الشفاعة - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في الشّفاعة
الأصل فيه قوله تعالى: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى﴾ [سورة النجم: ٢٦]
والشفاعة لا بد لها من اجتماع شرطين:
الأول: إذن اللَّه تعالى في الشّفاعة للشافع.
الثاني: رضاه عن المشفوع له.
وعلى هذا فالمشركون لا نصيب لهم من شفاعة الشافعين، وقد صدّوا على أنفسهم رحمة أرحم الراحمين.
والشفاعة لا بد لها من اجتماع شرطين:
الأول: إذن اللَّه تعالى في الشّفاعة للشافع.
الثاني: رضاه عن المشفوع له.
وعلى هذا فالمشركون لا نصيب لهم من شفاعة الشافعين، وقد صدّوا على أنفسهم رحمة أرحم الراحمين.
شفاعته ﷺ العامة في أهل الموقف ليريحهم من مقامهم.
عن ابن عمر، قال: قال النبيُّ ﷺ: «إنّ الشّمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرقُ نصف الأذن، فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم، ثم بموسى، ثم بمحمد ﷺ فيشفع ليقضى بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب، فيومئذ يبعثه اللَّه مقامًا محمودًا، يحمده أهل الجمع كلّهم».
عن ابن عمر، قال: قال النبيُّ ﷺ: «إنّ الشّمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرقُ نصف الأذن، فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم، ثم بموسى، ثم بمحمد ﷺ فيشفع ليقضى بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب، فيومئذ يبعثه اللَّه مقامًا محمودًا، يحمده أهل الجمع كلّهم».
صحيح: رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٧٤، ١٤٧٥) عن يحيى بن بكير، حدّثنا اللّيث، عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر، قال: سمعت حمزة بن عبد اللَّه بن عمر، قال: سمعت ابن عمر، فذكره.
عن أنس قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «يجمع اللَّه الناس يوم القيامة، فيقولون: لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا، فيأتون آدم فيقولون: أنت الذي خلقك اللَّه بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لنا عند ربنا. فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ويقول: ائتوا نوحا، أول رسول بعثه اللَّه، فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ائتوا إبراهيم الذي اتخذه اللَّه خليلا، فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ائتوا موسى الذي كلمه اللَّه، فيأتونه فيقول: لست هناكم، فيذكر خطيئته، ائتوا عيسى فيأتونه، فيقول: لست هناكم، ائتوا محمدًا ﷺ، فقد غفر ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتوني، فأستأذن على ربي، فإذا رأيته وقعت ساجدًا، فيدعني ما شاء اللَّه، ثم يقال: ارفع رأسك: سل تعطه، وقل يسمع، واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلمني، ثم أشفع فيحد لي حدًّا، ثم أخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة، ثم أعود فأقع ساجدًا مثله في الثالثة، أو الرابعة، حتى ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن».
وكان قتادة، يقول عند هذا: «أي وجب عليه الخلود».
وكان قتادة، يقول عند هذا: «أي وجب عليه الخلود».
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٦٥)، ومسلم في الإيمان (٣٢٢: ١٩٣) كلاهما من طريق أبي عوانة، عن قتادة، عن أنس، فذكره. واللفظ للبخاري.
شفاعته ﷺ في دخول من لا حساب عليهم الجنةَ.
عن أبي هريرة قال: أُتِي رسولُ اللَّه ﷺ يوما بلَحْم، فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه فنهس منها نهسة فقال: «أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون بم ذاك؟ يجمع اللَّه يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون، وما لا يحتملون، فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: ائتوا آدم، فيأتون آدم، فيقولون: يا آدم، أنت أبو البشر، خلقك اللَّه بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة، فعصيته نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح. فيأتون نوحا، فيقولون: يا نوح، أنت أول الرسل إلى الأرض، وسماك اللَّه عبدًا شكورًا، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي، نفسي نفسي، اذهبوا إلى إبراهيم ﷺ. فيأتون إبراهيم، فيقولون: أنت نبي اللَّه وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم إبراهيم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، وذكر كذباته، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى ﷺ، فيقولون: يا موسى، أنت رسول اللَّه فضلك اللَّه برسالاته، وبتكليمه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم موسى ﷺ: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها، نفسي نفسي، اذهبوا إلى عيسى ﷺ. فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى أنت رسول اللَّه، وكلمت الناس في المهد، وكلمة منه ألقاها إلى مريم، وروح منه، فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم عيسى ﷺ: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، ولم يذكر له ذنبا، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد ﷺ. فيأتوني فيقولون: يا محمد،
أنت رسول اللَّه، وخاتم الأنبياء، وغفر اللَّه لك ما تقدم من ذنبك، وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأنطلق، فآتي تحت العرش، فأقع ساجدًا لربي، ثم يفتح اللَّه علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئًا لم يفتحه لأحد قبلي، ثم يقال: يا محمد، ارفع رأسك، سل تعطه، اشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: يا رب، أمتي أمتي، فيقال: يا محمد، أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، والذي نفس محمد بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى».
عن أبي هريرة قال: أُتِي رسولُ اللَّه ﷺ يوما بلَحْم، فرفع إليه الذراع، وكانت تعجبه فنهس منها نهسة فقال: «أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون بم ذاك؟ يجمع اللَّه يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون، وما لا يحتملون، فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه؟ ألا ترون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: ائتوا آدم، فيأتون آدم، فيقولون: يا آدم، أنت أبو البشر، خلقك اللَّه بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة، فعصيته نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح. فيأتون نوحا، فيقولون: يا نوح، أنت أول الرسل إلى الأرض، وسماك اللَّه عبدًا شكورًا، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي، نفسي نفسي، اذهبوا إلى إبراهيم ﷺ. فيأتون إبراهيم، فيقولون: أنت نبي اللَّه وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم إبراهيم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، وذكر كذباته، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى. فيأتون موسى ﷺ، فيقولون: يا موسى، أنت رسول اللَّه فضلك اللَّه برسالاته، وبتكليمه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم موسى ﷺ: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها، نفسي نفسي، اذهبوا إلى عيسى ﷺ. فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى أنت رسول اللَّه، وكلمت الناس في المهد، وكلمة منه ألقاها إلى مريم، وروح منه، فاشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم عيسى ﷺ: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، ولم يذكر له ذنبا، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد ﷺ. فيأتوني فيقولون: يا محمد،
أنت رسول اللَّه، وخاتم الأنبياء، وغفر اللَّه لك ما تقدم من ذنبك، وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأنطلق، فآتي تحت العرش، فأقع ساجدًا لربي، ثم يفتح اللَّه علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئًا لم يفتحه لأحد قبلي، ثم يقال: يا محمد، ارفع رأسك، سل تعطه، اشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: يا رب، أمتي أمتي، فيقال: يا محمد، أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، والذي نفس محمد بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى».
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٧١٢)، ومسلم في الإيمان (١٩٤) كلاهما من حديث أبي حيان التيمي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، فذكر الحديث. واللفظ لمسلم.
شفاعته ﷺ في فتح باب الجنة لأهلها.
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أنا أوّلُ النّاس يشفع في الجنّة، وأنا أكثر الأنبياء تبعًا».
وفي رواية: «أنا أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة، وأنا أوّل من يقْرع باب الجنّة».
وفي رواية أخرى: «أنا أوّل شفيع في الجنة، لم يُصَدَّق نبيٌّ من الأنبياء ما صدّقتُ، وإنّ من الأنبياء نبيًّا ما يصدِّقه من أمّته إلّا رجل واحد».
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أنا أوّلُ النّاس يشفع في الجنّة، وأنا أكثر الأنبياء تبعًا».
وفي رواية: «أنا أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة، وأنا أوّل من يقْرع باب الجنّة».
وفي رواية أخرى: «أنا أوّل شفيع في الجنة، لم يُصَدَّق نبيٌّ من الأنبياء ما صدّقتُ، وإنّ من الأنبياء نبيًّا ما يصدِّقه من أمّته إلّا رجل واحد».
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٩٦) عن قتيبة بن سعيد، قال: حدّثنا جرير، عن المختار بن فلفل، عن أنس، فذكره.
والرواية الثانية رواها من وجه آخر عن سفيان، عن المختار، بإسناده.
والرّواية الثالثة رواها من وجه آخر عن زائدة، عن المختار، بإسناده.
شفاعته ﷺ في تخفيف العذاب عن بعض أهل النار.
عن أبي سعيد، أنه سمع النبيّ ﷺ وذُكر عنده عمُّه فقال: «لعلّه تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيُجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه، يغلي منه دماغه».
عن أبي سعيد، أنه سمع النبيّ ﷺ وذُكر عنده عمُّه فقال: «لعلّه تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيُجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه، يغلي منه دماغه».
متفق عليه: رواه البخاريّ في المناقب (٣٨٨٥)، ومسلم في الإيمان (٢١٠) من حديث الليث ابن سعد، حدّثنا ابن الهاد، عن عبد اللَّه بن خبّاب، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره.
قوله: «ضحضاح» هو ما رق من الماء على وجه الأرض إلى نحو الكعبين، واستعير في النّار.
شفاعته ﷺ في إخراج أرباب الكبائر من أهل التوحيد من النار.
عن أنس بن مالك، عن النّبيّ ﷺ قال: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي».
عن أنس بن مالك، عن النّبيّ ﷺ قال: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي».
صحيح: رواه أبو داود (٤٧٣٩)، والترمذيّ (٢٤٣٥)، وأحمد (١٣٢٢٢)، وابن خزيمة في التوحيد (٥٢٧) وابن حبان (٦٤٦٨)، والحاكم (١/ ٦٩) كلهم من طرق عن أنس بن مالك، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذيّ: «حسن صحيح غريب».
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
عن جابر، قال: سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول. «إنّ شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمّتي».
صحيح: رواه ابن ماجه (٤٣١٠)، وابن خزيمة في التوحيد (٥٣١)، وابن حبان (٦٤٦٧)، والحاكم (١/ ٦٩) كلهم من طريق زهير بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
والكلام عليه مبسوط في كتاب الإيمان.
عن جابر، أنّ النّبيّ ﷺ قال: «يخرج من النّار بالشّفاعة كأنّهم الثّعارير». قلت: ما الثّعارير؟ قال: الضغابيس، وكان قد سقط فمُه. فقلت لعمرو بن دينار: أبا محمد، سمعتَ جابر بن عبد اللَّه يقول: سمعتُ النّبيَّ ﷺ يقول: «يخرج بالشّفاعة من النّار»؟ قال: نعم.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرّقاق (٦٥٥٨)، ومسلم في الإيمان (١٩١: ٣١٨) كلاهما من حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر، فذكر مثله، واللفظ للبخاري. وليس عند مسلم: «كأنّهم الثّعارير» وتفسيره.
«الضغابيس» هي صغار القثاء، وأحدها ضغبوس، وقيل غير ذلك.
عن عمران بن حصين، عن النّبيّ ﷺ قال: «يخرج قوم من النّار بشفاعة محمد ﷺ، فيدخلون الجنّة يُسَمَّون الجهنميين».
صحيح: رواه البخاريّ في الرّقاق (٦٥٦٦) عن مسدّد، حدّثنا يحيى، عن الحسن بن ذكوان، حدّثنا أبو رجاء، حدّثنا عمران بن حصين، فذكره.
وهؤلاء الجهنميون الذين يخرجون من النار بالشّفاعة هم أهل الكبائر من أهل التوحيد.
وهذه الشّفاعة يشارك فيها الملائكة والنبيون والصديقون والمؤمنون:
عن أبي سعيد الخدريّ، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: ». . . حتى إذا خلص المؤمنون من النار، فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشدّ مناشدةً للَّه في استقصاء الحقّ من المؤمنين للَّه يوم القيامة لاخوانهم الذين في النار، يقولون: ربَّنا كانوا يصومون معنا، ويصلُّون ويحجُّون؟ فيقال: لهم أخرجُوا من عرفتم، فتحرم صورهم على النار. فيخرجُون خلقًا كثيرًا قد أخذت النّارُ إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه، ثم يقولون: ربَّنا ما بقي فيها أحدٌ ممن أمرْتنا به. فيقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه. فيخرجون خلقًا كثيرًا، ثم يقولون: ربَّنا لم نذرْ فيها أحدًا ممن أمرْتنا. ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه. فيخرجون خلقًا كثيرًا، ثم يقولون: ربّنا لم نَذرْ فيها ممن أمرتنا أحدًا. ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقًا كثيرًا، ثم يقولون: ربَّنا لم نَذَرْ فيها أحدًا». وكان أبو سعيد يقول: إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرءوا إن شئتم: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [سورة النساء: ٤٠]. فيقول اللَّه عز وجل: شفعت الملائكةُ، وشفع النّبيُّون، وشفع المؤمنون، ولم يبقَ إلا أرحمُ الرّاحمين، فيقبض قبضةً من النار، فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرًا قطّ، قد عادوا حُممًا، فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له: نهر الحياة، فيخرجون كما تخرج الحِبة في حميل السّيل. . .». الحديث.
متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤٣٩)، ومسلم في الإيمان (١٨٣) من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكره في حديث طويل.
عن أبي بكرة، عن النّبيّ ﷺ قال: «يحمل الناس على الصراط يوم القيامة، فتقادع بهم جنبتا الصراط تقادع الفراش في النار، قال: فينجي اللَّه برحمته من يشاء». قال: «ثم يؤذن للملائكة والنّبيين والشّهداء أن يشفعوا، فيشفعون ويخرجون، ويشفعون ويُخرجون، ويشفعون ويُخرجون -وزاد عفان مرة، فقال أيضًا: ويشفعون ويُخرجون- مَنْ كان في قلبه ما يزن ذرّة من إيمان».
حسن: رواه أحمد (٢٠٤٤٠)، والبزّار (٣٦٧١)، والطبرانيّ في الصغير (٩٢٩)، وابن أبي عاصم في السنة (٨٣٨) كلّهم من حديث عفّان بن مسلم، حدّثنا سعيد بن زيد، قال: سمعت أبا سليمان العصريّ، حدّثنا عقبة بن صُهبان، عن أبي بكرة، عن النبيّ ﷺ، فذكره.
وإسناده حسن من أجل سعيد بن زيد وهو أخو حمّاد بن زيد؛ فإنه حسن الحديث، وأبو سليمان العصريّ وثقه ابن معين كما روى ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ٣٨٠) وسمّاه الدّولابيّ في الكنى (١/ ١٩٥) كعب بن شبيب، وأخرج الحديث من طريق آخر عن سعيد بن زيد بإسناده مثله.
وقال البزّار: «لا نعلمه رواه بهذا اللّفظ إلا أبو بكرة، وإسناده مرضيون».
وصحّح رجاله أيضًا الهيثمي في «المجمع» (١٠/ ٣٥٩).
وانظر بقية أحاديث الشّفاعة في كتاب الإيمان.
أبواب الكتاب
- 1 باب في ذكر أسماء يوم القيامة
- 2 باب لا تقوم الساعة إلا بغتة ً
- 3 باب لا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة
- 4 باب ليس أول الخلق بأهون على اللَّه من إعادته وبعثه للحساب يوم القيامة
- 5 باب ما جاء في النفخ في الصور
- 6 باب أن اللَّه ينزل مطرًا بعد نفخة الصعق فينبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ أخرى فإذا هم قيام ينظرون
- 7 باب مدة ما بين النفختين
- 8 باب أول من يبعث يوم القيامة
- 9 باب كل إنسان يبعث على ما مات عليه
- 10 باب من مات في إحرامه يبعث يوم القيامة ملبيا
- 11 باب يُبعث الشهيد يوم القيامة وجرحه يثعب دما
- 12 باب يحشرُ الناسُ يومَ القيامة مُشاةً حُفاةً عُراةً غُرْلًا بُهْمًا
- 13 باب أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم ﵇ ثم نبينا ﷺ-
- 14 باب يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر
- 15 باب صفة أرض المحشر
- 16 باب دنو الشمس يوم القيامة وزيادة حرارتها
- 17 باب الذين يُظِلُّهم اللَّه يوم القيامة
- 18 باب في ذكر بعض أهوال يوم القيامة
- 19 باب يمسك اللَّه السماوات والأرض يوم القيامة بيديه
- 20 باب تكوير الشمس والقمر يوم القيامة
- 21 باب انتظار الناس أربعين سنة لفصل القضاء يوم القيامة
- 22 باب أن اللَّه ﷿ يهون طول يوم القيامة على المؤمنين بفضله
- 23 باب ما جاء في الشّفاعة
- 24 باب أن اللَّه يكلم الناس يوم القيامة ليس بينه وبينهم ترجمان
- 25 باب أمة محمد ﷺ هم أول الناس حسابا يوم القيامة مع أنهم آخر الأمم
- 26 باب من نوقش الحساب عُذِّب
- 27 باب مناقشة المرائين من الشهداء والقراء والأثرياء
- 28 باب أول ما يُحاسب به العبد من حقوق اللَّه يوم القيامة الصلاة
- 29 باب أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة من حقوقهم في الدماء
- 30 باب أول خصمين يوم القيامة
- 31 باب ما جاء في السؤال عن النعيم
- 32 باب يسأل العبد يوم القيامة عن أربع: عن عمره، وعلمه، وماله، جسمه
- 33 باب شهادة النبي ﷺ وأمته على الأمم
- 34 باب شهادة النبي ﷺ وشفاعته لمن صبر على لأواء المدينة
- 35 باب ما يشهد يوم القيامة من أعضاء الإنسان
- 36 باب شهادة الإنس والجن وكل رطب ويابس للمؤذن
- 37 باب شهادة الحجر الأسود لمن استلمه بحق
- 38 باب يقرر اللَّه المؤمن بذنوبه يوم القيامة ثم يغفرها له
- 39 باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة، وتعجيل حسنات الكافر في الدنيا
- 40 باب مصير من نسي لقاء ربه يوم القيامة
- 41 باب مصير من ينتهك محارم اللَّه في الخلوة يوم القيامة
- 42 باب اقتصاص المظالم بين الخلق يوم القيامة
- 43 باب ما جاء في الميزان
- 44 باب لا يقيم اللَّه للكافر وزنًا يوم القيامة
- 45 باب في الحوض
- 46 باب رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة
- 47 باب يحشر الكافر إلى النار على وجهه
- 48 باب المرور على الصراط يوم القيامة
- 49 باب جامع في ذكر عدد من مشاهد يوم القيامة
معلومات عن حديث: الشفاعة
📜 حديث عن الشفاعة
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الشفاعة من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث الشفاعة
تحقق من درجة أحاديث الشفاعة (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث الشفاعة
تخريج علمي لأسانيد أحاديث الشفاعة ومصادرها.
📚 أحاديث عن الشفاعة
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الشفاعة.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Sunday, August 24, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب