من أنبت الشعر قتل ومن لم ينبت لم يقتل

حديث: من أنبت الشعر قتل ومن لم ينبت لم يقتل

عن عطية القرظي قال: كنت من سبي بني قريظة، فكانوا ينظرون، فمن أنبت الشعر قُتِلَ، ومن لم ينبت لم يُقتَل، فكنت فيمن لم ينبت.

صحيح: رواه أبو داود (٤٤٠٤، ٤٤٠٥)، والتِّرمذيّ (١٥٨٤)، والنسائي (٤٩٨١، ٣٤٣٠)، وابن ماجة (٢٥٤١، ٢٥٤٢)، وأحمد (١٨٧٦٦)، وصحّحه ابن حبَّان (٤٧٨٠، ٤٧٨٣، ٤٧٨٨)، والحاكم (٢/ ١٢٣ و٣/ ١٣٥) كلّهم من طرق عن عبد الملك بن عمير، حَدَّثَنِي عطية القرظي فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والترمذي في جامعه، وغيرهم، عن الصحابي عطية القرظي رضي الله عنه، وهو من حديث سبي بني قريظة.

شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:

● عطية القرظي: هو صحابي جليل، كان من يهود بني قريظة، وأسلم بعد ذلك وحسن إسلامه.
● سبي بني قريظة: أي الأسرى من يهود بني قريظة بعد غزوة بني قريظة التي وقعت في السنة الخامسة للهجرة.
● ينظرون: أي يفحصون ويختبرون.
● أنبت الشعر: أي نبت شعر العانة، وهو علامة البلوغ عند الرجال.
● قُتِلَ: أي حُكِم عليه بالإعدام بسبب بلوغه ومقاتلته.
● لم ينبت: أي لم يبلغ بعد، فلم يحكم عليه بالإعدام.

# 2. شرح الحديث:

يخبر الصحابي عطية القرظي رضي الله عنه عن قصته عندما أُسر من يهود بني قريظة بعد غزوتهم. فقد حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه (بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم) في بني قريظة بأن يُقتل المقاتلون، ويُسبى الذراري والنساء. والمقاتلون هم البالغون القادرون على القتال.
ولتمييز البالغ من غير البالغ، كانوا يفحصون الأسرى؛ فمن نبت شعر عانته (وهي علامة البلوغ) حُكِم عليه بالإعدام لأنه مقاتل، ومن لم ينبت (أي لم يبلغ بعد) لم يُقتَل، بل يُعتبر من الذراري فيُسبى. وكان عطية القرظي من الذين لم ينبت شعرهم فنجا من القتل وأُسلم بعد ذلك.

# 3. الدروس المستفادة منه:

● العدل في تطبيق الأحكام: الإسلام يحرص على العدل حتى مع الأعداء، فلم يُقتَل إلا من كان مقاتلاً بالغاً، وأُعفِي من لم يبلغ.
● الرحمة بالصغار: عدم قتل الصغار والذراري يدل على رحمة الإسلام وعدله، حتى في أشد الظروف.
● علامات البلوغ: الاعتماد على العلامات الظاهرة للبلوغ (كَنبات شعر العانة) في التمييز بين البالغ وغير البالغ.
● قصة عطية القرظي: تدل على فضل الله تعالى، حيث نجا من القتل ثم أسلم وصار من الصحابة الأخيار، مما يظهر أن الهداية بيد الله تعالى.

# 4. معلومات إضافية:

- هذا الحكم (قتل المقاتلين وسبي الذراري والنساء) كان خاصاً ببني قريظة بسبب غدرهم وخيانتهم العظمى للمسلمين، بعد أن نقضوا العهد وتحالفوا مع الأحزاب ضد المسلمين في غزوة الخندق.
- الحكم في بني قريظة كان وفقاً لما قضى به سعد بن معاذ رضي الله عنه (بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وكان موافقاً لشريعة الله في مثل هذه الحالات.
- عطية القرظي رضي الله عنه بعد إسلامه صار من الثقات، وروى أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يردنا إلى دينه رداً جميلاً. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٤٠٤، ٤٤٠٥)، والتِّرمذيّ (١٥٨٤)، والنسائي (٤٩٨١، ٣٤٣٠)، وابن ماجة (٢٥٤١، ٢٥٤٢)، وأحمد (١٨٧٦٦)، وصحّحه ابن حبَّان (٤٧٨٠، ٤٧٨٣، ٤٧٨٨)، والحاكم (٢/ ١٢٣ و٣/ ١٣٥) كلّهم من طرق عن عبد الملك بن عمير، حَدَّثَنِي عطية القرظي فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذيّ: هذا حديث حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 447 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أنبت الشعر قتل ومن لم ينبت لم يقتل

📜 حديث: من أنبت الشعر قتل ومن لم ينبت لم يقتل

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من أنبت الشعر قتل ومن لم ينبت لم يقتل

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من أنبت الشعر قتل ومن لم ينبت لم يقتل

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من أنبت الشعر قتل ومن لم ينبت لم يقتل

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية