حديث زيارة المريض سبعون ألف ملك

حصن المسلم | فضل عيادة المريض | حديث زيارة المريض سبعون ألف ملك

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ مَشَى فِي خِرَافَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ، فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ (1).

‘Ali Ibn Abee Talib (Peace Be Upon Him) related that he heard the Messenger of Allah (Peace Be Upon Him) say: ‘If a man calls on his sick Muslim brother, it is as if he walks reaping the fruits of Paradise until he sits, and when he sits he is showered in mercy, and if this was in the morning, seventy thousand angles send prayers upon him until the evening, and if this was in the evening, seventy thousand angles send prayers upon him until the morning.


(1) رواه الترمذي، برقم 969، وابن ماجه، برقم 1442، وأحمد، برقم 975، وانظر: صحيح ابن ماجه، 1/244 وصحيح الترمذي، 1/286، وصححه أيضاً أحمد شاكر.

شرح معنى حديث زيارة المريض سبعون ألف ملك

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

513- جَاءَ أَبُو مُوسَى إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ يَعُودُهُ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَعَائِدًا جِئْتَ أَمْ شَامِتًا ؟ قَالَ : لاَ ، بَلْ عَائِدًا .
قَالَ : فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: إِنْ كُنْتَ جِئْتَ عَائِدًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، مَشَى فِي خِرَافَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ، فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ» (1) .
514- عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَيُّمَا رَجُلٍ يَعُودُ مَرِيضًا، فَإِنَّمَا يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ، فَإِذَا قَعَدَ عِنْدَ الْمَرِيضِ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ»، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا لِلصَّحِيحِ الَّذِي يَعُودُ الْمَرِيضَ، فَالْمَرِيضُ مَا لَهُ؟ قَالَ: «تُحَطُّ عَنْهُ ذُنُوبُهُ» (2) .
515- عَنْ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا، لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ» (3) .
516- عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ» .
قِيلَ: وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ: «جَنَاهَا» (4) .
517- وفي لفظ آخر لأحمد عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا عَادَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، فَهُوَ فِي مَخْرَفَةِ الْجَنَّةِ» (5) .
518- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ أَوْ زَارَهُ ، قَالَ اللَّهُ لَهُ : طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ ، وَتَبَوَّأْتَ مَنْزِلًا فِي الْجَنَّةِ» (6) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «إذا عاد، يعود»: من عاد يعود، وهي زيارة المريض، «وكلُّ مَن أتاك مرًّة بعد أُخْرى، فهو عائِد، وإن اشْتَهر ذلك في عيِاَدة المريض، حتى صار كأنَّه مُخْتَصٌّ به، وقد تكررت الأحاديث في عِيادة المريض»(7) .
و«العود: الرجوع: كالعودة، والمعاد، والصرف، والرد، وزيارة المريض: كالعياد، والعيادة، والعوادة بالضم، وجمع العائد كالعواد والعود، والمريض: معودٌ، ومعوود، وانتياب الشيء كالاعتياد» (7) .
2- قوله: «أخاه المسلم»: قال ابن حيان : يَغْلِبُ الْإِخْوَانُ فِي الصَّدَاقَةِ، وَالْإِخْوَةُ فِي النَّسَبِ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ كُلٌّ مِنْهُمَا مَكَانَ الْآخَرِ، وهي هنا أخوَة فِي الدِّينِ(8) .
3- قوله: «مشى في خِرافة الجنة» (9) : قال ابن العربي: «المشيُ: عملٌ من الأعمالِ، وقد يكونُ طاعةً، وقد يكون معصيةً » (10) ، وقال أيضاً: «وذلك أنّ عيادةَ المريضِ والمَشْيَ إليه سببٌ إلى الجنّة » (11) ، وخرافة الجنة: أي جناها، وهو تفسير النبي صلى الله عليه وسلم (12) .
أي: بساتين الجنة يأخذ منها ما اشتهته نفسه، وَقَوْلُهُ: «فِي خِرَافَةِ الْجَنَّةِ»: بِكَسْرِ الْخَاءِ، أَيْ: فِي اجْتِنَاءِ ثَمَرِ الْجَنَّةِ، يقَالُ: خَرَفْتِ النَّخْلَةُ أَخَرِفُهَا، فَشَبَّهَ مَا يَحُوزُهُ عَائِدُ الْمَرِيضِ مِنَ الثَّوَابِ بِمَا يَحُوزُهُ الْمُخْتَرِفُ مِنَ التَّمْرِ» (13) ، والجنى: اجتناء الثمر وقطافه، يقال خرفت النخلة أخرفها خرفاً، وخرافاً،وعائد المريض على خرفة الجنة، الخُرفة – بالضم-: اسم ما يخترف من النخل حين يدرك وينضج، وعائد المريض له خريف في الجنة، أي مخروف من ثمرها، وفعيل بمعنى مفعول، والنخلة خرفة الصائم أي تمرته التي يأكلها، ونسبها إلى الصائم لأنه يستحب الإفطار عليه، وأخذ مخرفاً فأتى عذقاً، والمِخرف – بالكسر-: ما يجتنى فيه الثمر، والشجر أبعد من الخارف، هو الذي يخرف الثمر أي: يجتنيه، والفقراء من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً، والخريف الزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيف والشتاء، ويريد به أربعين سنة» (14) .
4- قوله: «حتى يجلس، فإذا جلس»: أي: عند المريض، قال نشوان الحميري : «الجلوس: نقيض القيام» (15) ، وقال ابن منظور : «جَلَسَ: الجُلُوسُ: القُعود»(16) .
5- قوله: «غمرته الرحمة»: أي: علت عليه حتى غطته كله، قال المناوي : «أي: علته وسترته ، شبه الرحمة بالماء إما في الطهارة وإما في الشيوع والشمول لم ينسب إليها ما هو منسوب إلى المشبه به من الخوض ثم عقب الاستعارة ترشيحا» (17) .
وقال ابن العربي: «وعائد المريض يخوض فى الرحمة، فهو كقوله: «في خرفة الجنة» (18) ، وذلك أن عياء المريض، والمشي إليه سبب إلى الجنة، ، فعبَّرَ عن المُسَبَّبِ بالسَّبَبِ على أحدِ قسْمَي المجازِ، ترغيبًا في العيادة، لمَا فيها من الأُلْفَةِ، ولِمَا يدخُلُ على المريضِ من الأُنْسِ بعائِدِهِ، والسّكونِ إلى كلامِهِ» (19) .
6- قوله: «غدوة»: أي: كانت زيارته وقت الصباح، وقيل أن الغدوة تكون ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس، قال ابن الأثير : «الغَدْوَة: الْمَرَّةُ مِنَ الغُدُوِّ، وَهُوَ سَيْرُ أَوَّلِ النَّهَارِ، نَقِيض الرَّواح، وَقَدْ غَدَا يَغْدُو غُدُوّاً، والغُدْوَة بِالضَّمِّ: مَا بَيْنَ صَلَاةِ الغَدَاة وَطُلُوعِ الشَّمْس» (20) .
7- قوله: «صلى عليه سبعون ألف ملك»: أي: دعوا له بالرحمة، والمغفرة حتى المساء، قال ابن علان : «أي: استغفروا له، ودعوا له بأنواع الرحمة، مستمرين كذلك» (21) .
8- قوله: «مساء»: أي: كانت الزيارة في آخر النهار، قال ابن علان : «أي: يدخل في المساء وهو من زوال الشمس إلى نصف الليل» (21) .
9- قوله: «حتى يصبح»: أي: دعوا له من المساء إلى الصباح (22) ، قال ابن علان : «أي: يدخل في الصباح، وحتى فيه وفيما قبله غاية لمقدر، دل عليه السياق، كما أشرت إليه، ثم إن كانت (إن) بمعنى (ما) لمقابلتها بها، فتقدر (إلا) وحذفت لدلالة مقابلها عليها، والواو حينئذٍ عاطفة، أو مستأنفة، وإن كانت شرطية فلا تقدير لها، والجملة جواب الشرط» (21) .
10- قوله: «شامتاً»: الشماتة هي: الفرح بما يُصاب العدو من مكروه، وينزل به من آفات، قال في القاموس المحيط: «شمت: كفرح: شماتاً، وشماتة: فرح ببلية العدو، وأشمته اللَّه به، والشماتى والشمات: الخائبون، بلا واحد» (23) ، و«الشَّماتةُ: فرَحُ العَدُوِّ بِبَلِيَّة تَنْزل بمن يُعاَديه، يقال : شَمِت به يَشْمَت، فهو شاَمِت، وأشْمَتَه غيره، ومنه... «ولا تُطِع فيَّ عدُوّاً شامتاً» أي: لا تَفْعل بي ما يُحِبُّ، فتكون كأنَّك قد أطَعْتَه فِيَّ» (24) .
11- قوله: «تَحُطُّ عنه خطاياه وذنوبه»: أي: يعفو اللَّه عنه، ويتجاوز عما فعله من ذنوب و آثام، «وهي فِعْلة من حَطَّ الشيءَ يحُطه، إذا أنْزله وألقاه، ومنه الحديث في ذِكر حِطَّة بني إسرائيل وهو قوله تعالى ﴿وقُولوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكم﴾ (25) أي قولوا: حُطَّ عَنَّا ذُنوبنا» (26) .
12- قوله: «طبت»: أي: سعدت، جاءك كل شيء طيّب، وسرور، وسعادة، «وطابَت نفسُه بالشيء إذا سَمَحت به من غير كَراهة ولا غَضَب» (27) .
13- قوله: «وطاب ممشاك»: ممشاك: «مصدر، أو مكان، أو زمان مبالغة، قال الطيبي: كناية عن سيره، وسلوكه طريق الآخرة بالتعري عن رذائل الأخلاق، والتحلي بمكارمها» (28) .
14- قوله: «وتبوأت منزلاً في الجنة »: أنزله، كأباءه، والاسم: البيئة بالكسر، وبوأه الرمح نحوه: قابله به، والمكان: حله، وأقام كأباء به وتبوأ، والمباءة: المنزل، كالبيئة، والباءة، وبيت النحل في الجبل، ومتبوأ الولد من الرحم، وكناس الثور والمعطن (29) ، و«يتبوأ»: يأخذ من الجنة مكاناً يقيم فيه، وأصله من النزول بالمكان، ويقال: بَوَّأه اللّه مَنْزِلاً أي: أسْكنَه إيَّاه، وتَبَوَّأتُ منزِلا أي: اتَّخَذْته، والمَباءة: المنزل، ومنه قوله: أصَلِّي في مَبَاءة الغَنم؟ قال نَعم، أي: مَنْزِلِهَا الذي تأوِي إليه، وهو المُتَبَوَّأ أيضاً، قوله في المدينة: ها هنا المُتَبَوَّأ (30) .
15- قوله: «حتى إذا قعد عنده قرّت»: أي: ثبتت (فيه أو نحو هذا)، شك، ولفظ رواية أحمد عن جابر قال صلى الله عليه وسلم: «من عاد مريضاً لم يزل يخوض في الرحمة حتى يجلس، فإذا جلس اغتمس فيها» (2) ، وله أيضاً من حديث أبي أمامة: «عائد المريض يخوض الرحمة»(31) » (32) .
16- قوله: «يخوض في الرحمة»: وخاض الماء يخوضه خوضاً وخياضاً : دخله، كخوضه واختاضه (33) .
17- قوله: «خاض فى رحمته خوضاً»: فإذا قعد عنده استنقع أوزاره احتساباً للَّه، قال اللَّه تعالى: «طبت وطاب ممشاك» أي: مشيك، «وتبوأت منزلاً فى الجنة» أي: اتخذته (34) .

ما يستفاد من الحديث:

1- الأجر العظيم، والثواب الجزيل الذي أعده اللَّه لفاعل هذه الخصلة من خصال الخير، قال أبو بكر بن الأنباري: يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم ما يحرزه عائد المريض من الثواب بما يحرزه المخترف من الثمر، وهذا كلام الحميدي: «شبه صلى الله عليه وسلم ما يحوزه عائد المريض من الثواب بما يحوزه المخترف من النخلة، والمخرف النخلة التي يخترف منها، والمخرف - بكسر الميم -: المكتل، يلفظ فيه الرطب»(35) .
2- قال الإمام ابن القيم: «وَلَمْ يَكُنْ مِنْ هَدْيِهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَخُصَّ يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَلَا وَقْتًا مِنَ الْأَوْقَاتِ، بَلْ شَرَعَ لِأُمَّتِهِ عِيَادَةَ الْمَرْضَى لَيْلًا وَنَهَارًا وَفِي سَائِرِ الْأَوْقَاتِ» (36) .
3- «وَأَدَبُ الْعَائِدِ: خِفَّةُ الْجِلْسَةِ، وَقِلَّةُ السُّؤَالِ، وَإِظْهَارُ الرِّقَّةِ، وَالدُّعَاءُ بِالْعَافِيَةِ، وَغَضُّ الْبَصَرِ عَنْ عَوْرَاتِ الْمَوْضِعِ، وَعِنْدَ الِاسْتِئْذَانِ لَا يُقَابِلُ الْبَابَ، وَيَدُقُّ بِرِفْقٍ ، وَلَا يَقُولُ : أَنَا إِذَا قِيلَ لَهُ مَنْ؟» (37) .
4- وَيُسْتَحَبُّ لِلْعَلِيلِ أَيْضًا أَنْ يَقُولَ: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ، مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وأحاذر سبع مرات، بعد أن يقول: بسم اللَّه ثلاثاً (38) ، وَقَالَ طَاوُوسٌ: أَفْضَلُ الْعِيَادَةِ أَخَفُّهَا، وَجُمْلَةُ أَدَبِ الْمَرِيضِ حُسْنُ الصَّبْرِ، وَقِلَّةُ الشَّكْوَى وَالضَّجَرِ، وَالْفَزَعُ إِلَى الدُّعَاءِ، وَالتَّوَكُّلُ بَعْدَ الدَّوَاءِ عَلَى خَالِقِ الدَّوَاء» (39) .
5- الزيارة لله عز وجل لها فضل عظيم، فإن من زار أخاه، أو عاده في مرضه، يقال له: «طبت وطاب ممشاك»، ويقال لمن زار أخاه لغير أمر دنيوي، ولكن لمحبته في اللَّه: «إن اللَّه أحبك كما أحببته فيه» (40) .
6- والزيارة لها فوائد على النحو الآتي، أولاً: إدراك هذا الأجر العظيم المذكور في هذه الأحاديث.
ثانياً: تؤلف القلوب، وتجمع الناس، وتذكر الناسي، وتنبه الغافل، وتعلم الجاهل.
ثالثاً: فيها مصالح كثيرة يعرفها من جربها.
7- وأما عيادة المريض ففيها كذلك أيضاً من المصالح، والمنافع الشيء الكثير، وقد سبق لنا أن من حقوق المسلم على المسلم: أن يعوده إذا مرض، ويُذكِّره باللَّه عز وجل بالتوبة، والوصية، وغير ذلك مما يستفيد منه، فهذه الأحاديث وأشباهها، كلها تدل على أنه ينبغي للإنسان أن يفعل ما فيه المودة، والمحبة لإخوانه: من زيارة، وعيادة، واجتماع وغير ذلك (41) .
8- قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: والقول الراجح أن زيارة المريض فرض كفاية، أي: إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، ومعلوم أن غالب المرضى يعودهم أقاربهم، وبذلك تحصل الكفاية، ولكن لو علمنا أن أحدًا ليس من أهل البلد مريض فإن الواجب أن نعوده (42) .

1 رواه الترمذي، برقم 969، وابن ماجه، برقم 1442، وأحمد، 3/ 47، برقم 612، وصححه موقوفاً محققو المسند، 3/ 48، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 1/244، وصحيح الترمذي، 1/286، وصححه أيضاً أحمد شاكر
2 مسند أحمد، 20/ 179، برقم 12782، وصححه لغيره محققو المسند
3 مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل عيادة المريض، برقم 2568
4 مسند أحمد، 37/ 73، برقم 22498، وصحح إسناده محققو المسند
5 مسند أحمد، 37/ 56، برقم 22373، وصححه محققو المسند
6 الأدب المفرد، ص 126، برقم 345، وأحمد، 2/344، برقم 8517، وابن أبي الدنيا في الإخوان، ص 149، برقم 97، وابن حبان، 7/228، برقم 2961، والبيهقي في شعب الإيمان، 6/493، قال الحافظ في فتح الباري، 10/ 500: «ولَهُ شاهِد عِندَ البَزّار مِن حَدِيث أَنَس بِسَنَدٍ جَيِّد»، وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد، ص 143، برقم 262
7 النهاية في غريب الأثر 3 / 601
8 انظر: البحر المحيط في التفسير، 9/ 516
9 جاء عند مسلم وغيره: «خرفة»
10 المسالك في شرح موطأ مالك، 5/ 384
11 المسالك في شرح موطأ مالك، 7/ 464
12 مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل عيادة المريض، برقم 2968
13 عون المعبود مع حاشية ابن القيم، 8 / 252
14 انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، 2/ 23، مادة (خرف)
15 شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، 2/ 1145، مادة (جلس)
16 لسان العرب، 6/ 39، مادة (جلس)
17 فيض القدير شرح الجامع الصغير، 4 / 392، وانظر: شرح الزرقاني لموطأ مالك، 4/ 424
18 مسند أحمد، برقم 22498، وصحح إسناده محققو المسند
19 المسالك في شرح موطأ مالك، لابن العربي، 7/ 458
20 النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/ 346، مادة (غدا)
21 دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، 6/ 193
22 شرح ابن ماجه للسندي، 2/ 192
23 القاموس المحيط (ص: 386)
24 النهاية في غريب الحديث والأثر (2 / 498، مادة (شمت)
25 سورة البقرة، الآية 58
26 النهاية في غريب الحديث والأثر، 1/ 401، مادة (حطط)
27 النهاية في غريب الحديث والأثر، 3 / 148، مادة (طيب)
28 تحفة الأحوذي، 6 / 124
29 انظر: القاموس المحيط، ص 43، مادة (بوأ)
30 انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، 1 / 158، مادة (بوأ)
31 مسند أحمد، برقم 12782، وصححه محققو المسند
32 شرح الزرقاني على الموطأ، 4 / 424
33 انظر: القاموس المحيط، ص: 827، مادة (خاض)
34 إتحاف السادة المتقين للزبيدي، 6/ 295
35 تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم، ص 233
36 زاد المعاد في هدي خير العباد، 1/ 478
37 موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين، لمحمد جمال الدين القاسمي، ص: 146
38 مسلم، برقم 2202
39 موعظة المؤمنين، ص: 146
40 مسلم، برقم 2567
41 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم 363
42 شرح رياض الصالحين، شرح الحديث رقم 894


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, August 28, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب