‘If you hear the crow of a rooster, ask Allah for his bounty for it has seen an angel and if you hear the braying of an ass, seek refuge in Allah for it has seen a devil.
شرح معنى إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله؛ فإنها رأت ملكا وإذا
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
889- لفظ البخاري ومسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَانًا» (1) . 890- ولفظ أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ مِنَ اللَّيْلِ، فَإِنَّمَا رَأَتْ مَلَكًا، فَسَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الْحِمَارِ مِنَ اللَّيْلِ، فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَانًا، فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ» (2) .
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «إذا سمعتم صياح الديكة»: الديكة: جمع ديك، وهو ذكر الدجاج (3) ، قال الطيبي : «لعل المعنى أن الديك أقرب الحيوانات صوتاً إلى الذاكرين اللَّه؛ لأنها تحفظ غالباً أوقات الصلوات، وأنكر الأصوات صوت الحمير، فهو أقربها صوتاً إلى من هو أبعد من رحمة اللَّه تعالى» (4) . 2- قوله: «فاسألوا اللَّه من فضله»: أي: قولوا: اللَّهم إنا نسألك من فضلك، قال الراغب الأصفهاني : «الفضل: الزيادة عن الاقتصاد، وذلك ضربان: محمود: كفضل العلم، والحلم، ومذموم: كفضل الغضب على ما يجب أن يكون عليه، والفضل في المحمود أكثر استعمالاً» (5) ، وقال المناوي : «فسلوا اللَّه من فضله: أي زيادة إنعامه عليكم» (6) ، وقال ابن علان : «فاسأل أن يعطيك اللَّه مطلوبك، قال تعالى: (وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ)سورة النساء، الآية: 32 ، ولا تسأل غيره؛ فإن خزائن الوجود بيده تعالى، وأزمتها إليه، إذ لا قادر، ولا معطي، ولا متفضل غيره، فهو أحق أن يقصد ويسأل، ولا فائدة في سؤال الخلق، إذ لا يملكون نفعاً ولا ضراً لأنفسهم، فضلاً عن غيرهم» (7) . 3- قوله: «فإنها رأت ملكاً»: قال ابن هبيرة : «ولما كانت الديكة يؤنس إلى أصواتها من حيث إنها في الليل توقظ النائم لأفضل الأوقات للذكر، وهو وقت السحر، كانت عند رؤية الملائكة يثور صاحبها، فيذكر اللَّه سبحانه حينئذ، ويسأل من فضله» (8) . 4- قوله: «وإذا سمعتم نهيق الحمار»: أي: صوته المنكر، قال اللَّه عز وجل: ﴿إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾سورة لقمان، الآية: 19 ، ويقال النهاق والنهق، قال ابن منظور : «نهق: نُهَاقُ الْحِمَارِ: صَوْتُهُ، والنَّهِيقُ: صَوْتُ الْحِمَارِ... نَهْقاً، ونَهِيقاً، ونُهَاقاً، وتَنْهاقاً: صوَّت ... والنّاهِقان: عَظْمَانِ شَاخِصَانِ يَنْدُران مِنْ ذِي الْحَافِرِ فِي مَجْرَى الدَّمْعِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا النُّهَاقُ، وَيُقَالُ لَهُمَا أَيضاً النَّوَاهق... والنّاهِقُ والنَّواهِقُ مِنَ الْحَمِيرِ: حَيْثُ يَخْرُجُ النُّهاق مِنْ حُلُوقِهَا، وَهِيَ مِنَ الْخَيْلِ الْعِظَامُ النَّاتِئَةُ فِي خُدُودِهَا» (9) ، وقا ل ابن الملقن : «وأما التعوذ بعد نهيق الحمار؛ فلأن الشيطان إذا حضر يُخاف شرُّه، فيُتعوَّذ منه» (10) ، وقال الدميري : «وإنما أمرنا بالتعوذ من الشيطان عند نهيق الحمير؛ لأن الشيطان يُخاف من شره عند حضوره، فينبغي أن يتعوذ منه انتهى» (11) . 5- قوله: «فتعوذوا باللَّه من الشيطان»: أعذته باللَّه أعيذه، أي: ألتجئ إليه، وأستنصر به أن أفعل ذلك، فإن ذلك سوء أتحاشى من تعاطيه (12) ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : «فَإِنَّ الْمُسْتَعَاذَ مِنْهُ نَوْعَانِ: نَوْعٌ مَوْجُودٌ يُسْتَعَاذُ مِنْ ضَرَرِهِ الَّذِي لَمْ يُوجَدْ بَعْدُ، وَنَوْعٌ مَفْقُودٌ يُسْتَعَاذُ مِنْ وُجُودِهِ؛ فَإِنَّ نَفْسَ وُجُودِهِ ضَرَرٌ، مِثَالُ الْأَوَّلِ: «أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»، وَمِثْلُ الثَّانِي: التعوذ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ» (13) ، وقال الإمام ابن قيم الجوزية : «ولما كان الشيطان على نوعين: نوع يُرى عِياناً، وهو شيطان الإنس، ونوع لا يرى، وهو شيطان الجن، أمر سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يكتفي من شر شيطان الإنس بالإعراض عنه، والعفو، والدفع بالتي هي أحسن، ومن شيطان الجن بالاستعاذة باللَّه منه،... والاستعاذة في القراءة والذكر أبلغ في دفع شر شياطين الجن» (14) . 6- قوله: «فإنه رأى شيطاناً»: قال ابن هبيرة : «لما كان صوت الحمار أنكر الأصوات، كان الشيطان وشيكًا بالتعرض له؛ ليثير من النهاق الذي يزعج المسلمين، فتنكره نفوسهم» (8) .
ما يستفاد من الحديث:
1- قال الحافظ في الفتح: «وَلِلدِّيكِ خَصِيصَةٌ لَيْسَتْ لِغَيْرِهِ: مِنْ مَعْرِفَةِ الْوَقْتِ اللَّيْلِيِّ؛ فَإِنَّهُ يُقَسِّطُ أَصْوَاتَهُ فِيهَا تَقْسِيطًا لَا يَكَادُ يَتَفَاوَتُ، وَيُوَالِي صِيَاحَهُ قَبْلَ الْفَجْرِ وَبَعْدَهُ، لَا يَكَادُ يُخْطِئُ، سَوَاءٌ أَطَالَ اللَّيْلُ أَمْ قَصُرَ، ومن ثَمَّ أفتى بعض الشافعية باعتماد الديك المجرب في الوقت» (15) . 2- استحباب الدعاء عند سماع صياح الديكة؛ وذلك لأنها ترى ملكًا، فربما يؤمِّن الملك على الدعاء، فيستجيب اللَّه له. 3- المسلم العاقل لا يتأفَّف، ولا ينزعج إذا كان صياح الديكة سببًا لقطع لذة النوم، بل يحمد اللَّه على ذلك، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الديك بقوله: «لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة» (16) ، والحكمة من هذا النهي أن من أعان على طاعة يستحق المدح لا الذم. 4- قال الداودي : يتعلم من الديك خمس خصال: أ– حسن الصوت. ب – القيام في السحر. ج – الغيرة. د – السخاء. هـ – كثرة الجماع (17) . وللَه در القائل: يا أذان الديك في الأصباح ما أجمل جرسك ما أجمل الدرس تلقيه لمن يفقه درسك لا تُضِع يومك في التيه كما ضيعت أمسك 5- جاء ذكر الديك في موضع آخر من السنة، من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن اللَّه أذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول سبحانك ما أعظمك فيرد عليه: لا يعلم ذلك من حلف بي كاذبًا» (18) . 6- أما حديث: «الديك يؤذن بالصلاة، من اتخذ ديكًا أبيض حفظ من ثلاثة: من شر كل شيطان، وساحر وكاهن»، ففي صحته نظر (19) . 7- قال القاضي عياض : «إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا اللَّه من فضله، فإنها رأت ملكًا»: وذلك - والله أعلم - لتأمين الملائكة على دعاء بني آدم، واستغفارهم له، فرحًا ببركة ذلك، وحسن عون الملك به، إذا دعا بحضرته بالتأمين والاستغفار له، وإشهاده له بالتضرع إلى اللَّه والإخلاص» (20) . 8- قال ابن الملقن : «فيه دلالة أن اللَّه جعل للديك إدراكًا، كما جعله للحمير، وأن كل نوع من الملائكة والشياطين موجودان، وهذا معلوم في الشرع قطعًا، والمنكر لشيء منها كافر، كما نبه عليه القرطبي قال: وكأنه إنما أمر بالدعاء عند صراخ الديكة؛ لتؤمن الملائكة على ذلك؛ ولتستغفر له، وتشهد له بالتضرع والإخلاص، فتتوافق الدعوتان، فتقع الإجابة، ومنه يؤخذ استحباب الدعاء عند حضور الصالحين، وأما التعوذ بعد نهيق الحمار؛ فلأن الشيطان إذا حضر يخاف شره فيتعوذ منه» (21) .
18
أخرجه الطبراني في الأوسط، 7/ 220، برقم 7324، وأبو الشيخ في العظمة، 3/ 1003، برقم 524، والحاكم في المستدرك، 4/ 330، قال المنذري في الترغيب والترهيب، 2/ 389: «إسناد صحيح»، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، 4/ 180: «رجاله رجال الصحيح»، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 1714
19
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، 4/300، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع، برقم 3030
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .