حديث: النبي ﷺ يقول: إنهم الآن يسمعون ما أقول

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب نداء رسول الله ﷺ بأسماء قتلى بدر بعد إلقائهم في القليب

عن ابن عمر قال: وقف النَّبِي ﷺ على قليب بدر فقال: «هل وجدتم ما وعد ربّكم حقًّا؟» ثمّ قال: «إنَّهم الآن يسمعون ما أقول»، فذكر لعائشة فقالت: إنّما قال النَّبِي ﷺ: «إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق». ثم قرأت: ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى﴾ [النمل: ٨٠] حتَّى قرأت الآية.

متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٣٩٨٠) ومسلم في الجنائز (٢٦: ٩٣٢) كلاهما من طريق هشام، عن أبيه، عن ابن عمر قال: فذكره.

عن ابن عمر قال: وقف النَّبِي ﷺ على قليب بدر فقال: «هل وجدتم ما وعد ربّكم حقًّا؟» ثمّ قال: «إنَّهم الآن يسمعون ما أقول»، فذكر لعائشة فقالت: إنّما قال النَّبِي ﷺ: «إنهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق». ثم قرأت: ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى﴾ [النمل: ٨٠] حتَّى قرأت الآية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، يحمل في طياته معاني عميقة تتعلق بالعقيدة والإيمان بالغيب، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بحول الله وقوته.

أولاً. شرح المفردات:


● وَقَفَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ: القليب هو البئر التي لم تُطوَّ (أي لم تُحفر بشكل عميق ومستقر). وقليب بدر هو البئر التي أُلقيت فيها جثث كفار قريش الذين قُتلوا في غزوة بدر الكبرى.
● هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟: أي هل تحقق لكم ما وعدكم الله به من العذاب حقاً؟ وهو سؤال توبيخي وتذكيري لهم.
● إِنَّهُمُ الْآنَ يَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ: أي أن أرواحهم تسمع كلامي الآن.
● فَذُكِرَ لِعَائِشَةَ: أي نُقل هذا الكلام (أو هذا الفهم من الحديث) للسيدة عائشة رضي الله عنها.
● إِنَّمَا قَالَ... هُوَ الْحَقُّ: صححت السيدة عائشة فهم من سمع الحديث، وبيَّنت المقصود الحقيقي من كلام النبي ﷺ.
● ثُمَّ قَرَأَتْ: ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى﴾ حَتَّى قَرَأَتِ الْآيَةَ: استشهدت السيدة عائشة رضي الله عنها بالآية الكريمة من سورة النمل: ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ﴾ [النمل: 80] لتؤكد أن الموتى لا يسمعون في الدنيا.


ثانياً. شرح الحديث:


1- الموقف الأصلي: بعد انتهاء غزوة بدر، وقف النبي ﷺ على البئر التي أُلقي فيها جثث صناديد كفار قريش (مثل أبي جهل وعتبة بن ربيعة وغيرهم) مخاطباً إياهم بتلك العبارة التوبيخية: «هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟». وهذا من باب التذكير والوعظ للمسلمين الحاضرين، ليروا مصير من كذب وكفر، وليتأكدوا من صدق وعد الله تعالى.
2- قوله ﷺ: «إِنَّهُمُ الْآنَ يَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ»: هذا القول هو موضع الإشكال. فقد فهم بعض الصحابة أو من سمع الحديث أن النبي ﷺ يخبر أن أرواح الكفار في القليب تسمع كلامه ونداءه في تلك اللحظة.
3- تصحيح السيدة عائشة رضي الله عنها: عندما بلغها هذا الفهم، أوضحت أن النبي ﷺ لم يقصد أنهم يسمعون سماع الأحياء، بل قصد أنهم الآن يعلمون ويوقنون في دار الحق والحساب أن كل ما كان يخبرهم به النبي ﷺ في الدنيا هو الحق والصدق. ولكنهم لم يسمعوه في الدنيا، وإنما علموا ذلك بعد الموت والحساب. فالمقصود هو علمهم اليقيني الآن بحقيقة ما جاء به النبي ﷺ، وليس سمعهم لكلامه في الدنيا.
4- استدلالها بالآية الكريمة: استشهدت السيدة عائشة رضي الله عنها بقوله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى﴾ [النمل: 80]، وهي آية محكمة تُقرر قاعدة عقدية مهمة، وهي أن الموتى لا يسمعون نداء الأحياء في الدنيا، لأن حاسة السمع من خصائص الحياة الدنيا. فالله تعالى نفى أن يسمع الموتى خطاب النبي ﷺ، فهذا دليل قاطع على أن قوله ﷺ «يسمعون» لا يُحمل على ظاهره.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة علم السيدة عائشة رضي الله عنها وفقهها: حيث فهمت المقصود الحقيقي من كلام النبي ﷺ وردت الفهم الخاطئ بدليل من القرآن الكريم. وهذا يدل على مكانتها كأعلم نساء الأمة على الإطلاق.
2- وجوب رد المتشابه إلى المحكم: هذا الموقف هو تطبيق عملي للقاعدة الأصولية العظيمة: أن يُرد المتشابه (مثل هذا الحديث الذي يحتمل أكثر من معنى) إلى المحكم (الآية القرآنية الصريحة). فكلام النبي ﷺ لا يمكن أن يُفهم على خلاف ما جاء في القرآن.
3- بيان حقيقة سماع الموتى: الحديث يقرر حقيقة عقدية مهمة، وهي أن الموتى لا يسمعون كلام الأحياء في الدنيا. وأما ما ورد من نصوص أخرى عن سماع الموتى (كسماع المقتول في المعركة، أو سماع الميت لدعاء الحي عند القبر)، فهي حالات خاصة استثناها الدليل، وليست قاعدة عامة، وهي متعلقة بحياة البرزخ التي لا نعلم كنهها.
4- التثبت في فهم النصوص: يجب على المسلم التثبت وعدم التسرع في فهم النصوص الشرعية، خاصة إذا بدا لها ظاهرٌ يخالف قواعد الدين المعلومة.
5- التذكير بمصير الكفار: الموقف نفسه يذكر المسلمين بعاقبة الكفر والظلم، ويؤكد صدق وعد الله تعالى بالعذاب لأعدائه.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● الرواة: الحديث ر
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في المغازي (٣٩٨٠) ومسلم في الجنائز (٢٦: ٩٣٢) كلاهما من طريق هشام، عن أبيه، عن ابن عمر قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 274 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي ﷺ يقول: إنهم الآن يسمعون ما أقول

  • 📜 حديث: النبي ﷺ يقول: إنهم الآن يسمعون ما أقول

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النبي ﷺ يقول: إنهم الآن يسمعون ما أقول

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النبي ﷺ يقول: إنهم الآن يسمعون ما أقول

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النبي ﷺ يقول: إنهم الآن يسمعون ما أقول

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب