حديث: رمي سعد بن معاذ في أكحله فحسمه النبي بيده بمشقص

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

حكم سعد بن معاذ في بني قريظة

عن جابر قال: رُمِيَ سعدُ بن معاذ في أكحله، فحسمه النَّبِيّ ﷺ بيده بمشقص، ثمّ وَرِمَتْ، فحسمه الثانية.

صحيح: رواه مسلم في السّلام (٢٢٠٨: ٧٥) من طرق عن أبي خيثمة زهير بن حرب، حَدَّثَنَا أبو الزُّبير، عن جابر فذكره.

عن جابر قال: رُمِيَ سعدُ بن معاذ في أكحله، فحسمه النَّبِيّ ﷺ بيده بمشقص، ثمّ وَرِمَتْ، فحسمه الثانية.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت، وفيه قصة عظيمة لصحابي جليل، وشهادة من النبي ﷺ له بمكانته.

أولاً. شرح المفردات:


● رُمِيَ سعد بن معاذ: أي أُصيب بسهم أطلقه عليه أحد المشركين في غزوة الخندق.
● في أكحله: الأكحل هو عرق كبير في الذراع، وهو أحد العروق الرئيسية التي يحمل فيها الدم، وإصابته خطيرة.
● فحسمه النبي ﷺ: الحسم هو الكي بالنار، وكانت وسيلة طبية قديمة لوقف النزيف الشديد وتطهير الجرح.
● بمشقص: المشقص هو سهم له رأس عريض وحاد، أو قضيب معدني محمى على النار، استخدمه النبي ﷺ لأجراء عملية الكي.
● ثمّ وَرِمَتْ: الورم يعني انتفاخ المكان وتجمع الدم أو الصديد، مما يشير إلى تطور العدوى أو تعقيد الإصابة.


ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن ما حدث لأخيه في الإسلام سعد بن معاذ، سيد الأوس، أثناء غزوة الخندق (الأحزاب).
حيث أصيب سعد رضي الله عنه بسهم في يده قطع العرق الكبير (الأكحل)، مما تسبب في نزيف حاد يهدد حياته. فتصرف النبي ﷺ تصرف الطبيب الحكيم، حيث أجرى له عملية كي سريعة (حسم) باستخدام أداة معدنية محماة (المشقص) وذلك لوقف النزيف الوريدي الخطير ومنع استمراره، وهي طريقة طبية معروفة في ذلك الزمان.
لكن الجرح لم يشفَ بشكل كامل، بل تورم بعد ذلك، مما يشير إلى حدوث التهاب أو عدوى. فلما رأى النبي ﷺ ذلك، كواه مرة ثانية ليعالج الالتهاب ويساعد على التئام الجرح.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الشجاعة والتضحية في سبيل الله: قصة سعد بن معاذ هي قصة تضحية ونصرة للدين، حيث كان من أبرز المدافعين عن رسول الله ﷺ والإسلام في الغزوة.
2- اهتمام النبي ﷺ بأصحابه: يظهر الحديث العناية الفائقة التي كان يوليها النبي ﷺ لأصحابه، حتى إنه قام بنفسه بإسعاف سعد وعلاجه، مما يدل على حبه لهم ومواساته لهم في الألم.
3- الإذن بالتداوي والعلاج: الحديث أصل من أصول التداوي في الإسلام، وفيه إثبات لمشروعية العلاج والكي، وقد سُئل النبي ﷺ عن الحسم فحسنه وقال: (أفضل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري) ولا ينافي ذلك قوله ﷺ: (الشِّفاءُ في ثلاثَةٍ: شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أوْ كَيَّةٍ بنارٍ، وأنا أنْهَى أُمَّتِي عَنِ الكَيِّ) [رواه البخاري]. فالنهي عن الكي كان في بداية الإسلام للتفاؤل بعدم الحاجة إليه، أو النهي عن الكي دون سبب طبي، أما عند الحاجة كحالة سعد فهو مشروع بل ومستحب.
4- بشارة سعد بن معاذ: لم تمتْ جراحة النبي ﷺ لسعد، بل استشهد سعد بعد ذلك بسبب هذه الإصابة، وعندما مات اهتز لموته عرش الرحمن، وصلى عليه النبي ﷺ وقال: (هَذَا الَّذِي تحَرَّكَ لَهُ العَرْشُ، وَانْفَتَحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ المَلَائِكَةِ، لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ) [رواه أحمد]. فكانت إصابته ثم موته شهادة في سبيل الله.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● سعد بن معاذ رضي الله عنه كان سيد قومه من الأوس في المدينة، وأسلم على يد مصعب بن عمير، وكان لإسلامه أثر كبير في تقوية مركز المسلمين في المدينة.
- توفي سعد رضي الله عنه بعد غزوة الخندق مباشرة، وكان عمره آنذاك 37 عامًا.
- هذا الحديث من الأدلة التي يستدل بها الفقهاء على مشروعية الحسم (الكي) للعلاج عند الحاجة، وأنه ليس من المنهي عنه إذا كان للضرورة.
أسأل الله أن يرزقنا الإيمان والتضحية في سبيله كما رزق أصحاب نبيه ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في السّلام (٢٢٠٨: ٧٥) من طرق عن أبي خيثمة زهير بن حرب، حَدَّثَنَا أبو الزُّبير، عن جابر فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 445 من أصل 1279 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رمي سعد بن معاذ في أكحله فحسمه النبي بيده بمشقص

  • 📜 حديث: رمي سعد بن معاذ في أكحله فحسمه النبي بيده بمشقص

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رمي سعد بن معاذ في أكحله فحسمه النبي بيده بمشقص

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رمي سعد بن معاذ في أكحله فحسمه النبي بيده بمشقص

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رمي سعد بن معاذ في أكحله فحسمه النبي بيده بمشقص

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب