حديث: حبس الله عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في حرمة مكة والنهي عن استحلالها وتحريم صيدها وشجرها ولقطتها

عن أبي هريرة قال: لما فتح الله عز وجل على رسول الله ﷺ مكة قام في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: «إنَّ الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين، وإنها لن تحل لأحد كان قبلي، وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل لأحد بعدي، فلا ينفر صيدها، ولا يختلى شوكها، ولا تحل ساقطتها إِلَّا لمنشد، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين، إما أن يفدي وإما أن يقتل». فقال العباس: إِلَّا الإذخر يا رسول الله؟ فإنا نجعله في قبورنا وبيوتنا. فقال رسول الله ﷺ: «إِلَّا الإذخر». فقام أبو شاه رجل من أهل اليمن فقال: اكتبوا لي يا رسول الله. فقال رسول الله ﷺ: «اكتبوا لأبي شاه» قال الوليد: فقلت للأوزاعي: ما قوله اكتبوا لي يا رسول الله؟ قال هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله ﷺ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في اللقطة (٢٤٣٤)، ومسلم في الحجّ (٤٤٧: ١٣٥٥) كلاهما من طريق الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، حَدَّثَنِي يحيى بن أبي كثير، حَدَّثَنِي أبو سلمة بن عبد الرحمن، حَدَّثَنِي أبو هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: لما فتح الله ﷿ على رسول الله ﷺ مكة قام في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: «إنَّ الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين، وإنها لن تحل لأحد كان قبلي، وإنها أحلت لي ساعة من نهار، وإنها لن تحل لأحد بعدي، فلا ينفر صيدها، ولا يختلى شوكها، ولا تحل ساقطتها إِلَّا لمنشد، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين، إما أن يفدي وإما أن يقتل». فقال العباس: إِلَّا الإذخر يا رسول الله؟ فإنا نجعله في قبورنا وبيوتنا. فقال رسول الله ﷺ: «إِلَّا الإذخر». فقام أبو شاه رجل من أهل اليمن فقال: اكتبوا لي يا رسول الله. فقال رسول الله ﷺ: «اكتبوا لأبي شاه» قال الوليد: فقلت للأوزاعي: ما قوله اكتبوا لي يا رسول الله؟ قال هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أسعد بشرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم يحمل في طياته تشريعاتٍ تتعلق بمكة المكرمة وتكريمها.

أولاً. شرح المفردات:


● حبس عن مكة الفيل: منع جيش أبرهة وأفياله من تدمير الكعبة.
● سلط عليها رسوله والمؤمنين: أعطى الله النصر لرسوله والمؤمنين لفتح مكة.
● لا ينفر صيدها: لا يُزجر الصيد أو يُخاف منه ليخرج من مكانه.
● لا يختلى شوكها: لا يُقطع نباتها الأخضر.
● ساقطتها: ما يسقط من متاع الناس فيها ويضيع.
● إلا لمنشد: إلا لمن يبحث عنه ويعلن عنه ليعرف صاحبه.
● بخير النظرين: له الخيار بين خيارين.
● الإذخر: نبات طيب الرائحة.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة - وهو حدث عظيم جلا الله به كرب المسلمين وأذل الشرك والمشركين - قام خطيبًا في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم بين الأحكام الخاصة بمكة المكرمة، والتي يمكن إيجازها في النقاط التالية:
1- تكريم مكة وتاريخها: ابتدأ النبي صلى الله عليه وسلم بذكر فضل مكة وأن الله قد حمى بيته من جيش أبرهة وأفياله، ثم أكرم هذه البقعة بأن فتحها على يد رسوله والمؤمنين، تأكيدًا على مكانتها وقدسيتها.
2- تحريم القتال فيها والصيد: بين النبي صلى الله عليه وسلم أن مكة كانت محرمة من قبل، وقد أحلت له ساعة من النهار (أي وقت الفتح) ثم عادت إلى حرمتها، وأن هذه الحرمة مستمرة إلى يوم القيامة، فلا يجوز لأحد أن يقاتل فيها أو ينفر صيدها أو يقطع نباتها.
3- أحكام الساقطة والقتيل: كما بين أن ما ضاع من متاع الناس في مكة لا يحل أخذه إلا لمن يريد أن يعرف صاحبه ليردّه إليه، وكذلك من قُتل له قتيل في مكة فله الخيار بين القصاص أو الدية.
4- استثناء نبات الإذخر: عندما طلب العباس رضي الله عنه استثناء نبات الإذخر لأنه نافع في البيوت والقبور، أجابه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك.
5- طلب الكتابة: ثم طلب أبو شاه أن يكتب له هذه الخطبة، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابتها له، مما يدل على حرص الصحابة على حفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم ونقلها.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- مكانة مكة وقدسيتها: يجب على المسلمين تعظيم حرمة مكة والتأدب فيها، وعدم انتهاك حرماتها بالقتال أو إيذاء الصيد أو النبات.
2- الرحمة واليسر في التشريع: استثناء الإذخر يدل على مراعاة الحاجات البشرية والمصالح العامة في التشريع الإسلامي.
3- حرص الصحابة على العلم: حرص أبي شاه على كتابة الخطبة يدل على اهتمام الصحابة رضوان الله عليهم بحفظ السنة ونشرها.
4- العدل في القصاص: إعطاء الخيار لولي الدم بين القصاص أو الدية يدل على عدالة الشريعة ومراعاتها لظروف الناس.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في بيان أحكام الحرم المكي، وقد أجمع العلماء على تحريم القتال في مكة إلا للدفع عن النفس.
- كما أن فيه دليلاً على مشروعية كتابة العلم، خاصة ما يتعلق بالأحكام الشرعية.
- وفيه أيضًا بيان لفضل العباس رضي الله عنه وحرصه على مصالح المسلمين.
أسأل الله أن يفقهنا في ديننا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في اللقطة (٢٤٣٤)، ومسلم في الحجّ (٤٤٧: ١٣٥٥) كلاهما من طريق الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، حَدَّثَنِي يحيى بن أبي كثير، حَدَّثَنِي أبو سلمة بن عبد الرحمن، حَدَّثَنِي أبو هريرة فذكره.
ورواه مسلم في الحجّ (٤٤٨: ١٣٥٥) من طريق آخر عن يحيى بن أبي كثير، أخبرني أبو سلمة أنه سمع أبا هريرة يقول: إن خزاعة قتلوا رجلًا من بني ليث عام فتح مكة، بقتيل منهم قتلوه، فأخبر بذلك
رسول الله ﷺ فركب راحلته فخطب فقال: «إنَّ الله عز وجل حبس عن مكة الفيل ...» الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 26 من أصل 136 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حبس الله عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين

  • 📜 حديث: حبس الله عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حبس الله عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حبس الله عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حبس الله عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب