أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه

حصن المسلم | الاستغفار والتوبة | أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظيمَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ (1).

He (Peace Be Upon Him) also said: ‘Whoever says: Astaghfirul-lahal-lathee la ilaha illa huwal-hayyul-qayyoomu wa-atoobu ilayh.
‘I seek Allah’s forgiveness, besides whom, none has the right to be worshipped except He, The Ever Living, The Self-Subsisting and Supporter of all, and I turn to Him in repentance.’ …Allah would forgive him even if he was one who fled during the advance of an army.


(1) غفر الله لهُ وإن كان فَرَّ من الزحف، أبو داود، 2/ 85، برقم 1517، والترمذي، 5/ 569، برقم 3577، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، 1/511، وصححه الألباني، انظر: صحيح الترمذي، 3/182، وجامع الأصول لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، 4/389-390 بتحقيق الأرناؤوط.

شرح معنى أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

1023- لفظ أبي داود عَنْ زيد رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، غُفِرَ لَهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ» (1).
1024- ولفظ الترمذي عَنْ زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم أنه سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ العظيم الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيَّ القَيُّومَ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنْ الزَّحْفِ» (2).
1025- حديث الحاكم عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثَلَاثًا، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَ فَارًّا مِنَ الزَّحْفِ» (3).

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «أستغفر اللَّه»: هو دعاء الله بالمغفرة للذنوب، قال ابن منظور: «الغَفْرِ: التَّغْطِيَةُ، وَالسَّتْرُ، غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ أَي سَتَرَهَا ... والغَفْرُ، والمَغْفِرةُ: التَّغْطِيَةُ عَلَى الذُّنُوبِ، والعفوُ عَنْهَا» (4)، وقال الحافظ ابن حجر : «الِاسْتِغْفَارُ طَلَبُ الْمَغْفِرَةِ: إِمَّا بِاللِّسَانِ، أَوْ بِالْقَلْبِ، أَوْ بِهِمَا، فَالْأَوَّلُ فِيهِ نَفْعٌ؛ لِأَنَّهُ خَيْرٌ مِنَ السُّكُوتِ؛ وَلِأَنَّهُ يَعْتَادُ قَوْلَ الْخَيْرِ، وَالثَّانِي نَافِعٌ جِدًّا، وَالثَّالِثُ أَبْلَغُ مِنْهُمَا، لَكِنَّهُمَا لَا يُمَحِّصَانِ الذَّنْبَ حَتَّى تُوجَدَ التَّوْبَةُ؛ فَإِنَّ الْعَاصِي الْمُصِرَّ يَطْلُبُ الْمَغْفِرَةَ» (5).
2- قوله: «العظيم» الذي تتضاءل عند عظمته جبروت الجبابرة، وتصغر في جانب جلاله أنوف الملوك القاهرة، فسبحان من له العظمة العظيمة، والكبرياء الجسيمة، والقهر، والغلبة لكل شيء» (6).
3- قوله: «الذي لا إله إلا هو»: التوجه إلى اللَّه وحده، دون غيره، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : «تتضمن إخلاص الإلهية له، فلا يجوز أن يتأله القلب غيره، لا بحب، ولا خوف، ولا رجاء، ولا إجلال، ولا إكرام، ولا رغبة، ولا رهبة، بل لا بد أن يكون الدين كله للَّه» (7).
4- قوله: «الحي القيوم»: قال الإمام ابن القيم : «صِفَةَ الْحَيَاةِ مُتَضَمِّنَةٌ لِجَمِيعِ صِفَاتِ الْكَمَالِ، مُسْتَلْزِمَةٌ لَهَا، وَصِفَةُ الْقَيُّومِيَّةِ مُتَضَمِّنَةٌ لِجَمِيعِ صِفَاتِ الْأَفْعَالِ، وَلِهَذَا كَانَ اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى: هُوَ اسْمُ الْحَيِّ الْقَيُّومِ» (8).
5- قوله: «وأتوب إليه»: قال الحافظ ابن حجر : «والتَّوبَة تَرك الذَّنب عَلَى أَحَد الأَوجُه، وفِي الشَّرع تَرك الذَّنب لِقُبحِهِ، والنَّدَم عَلَى فِعله، والعَزم عَلَى عَدَم العَود، ورَدّ المَظلِمَة إِن كانَت أَو طَلَب البَراءَة مِن صاحِبها... » (9).
6- قوله: «غفر الله له، غفرت ذنوبه»: قال ابن علان : «أي: غفرت صغائر ذنوبه المتعلقة بحق ربه، وإن كان قد اقترف ما هو من الكبائر فلا يمنع ذلك من غفر الصغائر بالذكر المذكور أو غفرت الذنوب حتى الكبائر عنده لا به، فلا يخالف ما عليه المحققون من أن أعمال البر لا تكفر إلا الصغائر المتعلقة بحق الله تعالى» (10)، وقال الصنعاني : «غفرت ذنوبه: كبائرها وصغائرها» (11).
7- قوله: «فر من الزحف»: قال ابن الأثير : «فَرَّ، يَفِرُّ فَرّاً، فَهُوَ فَارٌّ: إِذَا هرَب» (12)، كلمة الزحف: قال ابن الأثير : «لقاء العدو في الحرب» (13)، وقال الطيبي : «الزحف الجيش الدهم الذي يرى لكثرته كأنه يزحف، أي: يدب دبيباً، من زحف الصبي، إذا دب على استه قليلاً قليلاً... «فر من الزحف» فرمن حرب الكفار؛ حيث لا يجوز له الفرار، وذلك بأن لا يكون عدد الكفار على مثلي عدد جيش المسلمين» (14).

ما يستفاد من الحديث:

1- بيان عظيم فضل الاستغفار ولكن ذلك ليس قولًا باللسان فقط ولكنه ينتج عن توبة صادقة بشروطها المعروفة (14).
2- قال ابن عباس: «التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ، وَالْمُسْتَغْفِرُ مِنْ ذَنْبٍ وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَيْهِ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِرَبِّهِ عز وجل» (15).
3- التوبة النصوح تجب أي تمحو ما قبلها من الذنوب وإن كانت من الكبائر كالفرار من الزحف، قال صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات» وذكر منها: «والتولي يوم الزحف» (16).
4- قال الطيبي : «وفي تخصيص ذكر الفرار عن الزحف إدماج لمعنى أن هذا الذنب من أعظم الكبائر؛ لأن سياق الكلام، وارد في الاستغفار، وعبارته في المبالغة عن حط الذنوب عنه، فيلزم بإشارته أن هذا الذنب أعظم الذنوب» (14).

1 أبو داود، برقم 1517، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، برقم 1358
2 سنن الترمذي، برقم 3577، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، برقم 3577
3 المستدرك على الصحيحين للحاكم، وصححه ووافقه الذهبي، 1/ 511، بلفظ كلمة «العظيم»، والموضع الثاني في الحاكم، 2/ 118، بدون كلمة «العظيم»، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، 6/ 507، برقم 2727، إلا كلمة «العظيم» في الموضع الأول، فقال الألباني في السلسلة الصحيحة، 6/ 511: «لم تثبت»، قلت: وكلمة «العظيم» في رواية الترمذي، في طبعة أحمد شاكر
4 لسان العرب، 5/ 25، مادة (غفر)،
5 فتح الباري لابن حجر، 13/ 472.
6 تفسير السعدي، ص 110
7 اقتضاء الصراط المستقيم، 1/ 452.
8 زاد المعاد، 4/ 187
9 فتح الباري، 11/ 103
10 دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، 8/ 718.
11 التنوير شرح الجامع الصغير، 10/ 89.
12 النهاية في غريب الحديث والأثر، 3/ 427، مادة (فرر).
13 جامع الأصول، 4/ 390.
14 شرح المشكاة للطيبي: الكاشف عن حقائق السنن، 6/ 1855.
15 جامع العلوم والحكم، 2/ 409، وأكد وقفه على ابن عباس، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري، 13/ 471: «وَالرَّاجِحُ أَنَّ قَوْلَهُ: «وَالْمُسْتَغْفِرُ...» إِلَى آخِره مَوْقُوف، وأوله عِنْد بن ماجه، وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث ابن مَسْعُودٍ، وَسَنَدُهُ حَسَنٌ».
16 البخاري، كتاب الوصايا، باب قوله تعالى: ﴿إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً﴾، برقم 2766.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, August 28, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب