تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 18 من سورة الرعد - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾
[ سورة الرعد: 18]

معنى و تفسير الآية 18 من سورة الرعد : للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا


لما بيّن تعالى الحق من الباطل ذكر أن الناس على قسمين: مستجيب لربه، فذكر ثوابه، وغير مستجيب فذكر عقابه فقال: { لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ }- أي: انقادت قلوبهم للعلم والإيمان وجوارحهم للأمر والنهي، وصاروا موافقين لربهم فيما يريده منهم، فلهم { الْحُسْنَى }- أي: الحالة الحسنة والثواب الحسن.فلهم من الصفات أجلها ومن المناقب أفضلها ومن الثواب العاجل والآجل ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، { وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ } بعد ما ضرب لهم الأمثال وبين لهم الحق، لهم الحالة غير الحسنة، فـ { لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا } من ذهب وفضة وغيرها، { وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ } من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم وأنى لهم ذلك؟"{ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ } وهو الحساب الذي يأتي على كل ما أسلفوه من عمل سيئ وما ضيعوه من حقوق الله وحقوق عباده قد كتب ذلك وسطر عليهم وقالوا: { يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا } { و } بعد هذا الحساب السيئ { وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } الجامعة لكل عذاب، من الجوع الشديد، والعطش الوجيع، والنار الحامية والزقوم والزمهرير، والضريع وجميع ما ذكره الله من أصناف العذاب { وَبِئْسَ الْمِهَادُ }- أي: المقر والمسكن مسكنهم.

تفسير البغوي : مضمون الآية 18 من سورة الرعد


قوله تعالى : ( للذين استجابوا لربهم ) أجابوا لربهم فأطاعوه ( الحسنى ) الجنة ( والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به ) أي : لبذلوا ذلك يوم القيامة افتداء من النار ( أولئك لهم سوء الحساب ) قال إبراهيم النخعي : سوء الحساب : أن يحاسب الرجل بذنبه كله لا يغفر له من شيء ( ومأواهم ) في الآخرة ( جهنم وبئس المهاد ) الفراش ، أي : بئس ما مهد لهم .

التفسير الوسيط : للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا


ثم بين- سبحانه - بعد ذلك عاقبة أهل الحق، وعاقبة أهل الباطل فقال-تبارك وتعالى-:لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنى، وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ....أى: للمؤمنين الصادقين، الذين أطاعوا ربهم في كل ما أمرهم به أو نهاهم عنه، المثوبة الحسنى، وهي الجنة.
فالحسنى يصح أن تكون صفة لموصوف محذوف، ويصح أن تكون مبتدأ مؤخرا، وخبره «للذين استجابوا لربهم» .
«والذين لم يستجيبوا له» - سبحانه - ولم ينقادوا لأمره أو نهيه وهم الكفار «لو أن لهم ما في الأرض جميعا» من أصناف الأموال، ولهم أيضا «مثله معه لافتدوا به» أى لهان عليهم- مع نفاسته وكثرته- أن يقدموه فداء لأنفسهم من عذاب يوم القيامة.
فالضمير في قوله «ومثله معه» يعود إلى ما في الأرض جميعا من أصناف الأموال وفي ذلك ما فيه من تهويل ما يلقونه من عذاب أليم جزاء كفرهم وجحودهم.
ثم بين- سبحانه - سوء مصيرهم فقال: «أولئك لهم سوء الحساب» أى: أولئك الذين لم يستجيبوا لربهم لهم الحساب السيئ الذي لا رحمة معه، ولا تساهل فيه.
«ومأواهم جهنم» ، أى: ومرجعهم الذي يرجعون إليه جهنم.
«وبئس المهاد» أى:وبئس المستقر الذي يستقرون فيه.
والمخصوص بالذم محذوف أى: مهادهم أو جهنم.
وبذلك نرى الآيات الكريمة قد أقامت أوضح الأدلة وأحكمها على وحدانية الله-تبارك وتعالى- وقدرته، وبينت حسن عاقبة المؤمنين، وسوء عاقبة المكذبين ...
ثم بين- سبحانه - بعد ذلك أنه لا يستوي الأعمى والبصير، ومدح أولى الألباب بما هم أهله من مدح، وذم أضدادهم بما يستحقون من ذم، فقال-تبارك وتعالى-:

تفسير ابن كثير : شرح الآية 18 من سورة الرعد


يخبر تعالى عن مآل السعداء والأشقياء فقال : { للذين استجابوا لربهم } أي: أطاعوا الله ورسوله ، وانقادوا لأوامره ، وصدقوا أخباره الماضية والآتية ، فلهم } الحسنى } وهو الجزاء الحسن كما قال تعالى مخبرا عن ذي القرنين أنه قال : { قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا } [ الكهف : 87 ، 88 ] وقال تعالى : { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } [ يونس : 26 ] .
وقوله : { والذين لم يستجيبوا له } أي لم : يطيعوا الله { لو أن لهم ما في الأرض جميعا } أي: في الدار الآخرة ، لو أن يمكنهم أن يفتدوا من عذاب الله بملء الأرض ذهبا ومثله معه لافتدوا به ، ولكن لا يتقبل منهم; لأنه تعالى لا يقبل منهم يوم القيامة صرفا ولا عدلا { أولئك لهم سوء الحساب } أي: في الدار الآخرة ، أي: يناقشون على النقير والقطمير ، والجليل والحقير ، ومن نوقش الحساب عذب; ولهذا قال : { ومأواهم جهنم وبئس المهاد }

تفسير الطبري : معنى الآية 18 من سورة الرعد


قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: أما الذين استجابوا لله فآمنوا به حين دعاهم إلى الإيمان به، وأطاعوه فاتبعوا رسوله وصدّقوه فيما جاءهم به من عند الله, ( 28 ) فإن لهم الحسنى, وهي الجنة، ( 29 ) كذلك:-20326- حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( للذين استجابوا لربهم الحسنى ) وهي الجنة .
* * *وقوله: ( والذين لم يستجيبوا له لو أنّ لهم ما في الأرض جميعًا ومثله معه لافتدوا به ) ، يقول تعالى ذكره: وأما الذين لم يستجيبوا لله حين دعاهم إلى توحيده والإقرار بربوبيته، ( 30 ) ولم يطيعوه فيما أمرهم به, ولم يتبعوا رسوله فيصدقوه فيما جاءهم به من عند ربهم, فلو أن لهم ما في الأرض جميعًا من شيء ومثله معه ملكًا لهم، ثم قُبِل مثل ذلك منهم، وقبل منهم بدلا من العذاب الذي أعدّه الله لهم في نار جهنم وعوضًا، ( 31 ) لافتدوا به أنفسهم منه, يقول الله: ( أولئك لهم سوء الحساب ) ، يقول: هؤلاء الذين لم يستجيبوا لله لهم سوء الحساب، يقول: لهم عند الله أن يأخذهم بذنوبهم كلها, فلا يغفر لهم منها شيئا, ولكن يعذبهم على جميعها .
كما:-20327- حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا عون, عن فرقد السبخي قال: قال لنا شهر بن حوشب: ( سوء الحساب ) أن لا يتجاوز لهم عن شيء .
( 32 )20328- حدثني يعقوب قال: حدثنا ابن علية قال: حدثني الحجاج بن أبي عثمان قال: حدثني فرقد السبخي قال: قال إبراهيم النخعي: يا فرقد أتدري ما " سوء الحساب "؟ قلت: لا ! قال: هو أن يحاسب الرّجل بذنبه كله لا يغفر له منه شيء .
( 33 )* * *وقوله: ( ومأواهم جهنم ) يقول: ومسكنهم الذي يسكنونه يوم القيامة جهنم ( 34 ) ( وبئس المهاد ) ، يقول: وبئس الفراش والوطاءُ جهنمُ التي هي مأواهم يوم القيامة .
( 35 )الهوامش:( 28 ) انظر تفسير" الاستجابة " فيما سلف 13 : 465 ، تعليق : 4 ، والمراجع هناك .
( 29 ) انظر تفسير" الحسنى " فيما سلف 9 : 96 / 14 : 291 .
( 30 ) في المطبوعة :" لم يستجيبوا له " ، وأثبت ما في المخطوطة .
( 31 ) كانت هذه العبارة في المطبوعة هكذا :" ثم مثل ذلك ، وقبل ذلك منهم بدلا من العذاب " ، وكان في المخطوطة هكذا :" ثم قبل مثل ذلك ، وقبل ذلك منهم بدلا من العذاب " .
وهما عبارتان مختلفتان هالكتان ، والصواب الذي رجحته هو ما أثبت .
( 32 ) الأثر : 20327 -" الحسن بن عرفة العبدي البغدادي " ، شيخ الطبري ، ثقة مضى برقم : 9373 ، 12851 ، 15766 .
و" يونس بن محمد بن مسلم البغدادي " ، ثقة ، روى له الجماعة ، مضى برقم : 5090 ، 12549و" عون " ، كأنه يعني :" عون بن سلام القرشي الكوفي " ، ثقة مترجم في التهذيب .
وأما" فرقد السبخي " ، فهو" فرقد بن يعقوب السبخي " ،" أبو يعقوب " ، كان ضعيفًا منكر الحديث ، لأنه لم يكن صاحب حديث ، وليس بثقة مترجم في التهذيب ، والكبير 4 / 1 / 131 ، وابن أبي حاتم 3 / 2 / 81 ، وميزان الاعتدال 2 : 327 .
( 33 ) الأثر : 20328 -" فرقد السبخي " ، ليس بثقة ، مضى برقم : 20327 ، وسيأتي هذا الخبر بإسناد آخر رقم : 20334 .
( 34 ) انظر تفسير" المأوى " فيما سلف 15 : 26 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
( 35 ) انظر تفسير" المهاد " فيما سلف 12 : 435 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .

للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد

سورة : الرعد - الأية : ( 18 )  - الجزء : ( 13 )  -  الصفحة: ( 251 ) - عدد الأيات : ( 43 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: قال تالله إن كدت لتردين
  2. تفسير: كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون
  3. تفسير: إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء
  4. تفسير: وتركنا عليه في الآخرين
  5. تفسير: تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون
  6. تفسير: فهو في عيشة راضية
  7. تفسير: إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير
  8. تفسير: وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونـزلناه تنـزيلا
  9. تفسير: والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما
  10. تفسير: ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين

تحميل سورة الرعد mp3 :

سورة الرعد mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الرعد

سورة الرعد بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الرعد بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الرعد بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الرعد بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الرعد بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الرعد بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الرعد بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الرعد بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الرعد بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الرعد بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب