مناقشة المرائين من الشهداء والقراء والأثرياء - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب مناقشة المرائين من الشهداء والقراء والأثرياء

عن سليمان بن يسار قال: تفرّق الناسُ عن أبي هريرة، فقال له ناتلُ أهل الشام: أيها الشيخ حدِّثْنا حديثا سمعتَه من رسول اللَّه ﷺ، قال: نعم، سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استشهد، فأتي به، فعرّفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: قاتلتُ فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال: جريء، فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه، حتى ألقي في النار، ورجلٌ تعلّم العلم، وعلمه، وقرأ القرآن، فأتي به، فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن، ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ وسَّع اللَّه عليه، وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به، فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملتَ فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقتُ فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه، ثم ألقي في النار».

صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٩٠٥: ١٥٢) عن يحيى بن حبيب الحارثي، حدّثنا خالد بن الحارث، حدّثنا ابن جريج، حدّثني يونس بن يوسف، عن سليمان بن يسار، فذكره.
وقوله: «ناتل أهل الشام» وهو ناتل بن قيس الخزاعي، ومكان كبير قومه.
عن شفي الأصبحي أنه دخل المدينة، فإذا هو برجل قد اجتمع عليه الناس، فقال: من هذا؟ فقالوا أبو هريرة، فدنوت منه حتى قعدت بين يديه وهو يحدث الناس، فلما سكت وخلا قلت له: أسألك بحق وبحق لما حدثتني حديثا سمعته من
رسول اللَّه ﷺ عقلته وعلمته، فقال أبو هريرة: أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول اللَّه ﷺ عقلته وعلمته، ثم نشغ أبو هريرة نشغة، فمكث قليلا، ثم أفاق، فقال: لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول اللَّه ﷺ في هذا البيت، ما معنا أحد غيري وغيره، ثم نشغ أبو هريرة نشغة أخرى، ثم أفاق، فمسح وجهه، فقال: لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول اللَّه ﷺ، وأنا وهو في هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيره، ثم نشغ أبو هريرة نشغة أخرى، ثم أفاق ومسح وجهه، فقال: أفعل لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول اللَّه ﷺ، وأنا معه في هذا البيت ما معه أحد غيري وغيره، ثم نشغ أبو هريرة نشغة شديدة، ثم مال خارًّا على وجهه، فأسندته علي طويلا، ثم أفاق، فقال: حدّثني رسول اللَّه ﷺ: «أن اللَّه تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية، فأول من يدعو به رجل جمع القرآن، ورجل يقتتل في سبيل اللَّه، ورجل كثير المال، فيقول اللَّه للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ قال: بلى يا رب. قال: فماذا عملت فيما علمت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول اللَّه له: كذبت. وتقول له الملائكة: كذبت. ويقول اللَّه: بل أردت أن يقال: إن فلانا قارئ فقد قيل ذاك. ويؤتى بصاحب المال فيقول اللَّه له: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد؟ قال: بلى يا رب. قال: فماذا عملت فيما آتيتك؟ قال: كنت أصل الرحم وأتصدق، فيقول اللَّه له: كذبت. وتقول له الملائكة: كذبت. ويقول اللَّه تعالى: بل أردت أن يقال: فلان جواد فقد قيل ذاك. ويؤتى بالذي قتل في سبيل اللَّه فيقول اللَّه له: فيماذا قتلت؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك، فقاتلت حتى قتلت، فيقول اللَّه تعالى له: كذبت. وتقول له الملائكة: كذبت. ويقول اللَّه: بل أردت أن يقال: فلان جريء فقد قيل ذاك». ثم ضرب رسول اللَّه ﷺ على ركبتي، فقال: «يا أبا هريرة، أولئك الثلاثة أول خلق اللَّه تسعر بهم النار يوم القيامة».

صحيح: رواه الترمذيّ (٢٣٨٢)، وصحّحه ابن خزيمة (٢٤٨٢)، وابن حبان (٤٠٨) من طرق عن عبد اللَّه بن المبارك، أخبرنا حيوة بن شريح، أخبرني الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدائني أن عقبة بن مسلم حدثه أن شفيا الأصبحي حدثه، فذكره.
قال الوليد أبو عثمان: وحدثني العلاء بن أبي حكيم أنه كان سيافا لمعاوية، فدخل عليه رجل، فأخبره بهذا عن أبي هريرة، فقال معاوية: قد فعل بهؤلاء هذا فكيف بمن بقي من الناس؟ ثم بكى معاوية بكاء شديدًا حتى ظننا أنه هالك، وقلنا: قد جاءنا هذا الرجل بشر، ثم أفاق معاوية، ومسح عن وجهه، وقال: صدق اللَّه ورسوله ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ
فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (١٥) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [سورة هود: ١٥ - ١٦]
وإسناده صحيح. والوليد بن أبي الوليد من رجال مسلم، ووثقه أبو زرعة، وتبعه الذهبي في الكاشف.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن غريب».
كذا قال! والصواب أنه صحيح.
وأفردت هذا الحديث عن الحديث السابق لوجود بعض الجمل الزائدة عليه.

أبواب الكتاب

معلومات عن حديث: مناقشة المرائين من الشهداء والقراء والأثرياء

  • 📜 حديث عن مناقشة المرائين من الشهداء والقراء والأثرياء

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ مناقشة المرائين من الشهداء والقراء والأثرياء من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث مناقشة المرائين من الشهداء والقراء والأثرياء

    تحقق من درجة أحاديث مناقشة المرائين من الشهداء والقراء والأثرياء (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث مناقشة المرائين من الشهداء والقراء والأثرياء

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث مناقشة المرائين من الشهداء والقراء والأثرياء ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن مناقشة المرائين من الشهداء والقراء والأثرياء

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع مناقشة المرائين من الشهداء والقراء والأثرياء.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 24, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب