البس جديدا وعش حميدا ومت شهيدا

حصن المسلم | دعاء وتهنئة باللبس الجديد | البس جديدا وعش حميدا ومت شهيدا

الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمُتْ شَهِيدًا (1).

Ilbas jadeedan waAAish hameedan wamut shaheedan.
‘Wear anew, live commendably and die a shaheed.’ shaheed:One who dies fighting the kuffar in order to make the word of Allah superior or in defense of Islam. It also has other meanings found in the Sunnah such as: the one who dies defending his life, wealth or family; the woman who passes away due to childbirth; one who drowns…etc.


(1) ابن ماجه، 2/ 1178، برقم 3558، والبغوي، 12/41، وانظر: صحيح ابن ماجه، 2/275 .

شرح معنى البس جديدا وعش حميدا ومت شهيدا

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

43- عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه (1) ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: رَأَى عَلَى عُمَرَ قَمِيصًا أَبْيَضَ فَقَالَ: «ثوبك هذا غسيل أم جديد؟» قَالَ: لاَ، بَلْ غَسِيلٌ، قَالَ: «الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمُتْ شَهِيدًا» (2) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «البس جديدًا»: دعاء في صيغة الأمر أن يلبسه اللَّه ثوبًا جديدًا.
«جديد» أي: لبس ثوبًا جديدًا، «الجَدِيدٌ، هو خلاف القديم، وجَدَّدَ فلان الأمر، وأَجَدَّهُ، واسْتَجَدَّهُ، إذا أحدثه فَتَجَدَّدَ» (3) .
2- قوله: «وعش حميدًا» أي: حامدًا لربك على نعمه، ومحمودًا عند ربك بتقواه، وعند الناس بالإحسان إليهم، وقال ابن منظور : «أَحْمَدَ الرجلَ إِذا رَضِيَ فِعْلَهُ، وَمَذْهَبَهُ، وَلَمْ يَنْشُرْهُ... حَمِدَه جَزَاهُ، وَقَضَى حَقَّهُ، وأَحْمَدَه اسْتَبَانَ أَنه مُسْتَحِقٌّ لِلْحَمْدِ... وأَحْمَد الرجلُ: فَعَلَ مَا يُحْمد عَلَيْهِ، وأَحْمَدَ الرجلُ: صَارَ أَمره إِلى الْحَمْدِ، وأَحمدته: وَجَدْتُهُ مَحْمُودًا» (4) .
3- قوله: «ومت شهيدًا»: دعاء بنيل الموت شهيدًا في سبيل اللَّه عز وجل ، قال ابن منظور : «الشهيدُ فِي الأَصل مَنْ قُتِلَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ... وسُمِّيَ شَهيداً لأَن مَلَائِكَتَهُ شُهُودٌ لَهُ بِالْجَنَّةِ؛ وَقِيلَ: لأَنه حَيُّ لَمْ يَمُتْ، كأَنه شَاهِدٌ أَي حَاضِرٌ، وَقِيلَ: لأَن مَلَائِكَةَ الرَّحْمَةِ تَشْهَدُه، وَقِيلَ: لِقِيَامِهِ بشهادَة الْحَقِّ فِي أَمْرِ اللَّهِ حَتَّى قُتِلَ» (5) .
4- قوله: «قميص»: «القَمِيصَ: ثَوْبٌ مَخيطٌ بكُمَّيْنِ، غَيْرُ مُفرجٍ، يُلْبَسُ تَحْتَ الثِّيَاب» (6) .
5- قوله: «ثوبك هذا غسيل»: الثوب هو: «ما يلبسه الناس من: كتان، وحرير، وخزّ، وصوف، وفرو، ونحو ذلك» (7) ، والغسيل: هو المغسول بالماء، والمطهر به، قال الفيومي: «الغُسْلُ: تمام الطهارة، وهو اسم من الاغْتِسَالِ، وغَسَلْتُ الميت...فهو مَغْسُولٌ، وغَسِيلٌ» (8) .
6- قوله: «أم جديد»: قال الزبيدي : «جَدِيدٌ، وجَديدةٌ، وثَوْبٌ جَديدٌ: كما جَدَّهُ الحائكُ، وهو في معنى مَجدود، يُرَاد به حين جَدّه الحائكُ، أَي قَطَعه، ويقال: ثَوبٌ جَدِيدٌ: قُطِعَ حَديثاً» (9) .

ما يستفاد من الحديث:

1- حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، وتواضعه مع أصحابه، والدعاء لهم بخيري الدنيا والآخرة، وهكذا يكون المسلم.
2- قال ابن العربي: «ويخرج من هذا الحديث ما يدل على أن الزهد في الدنيا والعبادة ليس بلباس الخشن الوسخ من الثياب، وفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وما ندب اليه الأسوة الحسنة» (10) .
3- اقتداء الصحابة رضي الله عنهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وذلك بلبسهم الأبيض من الثياب لقوله صلى الله عليه وسلم: «البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب، وكفنوا فيها موتاكم» (11) ، وهو أحب اللباس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثبت أنه لبس غيره من الألوان.
4- الإسلام يربط أتباعه بالآخرة في كافة شؤونهم، ويُذكِّرهم بأسباب رضوان اللَّه عليهم.

1 عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الإمام القدوة، أبو عبد الرحمن القرشي، أسلم وهو صغير، وهاجر مع أبيه وهو لم يحتلم، واستُصغر يوم أحد، وكانت أول غزواته الخندق، وهو ممن بايع تحت الشجرة، مسنده ألفان وستمائة وثلاثون حديثاً، قال عنه مولاه نافع: كان يحيي الليل صلاةً ثم يقول: يا نافع، أسحرنا فأقول لا، فيعاود الصلاة والاستغفار حتى يصبح، وكان يحيي بين الظهر إلى العصر بالصلاة، توفي عام 73 وهو ابن سبع وثمانين سنة. سير أعلام النبلاء للذهبي، ترجمة رقم (268)
2 ابن ماجه، برقم 3558، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 2/ 275
3 المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، 1/ 92، مادة (جدّ)
4 لسان العرب، 3/ 156، مادة (حمد).
5 لسان العرب، 3/ 242، مادة (شهد)
6 لسان العرب، 7/ 82، مادة (قمص)
7 المصباح المنير، 1/ 87، مادة (ثوب)
8 المصباح المنير، 2/ 447، مادة (غسل)
9 تاج العروس، 7/ 474، مادة (جدد)
10 المسالك في شرح موطأ مالك، للقاضي ابن العربي، 7/ 276
11 أخرجه الترمذي، كتاب الأدب، باب ما جاء في لبس البياض، برقم 2810، والنسائي، كتاب الزينة، الأمر بلبس البيض من الثياب، برقم 5322، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 218، برقم 2027.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, August 10, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب