وقت خروج النبي ﷺ إلى مكة بجيش عدده عشرة آلاف - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب وقت خروج النبي ﷺ إلى مكة بجيش عدده عشرة آلاف
قال الزهري: وإنما يؤخذ من أمر رسول الله ﷺ الآخر فالآخر، هذا لفظ البخاري. واختصره مسلم وزاد: قال الزهري: فصبّح رسول الله ﷺ مكة لثلاث عشرة ليلة.
متفق عليه: رواه البخاري في المغازي (٤٢٧٦) ومسلم في الصيام (٥٠٠.: ١١١٣) كلاهما من حديث عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس فذكره.
وأحال مسلم لفظ الحديث على الإسناد السابق وهو ما رواه من أوجه عن الليث، عن الزهري وليس فيه ذكر عدد الجيش وعام الخروج، وإنما فيه وقت دخول مكة.
ورواه محمد بن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (٢/ ٣٩٩ - ٤٠٠) مطولًا كما سيأتي.
وصام الناس معه، حتى إذا كان بالكديد، بين عسفان وأمج أفطر، ثم مضى حتى نزل مر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين من مزينة وسليم، وفي كل القبائل عدد وإسلام، وأوعب مع رسول الله ﷺ المهاجرون والأنصار فلم يتخلف منهم أحد. فنزل رسول الله ﷺ مر الظهران، وقد عميت الأخبار عن قريش، فلا يأتهم عن رسول الله ﷺ خبر، ولا يدرون ما هو فاعل؟ ! خرج في تلك الليالي أبو سفيان بن حرب، وحكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء يتحسسون وينظرون، هل يجدون خبرًا أو يسمعون به؟ ! وقد كان العباس بن عبد المطلب أتى رسول الله ﷺ ببعض الطريق. وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله ﷺ فيما بين مكة والمدينة، فالتمسا الدخول عليه، فكلمته أم سلمة فيهما، فقالت: يا رسول الله! ابن عمك، وابن عمتك وصهرك قال: لا حاجة لي بهما، أما ابن عمي، فهتك عرضي، وأما ابن عمتي وصهري، فهو الذي قال لي بمكة ما قال. فلما أخرج إليهما بذلك - ومع أبي سفيان بني له - فقال: والله ليأذنن لي أو لآخذن بيد ابني هذا، ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشًا وجوعًا، فلما بلغ ذلك رسول الله ﷺ رق لهما، ثم أذن لهما، فدخلا وأسلما. فلما نزل رسول الله ﷺ بمر الظهران قال العباس: واصباح قريش! والله لئن دخل رسول الله ﷺ عنوة قبل أن يستأمنوه إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر. قال: فجلست على بغلة رسول الله ﷺ البيضاء، فخرجت عليها حتى جئت الأراك فقلت: لعلي ألقى بعض الحطابة، أو صاحب لبن، أو ذا حاجة يأتي مكة ليخبرهم بمكان رسول الله ﷺ ليخرجوا إليه فيستأمنوه قبل أن يدخل عليهم عنوة. قال: فوالله إني لأسير عليها وألتمس ما خرجت له، إذ سمعت كلام أبي سفيان، وبديل بن ورقاء وهما يتراجعان، وأبو سفيان يقول: ما رأيت كالليلة نيرانًا قط، ولا عسكرًا. قال: يقول بديل: هذه والله نيران خزاعة حمشتها الحرب. قال: يقول أبو سفيان: خزاعة والله أذل وألأم من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها. قال: فعرفت صوته، فقلت: يا أبا حنظلة! فعرف صوتي فقال: أبو الفضل؟ قال: قلت: نعم. قال: ما لك فدى لك أبي وأمي؟ ! قلت: ويحك يا أبا سفيان! هذا رسول الله ﷺ في الناس. قال: واصباح قريش والله، فما الحيلة فداك أبي وأمي؟ قال: قلت: والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك، فاركب معي هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله ﷺ أستأمنه لك. قال: فركب خلفي ورجع صاحباه. فحركت
به، كلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا: من هذا؟ فإذا رأوا بغلة رسول الله ﷺ قالوا: عم رسول الله ﷺ على بغلته، حتى مررت بنار عمر بن الخطاب فقال: من هذا؟ وقام إلي.
فلما رأى أبا سفيان على عجز الدابة قال: أبو سفيان عدو الله، الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد، ثم خرج يشتد نحو رسول الله ﷺ وركضت البغلة فسبقته بما تسبق الدابة البطيئة الرجل البطيء، فاقتحمت عن البغلة، فدخلت على رسول الله ﷺ، ودخل عمر فقال: يا رسول الله! هذا أبو سفيان، قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد، فدعني فلأضرب عنقه، قال: قلت: يا رسول الله! إني قد أجرته، ثم جلست إلى رسول الله ﷺ فأخذت برأسه فقلت: لا والله، لا يناجيه الليلة رجل دوني، فلما أكثر عمر في شأنه، قلت: مهلا يا عمر! والله لو كان من رجال بني عدي بن كعب ما قلت هذا، ولكنك عرفت أنه رجل من رجال بني عبد مناف! فقال: مهلًا يا عباس! فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم، وما بي إلا أني قد عرفت إن إسلامك كان أحب إلى رسول الله ﷺ من إسلام الخطاب فقال رسول الله ﷺ: «اذهب به يا عباس إلى رحلك، فإذا أصبحت فأتني به». فذهبت به إلى رحلي فبات عندي، فلما أصبح غدوت به إلى رسول الله ﷺ فلما رآه قال: ويحك يا أبا سفيان! ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله؟ قال: بأبي أنت وأمي ما أكرمك وأوصلك! والله لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره، لقد أغنى عني شيئًا. قال: ويحك يا أبا سفيان! ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟ ! قال: بأبي أنت وأمي ما أحلمك، وأكرمك، وأوصلك، هذه والله كان في نفسي منها شيء حتى الآن، قال العباس: ويحك يا أبا سفيان! أسلم، واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله قبل أن يضرب عنقك. قال: فشهد شهادة الحق وأسلم، قلت: يا رسول الله! إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر فاجعل له شيئًا، قال: «نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن». فلما ذهب لينصرف قال رسول الله ﷺ: «يا عباس! احبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل حتى تمر به جنود الله فيراها». قال: فخرجت به حتى حبسته حيث أمرني رسول الله ﷺ أن أحبسه. قال: ومرت القبائل على راياتها كلما مرت قبيلة قال: يا عباس من هؤلاء؟ فأقول: سليم، فيقول: ما لي ولسليم، ثم تمر به القبيلة فيقول: يا عباس! من هؤلاء؟
فأقول؟ مزينة فيقول: ما لي ولمزينة، حتى نفذت القبائل لا تمر قبيلة إلا قال: من هؤلاء؟ فأقول بنو فلان، فيقول: ما لي ولبني فلان، حتى مر رسول الله ﷺ في كتيبته الخضراء وفيها المهاجرون والأنصار، لا يرى منهم إلا الحدق فقال: سبحان الله يا عباس! من هؤلاء؟ قال: قلت: هذا رسول الله ﷺ في المهاجرين والأنصار. قال: ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة، والله يا أبا الفضل! لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيمًا! قلت: يا أبا سفيان إنها النبوة. قال: فنعم إذن. قلت: النجاء إلى قومك، حتى إذا جاءهم صرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن. فقامت إليه امرأته هند بنت عتبة فأخذت بشاربه فقالت: اقتلوا الدسم الأحمش قبح من طليعة قوم! فقال: ويحكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم، فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن. قالوا: ويلك وما تغني دارك؟ قال: ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد.
حسن: رواه ابن إسحاق في السيرة (٢/ ٣٩٩ - ٤٠٥ - ابن هشام) والطبراني في الكبير (٨/ ١٠ - ١٥) والسياق له - والطحاوي في شرح معاني الآثار (٣/ ٣١٩ - ٣٢٢) وإسحاق كما في المطالب (٤٣٠١) كلهم من طريق ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس فذكره.
ورواه أبو داود (٣٠٢١) وصحّحه الحاكم (٣/ ٤٣ - ٤٤) من طريق محمد بن إسحاق به بعض القصة.
قال الحافظ ابن حجر في المطالب: هذا حديث صحيح. وقال: «ولم يسقه أحد من الأئمة الستة وأحمد بتمامه». وقد أشار إلى إخراج الشيخين وغرهما طرفا منه من طرق أخرى عن الزهري.
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.
وقال الطحاوي في شرح معاني الآثار (٣/ ٣٢٢): «حديث متصل الإسناد صحيح».
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
ولكن قال عروة بن الزبير: وخرج رسول الله ﷺ في اثني عشر ألفا من المهاجرين، والأنصار، وغفار، وأسلم، ومزينة، وجهينة، وبني سليم، وقادوا الخيول حتى نزلوا بمر الظهران، أخرجه البيهقي في دلائله (٥/ ٣٦) إلا أنه مرسل.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (٨/ ٤): وفي مرسل عروة عند ابن إسحاق وابن عائذ: ثم خرج رسول الله ﷺ في اثني عشر ألفًا.
والصواب ما في الصحيح، وكذلك ذكر الواقدي أيضًا في المغازي (٢/ ٨٠١) وذكر عددًا
لبعض القبائل التي وقف عليه فقال: كان المهاجرون سبعمائة، وكانت الأنصار أربعة آلاف، وكانت مزينة ألفًا، وكانت أسلم أربعمائة، وكانت جهينة ثمانمائة، وكانت بنو كعب بن عمرو خمسمائة.
وهذا لا ينافي ذكره عشرة آلاف مجملًا.
صحيح: رواه أحمد (١١٨٢٥) عن أبي المغيرة، حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: حدثني عطية ابن قيس، عمن حدثه عن أبي سعيد فذكره.
وإسناده صحيح، والراوي المبهم هو قزعة بن يحيى، فقد أخرج البيهقي في الدلائل (٥/ ٢٤) من وجه آخر عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن عطية بن قيس، عن قزعة بن يحيى عن أبي سعيد فذكر مثله.
وحديث أبي سعيد يحدد خروج النبي ﷺ من المدينة وهو الثاني من رمضان، والزهري لحدد أن الفتح كان يوم الثالث عشر من رمضان، ويقتضي أن مسيرهم كان بين المدينة ومكة في إحدى عشرة ليلة.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 337 من أصل 659 باباً
- 312 باب ما جاء في عمرة القضاء
- 313 باب تزوج النبي ﷺ ميمونة بنت الحارث في عمرة القضاء
- 314 باب ذكر خروج النبي ﷺ من مكة بعد قضاء عمرته
- 315 باب ذكر سرية ابن أبي العوجاء السلمي إلى بني سليم سنة ثمان
- 316 سرية غالب بن عبد الله الكلبي إلى بني الملوح بالكديد في صفر سنة ثمان
- 317 سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى نفر من هوازن في ربيع الأول سنة ثمان
- 318 سرية كعب بن عمير إلى بني قضاعة من أرض الشام في ربيع الأول سنة ثمان
- 319 سرية زيد بن حارثة إلى مدينة مقنا
- 320 باب غزوة مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان
- 321 باب تعيين أمير الجيش في غزوة مؤتة
- 322 قصة عوف بن مالك الأشجعي مع خالد بن الوليد
- 323 شجاعة جعفر بن أبي طالب
- 324 باب ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة
- 325 باب ثم أخذ الراية خالد بن الوليد حتى فتح الله عليهم
- 326 باب شجاعة خالد بن الوليد
- 327 باب ما جاء في حزن النبي ﷺ على قتل الصحابة في غزوة مؤتة
- 328 أسماء من استشهد يوم مؤتة
- 329 باب سرية ذات السلاسل
- 330 سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى خضرة
- 331 سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى بطن إضم
- 332 باب ذكر الأسباب الموجبة للمسير إلى مكة
- 333 باب أُمر المشاة إلى مكة بالإسراع في المشي
- 334 باب إرسال قريش أبا سفيان بن حرب إلى المدينة لتجديد العهد الذي كان بينهم وبين النبي ﷺ
- 335 باب كتمان رسول الله ﷺ أمر خروجه من أصحابه
- 336 إخبار حاطب بن أبي بلتعة أهل مكة بأمر رسول الله ﷺ -
- 337 باب وقت خروج النبي ﷺ إلى مكة بجيش عدده عشرة آلاف
- 338 باب ترتيب وتحديد مواقع القواد وإسلام أبي سفيان بن حرب
- 339 إسلام أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النبي ﷺ وغيره من زعماء قريش
- 340 باب نزول النَّبِيّ ﷺ في خيف بني كنانة يوم الفتح
- 341 دخول النَّبِيّ ﷺ مكة من كداء
- 342 باب صفة دخول رسول الله ﷺ مكة
- 343 باب ما جاء في لوائه ﷺ يوم فتح مكة
- 344 دخول النَّبِيّ ﷺ مكة وهو يقرأ سورة الفتح
- 345 يوم الفتح يوم تعظيم الكعبة
- 346 باب صرف النَّبِيّ ﷺ قيس بن سعد من الموضع الذي هو فيه
- 347 باب طواف النَّبِيّ ﷺ يوم الفتح
- 348 مفتاح باب الكعبة
- 349 باب إزالة الأصنام من حول الكعبة
- 350 باب قول النَّبِيّ ﷺ لأهل مكة: «أنتم الطلقاء»
- 351 باب لا يقتل قرشي بعد اليوم صبرًا، ولا تغزى مكة بعد اليوم أبدًا
- 352 باب خُطَب النَّبِيّ ﷺ يوم الفتح
- 353 باب مبادرة الناس بالإسلام بعد فتح مكة
- 354 باب بيعة رجالٍ ونساءٍ رسولَ الله ﷺ يوم الفتح
- 355 إسلام أبي قحافة
- 356 إسلام هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان
- 357 باب أسلم أهل مكة جميعًا فلم يغنم المسلمون
- 358 باب أمان المرأة
- 359 صلاة الضحى في بيت أم هانئ
- 360 باب من أمر بالقتل يوم الفتح
- 361 صلاة النَّبِيّ ﷺ في الكعبة المشرفة
معلومات عن حديث: وقت خروج النبي ﷺ إلى مكة بجيش عدده عشرة آلاف
📜 حديث عن وقت خروج النبي ﷺ إلى مكة بجيش عدده عشرة آلاف
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ وقت خروج النبي ﷺ إلى مكة بجيش عدده عشرة آلاف من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث وقت خروج النبي ﷺ إلى مكة بجيش عدده عشرة آلاف
تحقق من درجة أحاديث وقت خروج النبي ﷺ إلى مكة بجيش عدده عشرة آلاف (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث وقت خروج النبي ﷺ إلى مكة بجيش عدده عشرة آلاف
تخريج علمي لأسانيد أحاديث وقت خروج النبي ﷺ إلى مكة بجيش عدده عشرة آلاف ومصادرها.
📚 أحاديث عن وقت خروج النبي ﷺ إلى مكة بجيش عدده عشرة آلاف
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع وقت خروج النبي ﷺ إلى مكة بجيش عدده عشرة آلاف.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب