رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب
ثمّ خرج العباس، فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة، وكان له صديقًا، فذكرها له، واستكتمه إياها، فذكرها الوليد لأبيه عتبة، ففشا الحديث بمكة، حتَّى تحدثت به قريش في أنديتها.
قال العباس: فغدوت لأطوف البيت وأبو جهل بن هشام في رهط من قريش قعود يتحدثون برؤيا عاتكة، فلمّا رآني أبو جهل قال: يا أبا الفضل! إذا فرغت من طوافك فأقبل إلينا، فلمّا فرغت أقبلت حتَّى جلست معهم، فقال لي أبو جهل: يا بني عبد المطلب! متى حدثت فيكم هذه النبية؟ قال: قلت: وما ذاك؟ قال: تلك الرؤيا التي رأت عاتكة، قال: فقلت: وما رأت؟ قال: يا بني عبد المطلب، أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتَّى تتنبأ نساؤكم، قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال: انفروا في ثلاث، فسنتربص بكم هذه الثلاث، فإن يك حقًّا ما تقول فسيكون، وإن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء، نكتب عليكم كتابًا أنكم أكذب أهل بيت في العرب، قال العباس: فوالله! ما كان مني إليه كبير، إِلَّا أني جحدت ذلك، وأنكرت أن تكون رأت شيئًا، قال: ثمّ تفرقنا.
فلمّا أمسيت، لم تبق امرأة من بني عبد المطلب إِلَّا أتتني، فقالت: أقررتم لهذا
الفاسق الخبيث أن يقع في رجالكم، ثمّ قد تناول النساءَ وأنت تسمع، ثمّ لم يكن عندك غير لشيء مما سمعت، قال: قلت: قد والله فعلت، ما كان مني إليه من كبير، وأيم الله لأتعرضن له، فإن عاد لأكفينكه.
قال: فغدوت في اليوم الثالث من رؤيا عاتكة، وأنا حديد مغضب أرى أني قد فاتني منه أمر أحب أن أدركه منه. قال: فدخلت المسجد فرأيته، فوالله إني لأمشي نحوه أتعرضه، ليعود بعض ما قال فأقع به، وكان رجلًا خفيفًا، حديد الوجه، حديد اللسان، حديد النظر، قال: إذ خرج نحو باب المسجد يشتد، قال: فقلت في نفسي: ما له لعنه الله! أكل هذا فرق مني أن أشاتمه! قال: وإذا هو قد سمع ما لم أسمع. صوت ضمضم بن عمرو الغفاريّ، وهو يصرخ ببطن الوادي واقفًا على بعيره، قد جَدّع بعيرَه، وحول رحله، وشق قميصه، وهو يقول: يا معشر قريش! اللطيمة، اللطيمة، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوث الغوث، قال: فشغلني عنه وشغله عني ما جاء من الأمر.
فتجهز الناس سراعًا، وقالوا: أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرميّ، كلا والله ليعلمن غير ذلك، فكانوا بين رجلين، إما خارج وإما باعث مكانه رجلًا، وأوعبت قريش، فلم يتخلف من أشرافها أحد. إِلَّا أن أبا لهب بن عبد المطلب تخلف، وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة وكان قد لاط له بأربعة آلاف درهم كانت له عليه، أفلس بها، فاستأجره بها على أن يجزي عنه، بعثه فخرج عنه، وتخلف أبو لهب.
قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي نجيح: أن أمية بن خلف كان أجمع القعود، وكان شيخًا جليلًا جسيمًا ثقيلًا، فأتاه عقبة بن أبي معيط، وهو جالس في المسجد بين ظهراني قومه بمجمرة يحملها، فيها نار ومجمر، حتَّى وضعها بين يديه، ثمّ قال: يا أبا عليّ! استجمر، فإنما أنت من النساء، قال: قبحك الله وقبح ما جئت به، قال: ثمّ تجهز فخرج مع الناس.
حسن: رواه ابن إسحاق فقال: أخبرني من لا أتهم عن عكرمة، عن ابن عباس، ويزيد بن رومان، عن عروة بن الزُّبير قالا: فذكر القصة.
وفي الإسناد الموصول رجل لم يُسم.
وقد سماه الحاكم (٣/ ١٩) فرواه من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حَدَّثَنِي
حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن عكرمة، عن ابن عباس، وعروة بن الزُّبير قالا: فذكر القصة نحوه.
وحسين بن عبد الله الهاشمي المدني ضعيف عند جمهور أهل العلم إِلَّا أنه لم يتهم، ولذا قال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه.
وقد رواه أيضًا البيهقيّ في دلائله (٣/ ١٠٣ - ١٠٤) عن موسى بن عقبة قال: قال ابن شهاب فذكر القصة.
ورواه الطبرانيّ في الكبير (٢٤/ ٣٤٦ - ٣٤٧) عن محمد بن عمرو بن الحمرانيّ، ثنا أبي، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: فذكر القصة.
فهذان المرسلان - أعني مرسل عروة بن الزُّبير، ومرسل ابن شهاب - مع اختلاف مخارجها يقويان الموصول.
وأورده الهيثميّ في «المجمع» (٦/ ٧١) وقال: رواه الطبرانيّ مرسلًا، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وحديثه حسن».
ونحن نضعف حديث ابن لهيعة إذا لم يرو عنه أحد العبادلة أو قُتَيبة بن سعيد.
فخرجوا بخمسين وتسعمائة مقاتل، وساقوا مائة فرس، ولم يتركوا كارهًا للخروج يظنون أنه في صغْو محمد وأصحابه، ولا مسلمًا يعلمون إسلامه، ولا أحدًا من بني هاشم إِلَّا من لا يتهمون إِلَّا أشخصوه معهم، فكان ممن أشخصوا العباس بن عبد المطلب، ونوفل بن الحارث، وطالب بن أبي طالب، وعقيل بن أبي طالب في آخرين فساروا حتَّى نزلوا الجحفة. دلائل البيهقى (٣/ ١٠٥).
وكان أبو سفيان اختار طريق الساحل غربًا حتَّى نجا من خطر المسلمين.
قال ابن إسحاق: ولما رأى أبو سفيان أنه قد أحرز عيره، أرسل إلى قريش: إنكم إنّما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم، فقد نجّاها الله، فارجعوا فقال أبو جهل بن هشام: والله لا نرجع حتَّى نرد بدرًا - وكان بدر موسمًا من مواسم العرب - يجتمع لهم به سوق كل عام - فنقيم عليه ثلاثًا، فننحر الجزر، ونطعم الطعام، ونُسقي الخمر، وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبدًا بعدها فامضوا.
سيرة ابن هشام (١/ ٦١٨ - ٦١٩)
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 110 من أصل 659 باباً
- 85 باب استعمال أبي بكر التورية في سفر الهجرة
- 86 قصة الهجرة واتباع سراقة بن مالك أثر رسول الله ﷺ -
- 87 باب حلب أبي بكر الشاة في الطريق للنبي ﷺ -
- 88 باب حديث أم معبد
- 89 طريق الهجرة من مكة إلى المدينة
- 90 نزول النبي ﷺ قباء وبناء المسجد الذي أسس على التقوى، ثم توجهه إلى المدينة
- 91 أول جمعة صلاها رسول الله ﷺ
- 92 استقبال أهل المدينة رسول الله ﷺ بكل حفاوة وتكريم
- 93 راحلة النبي ﷺ كانت مأمورة
- 94 نزول النبي ﷺ في دار أبي أيوب
- 95 باب بناء مسجد رسول الله ﷺ -
- 96 باب حضور عبد الله بن سلام عند النبي ﷺ -
- 97 المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
- 98 باب الإذن بالقتال
- 99 باب عدد غزوات النَّبِيّ ﷺ -
- 100 باب غزوة الأبواء وهي الودان
- 101 باب أول سرية بعثها رسول الله ﷺ سرية عبيدة بن الحارث
- 102 باب سرية حمزة بن عبد المطلب إلى سيف البحر
- 103 باب غزوة بواط
- 104 باب غزوة العشيرة
- 105 باب سرية سعد بن أبي وقَّاص إلى الخزاز
- 106 باب غزوة صفوان وهي غزوة بدر الأوّلى أو الصغرى
- 107 باب سرية عبد الله بن جحش
- 108 باب لم يكن خروج النَّبِيّ ﷺ إلى بدر للقتال، وإنما كان خروجه للحصار الاقتصادي على العدو بسلب أموالهم
- 109 باب استنفار من كان ظهره حاضرًا
- 110 رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب
- 111 باب مشورة النبي ﷺ في الصورة الراهنة
- 112 باب بعث العين لاستخبار أحوال القافلة من المحاربين
- 113 باب قطع الأجراس من أعناق الإبل
- 114 باب مشورة الحباب على رسول الله ﷺ
- 115 باب بناء قبة أو عريش للنبي ﷺ -
- 116 باب إنزال الله المطر ليلة المعركة
- 117 باب عِدّة أصحاب بدر
- 118 باب العُدَّة في غزوة بدر
- 119 حامل الرايات في يوم بدر
- 120 باب من استصغر يوم بدر
- 121 وفاء النَّبِي ﷺ بعهد أصحابه في الجهاد
- 122 باب عدد المشركين يوم بدر
- 123 باب ما جاء في شجاعة النَّبِي ﷺ يوم بدر
- 124 باب شجاعة الزُّبير يوم بدر
- 125 باب المبارزة يوم بدر
- 126 باب أمر النَّبِي ﷺ بنضح المشركين بالنبل
- 127 صفوف المسلمين للقتال يوم بدر
- 128 باب ما جاء في مناجاة النَّبِي ﷺ ربه ونزول الملائكة وقتالهم مع المسلمين
- 129 باب رمي النَّبِي ﷺ بقبضة من الحصباء في وجوه المشركين
- 130 وقوع النعاس يوم بدر
- 131 استنصار أبي جهل يوم بدر
- 132 دعوة عتبة بن ربيعة بالانسحاب من القتال
- 133 باب قتل أبي جهل وهو عمرو بن هشام
- 134 باب قتل عبيدة بن سعيد بن العاص المكنى بأبي ذات الكرش يوم بدر
معلومات عن حديث: رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب
📜 حديث عن رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب
تحقق من درجة أحاديث رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب
تخريج علمي لأسانيد أحاديث رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب ومصادرها.
📚 أحاديث عن رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع رؤيا عاتكة بنت عبد المطلب.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب