خطب النبي ﷺ يوم الفتح - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب خُطَب النَّبِيّ ﷺ يوم الفتح

الخطبة الأولى
عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله ﷺ: «لا حلف في الإسلام، وأيما حلف كان في الجاهليّة لم يزده الإسلام إِلَّا شدة».

صحيح: رواه مسلم في الفضائل (٢٥٣٠) عن أبي بكر بن أبي شيبة حَدَّثَنَا عبد الله بن نمير وأبو أسامة، عن زكريا، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جبير بن مطعم فذكره. هذا مختصر وذكره عبد الله بن عمرو بن العاص مطوَّلًا.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رسول الله ﷺ خطب الناس عام الفتح، على درجة الكعبة، فكان فيما قال: بعد أن أثنى على الله، أن قال: «يا أيها الناس! كل حلف كان في الجاهليّة لم يزده الإسلام إِلَّا شدة، ولا حلف في الإسلام، ولا هجرة بعد الفتح، يد المسلمين واحدة على من سواهم، تتكافأ دماؤهم، ولا يقتل مؤمن بكافر، ودية الكافر كنصف دية المسلم، ألا ولا شغار في الإسلام، ولا جَنَبَ ولا جَلَبَ، وتؤخذ صدقاتهم في ديارهم، يجير على المسلمين أدناهم، ويرد على المسلمين أقصاهم» ثمّ نزل.

حسن: رواه الإمام أحمد (٧٠١٢) عن إبراهيم بن أبي العباس وحسين بن محمد قالا: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن أبي الزّناد، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عباس بن أبي ربيعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكره. وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب.
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده، قال: لما فتحت مكة على رسول الله ﷺ قال: «كفوا السلاح إِلَّا خزاعة عن بني بكر» فأذَّن لهم حتَّى صلى العصر ثمّ قال: «كفوا السلاح» فلقي رجل من خزاعة رجلًا من بني بكر من غد بالمزدلفة فقتله، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فقام خطيبًا فقال، ورأيته وهو مسند ظهره إلى الكعبة، قال: «إن أعدى الناس على الله من قتل في الحرم أو قتل غير قاتله أو قتل بذحول الجاهليّة» فقام إليه رجل، فقال: إن فلانًا ابني، فقال رسول الله ﷺ: «لا دعوة في الإسلام ذهب أمر الجاهليّة الولد للفراش وللعاهر الأثلب» قالوا: وما الأثلب؟ قال: «الحجر»
قال: «وفي الأصابع عشر عشر وفي المواضح خمس خمس» قال: وقال: «لا صلاة بعد الغداة حتَّى تطلع الشّمس ولا صلاة بعد العصر حتَّى تغرب الشّمس» قال: «ولا تُنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها ولا يجوز لمرأة عطية إِلَّا بإذن زوجها».
وفي رواية: لما فتح على رسول الله ﷺ مكة قال: «كفوا السلاح إِلَّا خزاعة عن بني بكر» فأذَّن لهم حتَّى صلوا العصر، ثمّ قال: «كفوا السلاح» فلقي من الغد رجل من خزاعة رجلًا من بني بكر بالمزدلفة فقتله، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فقام خطيبًا فقال: «إن أعدى الناس على الله من عدا في الحرم ومن قتل غير قاتله ومن قتل بذحول الجاهليّة» فقال رجل: يا رسول الله! إن ابني فلانًا عاهرت بأمه في الجاهليّة؟ فقال: «لا دعوة في الإسلام ذهب أمر الجاهليّة الولد للفراش وللعاهر الأثلب» قيل: يا رسول الله، وما الأثلب؟ قال: «الحجر، وفي الأصابع عشر عشر، وفي المواضح خمس خمس، ولا صلاة بعد الصبح حتَّى تشرق الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتَّى تغرب الشّمس، ولا تُنكح المرأة على عمتها، ولا على خالتها، ولا يجوز لمرأة عطية إِلَّا بإذن زوجها، أوفوا بحلف الجاهليّة، فإن الإسلام لم يزده إِلَّا شدة، ولا تحدثوا حلفًا في الإسلام».

حسن: رواه أحمد (٦٦٩٢، ٦٩٣٣، ٦٦٨١) وابن الجارود (١٠٥٢) والبيهقي (٢٥٤٢) كلّهم من طرق عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكره مطوَّلًا ومختصرًا وفي بعض طرقه محمد بن إسحاق إِلَّا أنه صرّح بالتحديث عن عمرو بن شعيب، كما أنه لم ينفرد بل توبع، تابعه حسين المعلم وغيره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب فإنه حسن الحديث.
وقد انفرد بذكر (فأذن لهم حتَّى صلاة العصر) ولم أجد له متابعة في السنن والمسانيد.
عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ أن النَّبِيّ ﷺ خطب يوم فتح مكة، فقال: «لا إله إِلَّا الله وحده، نصر عبده، وهزم الأحزاب وحده» قال هُشيم مرة أخرى: «الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، ألا إن كل مأثرة كانت في الجاهليّة، تعد وتدعى، وكل دم أو دعوى موضوعة تحت قدمي هاتين، إِلَّا سدانة البيت، وسقاية الحاج، ألا وإن قتيل خطأ العمد» قال هُشيم مرة: «بالسوط والعصا والحجر دية مغلظة: مئة من الإبل منها أربعون في بطونها أولادها» وقال مرة: «أربعون من ثنية إلى بازل عامها كلهن خلفة».

صحيح: رواه أحمد (١٥٣٨٨) عن هُشيم، أخبرنا خالد، عن القاسم بن ربيعة بن جوشن، عن عقبة بن أوس، عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ فذكره. وإسناده صحيح. وخالد هو الحذاء.
والصحابي المبهم هو عبد الله بن عمرو بن العاص وقد تلقى أصحاب السنن هذه الخطبة بالقبول فأخرجوها في كتبهم مطوَّلًا ومختصرًا، كما سبق ذكره في كتاب الحدود والديات.
وفي الباب ما رُوي عن عبد الله بن عمر قال: كانت خزاعة حلفاء لرسول الله ﷺ وكانت بنو بكر - رهط من بني كنانة - حلفاء لأبي سفيان فذكر الحديث وقال: ففتح الله مكة، فلمّا دخلها أسند ظهره إلى الكعبة فقال: «كفوا السلاح إِلَّا خزاعة عن بكر» ولم يذكر فيه إلى صلاة العصر، فذكر الحديث بنحوه.
رواه ابن حبَّان (٥٩٩٦) بإسناده، وفيه سنان بن الحارث بن مصرف ذكره ابن حبَّان في ثقاته، وأخرج عنه، ولم يوثقه غيره، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يقل فيه شيئًا.
عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ، أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ وَهْوَ يَبْعَثُ الْبُعُوثَ إِلَى مَكَّةَ: ائْذَنْ لِي أَيُّهَا الأَمِيرُ! أُحَدِّثْكَ قَوْلًا قَامَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْغَدَ يَوْمَ الْفَتْحِ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي، وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ، حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ: أنه حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللَّهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، لَا يَحِلُّ لامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا، وَلَا يَعْضِدَ بِهَا شَجَرًا، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ لِقِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِيهَا فَقُولُوا لَهُ: إِنَّ اللَّهَ أَذِنَ لِرَسُولِهِ، وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ. وِإنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَقَدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالأَمْسِ، وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ» فَقِيلَ لأَبِي شرَيْحٍ: مَاذَا قَالَ لَكَ عَمْرٌو؟ قَالَ: قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْكَ يَا أَبَا شُرَيْحٍ! إِنَّ الْحَرَمَ لَا يُعِيذُ عَاصِيًا، وَلَا فَارًّا بِدَمٍ، وَلَا فَارًّا بِخَرْبَةٍ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٢٩٥) ومسلم في الحجّ (٤٤٦: ١٣٥٤) كلاهما من طريق اللّيث بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي شريح العدوي أنه قال لعمرو بن سعيد: فذكره.
عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ يوم الفتح، فتح مكة: «لا هجرة، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا» وقال: «إن هذا البلد حرّمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إِلَّا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه
ولا ينفّر صيده، ولا يلتقط لقطته إِلَّا من عرّفها، ولا يختلى خلاها».
فقال العباس: يا رسول الله! إِلَّا الإذخر فإنه لقينهم ولبيوتهم، فقال: «إِلَّا الإذخر».

متفق عليه: رواه البخاريّ في جزاء الصيد (١٨٣٤) ومسلم في الحجّ (١٣٥٣) كلاهما من حديث جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس فذكره.
عن أبي هريرة قال: لما فتح الله على رسوله مكة، قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: «إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلّط عليها رسوله والمؤمنين، فإنها لا تحل لأحد كان قبلي، وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لا تحل لأحد بعدي، فلا ينفر صيدها، ولا يختلى شوكها، ولا تحل ساقطتها إِلَّا لمنشد، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين، إما أن يفدى، وإما أن يقيد».
فقال العباس: إِلَّا الإذخر، فإنا نجعله لقبورنا وبيوتنا فقال رسول الله ﷺ: «إِلَّا الإذخر» فقام أبو شاه رجل من أهل اليمن فقال: اكتبوا لي يا رسول الله! فقال رسول الله ﷺ: «اكتبوا لأبي شاه».

متفق عليه: رواه البخاريّ في اللقطة (٢٤٣٤) ومسلم في الحجّ (١٣٥٥) كلاهما من حديث الوليد بن مسلم، حَدَّثَنَا الأوزاعي، حَدَّثَنِي يحيى بن أبي كثير، حَدَّثَنِي أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة فذكره.
قال الوليد: فقلت للأوزاعي: ما قوله: اكتبوا لي يا رسول الله؟ قال: هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله ﷺ.
وعندهما: البخاريّ (١١٢) ومسلم (١٣٥٥) من حديث شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن خزاعة قتلوا رجلًا من بني ليث عام فتح مكة بقتيل منهم قتلوه، فأخبر بذلك النَّبِيّ ﷺ فركب راحلته فخطب فقال: فذكر نحوه.
عن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله ﷺ عام الفتح وهو بمكة: «إن الله ورسوله حرّم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام» فقيل: يا رسول الله، أرأيت شحوم الميتة فإنها يطلى بها السفن، ويدهن بها الجلود، ويستصبح بها الناس، فقال: «لا، هو حرام» ثمّ قال رسول الله ﷺ عند ذلك: «قاتل الله اليهود، إن الله لما حرم شحومها جملوه، ثمّ باعوه فأكلوا ثمنه».

متفق عليه: رواه البخاريّ في البيوع (٢٢٣٦) ومسلم في المساقاة (١٥٨١) كلاهما عن قُتَيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله فذكره.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 352 من أصل 659 باباً

معلومات عن حديث: خطب النبي ﷺ يوم الفتح

  • 📜 حديث عن خطب النبي ﷺ يوم الفتح

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ خطب النبي ﷺ يوم الفتح من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث خطب النبي ﷺ يوم الفتح

    تحقق من درجة أحاديث خطب النبي ﷺ يوم الفتح (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث خطب النبي ﷺ يوم الفتح

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث خطب النبي ﷺ يوم الفتح ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن خطب النبي ﷺ يوم الفتح

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع خطب النبي ﷺ يوم الفتح.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب