اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها

حصن المسلم | دعاء المتزوج وشراء الدابة | اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ (1).

when you marry a woman or buy a maidservant, you should say: Allahumma innee as-aluka khayraha wakhayra ma jabaltaha AAalayh, wa-aAAoothu bika min sharriha washarri ma jabaltaha AAalayh.
‘O Allah, I ask You for the goodness within her and the goodness that you have made her inclined towards, and I take refuge with You from the evil within her and the evil that you have made her inclined towards.’ …and if you buy a camel, then you should take hold of it’s hump and say likewise.


(1) إذا تزوج أحدكم امرأة، أو إذا اشترى خادمًا فليقل، وإذا اشترى بعيرًا فليأخذ بذروة سنامه وليقل مثل ذلك، أبو داود 2/248، وابن ماجه 1/617، وانظر: صحيح ابن ماجه 1/324.

شرح معنى اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

648- لفظ أبي داود عَنْ عبد اللَّه بن عمرو بن العاص ب عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً، أَوِ اشْتَرَى خَادِمًا، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَإِذَا اشْتَرَى بَعِيرًا فَلْيَأْخُذْ بِذِرْوَةِ سَنَامِهِ، وَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ».
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: زَادَ أَبُو سَعِيدٍ: «ثُمَّ لْيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا وَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ».
فِي الْمَرْأَةِ وَالْخَادِمِ (1).
649- لفظ ابن ماجه عَنْ عبد اللَّه بن عمرو بن العاص ب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم: «إِذَا اشْتَرَى أَحَدُكُمُ الْجَارِيَةَ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ، وَإِذَا اشْتَرَى أَحَدُكُمْ بَعِيرًا فَلْيَأْخُذْ بِذِرْوَةِ سَنَامِهِ، وَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ، وَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ» (2).

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «إذا تزوج أحدكم امرأة»: «قال الشافعي : وإذا تزوج رجل امرأة فأحب له أول ما يراها أن يأخذ بناصيتها، ويدعو باليُمْن والبركة» (3)، قال الشوكاني : «فينبغي هذا الدعاء عند شراء الرقيق والدابة وعند التزوج جمعاً بين الروايات» (4).
2- قوله: «أو اشترى خادمًا»: أي: جارية أو رقيقًا،قال العظيم أبادي : «أي: جارية، أو رقيقاً، وَهُوَ يَشْمَلُ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى، فَيَكُونُ تَأْنِيثُ الضَّمِيرِ فيما سَيَأْتِي بَاعْتِبَارِ النَّسَمَةِ، أَوِ النَّفْسِ» (5).
3- قوله: «فليقل: اللَّهم إني أسألك خيرها» أي: خير ذاتها.
قال الراغب الأصفهاني : «الخير: ما يرغب فيه الكل، كالعقل مثلاً، والعدل، والفضل، والشيء النافع، وضده: الشر.
قيل: والخير ضربان: خير مطلق، وهو أن يكون مرغوباً فيه بكل حال... وخير وشر مقيدان، وهو أن يكون خيراً لواحد شراً لآخر، كالمال الذي ربما يكون خيراً لزيد، وشراً لعمرو
» (6) 4- قوله: «وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ»: أَيْ: خَلَقْتَهَا وَطَبَعْتَهَا عَلَيْهِ مِنَ الْأَخْلَاقِ الْبَهِيَّةِ (7).
5- قوله: «وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه»: قال المناوي : «استعاذة من شر ذلك الذي يحبه الشيطان ويأمر به ويحث عليه» (8).
6- قوله: «بذروة سنامه» أي: بأعلاه، والسنام هو أعلى موضع في ظهر البعير.
قال الزرقاني : في شرحه على الموطأ: «(فَلْيَأْخُذْ) عِنْدَ تَسْلِيمِهِ (بِذِرْوَةِ) بِكَسْرِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَتُضَمُّ، أَيْ: أَعْلَى (سَنَامِهِ)، أَيْ: يَقْبِضُ عَلَيْهِ بِيَدِهِ، وَالْأَوْلَى الْيَمِينُ، أَوِ الْمُرَادُ فَلْيَرْكَبْهُ» (9).
7- قوله: «ثُمَّ لِيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا»: قال العظيم أبادي : «وَهِيَ الشَّعْرُ الْكَائِنُ فِي مُقَدَّمِ الرأس» (7).

ما يستفاد من الحديث:

1- استحباب قول الرجل هذا الدعاء عند البناء بزوجته مع وضع يده عند مقدمة رأسها؛ لما جاء في الحديث: «ثم ليأخذ بناصيتها وليدع بالبركة في المرأة والخادم» (10) والناصية هي مـنبت الشـعـر في مـقـدم الـرأس وفي روايـة: «وليسم اللَّه عز وجل» (11).
2- في الحديث دليل على أن اللَّه عز وجل هو خالق الخير والشر، خلافًا لمن يقول – من المعتزلة وغيرهم – بأن الشر ليس من خلقه تبارك وتعالى، وليس في كون اللَّه خالقًا للشر ما ينافي كماله تعالى؛ بل هو من كماله تبارك وتعالى (12)، كخلقه لإبليس؛ لحكمة بيان الطائع من العاصي، وكذلك خلقه للنار التي أعدها للكافرين؛ فله الحكمة البالغة.
3- خير المرأة يكون بحسن عشرتها لزوجها، وحفظه في فراشه، وماله، والإحسان إلى أرحامه، وحسن التربية وفق ضوابط الشرع؛ فإن كان عكس ذلك فهي شؤم على أي مكانٍ حلت فيه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس» (13)، قال الإمام النووي : «هُوَ فِي مَعْنَى الِاسْتِثْنَاء مِن الطِّيَرَة، أَيْ: الطِّيَرَة مَنْهِيّ عَنْهَا، إِلَّا أَنْ يَكُون لَهُ دَار يُكْرَه سُكْنَاهَا، أَوْ اِمْرَأَة يُكْرَه صُحْبَتهَا، أَوْ فَرَس، أَوْ خَادِم، فَلْيُفَارِقْ الْجَمِيع بِالْبَيْعِ وَنَحْوه، وَطَلَاق الْمَرْأَة، وَقَالَ آخَرُونَ: شُؤْم الدَّار: ضِيقهَا، وَسُوء جِيرَانهَا، وَأَذَاهُمْ، وَشُؤْم الْمَرْأَة: عَدَم وِلَادَتهَا، وَسَلَاطَة لِسَانهَا، وَتَعَرُّضهَا لِلرَّيْبِ، وَشُؤْم الْفَرَس: أَنْ لَا يُغْزَى عَلَيْهَا.
وَقِيلَ: حِرَانهَا، وَغَلَاء ثَمَنهَا، وَشُؤْم الْخَادِم: سُوء خُلُقه، وَقِلَّة تَعَهُّده لِمَا فُوِّضَ إِلَيْهِ.
وَقِيلَ: الْمُرَاد بِالشُّؤْمِ هُنَا عَدَم الْمُوَافَقَة، وَاعْتَرَضَ بَعْض الْمَلَاحِدَة بِحَدِيثِ «لَا طِيَرَة
» عَلَى هَذَا، فَأَجَابَ اِبْن قُتَيْبَة وَغَيْره بِأَنَّ هَذَا مَخْصُوص مِنْ حَدِيث «لَا طِيَرَة إِلَّا فِي هَذِهِ الثَّلَاثَة»، قَالَ الْقَاضِي: قَالَ بَعْض الْعُلَمَاء: الْجَامِع لِهَذِهِ الْفُصُول السَّابِقَة فِي الْأَحَادِيث ثَلَاثَة أَقْسَام: أَحَدهَا: مَا لَمْ يَقَع الضَّرَر بِهِ، وَلَا اِطَّرَدَتْ عَادَة خَاصَّة وَلَا عَامَّة، فَهَذَا لَا يُلْتَفَت إِلَيْهِ، وَأَنْكَرَ الشَّرْع الِالْتِفَات إِلَيْهِ، وَهُوَ الطِّيَرَة .
وَالثَّانِي: مَا يَقَع عِنْده الضَّرَر عُمُومًا لَا يَخُصّهُ، وَنَادِرًا لَا مُتَكَرِّرًا، كَالْوَبَاءِ، فَلَا يُقْدِم عَلَيْهِ، وَلَا يَخْرُج مِنْهُ .
وَالثَّالِث: مَا يَخُصّ، وَلَا يَعُمّ، كَالدَّارِ، وَالْفَرَس، وَالْمَرْأَة، فَهَذَا يُبَاح الْفِرَار مِنْهُ.
وَاللَّهُ أَعْلَم» (14).
4- يقال هذا الدعاء أيضًا عند شراء الخادم؛ لأنه إذا كان سيئًا؛ فإنه ينغص على صاحب البيت عيشه، ويدخل الشيطان بينهما، وأما البعير أو السيارة (15)؛ فإنه يأخذ بذروة سنامه، ويدعو بهذا الدعاء طردًا للشيطان, لأن ذروة البعير هي مجلس الشيطان لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «على ذروة كل بعير شيطان، فامتهنوهن بالركوب» (16) وفي رواية: «على ظهر كل بعير شيطان، فإذا ركبتموها فسموا اللَّه» (17).
5- استحب بعض السلف للزوج والزوجة أن يصليا ركعتين معًا قبل الدخول؛ لقول أبي سعيد مولى أبي أسيد: تزوجت وأنا مملوك، فدعوت نفرًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فعلموني: إذا دخل عليك أهلك فصلِّ ركعتين، ثم سل اللَّه من خير ما دخل عليك، وتعوَّذ به من شره، ثم شأنك وشأن أهلك (18).
6- قال الزرقاني في شرح الموطأ: «يفيد استحباب البسملة مع الاستعاذة، ويحتمل أن الأمر بها لما في الإبل من العزِّ، والفخر، والخيلاء، فهو استعاذة من شر ذلك الذي يحبه الشيطان، ويأمر به ويحث عليه» (19).

1 أبو داود، برقم 2160، وحسّن إسناده الألباني في صحيح أبي داود، برقم 1876، وتقدم تخريجه في تخريج حديث المتن.
2 ابن ماجه، كتاب النكاح، برقم 1918، وصححه النووي في الأذكار، ص 353، وحسّن إسناده الألباني في صحيح أبي داود، برقم 1876، وتقدم تخريجه في تخريج حديث المتن.
3 المجموع، 16/ 415.
4 تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين للشوكاني، ص 272.
5 عون المعبود، 6/ 183.
6 مفردات ألفاظ القرآن، 1/ 327، مادة (خير).
7 عون المعبود، 6/ 139.
8 فيض القدير شرح الجامع الصغير، 1/ 363.
9 شرح الزرقاني، 3/ 249.
10 أبو داود، برقم 2160، وحسنه الألباني في آداب الزفاف ص 93
11 السنن الكبرى للبيهقي، 7/ 148، وحسنه الألباني في آداب الزفاف ص 93.
12 آداب الزفاف للألباني ص 93.
13 البخاري، كتاب النكاح، باب ما يتقى من شؤم المرأة، برقم 5094.
14 شرح النووي على صحيح مسلم، 14/ 218.
15 به قال الألباني. آداب الزفاف ص 93.
16 أخرجه ابن خزيمة، برقم 2547، والحاكم، 1/ 444، وصححه الألباني في تعليقه على صحيح ابن خزيمة، وفي صحيح الجامع، برقم 4030.
17 أخرجه أحمد، 25/426 ، برقم 16039، وابن خزيمة، برقم 2546، وابن حبان، 6/411، برقم 2694، والحاكم، 1/444، وحسنه محققو المسند، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 4031.
18 مصنف ابن أبي شيبة، 3/ 560، برقم 17153، وصحح إسناده الألباني في آداب الزفاف، ص 94.
19 شرح الزرقاني، 3/ 213.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب