‘othman Ibn Al-AAas (Peace Be Upon Him) narrated: I said ‘O Messenger of Allah, verily the devil comes between me and my prayer and recitation making me confused’ The Messenger of Allah (Peace Be Upon Him) replied ‘That is a devil called Khanzab, so if you sense his presence then seek refuge in Allah from him and spit (A form of spitting comprising mainly of air with little spittle) on your left side three times.
(1) مسلم، 4/ 1729، برقم 2203، من حديث عثمان بن أبي العاص ، وفيه ففعلت ذلك، فأذهبه اللَّه عني.
شرح معنى كيف تتخلص من الشيطان خنزب في الصلاة
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
462- أتى عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ رضي الله عنه(1) النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلاَتِي وَقِرَاءَتِي، يَلْبِسُهَا عَلَيَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْهُ، وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلاَثًا»، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي، هذا لفظ مسلم(2) . 463- ولفظ ابن ماجه: عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ رضي الله عنه قَالَ : لَمَّا اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الطَّائِفِ، جَعَلَ يَعْرِضُ لِي شَيْءٌ فِي صَلاَتِي، حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «ابْنُ أَبِي الْعَاصِ؟» قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «مَا جَاءَ بِكَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عَرَضَ لِي شَيْءٌ فِي صَلَوَاتِي، حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي، قَالَ: «ذَاكَ الشَّيْطَانُ, ادْنُهْ»، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ، قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ، وَتَفَلَ فِي فَمِي، وَقَالَ: «اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ» فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: «الْحَقْ بِعَمَلِكَ». قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: فَلَعَمْرِي مَا أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ(3) . 464- ولفظ البيهقي: عنْ عثمانَ بنِ أبي العاصِ، قال: استعملني رسولُ اللَّه، وأنا أصغر الستة الذين وفدوا عليه من ثقيفٍ، وذلك أني كنتُ قرأتُ سورةَ البقرةِ، فقلت: يا رسولَ اللَّه، إنَّ القرآنَ ينفلتُ مِنّي، فوضعَ يدَهُ عَلَى صَدْري، وقال: «يَا شَيطانُ، اخرجْ مِنْ صَدرِ عُثمانَ»، فما نسيت شيئاً بعده أريد حفظه(4) . 465- ولفظ الطبراني: عن عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ رضي الله عنه، يَقُولُ: شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نِسْيَانَ الْقُرْآنِ، فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ، فَقَالَ: «يَا شَيْطَانُ اخْرُجْ مِنْ صَدْرِ عُثْمَانَ»، قَالَ عُثْمَانُ: فَمَا نَسِيتُ مِنْهُ شَيْئًا بَعْدُ أَحْبَبْتُ أَنْ أَذْكُرَهُ(5) .
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «أعوذ باللًّه من الشيطان»: قال الراغب الأصفهاني : «العوذ: الالتجاء إلى الغير، والتعلق به. يقال: عاذ فلان بفلان، ... وأعذته باللَّه أعيذه، أي: ألتجئ إليه، وأستنصر به أن أفعل ذلك، فإن ذلك سوء أتحاشى من تعاطيه(6) ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : فَإِنَّ الْمُسْتَعَاذَ مِنْهُ نَوْعَانِ: فَنَوْعٌ مَوْجُودٌ يُسْتَعَاذُ مِنْ ضَرَرِهِ الَّذِي لَمْ يُوجَدْ بَعْدُ، وَنَوْعٌ مَفْقُودٌ يُسْتَعَاذُ مِنْ وُجُودِهِ؛ فَإِنَّ نَفْسَ وُجُودِهِ ضَرَرٌ، مِثَالُ الْأَوَّلِ: «أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»، وَمِثْلُ الثَّانِي: التعوذ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وأَعُوذُ بِك أَنْ أَضِلَّ، أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أزل»(7) . 2- قوله: «من الشيطان الرجيم»: قال ابن الأثير : «الشيطان: من الشطن: البعد، أي: بَعُد عن الخير، أو من الحبل الطويل، كأنه طال في الشر، أو من شاط يشيط إذا هلك، أو من استشاط غضباً إذا احتدّ في غضبه، والتهب، والأول أصح(8) ، وقال الطبري : «وأما الرجيم، فهو: فَعيل بمعنى مفعول...: ملعون. وتأويل الرجيم: الملعون المشتوم، وكل مشتوم بقولٍ رديء، أو سبٍّ، فهو مَرْجُوم، وأصل الرجم الرَّميُ، بقول كان أو بفعل»(9) . 3- قوله: «واتفل على يسارك ثلاثاً»: إنما جاء الأمر باليسار؛ لأن الشيطان لا يقصد إلا القلب والقلب أقرب إلى اليسار(10) . 4- قوله: «حال بيني وبين صلاتي» أي: صار حائلًا، والحائل هو الحاجز بين الشيئين، والمعنى: أن الشيطان جاءه، فوسوس له، وشغله في صلاته، قال الطيبي : «حال: أصل الحول تغيُّر الشيء، وانفصاله من غيره باعتبار التغير، وقيل: حال الشيء، يحول حؤولاً، واستحالة: تهيَّأ لأن يحول، وباعتبار الانفصال قيل: حال بيني وبينك كذا»(11) . 5- قوله: «يلبسها»: أي: يخلطها، واللبس هو الخلط، وقال النووي: «وَمَعْنَى (يَلْبِسهَا): أَيْ: يَخْلِطهَا، وَيُشَكِّكنِي فِيهَا، وَهُوَ بِفَتْحِ أَوَّله وَكَسْر ثَالِثه، وَمَعْنَى: «حَال بَيْنِي وَبَيْنهَا»: أَيْ: نَكَّدَنِي فِيهَا، وَمَنَعَنِي لَذَّتهَا، وَالْفَرَاغ لِلْخُشُوعِ فِيهَا(12) . 6- قوله: «خنزب»: لقب لذاك الشيطان، ومعنى خنزب في اللغة: «القطعة المنتنة من اللحم»(13) . وقال النووي: «قلتُ: خِنْزب بخاء معجمة، ثم نون ساكنة، ثم زاي مفتوحة، ثم باء موحدة، واختلف العلماء في ضبط الخاء منه، فمنهم من فتحها، ومنهم من كسرها، وهذان مشهوران، ومنهم من ضمَّها»(14) ، وقال القرطبي: «هو بالحاء المهملة وبفتحها عند الجياني، وبكسرها عند الصدفي، وفي الصحاح: الخنزاب: هو الغليظ القصير، وأنشد: تاحَ لها بَعدك خِنْزابٌ وزَى والوزى: الشديد، فيمكن أن يُسمَّى الشيطان: خنزبًا؛ لأنَّه يتراءى غليظًا قصيرًا. وحذفت الألف لما صار علمًا، فكثيرًا ما تغيَّر الأعلام عن أصولها»(15) .
ما يستفاد من الحديث:
1- حرص عدو اللَّه إبليس على الذهاب بلب الصلاة، وهو الخشوع، حتى يخرج المصلي من صلاته، ولم يعقل منها شيئًا، فيفوِّت عليه الأجور العظيمة، وإن كان العبد قد سقطت عنه الفريضة بعد أدائها. 2- الوسوسة من أعظم مكائد الشيطان، ابتداءً من أمر الطهارة والنية، ثم في داخل الصلاة، ولا علاج لهذا إلا بالعلم الشرعي، وإلا صار الموسوس مجنونًا، أو على درب المجانين. 3- ما أنعم اللَّه عز وجل به على الصحابة من حضور النبي صلى الله عليه وسلم ووجوده بين ظهرانيهم، فإذا أشكل عليهم أمر رجعوا إليه. 4- اليقين التام على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما قال، هو طريق قطع الوسوسة؛ لأن بعض الناس يطبقون هذه السنة وأمثالها على سبيل التجربة، وهذا من تلبيس الشيطان عليهم. 5- ذكر فى هذا الحديث: تعوذ باللَّه، وفيه: «واتفل عن يسارك ثلاثاً»، وفي الآخر: «قل: بسم اللَّه ثلاثاً»، «وقل سبع مرات: أعوذ باللَّه، وقدرته، من شر ما أجد وأحاذر»(16) ، فيه اختصاص هذه الأمور بالوتر، وتخصيص الثلاث منها، والسبع، وذلك كثير فى موارد الشرع، لا سيما تخصيص السبع بما هو في باب الشفاء، والمعافاة، والنشر، ودفع السحر، وأمر الشيطان والسم»(17) . 6- وَفِي هَذَا الْحَدِيث اِسْتِحْبَاب التَّعَوُّذ مِنْ الشَّيْطَان عَنْ وَسْوَسَته مَعَ التَّفْل عَنْ الْيَسَار ثَلَاثًا(12) . 7- قال ابن القيم رحمه الله: ومن جملة مفاسد الوسوسة ما يلي: أ – يجمع الموسوس على نفسه طاعة إبليس ومخالفة السنة. ب – تعذيب نفسه وإضاعة وقته. جـ – الاشتغال بما ينقص أجره. د – فوات ما هو أنفع له. هـ – تعريض نفسه لطعن الناس فيه. و – تغرير الجاهل بالاقتداء به. ز – يجعل من نفسه قرة عين لخنزب وأصحابه. 8- قال أبو حامد الغزالي رحمه الله: والوسوسة سببها إما جهل بالشرع أو خبل في العقل وكلاهما من أعظم النقائص والعيوب(18) . 9- قد ذُكِرَ عن النبي صلى الله عليه وسلم (19) أنه قال: «إن للوضوء شيطانًا يقال له: الولهان، فاتقوا وسواس الماء»(20) .
1
عثمان بن أبي العاص : أبو عبد اللَّه الثقفي الطائفي، الأمير الفاضل المؤتمن، قدم في وفد ثقيف على النبي سنةتسع، فأسلموا، وأمّره عليهم؛ لما رأى من عقله، وحرصه على الخير والدين، وكان أصغر الوفد سنًّا، ثم أقره أبو بكر وعمر على الطائف، ثم استعمله عمر على عُمان، والبحرين، ثم قدمه على جيش، فافتتح توج ومصّرها، وسكن البصرة، وكانت وفاته عام إحدى وخمسين. انظر: الاستيعاب، 3/ 1035، ترجمة رقم 1772، سير أعلام النبلاء، 2/ 374، ترجمة رقم (78).
20
الترمذي، برقم 57، وقال الألباني: ضعيف الإسناد، وانظر المشكاة، برقم 419، وقد استشهد بهذا الحديث عدد من الأئمة في كثير من كتبهم،ففي شرح عمدة الفقه لابن تيمية، 1/ 213: «وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لِلْوُضُوءِ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ الْوَلْهَانُ، فَاتَّقُوا وَسْوَاسَ الْمَاءِ». رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، وقال الإمام ابن القيم في تحفة المودود بأحكام المولود، ص: 118: «وفي سنن ابن ماجه، وزيادات عبد اللَّه في مسند أبيه، من حديث أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن للوضوء شيطاناً يقال له الولهان، فاتقوا وسواس الماء»، وفي زاد المعاد، 1/ 184: «وكان من أيسر الناس صباً لماء الوضوء، وكان يحذر أمته من الإسراف فيه، وأخبر أنه يكون في أمته من يعتدي في الطهور وقال: «إن للوضوء شيطاناً يقال له الولهان، فاتقوا وسواس الماء»
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .