، وإن لم يستهلَّ صارخًا، وولد حيًا لم يُسَمَّ، ولم تتمَّ ديته، ولم يصلَّ عليه، ولم يُوَرَّث».
إلا أن فيه علي بن أبي علي ضعيف باتفاق أهل العلم، وقد روى أحاديث موضوعة عن محمد ابن المنكدر، كما أن فيه عبد اللَّه بن شبيب ضعيف أيضًا كما في التلخيص (٤/ ١٤٧).
عن المسور بن مخرمة وجابر بن عبد اللَّه قالا: قال رسول اللَّه ﷺ: «لا يرث الصبي حتى يستهل صارخا، واستهلاله أن يصيح، أو يبكي، أو يعطس».
حسن: رواه الطبراني في الكبير (٢/ ٢٠ - ٢١)، والأوسط (٤٥٩٦) -كما في «مجمع البحرين» (٤/ ١٣٤) - عن عبدان بن أحمد، ثنا العباس بن الوليد الخلال الدمشقي، ثنا مروان بن محمد الطاطري، ثنا سلمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن المسور بن مخرمة وجابر بن عبد اللَّه فذكراه. وإسناده حسن من أجل العباس بن الوليد وشيخه مروان بن محمد الطاطري، فهما حسنا الحديث.
وأما قول الهيثمي في «المجمع» (٤/ ٢٢٥): «فيه عباس بن الوليد الخلال وثّقه أبو مسهر ومروان بن محمد. وقال أبو داود: لا أحدث عنه، وبقية رجاله رجال الصحيح». ففي نقله عن أبي داود، عن مروان بن محمد: «لا أحدث عنه» فيه نظر.
فإن هذا القول لم يذكره المزي في «تهذيب الكمال» ولا ابن حجر في «تهذيب التهذيب»، بل فيه: قال أبو حاتم وصالح بن محمد: «ثقة».
وقال أبو زرعة الدمشقي: «قال لي أحمد: عندكم ثلاثة أصحاب حديث: مروان بن محمد الطاطري، والوليد بن مسلم، وأبو مسهر».
وقال الدوري عن ابن معين: «لا بأس به، وكان مرجئا». وقال الدارقطني: «ثقة».
فمع توثيق هؤلاء الأئمة بعد أن يكون أبو داود قال فيه: لا أحدث عنه، فلعله التبس الأمر على الهيثمي، ولو فرضنا أن أبا داود قال فيه ما قال فقول الأئمة يقدم على قوله، فأقل أحواله حسن الحديث.
ثم وجدت هذا الحديث في سنن ابن ماجه (٢٧٥١) بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي عن العباس ابن الوليد الدمشقي قال: حدثنا مروان بن محمد قال: حدثنا سليمان بن بلال قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن جابر بن عبد اللَّه والمسور بن مخرمة فذكرا الحديث مثله.
وأنا أستبعد أن يكون ابن ماجه روى هذا الحديث، وإن كان وجد في بعض النسخ الخطية، إلا أني لم أتمكن من تقييم هذه المخطوطة، والدليل على ذلك أن المزي لم يذكر هذا الحديث في «تحفة الأشراف»، ولا استدركهـ ابن حجر في «النكت الظراف»، ولا الحافظ أبو زرعة العراقي في «الإطراف بأوهام الأطراف»، كما لم يذكره البوصيري في زوائد ابن ماجه، ولا الدكتور محمد مصطفى الأعظمي في تحقيقه لسنن ابن ماجه، فمن المستبعد أن يفوت هؤلاء جميعا هذا الحديث من نسخهم التي اعتمدوا عليها، وأبعد من هذا أن يكون هذا الحديث من زيادات أبي الحسن بن القطان؛ لأنه ولد عام ٢٥٤ هـ، وتوفي العباس بن الوليد الدمشقي عام ٢٤٨ هـ أي قبل ولادته بست
سنوات تقريبا، وهو من شيوخ ابن ماجه. فكل هذه الأمور تدعو إلى التأمل في نسبة هذا الحديث إلى ابن ماجه، أو إلى زيادات أبي الحسن القطان، وقد أفرد الدكتور مسفر زيادات أبي الحسن في جزء، ولم يذكر فيه هذا الحديث. واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
ولجابر حديث آخر، وهو معلول ذكر في كتاب الجنائز.
والحديث يدل على أن المولود لا يرث حتى يستهل صارخا.
وإليه ذهب مالك وأحمد، وبه قال محمد بن سيرين، والشعبي، والزهري، وقتادة، وغيرهم.
وقال أبو حنيفة، والشافعي: إذا تنفس وتحرك يُوَرَّث ولو لم يكون فيه الاستهلال، وهو رفع الصوت؛ لأن وجود الحركة أو التنفس أمارة الحياة.
أبواب الكتاب
- 1 باب ما روي في الحث على تعليم الفرائض
- 2 باب ما جاء في نزول آية الميراث
- 3 باب ما جاء في الكلالة
- 4 باب في ميراث العصبة
- 5 باب ما جاء أن الأموال للورثة، والعقل على العصبة
- 6 باب من ترك مالا فهو لورثته
- 7 باب قول النبي ﷺ: «لا نورث ما تركنا صدقة»
- 8 باب ميراث الأخوات مع البنات عصبة
- 9 باب ميراث ابن الملاعنة وولد الزنا
- 10 باب الميراث بالولاء
- 11 باب النهي عن بيع الولاء وهبته
- 12 باب من مات، وليس له وارث، ولا ذو رحم
- 13 باب نسخ ميراث العقد والحلف بميراث الرحم
- 14 باب ما جاء في ميراث الخال
- 15 باب لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم
- 16 باب من قال: إن المسلم يرث الكافر، ولا العكس
- 17 باب ما جاء أن أهل ملتين لا يتوارثان
- 18 باب ما جاء أن القاتل لا يرث
- 19 باب ميراث الأب والأم
- 20 باب ميراث الذي يسلم على يدي الرجل
- 21 باب فرض الابنتين فصاعدا
- 22 باب ما جاء في الجدة والجد
- 23 باب ميراث الإخوة من أعيان بني الأم
- 24 باب توريث المولود إذا استهل
- 25 باب فيمن أسلم على ميراث
- 26 باب ميراث السائبة
- 27 باب جر الولاء
- 28 باب في المرأة ترث من دية زوجها
- 29 باب الأكدرية: زوج، وأخت لأب وأم، وجد، وأم
- 30 باب توريث نساء المهاجرين منازل أزواجهن
- 31 باب الصلح بين الغرماء وأصحاب الميراث
معلومات عن حديث: توريث المولود إذا استهل
📜 حديث عن توريث المولود إذا استهل
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ توريث المولود إذا استهل من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث توريث المولود إذا استهل
تحقق من درجة أحاديث توريث المولود إذا استهل (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث توريث المولود إذا استهل
تخريج علمي لأسانيد أحاديث توريث المولود إذا استهل ومصادرها.
📚 أحاديث عن توريث المولود إذا استهل
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع توريث المولود إذا استهل.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Saturday, August 23, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب