تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 15 من سورةق - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ ۚ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾
[ سورة ق: 15]

معنى و تفسير الآية 15 من سورة ق : أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس


ثم استدل تعالى بالخلق الأول -وهو المنشأ الأول - على الخلق الآخر، وهو النشأة الآخرة.
فكما أنه الذي أوجدهم بعد العدم، كذلك يعيدهم بعد موتهم وصيرورتهم إلى [الرفات] والرمم، فقال: أَفَعَيِينَا أي: أفعجزنا وضعفت قدرتنا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ ؟ ليس الأمر كذلك، فلم نعجز ونعي عن ذلك، وليسوا في شك من ذلك، وإنما هم في لبس من خلق جديد هذا الذي شكوا فيه، والتبس عليهم أمره، مع أنه لا محل للبس فيه، لأن الإعادة، أهون من الابتداء كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ

تفسير البغوي : مضمون الآية 15 من سورة ق


( أفعيينا بالخلق الأول ) يعني : أعجزنا حين خلقناهم أولا [ فنعيا ] بالإعادة .
وهذا تقرير لهم لأنهم اعترفوا بالخلق الأول وأنكروا البعث ، ويقال لكل من عجز عن شيء : عيي به .
( بل هم في لبس ) أي : في شك ( من خلق جديد ) وهو البعث .

التفسير الوسيط : أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس


وبعد هذا العرض لمصارع المكذبين، عادت السورة إلى تقرير الحقيقة التي كفر بها الجاهلون والجاحدون، وهي أن البعث حق، فقال-تبارك وتعالى-: أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ والاستفهام للإنكار والنفي، وقوله فَعَيِينا من العي بمعنى العجز.
يقال: عيى فلان بهذا الشيء، إذا عجز عنه، وانقطعت حيلته فيه، ولم يهتد إلى طريقة توصله إلى مقصوده منه.
واللبس: الخلط.
يقال: لبس على فلان الأمر- من باب ضرب- إذا اشتبه واختلط عليه، ولم يستطع التمييز بين ما هو صواب وما هو خطأ.
أى: أفعجزت قدرتنا عن خلق هؤلاء الكافرين وإيجادهم من العدم، حتى يتوهموا أننا عاجزون عن إعادتهم إلى الحياة بعد موتهم؟.
كلا إننا لم نعجز عن شيء من ذلك لأن قدرتنا لا يعجزها شيء، ولكن هؤلاء الكافرين لانطماس بصائرهم، واستيلاء الشيطان عليهم، قد صاروا في لبس وخلط من أمرهم، بدليل أنهم يقرون بأننا نحن الذين خلقناهم ولم يكونوا شيئا مذكورا، ومع ذلك فهم ينكرون قدرتنا على الخلق الجديد أى: على إعادتهم إلى الحياة الدنيا مرة أخرى بعد موتهم.
فقوله-تبارك وتعالى-: بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ أى: بل إن هؤلاء الكافرين في خلط وشك وحيرة من أن يكون هناك خلق جديد أى خلق مستأنف لهم بعد موتهم، مع أنهم- لو كانوا يعقلون- لعلموا أن القادر على الخلق من العدم، قادر على إعادة هذا المخلوق من باب أولى، كما قال- سبحانه -: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ، وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ.. .
قال الآلوسى: وقوله: بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ عطف على مقدر يدل عليه ما قبله، كأن قيل: إنهم معترفون بالأول غير منكرين قدرتنا عليه، فلا وجه لإنكارهم الثاني، بل هم في خلط وشبهة في خلق مستأنف.. .
وقال بعض العلماء ما ملخصه: في الآية أسئلة ثلاثة: لم عرف الخلق الأول؟ ولم نكر اللبس؟ ولم نكر الخلق الجديد؟.
وللإجابة على ذلك نقول: عرف الخلق الأول للتعميم والتهويل والتفخيم ومنه تعريف الذكور في قوله يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ.
وأما التنكير فأمره منقسم، فأحيانا يقصد به التفخيم، من حيث ما فيه من الإبهام.. وهو المقصود هنا من تنكير لفظ لَبْسٍ.
كأنه قيل: بل هم في لبس أى لبس.
وأحيانا يقصد به التقليل والتهوين لأمره، وهو المقصود هنا بقوله من خَلْقٍ جَدِيدٍ أى: أن هذا الخلق الجديد شيء هين بالنسبة إلى الخلق الأول، وإن كان كل شيء هين بالنسبة إلى قدرة الله-تبارك وتعالى- .
ثم صورت السورة الكريمة بعد ذلك علم الله-تبارك وتعالى- الشامل لكل شيء تصويرا يأخذ بالألباب، وبينت سكرات الموت وغمراته، وأحوال الإنسان عند البعث.. بيانا رهيبا مؤثرا، قال-تبارك وتعالى-:

تفسير ابن كثير : شرح الآية 15 من سورة ق


وقوله : ( أفعيينا بالخلق الأول ) أي : أفأعجزنا ابتداء الخلق حتى هم في شك من الإعادة ، ( بل هم في لبس من خلق جديد ) والمعنى : أن ابتداء الخلق لم يعجزنا والإعادة أسهل منه ، كما قال تعالى : ( وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ) [ الروم : 27 ] ، وقال الله تعالى : ( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ) [ يس : 78 - 79 ] ، وقد تقدم في الصحيح : " يقول الله تعالى : يؤذيني ابن آدم ، يقول : لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته " .

تفسير الطبري : معنى الآية 15 من سورة ق


القول في تأويل قوله تعالى : أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (15)وهذا تقريع من الله لمشركي قريش الذين قالوا: أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ يقول لهم جلّ ثناؤه: أفعيينا بابتداع الخلق الأول الذي خلقناه, ولم يكن شيئا فنعيا بإعادتهم خلقا جديدا بعد بلائهم في التراب, وبعد فنائهم; يقول: ليس يعيينا ذلك, بل نحن عليه قادرون.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأوَّلِ ) يقول: لم يعينا الخلق الأوّل.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد.
قوله ( أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأوَّلِ ) يقول: أفعيي علينا حين أنشأناكم خلقا جديدا, فتمتروا بالبعث.
حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن عطاء بن السائب, عن أبي ميسرة ( أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأوَّلِ ) قال: إنا خلقناكم.
وقوله ( بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ) يقول تعالى ذكره: ما يشكّ هؤلاء المشركون المكذّبون بالبعث أنا لم نعي بالخلق الأوّل, ولكنهم في شكّ من قُدرتنا على أن نخلقهم خلقا جديدا بعد فنائهم, وبَلائهم في قبورهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ) يقول: في شكّ من البعث.
حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن عطاء بن السائب, عن أبي ميسرة ( بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ ) قال: الكفار ( مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ) قال: أن يخلقوا من بعد الموت .
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ ) : أي شكّ والخلق الجديد: البعث بعد الموت, فصار الناس فيه رجلين: مكذّب, ومصدّق.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ) قال: البعث من بعد الموت.

أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد

سورة : ق - الأية : ( 15 )  - الجزء : ( 26 )  -  الصفحة: ( 518 ) - عدد الأيات : ( 45 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: إلى يوم الوقت المعلوم
  2. تفسير: أرأيت الذي ينهى
  3. تفسير: وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا
  4. تفسير: وقال الإنسان ما لها
  5. تفسير: الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون
  6. تفسير: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان
  7. تفسير: أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم
  8. تفسير: وإذ قال عيسى ابن مريم يابني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي
  9. تفسير: فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين
  10. تفسير: وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون

تحميل سورة ق mp3 :

سورة ق mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة ق

سورة ق بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة ق بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة ق بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة ق بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة ق بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة ق بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة ق بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة ق بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة ق بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة ق بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب