إرسال قريش أبا سفيان بن حرب إلى المدينة لتجديد العهد الذي كان بينهم وبين - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب إرسال قريش أبا سفيان بن حرب إلى المدينة لتجديد العهد الذي كان بينهم وبين النبي ﷺ
العقد ويزيد في المدة، وقد رهبوا الذي صنعوا، فلما لقي أبو سفيان بديل بن ورقاء قال: من أين أقبلت يا بديل؟ فظن أنه أتى رسول الله ﷺ فقال: تسيرت في خزاعة في هذا الساحل، وفي بطن هذا الوادي، قال: أوما جئت محمدًا؟ قال: لا، فلما راح بديل إلى مكة قال أبو سفيان: لئن جاء بديل المدينة، لقد علف بها النوى، فأتى مبرك راحلته، فأخذ من بعرها ففته فرأى فيها النوى، فقال: أحلف بالله لقد جاء بديل محمدًا.
ثم خرج أبو سفيان حتى قدم على رسول الله ﷺ المدينة، فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله ﷺ طوته عنه، فقال: يا بنية! ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني؟ قالت: بل هو فراش رسول الله ﷺ وأنت مشرك نجس، ولم أحب أن تجلس على فراش رسول الله ﷺ، قال: والله لقد أصابك بعدي شر. ثم خرج حتى أتى رسول الله ﷺ فكلمه فلم يرد عليه شيئا، ثم ذهب إلى أبي بكر، فكلمه أن يكلم له رسول الله ﷺ فقال: ما أنا بفاعل، ثم أتى عمر بن الخطاب فكلمه، فقال: أأنا أشفع لكم إلى رسول الله ﷺ؟ فوالله! لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به، ثم جاء فدخل على علي بن أبي طالب وعنده فاطمة بنت رسول الله ﷺ ورضي عنها، وعندها حسن بن علي غلام يدب بين يديهما فقال: يا علي! إنك أمس القوم بي رحمًا، وإني قد جئت في حاجة، فلا أرجعن كما جئت خائبًا، فاشفع لي إلى رسول الله، فقال: ويحك يا أبا سفيان! والله! لقد عزم رسول الله ﷺ على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه، فالتفت إلى فاطمة فقال: يا ابنة محمد! هل لك أن تأمري بنيك هذا فيجير بين الناس فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر؟ قالت: والله ما بلغ بني ذاك أن يجير بين الناس، وما يجير أحد على رسول الله ﷺ. قال: يا أبا الحسن! إني أرى الأمور قد اشتدت علي فانصحني، قال: والله! ما أعلم لك شيئًا يغني عنك شيئًا، ولكنك سيد بني كنانة، فقم فأجر بين الناس، ثم الحق بأرضك، قال: أوترى ذلك مغنيا عني شيئًا؟ قال: لا والله ما أظنه، ولكني ما أجد لك غير ذلك، فقام أبو سفيان في المسجد، فقال: أيها الناس! إني قد أجرت بين الناس، ثم ركب بعيره فانطلق فلما قدم على قريش قالوا: ما وراءك؟ قال: جئت محمدًا فكلمته، فوالله! ما رد علي شيئًا، ثم جئت ابن أبي قحافة فلم أجد فيه خيرًا، ثم جئت عمر بن الخطاب فوجدته أدنى العدو.
قال ابن هشام: أعدى العدو.
قال ابن إسحاق: ثم جئت عليًا فوجدته ألين القوم قد أشار علي بشيء صنعته، فوالله ما أدري هل يغني ذلك عني شيئا أم لا؟ قالوا: وبم أمرك؟ قال: أمرني أن أجير بين الناس ففعلت، قالوا: فهل أجاز ذلك محمد؟ قال: لا. قالوا: ويلك والله! إن زاد الرجل على أن لعب بك، قال: لا والله ما وجدت غير ذلك. سيرة ابن هشام (٢/ ٣٩٥ - ٣٩٧).
ورواه عبد الرزاق في المصنف (٩٧٣٩) مصرحًا فيه أن أبا سفيان قدم المدينة فكلم رسول الله ﷺ فقال: هلم فلنجدّد بيننا وبينك كتابًا، فقال النبي ﷺ: «فنحن على أمرنا الذي كان، وهل
أحدثتم من حدث؟» فقال أبو سفيان: لا، فقال النبي ﷺ: «فنحن على أمرنا الذي كان بيننا» فلما لم يجد استجابة من النبي ﷺ لتجديد الكتاب توجه إلى علي بن أبي طالب .. الخ ما ذكره. رواه عن معمر، عن عثمان الجزري عن مقسم، قال معمر: وكان يقال لعثمان الجزري المشاهد عن مقسم مولى ابن عباس قال: فذكره. وهو مرسل.
وقال موسى بن عقبة في فتح مكة: ثم إن بني نفاثة من بني الدئل أغاروا علي بني كعب، وهم في المدة التي بين رسول الله ﷺ وبين قريش. وكانت بنو كعب في صلح رسول الله ﷺ، وكانت بنو نفاثة في صلح قريش، فأعانت بنو بكر بني نفاثة، وأعانتهم قريش بالسلاح والرقيق، واعتزلتهم بنو مدلج، ووفوا بالعهد الذي كانوا عاهدوا عليه رسول الله ﷺ. وفي بني الدئل رجلان هما سيداهم؟ سلم بن الأسود، وكلثوم بن الأسود، ويذكرون أن ممن أعانهم صفوان بن أمية، وشيبة بن عثمان، وسهيل بن عمرو، فأغارت بنو الدئل علي بني عمرو، وعامتهم - زعموا نساء وصبيان وضعفاء الرجال - فألجئوهم وقتلوهم حتى أدخلوهم إلى دار بُديل بن ورقاء بمكة. فخرج ركب من بني كعب حتى أتوا رسول الله ﷺ، فذكروا له الذي أصابهم وما كان من أمر قريش عليهم في ذلك، فقال لهم رسول الله ﷺ: «ارجعوا فتفرقوا في البلدان» وخرج أبو سفيان من مكة إلى رسول الله ﷺ، وتخوف الذي كان، فقال: يا محمد! اشدد العقد وزدنا في المدة، فقال رسول الله ﷺ: «ولذلك قدمت، هل كان من حدث قبلكم؟». فقال: معاذ الله نحن على عهدنا وصلحنا يوم الحديبية لا نغير ولا نبدل. فخرج من عند رسول الله ﷺ، فأتى أبا بكر فقال: جدد العقد وزدنا في المدة. فقال أبو بكر: جواري في جوار رسول الله ﷺ، والله لو وجدت الذر تقاتلكم لأعنتها عليكم. ثم خرج فأتى عمر بن الخطاب فكلمه، فقال عمر بن الخطاب: ما كان من حلفنا جديد فأخلقه الله، وما كان منه متينًا قطعه الله، وما كان منه مقطوعا فلا وصله الله. فقال له أبو سفيان: جزيت من ذي رحم شرًّا. ثم دخل على عثمان فكلمه فقال عثمان: جواري في جوار رسول الله ﷺ. ثم أتبع أشراف قريش يكلمهم، فكلهم يقول: عقدنا في عقد رسول الله ﷺ، فلما يئس مما عندهم دخل على فاطمة بنت رسول الله ﷺ فكلمها، فقالت: إنما أنا امرأة، وإنما ذلك إلى رسول الله ﷺ. فقال لها: فأمري أحد ابنيك. فقالت: إنهما صبيان، وليس مثلهما يجير. قال: فكلمي عليا. فقالت: أنت فكلمه، فكلم عليا. فقال له: يا أبا سفيان! إنه ليس أحد من أصحاب رسول الله ﷺ يفتات على رسول الله ﷺ بجوار، وأنت سيد قريش وأكبرها وأمنعها، فأجر بين عشيرتك. قال: صدقت وأنا كذلك. فخرج فصاح: ألا إني قد أجرت بين الناس، ولا والله ما أظن أن يخفرني أحد. ثم دخل على النبي ﷺ فقال: يا محمد! إني قد أجرت بين الناس، ولا والله! ما أظن أن يخفرني أحد، ولا يرد جواري؟ فقال: «أنت تقول ذلك يا أبا حنظلة؟». فخرج أبو سفيان على ذلك فزعموا - والله أعلم - أن رسول الله ﷺ قال حين أدبر أبو سفيان: «اللهم خذ على أسماعهم وأبصارهم فلا يرونا إلا بغتة، ولا يسمعوا بنا إلا فجأة». وقدم أبو سفيان مكة
فقالت له قريش: ما وراءك هل جئت بكتاب من محمد أو عهد؟ قال: لا والله، لقد أبى علي وقد تتبعت أصحابه فما رأيت قومًا لملك عليهم أطوع منهم له، غير أن علي بن أبي طالب قد قال لي: لم تلتمس جوار الناس على محمد، ولا تجير أنت عليه وعلى قومك، وأنت سيد قريش وأكبرها وأحقها أن تخفر جواره؟ فقمت بالجوار، ثم دخلت على محمد فذكرت له أني قد أجرت بين الناس، وقلت: ما أظن أن تخفرني؟ فقال: «أنت تقول ذلك يا أبا حنظلة؟» فقالوا - مجيبين له -: رضيت بغير رضى، وجئتنا بما لا يغني عنا ولا عنك شيئا، وإنما لعب بك علي، لعمر الله ما جوارك بجائز، وإن إخفارك عليهم لهين. ثم دخل على امرأته فحدثها الحديث، فقالت: قبحك الله من وافد قوم فما جئت بخير. قال: ورأى رسول الله ﷺ سحابا فقال: «إن هذه السحاب لتبض بنصر بني كعب». فمكث رسول الله ﷺ ما شاء الله أن يمكث يعد ما خرج من عنده أبو سفيان، ثم أخذ في الجهاز، وأمر عائشة أن تجهزه وتخفي ذلك. ثم خرج رسول الله ﷺ إلى المسجد أو إلى بعض حاجاته، فدخل أبو بكر على عائشة، فوجد عندها حنطة تنسف وتنقي، فقال لها: يا بنية لم تصنعين هذا الطعام؟ فسكتت. فقال: أيريد رسول الله ﷺ أن يغزو؟ فصمتت. فقال: يريد بني الأصفر - وهم الروم - فصمتت. قال: فلعله يريد أهل نجد؟ فصمتت. قال: فلعله يريد قريشا؟ فصمتت. قال: فدخل رسول الله ﷺ، فقال له: يا رسول الله! أتريد أن تخرج مخرجًا؟ قال: «نعم». قال: فلعلك تريد بني الأصفر؟ قال: «لا». قال: أتريد أهل نجد؟ قال: «لا». قال: فلعلك تريد قريشًا؟ قال: «نعم». قال أبو بكر: يا رسول الله! أليس بينك وبينهم مدة؟ قال: «ألم يبلغك ما صنعوا ببني كعب؟». قال: وأذن رسول الله ﷺ في الناس بالغزو. أخرجه البيهقي في الدلائل (٥/ ٩ - ١٢) بإسناده إلى موسى بن عقبة هكذا معلقًا عن موسى بن عقبة.
وأهل السير مختلفون في ذهاب أبي سفيان إلى المدينة أكان ذلك قبل الخبر إلى النبي ﷺ في نقض قريش العهد الذي كان بين النبي ﷺ وبينهم، فيطلب من النبي ﷺ التجديد، والنبي ﷺ يرفض ذلك قائلًا: «نحن على أمرنا الذي كان» أم كان بعد أن وصل الخبر إلى المدينة ووعد النبي ﷺ عمرو بن سالم الخزاعي الذي جاء إلى المدينة يستنصره فقال النبي ﷺ: «نصرت يا عمرو بن سالم» كما سبق ذكره. فندمت قريش وأرسلت أبا سفيان إلى المدينة فجاء يطلب الشفاعة من أبي بكر وعمر وفاطمة وعلي وابنته حبيبة أن يكلموا رسول الله ﷺ في هذا الشأن، فلم يستجيبوا لطلبه فجاء إلى النبي ﷺ فكلمه، فلم يرد عليه شيئًا.
فالظاهر من الروايات السابقة أن مجيئه كان بعد وصول خبر نقض قريش المعاهدة، ولذا لم يكلمه النبي ﷺ بشيء، بل كتم ما كان ينوي في نفسه كما كتم لغيره.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 334 من أصل 659 باباً
- 309 باب سبب تسمية غزوة ذات الرقاع
- 310 باب قصة الأعرابي في غزوة ذات الرقاع
- 311 باب صلاة الخوف في غزوة ذات الرقاع
- 312 باب ما جاء في عمرة القضاء
- 313 باب تزوج النبي ﷺ ميمونة بنت الحارث في عمرة القضاء
- 314 باب ذكر خروج النبي ﷺ من مكة بعد قضاء عمرته
- 315 باب ذكر سرية ابن أبي العوجاء السلمي إلى بني سليم سنة ثمان
- 316 سرية غالب بن عبد الله الكلبي إلى بني الملوح بالكديد في صفر سنة ثمان
- 317 سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى نفر من هوازن في ربيع الأول سنة ثمان
- 318 سرية كعب بن عمير إلى بني قضاعة من أرض الشام في ربيع الأول سنة ثمان
- 319 سرية زيد بن حارثة إلى مدينة مقنا
- 320 باب غزوة مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان
- 321 باب تعيين أمير الجيش في غزوة مؤتة
- 322 قصة عوف بن مالك الأشجعي مع خالد بن الوليد
- 323 شجاعة جعفر بن أبي طالب
- 324 باب ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة
- 325 باب ثم أخذ الراية خالد بن الوليد حتى فتح الله عليهم
- 326 باب شجاعة خالد بن الوليد
- 327 باب ما جاء في حزن النبي ﷺ على قتل الصحابة في غزوة مؤتة
- 328 أسماء من استشهد يوم مؤتة
- 329 باب سرية ذات السلاسل
- 330 سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى خضرة
- 331 سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى بطن إضم
- 332 باب ذكر الأسباب الموجبة للمسير إلى مكة
- 333 باب أُمر المشاة إلى مكة بالإسراع في المشي
- 334 باب إرسال قريش أبا سفيان بن حرب إلى المدينة لتجديد العهد الذي كان بينهم وبين النبي ﷺ
- 335 باب كتمان رسول الله ﷺ أمر خروجه من أصحابه
- 336 إخبار حاطب بن أبي بلتعة أهل مكة بأمر رسول الله ﷺ -
- 337 باب وقت خروج النبي ﷺ إلى مكة بجيش عدده عشرة آلاف
- 338 باب ترتيب وتحديد مواقع القواد وإسلام أبي سفيان بن حرب
- 339 إسلام أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النبي ﷺ وغيره من زعماء قريش
- 340 باب نزول النَّبِيّ ﷺ في خيف بني كنانة يوم الفتح
- 341 دخول النَّبِيّ ﷺ مكة من كداء
- 342 باب صفة دخول رسول الله ﷺ مكة
- 343 باب ما جاء في لوائه ﷺ يوم فتح مكة
- 344 دخول النَّبِيّ ﷺ مكة وهو يقرأ سورة الفتح
- 345 يوم الفتح يوم تعظيم الكعبة
- 346 باب صرف النَّبِيّ ﷺ قيس بن سعد من الموضع الذي هو فيه
- 347 باب طواف النَّبِيّ ﷺ يوم الفتح
- 348 مفتاح باب الكعبة
- 349 باب إزالة الأصنام من حول الكعبة
- 350 باب قول النَّبِيّ ﷺ لأهل مكة: «أنتم الطلقاء»
- 351 باب لا يقتل قرشي بعد اليوم صبرًا، ولا تغزى مكة بعد اليوم أبدًا
- 352 باب خُطَب النَّبِيّ ﷺ يوم الفتح
- 353 باب مبادرة الناس بالإسلام بعد فتح مكة
- 354 باب بيعة رجالٍ ونساءٍ رسولَ الله ﷺ يوم الفتح
- 355 إسلام أبي قحافة
- 356 إسلام هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان
- 357 باب أسلم أهل مكة جميعًا فلم يغنم المسلمون
- 358 باب أمان المرأة
معلومات عن حديث: إرسال قريش أبا سفيان بن حرب إلى المدينة لتجديد العهد الذي كان بينهم وبين
📜 حديث عن إرسال قريش أبا سفيان بن حرب إلى المدينة لتجديد العهد الذي كان بينهم وبين
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ إرسال قريش أبا سفيان بن حرب إلى المدينة لتجديد العهد الذي كان بينهم وبين من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث إرسال قريش أبا سفيان بن حرب إلى المدينة لتجديد العهد الذي كان بينهم وبين
تحقق من درجة أحاديث إرسال قريش أبا سفيان بن حرب إلى المدينة لتجديد العهد الذي كان بينهم وبين (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث إرسال قريش أبا سفيان بن حرب إلى المدينة لتجديد العهد الذي كان بينهم وبين
تخريج علمي لأسانيد أحاديث إرسال قريش أبا سفيان بن حرب إلى المدينة لتجديد العهد الذي كان بينهم وبين ومصادرها.
📚 أحاديث عن إرسال قريش أبا سفيان بن حرب إلى المدينة لتجديد العهد الذي كان بينهم وبين
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع إرسال قريش أبا سفيان بن حرب إلى المدينة لتجديد العهد الذي كان بينهم وبين.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب