اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره

حصن المسلم | دعاء السجود | اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ: دِقَّهُ وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ (1).

Allahummagh-fir lee thanbee kullah, diqqahu wajillah, wa-awwalahu wa-akhirah, wa- AAalaniyyatahu wa-sirrah.
‘O Allah, forgive me all of my sins, the small and great of them, the first and last of them, and the seen and hidden of them.


(1) مسلم، 1/ 230، برقم 483.

شرح معنى اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

167- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: فِي سُجُودِهِ: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ: دِقَّهُ، وَجِلَّهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ» (1) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «اللهم اغفر لي»: قال ابن منظور : «اللهم: بِمَعْنَى: يَا أَلله، وَالْمِيمُ الْمُشَدَّدَةُ عِوَضٌ مِنْ يَا ... » (2) ، وقال ابن منظور: «الغَفُورُ الغَفّارُ، جَلَّ ثَنَاؤُهُ، ...وَمَعْنَاهُمَا: السَّاتِرُ لِذُنُوبِ عِبَادِهِ، الْمُتَجَاوِزُ عَنْ خَطَايَاهُمْ وَذُنُوبِهِمْ، يُقَالُ: اللهمَّ اغْفِرْ لَنَا مَغْفرة، وغَفْراً، وغُفْراناً، وَإِنَّكَ أَنت الغَفُور الغَفّار، يَا أَهل المَغْفِرة، وأَصل الغَفْرِ: التَّغْطِيَةُ، وَالسَّتْرُ، غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ: أَي: سَتَرَهَا... وَقَدْ غَفَرَه يَغْفِرُه غَفراً: سَتَرَهُ.
وَكُلُّ شَيْءٍ سَتَرْتَهُ، فَقَدْ غَفَرْته؛ ... وَمِنْهُ: غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ أَي سَتَرَهَا... والغَفْرُ، والمَغْفِرةُ: التَّغْطِيَةُ عَلَى الذُّنُوبِ، والعفوُ عَنْهَا
» (3) .
2- قوله: «ذنبي كله»: قال ابن فارس : «الذال، والنون، والباء: أصول ثلاثة: أحدها الجُرم، والآخر مؤخَّر الشيء، والثالث كالحظِّ والنّصيب، فالأوّل: الذّنب والجُرم، يقال: أَذْنَبَ يُذْنِبُ، والاسم الذّنْب، وهو مُذْنِبٌ...» (4) .
وقال ابن منظور : «الذَّنْبُ: الإِثْمُ والجُرْمُ وَالْمَعْصِيَةُ، والجمعُ ذُنوبٌ، وذُنُوباتٌ جمعُ الْجَمْعِ، وَقَدْ أَذْنَب الرَّجُل» (5) ، وقال ابن علان : «توكيد للإِحاطة والشمول، أتى به لدفع توهم أن المراد به ذنب مخصوص» (6) .
3- قوله: «دِقه وجُله»: أي قليله وكثيره، وقال ابن الأثير : «دِقَّه وجِلَّه: الدقيق من الأمور: الصغير منها، والجليل: العظيم الكبير منها» (7) .
4- قوله: «وأوّله وآخره»: قال العلامة ابن عثيمين : «وهذا من باب التبسط في الدعاء والتوسع فيه؛ لأن الدعاء عبادة فكل ما كرره الإنسان ازداد عبادة لله ﻷ ثم إنه في تكراره هذا يستحضر الذنوب كلها السر والعلانية، وكذلك ما أخفاه» (8) ، وقال ابن هبيرة : «هذا طلب لمحو أثر الذنب كله» (9) .
5- قوله: «وعلانيته وسره»: أي ما كان أمام الناس، وما كان في خلوة لم يطلع عليّ فيها غيرك، وقال المباركفوري : «وعلانيته - بفتح العين، وكسر النون، وخفة الياء-: مصدر علن، أي: ظاهره، وسره: أي عند غيره تعالى، وإلا فهما سواء عنده تعالى، فإنه يعلم السر وأخفى» (10) .

ما يستفاد من الحديث:

1- فيه توكيد الدعاء وتكثير ألفاظه، وإن أغنى بعضها عن بعض (11) .
2- مشروعية التفصيل بعد الإجمال في الدعاء: وهذا دليل على شدة طلب المغفرة.
3- سعة رحمة اللَّه تعالى التي وسعت كل شيء، وعمت كل حيّ، وعدم اليأس من المغفرة، وإن بلغت ذنوب العبد عنان السماء.
4- من الصور المكروهة في الدعاء أثناء السجود وغيره «تكلف السجع»، والسجع هو موالاة الكلام على روِيٍّ واحد، قال ابن عباس بمرشدًا عكرمة: «فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه؛ فإني عهدت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب» (12) ؛ والعلة من الكراهية أنه مانع للخشوع المطلوب في الدعاء، ثم إنه مشاكلة لكلام الكهنة، أما السجع غير المتكلف فيه، فقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم، مثل دعاء حديث الباب، وقوله: «اللَّهم منزل الكتاب، سريع الحساب، هازم الأحزاب...» (13) وغير ذلك.
5- من بركة السجود تساقط الذنوب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن المسلم يصلي وخطاياه مرفوعة على رأسه، كلما سجد تحاتّ عنه، فيفرغ من صلاته وقد تحاتت عنه خطاياه» (14) .

1 مسلم، برقم 483
2 لسان العرب، 13/ 470، مادة (أله)
3 لسان العرب، 5/ 25، مادة (غفر)
4 معجم مقاييس اللغة لابن فارس، 2/ 361، مادة (ذنب)
5 لسان العرب، 1/ 389، مادة (ذنب)
6 دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، 7/ 225
7 جامع الأصول، 4/ 191
8 شرح رياض الصالحين، ص 1429
9 الإفصاح عن معاني الصحاح، 8/ 73
10 مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، 3/ 211
11 شرح النووي على صحيح مسلم، 4/ 424
12 البخاري، كتاب الدعوات، باب ما يكره من السجع في الدعاء، برقم 6337
13 البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الخندق وهي الأحزاب، برقم 4115
14 أخرجه الطبراني في الكبير، 6/250، برقم 6125، وفي الصغير، 2/272، برقم 1153، والبيهقي في شعب الإيمان، 3/145، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 1/ 87، برقم 362

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, August 28, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب