Subhana thil-jabaroot, walmalakoot, walkibriya/, walAAathamah. ‘How perfect He is, The Possessor of total power, sovereignty, magnificence and grandeur.
شرح معنى سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة
لفظ الحديث الذي ورد فيه:
142- عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ رضي الله عنه (1) ، قَالَ: قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً، فَقَامَ فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ فَسَأَلَ، وَلَا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا وَقَفَ فَتَعَوَّذَ، قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ، يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: «سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ»، ثُمَّ سَجَدَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ فِي سُجُودِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ بِآلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَرَأَ سُورَةً سُورَةً» هذا لفظ أبي داود (2) . 143- ولفظ النسائي: عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً، فَقَامَ فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ فَسَأَلَ، وَلَا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا وَقَفَ فَتَعَوَّذَ، قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ، يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: «سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ»، ثُمَّ سَجَدَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ فِي سُجُودِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ بِآلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَرَأَ سُورَةً سُورَةً، ففعل مثل ذلك (3) .
شرح مفردات الحديث:
1- قوله: «لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ فَسَأَلَ، وَلَا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا وَقَفَ فَتَعَوَّذَ»: أي سأل الرحمة، أو طلب الجنة، وتعوذ باللَّه من العذاب، ومن النار، قال الكاساني : «وَلَوْ مَرَّ الْمُصَلِّي بِآيَةٍ فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ، فَوَقَفَ عِنْدَهَا، وَسَأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ، أَوْ بِآيَةٍ فِيهَا ذِكْرُ النَّارِ، فَوَقَفَ عِنْدَهَا، وَتَعَوَّذَ بِاَللَّهِ مِنْ النَّارِ؛ فَإِنْ كَانَ فِي صَلَاةِ التَّطَوُّعِ، فَهُوَ حَسَنٌ إذَا كَانَ وَحْدَهُ» (4) . 2- قوله: «سبحان ذي الجبروت»: أي الذي تنفذ مشيئته على سبيل الإجبار في كل أحد ولا تنفذ فيه مشيئة أحد ولا يخرج أحد من قبضته؛ لأنه هو الجبار المطلق، قال ابن الأثير : «التسبيح: التنزيه، والتقديس، والتبرئة من النقائص ... فمعنى سبحان اللَّه: تنزيه اللَّه... فكأنه قال: أبرئ اللَّه من السوء براءة» (5) ، وقال ابن الأثير : «الجبروت: يقال فيه : جبروة، وجبرية، وجبروت، أي: كِبْر» (5) . 3- قوله: «والملكوت»: أي أنه مالك كل شيء ومن تمام ملكه أنه قد دانت له الخلائق، واستسلمت له السموات والأرض وما فيهما وما بينهما، من غير ممانعة ولا مدافعة، وقال ابن الأثير: «الملكوت: من الملك ، كالرهبوت من الرهبة ، والجبروت من الجبر» (6) ، والمَلَكُوتُ مُحَرّكَةً من المُلْكِ كرَهَبُوتٍ من الرّهبة مُخْتَصٌّ بمُلْكِ اللّه عز وجل قالَ اللّهُ تَعالَى: ﴿وكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَواتِ والأَرْضِ﴾سورة الأنعام، الآية 75 ، ويُقالُ للمَلَكُوتِ مَلْكُوَةٌ مثل تَرقُوَةٍ بمَعْنَى العِزّ والسُّلْطان يُقال: له مَلَكُوتُ العِراقِ، ومَلْكُوَتُه؛ أي: عِزُّه ومُلْكُه عن اللِّحْياني وقولُه تَعالَى : ﴿بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيء﴾سورة يس، الآية 83 . أي : سُلْطانُه وعَظَمَتُه وقال الزَّجّاجُ: أي تَنْزِيه اللّه عن أَنّ يُوصَفَ بغَيرِ القُدْرَةِ قالَ: ومَلَكُوتُ كُلِّ شيء أي: القُدْرَةُ عَلَى كلِّ شيء» (7) . 4- قوله: «والكبرياء والعظمة»: هما وصفان متقاربان خاصان باللَّه تعالى لا يستحقهما أحد سواه؛ قال اللَّه تعالى في الحديث القدسي: «الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار» (8) ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : «فَجَعَلَ الْعَظَمَةَ كَالْإِزَارِ، وَالْكِبْرِيَاءَ كَالرِّدَاءِ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ الرِّدَاءَ أَشْرَفُ، فَلَمَّا كَانَ التَّكْبِيرُ أَبْلَغَ مِنْ التَّعْظِيمِ صَرَّحَ بِلَفْظِهِ، وَتَضَمَّنَ ذَلِكَ التَّعْظِيمَ، وَفِي قَوْلِهِ: سُبْحَانَ اللَّهِ، صَرَّحَ فِيهَا بِالتَّنْزِيهِ مِنْ السُّوءِ الْمُتَضَمِّنِ لِلتَّعْظِيمِ، فَصَارَ كُلٌّ مِنْ الْكَلِمَتَيْنِ مُتَضَمِّنًا مَعْنَى الْكَلِمَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ مِنْ إذَا أُفْرِدَتَا، وَعِنْدَ الِاقْتِرَانِ تُعْطِي كُلُّ كَلِمَةٍ خَاصِّيَّتَهَا. وَهَذَا كَمَا أَنَّ كُلَّ اسْمٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ فَإِنَّهُ يَسْتَلْزِمُ مَعْنَى الْآخَرِ؛ فَإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ، وَالذَّاتُ تَسْتَلْزِمُ مَعْنَى الِاسْمِ الْآخَرِ، لَكِنَّ هَذَا بِاللُّزُومِ. وَأَمَّا دَلَالَةُ كُلِّ اسْمٍ عَلَى خَاصِّيَّتِهِ وَعَلَى الذَّاتِ بِمَجْمُوعِهِمَا فَبِالْمُطَابَقَةِ، وَدَلَالَتُهَا عَلَى أَحَدِهِمَا بِالتَّضَمُّنِ» (9) .
ما يستفاد من الحديث:
1- معرفة اللَّه بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا طريق موصلة إلى الخشية ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾سورة فاطر، الآية: 28 . 2- ما كان عليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من الصبر على طاعة ربه وطول القيام بين يديه راجيًا داعيًا مفتقرًا متذللًا. 3- الجبار له معنيان: قال الإمام البيهقي : «والجبار الذي قد كمل في جبروته، والعالم الذي قد كمل في علمه، والحكيم الذي قد كمل في حكمه، وهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد، وهو اللَّه هذه صفته، لا تنبغي إلا له، ليس له كفو، وليس كمثله شيء، فسبحان اللَّه الواحد القهار» (10) ، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : «وَالْجَبَّارُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي جَبَرُوتِهِ، وَالْعَالِمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي عِلْمِهِ، وَالْحَلِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِلْمِهِ، وَهُوَ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي أَنْوَاعِ الشَّرَفِ وَالسُّؤْدُدِ، وَهُوَ اللَّهُ عز وجل هَذِهِ صِفَةٌ لَا تَنْبَغِي إلَّا لَهُ، لَيْسَ لَهُ كُفُؤٌ، وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ سُبْحَانَهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، وَهَذَا التَّفْسِيرُ ثَابِتٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الوالبي، لَكِنْ يُقَالُ: إنَّهُ لَمْ يُسْمَعْ التَّفْسِيرُ مِن ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَكِنْ مِثْلُ هَذَا الْكَلَامِ ثَابِتٌ عَنِ السَّلَفِ» (11) ، فالجبار له معانٍ على النحو الآتي: أ- اللَّه هو العالي على خلقه، وبهذا المعنى يكون الجبار من الصفات الذاتية. ب- اللَّه هو المصلح للأمور: من جبر الكسر إذا أصلحه، وجبر الفقير إذا أغناه. جـ- اللَّه القاهر خلقه على ما أراد من أمر أو نهي، وعلى المعنى الثاني والثالث يكون «الجبار» صفة فعلية لله تعالى (12) . 4- ورد اسم الجبار في القرآن مرة واحدة ﴿الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ﴾سورة الحشر، الآية: 23 . 5- ذي الملكوت: هو الملك والمالك والمليك. • أما الملك فلقوله: ﴿فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ﴾سورة طه، الآية: 114 . • وأما المالك فلقوله: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾سورة الفاتحة، الآية: 4 . • وأما المليك فلقوله: ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾سورة القمر، الآية: 55 .
1
عوف بن مالك الأشجعي: من نبلاء الصحابة ش وممن شهد فتح مكة، وقبل ذلك غزوة مؤتة، نزل الشام، وسكن دمشق، روى عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سبعة وستين حديثًا، وروى له البخاري حديثًا واحدًا، ومسلم خمسة أحاديث. مات سنة ثلاث وسبعين، انظر: أسد الغابة، 4/4124، والإصابة، 4/6105، وسير أعلام النبلاء للذهبي، 2/ 487 ترجمة رقم 101
2
أبو داود، برقم 873، وحسّن إسناده الألباني في صحيح سنن أبي داود، برقم 873
3
النسائي، برقم 1131، وحسّن إسناده الألباني في صحيح سنن أبي داود، برقم 873
8
أبو داود، كتاب اللباس، باب ما جاء في إسبال الإزار، برقم 4090، وانظر السلسلة الصحيحة، برقم 541، ولفظ مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الكبر، برقم 2620: عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْعِزُّ إِزَارُهُ، وَالْكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُهُ، فَمَنْ يُنَازِعُنِي عَذَّبْتُهُ»
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة , وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .