اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا

حصن المسلم | الأذكار بعد السلام من الصلاة | اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا

اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ (1).


(1) البخاري، 1/ 255، برقم 844، ومسلم، 1/ 414، برقم 593، وما بين المعقوفين زيادة من البخاري، برقم 6473.

شرح معنى اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

234- كَتَبَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ رضي الله عنه (1) إِلَى مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ، إِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ» (2) .
235- وفي لفظ للبخاري: أن الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ كتَب إِلَى مُعَاوِيَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ» (3) .
236- وفي لفظ الطبراني في المعجم الكبير عَنِ الْمُغِيرَةِ بن شُعْبَةَ رضي الله عنه، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ الصَّلاةِ: «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ» (4) .
زَادَ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ الْمُغِيرَةِ: «يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ... إِلَى قَدِيرٌ» (5) .
237- وفي لفظ في مسند عبد بن حميد عن الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه، إِلَى الْمُغِيرَةِ: أَنِ اكْتُبْ إِلَيَّ بِشَيْءٍ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ ثَلاَثَةٍ: مِنْ عُقُوقِ الأُمَّهَاتِ، وَمِنِ وَأْدِ الْبَنَاتِ، وَمِنْ مَنْعٍ وَهَاتِ، وَسَمِعْتُهُ يَنْهَى عَنْ ثَلاَثٍ: عَنْ قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ رَادَّ لِمَا قَضَيْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ» (6) .
238- وفي لفظ للطبراني في الدعاء عن ورَّاد كاتب الْمُغِيرَةِ رضي الله عنه أيضاً قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنه إِلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَرضي الله عنه أَنِ اكْتُبْ إِلَيَّ بِشَيْءٍ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلا رَادَّ لِمَا قَضَيْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ» (7) .
239- وفي رواية للبخاري: عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه كَتَبَ إِلَى الْمُغِيرَةِ أَنْ اكْتُبْ إِلَيَّ بِحَدِيثٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْمُغِيرَةُ إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ عِنْدَ انْصِرَافِهِ مِنَ الصَّلَاةِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: «وَكَانَ يَنْهَى عَنْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَمَنْعٍ وَهَاتِ، وَعُقُوقِ الْأُمَّهَاتِ، وَوَأْدِ الْبَنَاتِ» (8) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله:«لا إله إلا اللَّه»: قال العلامة ابن عثيمين : «يعني: لا معبود بحق إلا اللَّه عز وجل، وألوهية اللَّه فرع عن ربوبيته؛ لأن من تأله للَّه فقد أقر بالربوبية؛ إذ إن المعبود لابد أن يكون رباً، ولا بد أن يكون كامل الصفات؛ ...، حتى يعبد بمقتضى هذه الصفات؛ ولهذا قال اللَّه تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ سورة الأعراف، الاية: 180 ، أي: تعبّدوا له، وتوسّلوا بأسمائه إلى مطلوبكم» (9) .
2- قوله: «وحده لا شريك له»، قال المناوي: «وحده: نصب على الحال، أي لا إله منفرد إلا هو وحده، لا شريك له عقلاً ونقلاً، وأما الأول: فلأن وجود إلهين محال، كما تقرر في الأصول، وأما الثاني: فلقوله تعالى: ﴿أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ (10) ، وذلك يقتضي أن لا شريك له، وهو تأكيد لقوله: «وحده»؛ لأن المتصف بالوحدانية لا شريك له» (11) .
3- قَوْلُهُ: «لَهُ الْمُلْكُ»: أي: أن اللَّه هو النافذ أمره في سمواته، وفي أرضه؛ لأنه ليس كل مالك نافذ أمره فيما يملك، ويفهم من هذا أن الملك أعم من المالك، وقال الباجي : «تَخْصِيصٌ لَهُ بِالْمُلْكِ، وَالْحَمْدِ، ... وَهُوَ جَمِيعُهُ لِلَّهِ تَعَالَى؛ لِأَنَّهُ لَا مُلْكَ لِأَحَدٍ عَلَى الْحَقِيقَةِ إِلَّا لَهُ» (12) .
4- قوله: «وله الحمد»: أي: الحمد المطلق التام؛ لأن الكون كله يحمده، وهو الذي له صفة الحمد، وإن لم يحمده العباد، كما أنه له تعالى صفة الربوبية، وإن لم يوجد له مربوب، قال الإمام ابن القيم : «الحمد، هو: الإخبار بمحاسن المحمود على وجه المحبة له» (13) .
5- قوله: «وهو على كل شيء قدير»: قال ابن جرير: «وهو على كل شيء ذو قدرة، لا يتعذّر عليه شيء أراده» (14) ، وقال الإمام ابن القيم : «يسوق الأقدار إلى مواقيتها، ويجريها على نظامها، ويقدم ما يشاء تقديمه، ويؤخر ما يشاء تأخيره، فأزمّة الأمور كلها بيده» (15) .
6- قوله: «لا مانع لما أعطيت»: لأن اللَّه إذا أراد أمرًا أنفذه، فلا يمنع أحدًا من خلقه عطاء قدره، وإن اجتمعوا، وتظاهروا لذلك، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : «وهذا تحقيق لوحدانيته لتوحيد الربوبية خلقاً، وقدراً، وبداية، وهداية، هو المعطي المانع، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع؛ ولتوحيد الإلهية شرعاً، وأمراً ونهياً» (16) .
7- قوله: «لا معطي لما منعت»: أي: لا يقدر أحد على إعطاء ذلك إذا منعته إلا أنت ﴿ مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ﯬ﴾ سورة فاطر، الآية: 2 ، قال الطيبي : «فُهِم أن مُعطي الحظ، ومانعه هو اللَّه تعالى، ليس غيره» (17) ، وقال ابن الملقن رحمه الله: «يقتضي نفيَ جميع المُعطِين سواه، وأنه لا معطي، ولا مانع على الحقيقة بفعل المنع، والعطاء سواه، وإذا كان ذَلِكَ كذلك؛ ثبت أن من أعطى، أو منع من المخلوقين، فإعطاؤه، ومنعه خلق للَّه تعالى، وكسبٌ للعبد، واللَّه تعالى هو المعطي، وهو المانع لذلك حقيقة من حيث كان مُخترعاً خالقًا للإعطاء، والمنع، والعبد مكتسب لهما بقدرة مُحدَثة، فبان أنه إنما بقي مانعًا، ومعطيًا، ومخترعًا للمنع، والإعطاء ويخلقهما» (18) أي اللَّه عز وجل.
8- قوله: «ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجد»: قال النووي : «وَالصَّحِيحُ الْمَشْهُورُ: الْجَدُّ بِالْفَتْحِ، وَهُوَ الْحَظُّ، وَالْغِنَى، وَالْعَظَمَةُ، وَالسُّلْطَانُ، أَيْ: لَا يَنْفَعُ ذَا الْحَظِّ فِي الدُّنْيَا بِالْمَالِ، وَالْوَلَدِ، وَالْعَظَمَةِ، وَالسُّلْطَانِ مِنْكَ حَظُّهُ، أَيْ: لَا يُنْجِيهُ حَظُّهُ مِنْكَ، وَإِنَّمَا يَنْفَعُهُ، وَيُنْجِيهُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ» (19) ، وقال ابن الملقن : «والجد بفتح الجيم: وهو الحظ والبخت، والمعنى: أن لا ينفع ذا الغنى منك غناه، وإنما ينفعه العمل بطاعتك، لا مال، ولابنون، قال تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ﴾ سورة الكهف، الآية: 46 .
وعلى فتح الجيم أكثر الرواة
» (20) .
9- قوله: «يحيي ويميت»: أي هو المنفرد بالإحياء والإماتة فلا تموت نفس بسبب أو بغير سبب إلا بإذنه (21) ، قال اللَّه تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ سورة غافر، الآية 68 ، قال الطبري: «يحيي ما يشاء من الخلق، بأن يوجده كيف يشاء، وذلك بأن يحدث من النطفة الميتة حيوانا، بنفخ الروح فيها من بعد تارات يقلبها فيها، ونحو ذلك من الأشياء، ويميت ما يشاء من الأحياء بعد الحياة، بعد بلوغه أجله فيفنيه» (14) .
10- قوله: «وهو حي لا يموت»: قال ابن جرير : « معنى ذلك عندي: أنه وصف نفسه بالحياة الدائمة التي لا فناءَ لها، ولا انقطاع، ونفى عنها ما هو حالٌّ بكل ذي حياة من خلقه: من الفناء، وانقطاع الحياة عند مجيء أجله، فأخبر عبادَه أنه المستوجب على خلقه العبادة، والألوهة، والحي الذي لا يموت، ولا يبيد، كما يموت كل من اتخذ من دونه ربًّا، ويبيد كلُّ من ادعى من دونه إلهًا، واحتج على خلقه بأن من كان يبيد فيزول، ويموت فيفنى، فلا يكون إلهًا يستوجب أن يعبد دون الإله الذي لا يبيد ولا يموت، وأنّ الإله، هو الدائم الذي لا يموت، ولا يبيد، ولا يفنى، وذلك اللَّه الذي لا إله إلا هو» (22) .
11- قوله: «بيده الخير»: قال ابن رجب : «إنه سبحانه الغني بذاته عمن سواه، وله الكمال المطلق في ذاته وصفاته، وأفعاله، فملكه ملك كامل لا نقص فيه بوجه من الوجوه على أي وجه كان، ومن الناس من قال إن إيجاده لخلقه على هذا الوجه الموجود أكمل من إيجاده على غيره، وهو خير من وجوده على غيره، وما فيه من الشر فهو شر إضافي نسبي بالنسبة إلى بعض الأشياء دون بعض، وليس شراً مطلقاً بحيث يكون عدمه خيراً من وجوده من كل وجه، بل وجوده خير من عدمه» (23) .

ما يستفاد من الحديث:

1- مشروعية قول هذا الذكر بعد الصلاة المفروضة مع ما قبله، وما بعده، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : «وَفِي الْحَدِيثِ اسْتِحْبَابُ هَذَا الذِّكْرِ عَقِبَ الصَّلَوَاتِ؛ لِمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْ أَلْفَاظِ التَّوْحِيدِ، وَنِسْبَةِ الْأَفْعَالِ إِلَى اللَّهِ، وَالْمَنْعِ وَالْإِعْطَاءِ، وَتَمَامِ الْقُدْرَةِ، وَفِيهِ الْمُبَادَرَةُ إِلَى امْتِثَالِ السُّنَنِ، وَإِشَاعَتِهَا» (24) .
2- إثبات صفة الحمد للَّه، فهو الذي افتتح الخلق بالحمد بقوله: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ سورة الأنعام، الآية: 1 ، وختم الأمر يوم القيامة بقوله: ﴿وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ سورة الزمر، الآية: 75 .
3- اللَّه عز وجل هو الذي له الملك بلا منازع، ولا معارض؛ ولذلك كره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتسمى أحد بملك الملوك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أخنع اسم عند اللَّه رجل تسمى ملك الأملاك لا مالك إلا اللَّه» (25) .
4- بيان أن «المعطي» من أسماء اللَّه الحسنى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من يرد اللَّه به خيرًا يفقهه في الدين، واللَّه المعطي وأنا القاسم...» (26) ، وهذا يورث تعلق القلب باللَّه وحده، وعدم انشغاله بما سواه؛ لأن الأمر كله بيده وحده عز وجل.
5- طلب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه من المغيرة بن شعبة رضي الله عنه - وكان المغيرة أميرًا على الكوفة من قبل معاوية - طلب منه أن يكتب له كتابًا يذكر فيه ما سمعه المغيرة من النبي صلى الله عليه وسلم خلف الصلاة المكتوبة، فذكر له هذا الحديث، وهذا دليل على عناية الأئمة بالسنة، والحرص على نشرها بين الناس.
6- ومجموع ما صح في هذه الروايات من حديث المغيرة: «لا إله إلا اللَّه وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا راد لما قضيت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد».

1 المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: أبو عيسى، وقيل أبو عبد اللَّه، من كبار الصحابة أُولي الشجاعة والمكيدة، شهد بيعة الرضوان، بعدما أسلم عام الخندق، وكان رجلًا طوالًا، مهيبًا، ذهبت عينه يوم اليرموك، روى له الجماعة، وقد مات سنة خمسين وقيل إحدى وخمسين هجريًّة. سير أعلام النبلاء، 3/ 21، ترجمة رقم (7).
2 مسلم، برقم 593
3 البخاري، برقم 844
4 المعجم الكبير للطبراني، 20/ 392، برقم 926، قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، 10/ 103: «هُوَ فِي الصَّحِيحِ بِاخْتِصَارٍ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ»
5 قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري، 2/ 332: «زادَ الطَّبَرانِيُّ مِن طَرِيق أُخرَى عَن المُغِيرَة: «يُحيِي ويُمِيت، وهُو حَيّ لا يَمُوت، بِيَدِهِ الخَير، إِلَى ... قَدِير» ورُواته مُوثَّقُونَ». ا.هـ
6 مسند عبد بن حميد، ص: 150، وسمعت شيخنا ابن باز / يقول:بأن هذه الزيادة ثابتة، وقد بحثت عنها فوجدتها عند عبد بن حميد في مسنده، ص150-151، برقم 391، وانظر: نيل الأوطار، 2/100.
7 الدعاء للطبراني، ص: 217، برقم 686، وقال ابن حجر : في فتح الباري، 11/ 513: «ولا مُعطِيَ لِما مَنَعت»، زادَ فِيهِ مِسعَرٌ عَن عَبد المَلِك بن عُمَير عَن ورّاد: «ولا رادَّ لِما قَضَيت» أَخرَجَهُ الطَّبَرانِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنهُ، وذَكَرت لِهَذِهِ الزِّيادَة طَرِيقًا أُخرَى هُناكَ، وكَذا رُوِّيناها فِي فَوائِد أَبِي سَعدٍ الكَنجَرُوذِيّ».
8 البخاري، كتاب الرقاق، باب ما يكره من قيل وقال، برقم 6473
9 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم 60
10 سورة الكهف، الاية: 110
11 فيض القدير، 5/ 200
12 المنتقى، شرح الموطأ للباجي، 3 / 77، وتقدم في شرح المفردة رقم 3 من مفردات حديث المتن رقم 2.
13 بدائع الفوائد، 2/537
14 تفسير الطبري، 23/ 165
15 مدارج السالكين، لابن قيم الجوزية، 3/ 349
16 الحسنة والسيئة، ص 125
17 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 3/ 1017
18 التوضيح لشرح الجامع الصحيح، 30/ 170
19 شرح النووي على صحيح مسلم، 4/ 196، وانظر أيضاً: شرح النووي على صحيح مسلم، 5/ 89، وفتح الباري، لابن حجر، 2/ 332
20 التوضيح لشرح الجامع الصحيح، 30/ 169
21 تفسير السعدي، ص 742
22 تفسير الطبري، 6/ 157
23 جامع العلوم والحكم، لابن رجب، ص 228
24 فتح الباري لابن حجر، 2/ 332
25 مسلم، كتاب الآداب، باب تحريم التسمي بملك الأملاك، وبملك الملوك، برقم 2143
26 البخاري، كتاب فرض الخمس، باب قول اللَّه تعالى: ﴿فأنَّ للَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ﴾، برقم 3116.

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب