حرمة مكة والنهي عن استحلالها وتحريم صيدها وشجرها ولقطتها - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب ما جاء في حرمة مكة والنهي عن استحلالها وتحريم صيدها وشجرها ولقطتها

عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ يوم الفتح فتح مكة: «لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا» وقال يوم الفتح فتح مكة: «إنَّ هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحل لي إِلَّا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط إِلَّا من عرفها، ولا يختلى خلاها» فقال العباس يا رسول الله: إِلَّا الإذخر فإنه لقينهم ولبيوتهم، فقال: «إِلَّا الإذخر».

متفق عليه: رواه البخاريّ في جزاء الصيد (١٨٣٤)، ومسلم في الحجّ (١٣٥٣: ٤٤٥) - واللّفظ له - كلاهما من طريق جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عاس فذكره.
قوله: «إنَّ هذا البلد حرّمه الله يوم خلق السموات والأرض» وأمّا ما جاء أن إبراهيم عليه السلام حرّم مكة فمعناه أنه أعلن بهذا التحريم؛ لأنه لم يكن أحدٌ في مكة قبله.
عن أبي هريرة قال: لما فتح الله عز وجل على رسول الله ﷺ مكة قام في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: «إنَّ الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين، وإنها لن تحل لأحد كان قبلي، وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل لأحد بعدي، فلا ينفر صيدها، ولا يختلى شوكها، ولا تحل ساقطتها إِلَّا لمنشد، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين، إما أن يفدي وإما أن يقتل». فقال العباس: إِلَّا الإذخر يا رسول الله؟ فإنا نجعله في قبورنا وبيوتنا. فقال رسول الله ﷺ: «إِلَّا الإذخر». فقام أبو شاه رجل من أهل اليمن فقال: اكتبوا لي يا رسول الله. فقال رسول الله ﷺ: «اكتبوا لأبي شاه» قال الوليد: فقلت للأوزاعي: ما قوله اكتبوا لي يا رسول الله؟ قال هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله ﷺ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في اللقطة (٢٤٣٤)، ومسلم في الحجّ (٤٤٧: ١٣٥٥) كلاهما من طريق الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، حَدَّثَنِي يحيى بن أبي كثير، حَدَّثَنِي أبو سلمة بن عبد الرحمن، حَدَّثَنِي أبو هريرة فذكره.
ورواه مسلم في الحجّ (٤٤٨: ١٣٥٥) من طريق آخر عن يحيى بن أبي كثير، أخبرني أبو سلمة أنه سمع أبا هريرة يقول: إن خزاعة قتلوا رجلًا من بني ليث عام فتح مكة، بقتيل منهم قتلوه، فأخبر بذلك
رسول الله ﷺ فركب راحلته فخطب فقال: «إنَّ الله عز وجل حبس عن مكة الفيل ...» الحديث.
عن أبي شريح العدوي أنه قال لعمرو بن سعيد: وهو يبعث البعوث إلى مكة ائذن لي أيها الأمير، أحدثك قولا قام به رسول الله ﷺ الغد من يوم الفتح، سمعته أذناي، ووعاه قلبي، وأبصرته عيناي، حين تكلم به: إنه حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: «إنَّ مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما، ولا يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص بقتال رسول الله ﷺ فيها فقولوا له: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس وليبلغ الشاهد الغائب» فقيل لأبي شريح: ما قال لك عمرو: قال: أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح، إن الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ولا فارا بخربة.

متفق عليه: رواه البخاريّ في العلم (١٠٤)، ومسلم في الحجّ (٤٤٦: ١٣٥٤) كلاهما من طريق اللّيث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي شريح العدوي فذكره.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص إن النَّبِيّ ﷺ قال يوم فتح مكة وهو مسند ظهر إلى الكعبة: «إنَّ هذا البلد لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يختلى خلاه، ولم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، وإني سألت ربي فأحلت لي ساعة من نهار» فناداه العباس فقال: إِلَّا الإذخر يا رسول الله؛ فإن الناس يجعلونه على ظهور بيوتهم، فقال ﷺ: «إِلَّا الإذخر».

حسن: رواه محمد بن إسحاق الفاكهي في أخبار مكة (٢/ ٢٤٩ - ٢٤٨) عن حسين بن حسن، أخبرنا ابن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب وأبيه فإنهما حسنا الحديث.
عن صفية بنت شيبة قالت: سمعت النَّبِيّ ﷺ يخطب عام الفتح، فقال: «يا أيها الناس! إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام إلى يوم القيامة، لا يعضد شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا يأخذ لقطتها إِلَّا منشد» فقال العباس: إِلَّا الإذخر، فإنه للبيوت والقبور، فقال رسول الله ﷺ: «إِلَّا الإذخر».

حسن: رواه ابن ماجة (٣١٠٨)، والبخاري في التاريخ الكبير (١/ ٤٥١ - ٤٥٢)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٣١٤٣) كلّهم من طريق يونس بن بكير، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق، حَدَّثَنَا أبان بن صالح، عن الحسن بن مسلم بن يناق، عن صفية بنت شيبة فذكرته.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق فإنه حسن الحديث إذا صرَّح.
وأمّا أبان بن صالح وهو القرشي مولاهم فقد وثّقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وقال النسائيّ: ليس به بأس فلا يلتفت إلى من ضعَّفه.
ولذا قال ابن حجر في التقريب: وثّقه الأئمة ووهِمَ ابن حزم فجهّله، وابن عبد البر فضعّفه.
وبه علّق البخاريّ في كتاب الجنائز عقب حديث ابن عباس (١٣٤٩) فقال: «وقال أبان بن صالح، عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت شيبة، سمعت النَّبِيّ ﷺ فذكرت مثله.
كما اختلف في صحبة صفية بنت شيبة، والراجح والصحيح أن لها صحبة فإنها هي التي وصفت دخول النَّبِيّ ﷺ مكة وطوافه وقصة مفتاح الكعبة كما سبق ذكرها في فتح مكة.
ولذا قال المزي في تحفته (١١/ ٣٤٣): «هذا الحديث يُضعّف قولَ من أنكر أن تكون لها رؤية، فإنه إسناد حسن. والله أعلم».
وبمعناه رُوي عن عبد الله بن عباد الزرقي أنه كان يصيد العصافير في بئر إهاب، وكانت لهم، قال: فرآني عبادة بن الصَّامت وقد أخذت العصفور، فينزعه مني فيرسله، ويقول: أي بني، إن رسول الله ﷺ حرم ما بين لابتيها كما حرم إبراهيم مكة.
رواه أحمد (٢٢٧٠٨) عن عليّ بن عبد الله بن جعفر، حَدَّثَنِي أنس بن عياض أبو ضمرة، حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن حرملة، عن يعلى بن عبد الرحمن بن هرمز أن عبد الله بن عباد الزرقي أخبره فذكره.
وعبد الله بن عباد الزرقي لم يرو عنه غير يعلى بن عبد الرحمن بن هرمز ولم أجد فيه توثيق أحد فهو مجهول كما قال ابن حجر في التعجيل (٥٥٦) ويعلى بن عبد الرحمن لم يرو عنه إِلَّا عبد الرحمن بن حرملة ولم يوثّقه غير ابن حبَّان.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 8 من أصل 51 باباً

معلومات عن حديث: حرمة مكة والنهي عن استحلالها وتحريم صيدها وشجرها ولقطتها

  • 📜 حديث عن حرمة مكة والنهي عن استحلالها وتحريم صيدها وشجرها ولقطتها

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ حرمة مكة والنهي عن استحلالها وتحريم صيدها وشجرها ولقطتها من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث حرمة مكة والنهي عن استحلالها وتحريم صيدها وشجرها ولقطتها

    تحقق من درجة أحاديث حرمة مكة والنهي عن استحلالها وتحريم صيدها وشجرها ولقطتها (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث حرمة مكة والنهي عن استحلالها وتحريم صيدها وشجرها ولقطتها

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث حرمة مكة والنهي عن استحلالها وتحريم صيدها وشجرها ولقطتها ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن حرمة مكة والنهي عن استحلالها وتحريم صيدها وشجرها ولقطتها

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع حرمة مكة والنهي عن استحلالها وتحريم صيدها وشجرها ولقطتها.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, September 13, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب