سرية عبد الله بن جحش - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب سرية عبد الله بن جحش

عن جندب بن عبد الله، عن النَّبِيّ ﷺ أنه بعث رهطًا، وبعث عليهم أبا عبيدة بن الجراح أو عبيدة، فلمّا ذهب لينطلق بكى صبابة إلى رسول الله ﷺ فجلس، فبعث عليهم عبد الله بن جحش مكانه، وكتب له كتابًا، وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتَّى يبلغ مكان كذا وكذا. وقال: «لا تكرهن أحدًا من أصحابك على المسير معك».
فلمّا قرأ الكتاب استرجع ثمّ قال: سمعًا وطاعة لله ولرسوله، فخبرهم الخبر، وقرأ عليهم الكتاب، فرجع رجلان، ومضى بقيتهم فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه، ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو جمادى. فقال المشركون للمسلمين: قتلتم في الشهر الحرام؟ فأنزل الله عز وجل ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ﴾ [البقرة: ٢١٧] الآية فقال بعضهم: إن لم يكونوا أصابوا وزرًا، فليس لهم أجر فأنزل الله عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة: ٢١٨].

حسن: رواه أبو يعلى (١٥٣٤)، والطَّبرانيّ في الكبير (٢/ ١٧٤)، والبيهقي (٩/ ١١ - ١٢) كلّهم من حديث معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الحضرميّ، عن أبي السوار، عن جندب بن عبد الله، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الحضرمي وهو ابن لاحق التميمي اليمامي القاص حسن الحديث.
وقال الهيثميّ في «المجمع» (٦/ ١٩٨) «رواه الطبرانيّ ورجاله ثقات» وفاته العزو إلى أبي يعلى. وللحديث أسانيد أخرى إِلَّا أنها مرسلة ذكر بعضها البيهقيّ في دلائله (٣/ ١٧ - ٢٠).
وقوله: «صبابة» أي شوقًا.
قال ابن سعد: كانت سرية عبد الله بن جحش الأسدي إلى نخلة في رجب على رأس سبعة عشر شهرًا من مهاجر رسول الله ﷺ، بعثه في اثني عشر رجلًا من المهاجرين. كل اثنين يتعقبان بعيرًا إلى بطن نخلة، وهو بستان ابن عامر الذي قرب مكة. وأمره أن يرصد بها عير قريش. الطبقات (٢/ ١٠) أي لم يأمرهم بالقتال.
وابن الحضرمي الذي قتلوه هو عمرو بن الحضرميّ، وإن قتله في الشهر الحرام أحدث فتنة بين المسلمين والمشركين فإن المشركين اتهموا المسلمين باستحلال الشهر الحرام فتوقف رسول الله ﷺ عن قبول العير والأسيرين، وقد قال رسول الله ﷺ لعبد الله بن جحش وأصحابه: «ما أمرتكم
بقتال في الشهر الحرام». فلمّا قال ذلك رسول الله ﷺ سقط في أيدي القوم، وظنوا أنهم قد هلكوا، وعنفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا. وقالت قريش: قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام. وسفكوا فيه الدماء وأخذوا فيه الأموال، وأسروا فيه الرجال، حتَّى أنزل الله على رسول الله ﷺ: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ﴾ [البقرة: ٢١٧].
فلمّا نزل القرآن بهذا من الأمر، وفرّج الله عن المسلمين ما كانوا فيه من الشفق قبض رسول الله ﷺ العير والأسيرين، وبعثت إليه قريش في فداء عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان، فقال رسول الله ﷺ: «لا نُفديكموهما حتَّى يقدم صاحبانا - يعني سعد بن أبي وقَّاص، وعُتبة بن غزوان - فإنّا نخشاكم عليهما، فإن تقتلوهما نقتل صاحبيكم». فقدم سعد وعتبة، فأفداهما رسول الله ﷺ منهم.
فأما الحكم بن كيسان فأسلم فحسن إسلامه، وأقام عند رسول الله ﷺ حتَّى قُتل يوم بئر معونة شهيدًا، وأمّا عثمان بن عبد الله فلحق بمكة، فمات بها كافرًا.
ذكره ابن إسحاق. سيرة ابن هشام (١/ ٦٠٢ - ٦٠٥).
رُوي عن سعد بن أبي وقَّاص قال: لما قدم رسول الله ﷺ المدينة جاءته جهينة، فقالوا: إنك قد نزلت بين أظهرنا فأوثق لنا حتَّى نأتيك وتؤمنا، فأوثق لهم فأسلموا، قال: فبعثتا رسول الله ﷺ في رجب، ولا نكون مائة، وأمرنا أن نغير على حي من بني كنانة إلى جنب جهينة، فأغرنا عليهم وكانوا كثيرًا، فلجأنا إلى جهينة فمنعونا، وقالوا: لم تقاتلون في الشهر الحرام؟ فقلنا: إنّما نقاتل من أخرجنا من البلد الحرام في الشهر الحرام، فقال بعضنا لبعض: ما ترون؟ فقال بعضنا: نأتي نبي الله ﷺ فنخبره، وقال قوم: لا بل نقيم هاهنا، وقلت أنا في أناس معي: لا بل نأتي عير قريش فنقتطعها، فانطلقنا إلى العير وكان الفيء إذ ذاك: من أخذ شيئًا فهو له، فانطلقنا إلى العير وانطلق أصحابنا إلى النبي ﷺ فأخبروه الخبر، فقام غضبان محمر الوجه، فقال: «أذهبتم من عندي جميعًا وجئتم متفرقين؟ إنّما أهلك من كان قبلكم الفرقة، لأبعثن عليكم رجلًا ليس بخيركم، أصبركم على الجوع والعطش» فبعث علينا عبد الله بن جحش الأسدي فكان أول أمير أمر في الإسلام.
رواه ابن أبي شيبة (٣٧٨٠٦)، وعبد الله بن أحمد (١٥٣٩) فيما وجده في كتاب أبيه بخط يده، وفيما زاده على أبيه، والبزّار (كشف الأستار ١٧٥٧) كلّهم من طرق عن مجالد بن سعيد، عن زياد بن عِلاقة، عن سعد بن أبي وقَّاص فذكره.
واقتصر البزّار على الجزء الأخير من الحديث وهو قوله: «أول أمير عقد له ...».
وإسناده ضعيف، مجالد بن سعيد ضعيف، وزياد بن عِلاقة لم يسمع من سعد بن أبي وقَّاص.
وفي السنة الثانية للهجرة في اليوم الثاني عشر من شهر رمضان خرج رسول الله ﷺ مع أصحابه يتعرض لقافلة تجارية قادمة من الشام يقودها أبو سفيان، ويقوم على حراستها أربعون رجلًا.
وكانت وقعة بدر يوم الجمعة صبيحة السابع عشر من رمضان.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 107 من أصل 659 باباً

معلومات عن حديث: سرية عبد الله بن جحش

  • 📜 حديث عن سرية عبد الله بن جحش

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ سرية عبد الله بن جحش من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث سرية عبد الله بن جحش

    تحقق من درجة أحاديث سرية عبد الله بن جحش (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث سرية عبد الله بن جحش

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث سرية عبد الله بن جحش ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن سرية عبد الله بن جحش

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع سرية عبد الله بن جحش.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب