سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك

حصن المسلم | دعاء الاستفتاح | سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ (1).

Subhanakal-lahumma wabihamdika watabarakas-muka wataAAala jadduka wala ilaha ghayruk.
‘How perfect You are O Allah, and I praise You. Blessed be Your name, and lofty is Your position and none has the right to be worshipped except You.


(1) مسلم، برقم 399، وأصحاب السنن الأربعة: أبو داود، برقم 775، والترمذي، برقم 243، وابن ماجه، برقم 806، والنسائي، برقم 899، وانظر: صحيح الترمذي،1/77،وصحيح ابن ماجه، 1/135.

شرح معنى سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

106- عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، كَانَ يَجْهَرُ بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ يَقُولُ: «سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، تَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ» (1) .
107- وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ كَبَّرَ، ثُمَّ يَقُولُ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرَكَ»، ثُمَّ يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» ثَلَاثًا، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا» ثَلَاثًا، «أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ» ثم يقرأ، هذا لفظ أبي داود (2) .
108- وفي لفظ أبي داود: عنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ، قَالَ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرَكَ» (3) .
109- ولفظ الترمذي: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاَةَ قَالَ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ» (4) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «سبحانك اللَّهم»: أي أنزهك يا اللَّه عن الندّ، والشّبيه، والنظير، فأنت منزه عن كل عيب سالم من كل نقص، مستحق لكل ثناء وحمد، فقوله: «سبحانك»: قال الإمام الطبري : «تنزيهاً لك يا رب ، مما أضاف إليك أهل الشرك بك، من الكذب عليك والفِرْية... وإبراء اللَّه عن السوء، وهي كلمة رضيها الله لنفسه، وهي تنزيهه من كل سوء» (5) .
2- قوله: «وبحمدك»: الواو للعطف، والمعنى أن هذا التسبيح الذي أسبحك به هو محض جود منك، وتوفيق لي بفعله، قال القاضي عياض : «أي: بحمدك سبحتك، ومعنى هذا: أي: بفضلك، وهدايتك لذلك التي توجب حمدك سبحتُك، واستعملتني لذلك، لا بحولي وقوتي» (6) .
3- قوله: «وتبارك اسمك»: أي كثرت بركته في السموات والأرض؛ فبه تجلب النعم وترفع النقم، فـ«يراد به أن البركة في اسمك وفيما سمي عليه يدل على أن ذلك صفة لمن تبارك فإن بركة الاسم تابعة لبركة المسمى ولهذا كان قوله تعالى: ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ سورة الحاقة، الآية: 52 دليلاً على أن الأمر بتسبيح الرب بطريق الأولى فإن تنزيه الاسم من توابع تنزيه المسمى » جلاء الأفهام، للإمام ابن القيم، ص 307.
4- قوله: «وتعالى جدك»: جدُّ اللَّه هو عظمته سبحانه وتعالى أي: تعالت عظمته فوق كل عظمة، وتقدست أسماؤه من اتخاذ الصاحبة أو الولد.
وهذا كقول مؤمني الجن: ﴿وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا﴾ سورة الجن، الآية: 3 ، قال ابن قتيبة : «أي عظَمَتُك على كلُّ شيء والجدُّ العظمَة يقال جدَّ فلان في الناس أي عظُمَ في عيونهم وجلَّ في صُدورهم» (7) .
5- قوله: «ولا إله غيرك»: أي: لا معبود بحق إلا أنت.
قال الطيبي : «إثبات للإلهية المطلقة للَّه تعالى على سبيل الحصر، بعد إثبات الملك له» (8) .
6- قوله: «إذا قام من الليل كبر»: كانَ يَقُولهُ أَوَّل ما يَقُوم إِلَى الصَّلاة ، وتَرجَمَ عَلَيهِ ابن خُزَيمَةَ: الدَّلِيل عَلَى أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَقُول هَذا التَّحمِيد بَعد أَن يُكَبِّر...، عَن طاوُوسٍ عَن ابن عَبّاس بقالَ: «كانَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إِذا قامَ لِلتَّهَجُّدِ قالَ بَعد ما يُكَبِّرُ.... (9) .

ما يستفاد من الحديث:

1- ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من تمام تحقيق العبودية، والثناء على ربه بما يليق به.
2- تَضمَّن هذا الدعاء أنواع التوحيد الثلاثة وهي: توحيد الربوبية – وتوحيد الألوهية – وتوحيد الأسماء والصفات.
3- دحض وإبطال من دعا غير اللَّه؛ سواء كان المدعو نبيًّا مرسلًا، أو ملكًا مقربًا، أو عبدًا صالحًا على زعمهم، قال اللَّه تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ سورة الحج، الآية: 62 .
4- قال ابن القيم (10) : «صَحَّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَسْتَفْتِحُ بِهِ فِي مَقَامِ النَّبِيِّ  وَيَجْهَرُ بِهِ وَيُعَلِّمُهُ النَّاسَ
»، فهو في حكم المرفوع (11) .
5- قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الاستفتاحات الثابتة كلها سائغة باتفاق المسلمين، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يداوم على استفتاح واحد قطعًا، والأفضل أن يأتي بالعبارات المتنوعة على وجوه متنوعة، كل نوع منها على حدته، ولا يستحب الجمع بينها (12) .
6- لا يجمع بين هذه الأنواع جميعاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أجاب أبا هريرة حين سأله بأنه يقول: «اللَّهم باعد بيني وبين خطاياي...» ولم يذكر: «سبحانك اللَّهم وبحمدك» فدل على أنه لا يجمع بينها (13) .


1 مسلم، برقم 52- (399)
2 أبو داود، برقم 775، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 1/ 149
3 أبو داود، كتاب الصلاة، باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك، برقم، 776، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، برقم 702
4 الترمذي، كتاب الصلاة، باب ما يقول عند افتتاح الصلاة، برقم 243، وصححه الألباني في صحيح الترمذي،1/ 149
5 انظر: تفسير الطبري، 15/ 30
6 إكمال المعلم بفوائد مسلم، 2/ 399
7 غريب الحديث لابن قتيبة، ص 170
8 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 3/ 990
9 فتح الباري، 3/ 3
10 زاد المعاد في هدي خير العباد، 1/ 198.
11 أخرجه ابن خزيمة، 1/ 240، برقم 471، وصححه، والطحاوي في شرح معاني الآثار، 1/ 198، والحاكم، 1/ 235، وغيرهم، وبنحوه مسلم، برقم 399، وصححه الألباني في الإرواء (340).
12 انظر فتاوى شيخ الإسلام، 22/ 343.
13 الشرح الممتع لابن عثيمين، 3/ 52.

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب