تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 30 من سورةيوسف - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ ۞ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖ إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾
[ سورة يوسف: 30]

معنى و تفسير الآية 30 من سورة يوسف : وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود


يعني: أن الخبر اشتهر وشاع في البلد، وتحدث به النسوة فجعلن يلمنها، ويقلن: امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا أي: هذا أمر مستقبح، هي امرأة كبيرة القدر، وزوجها كبير القدر، ومع هذا لم تزل تراود فتاها الذي تحت يدها وفي خدمتها عن نفسه،.
ومع هذا فإن حبه قد بلغ من قلبها مبلغا عظيما.
قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا أي: وصل حبه إلى شغاف قلبها، وهو باطنه وسويداؤه، وهذا أعظم ما يكون من الحب، إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ حيث وجدت منها هذه الحالة التي لا تنبغي منها، وهي حالة تحط قدرها وتضعه عند الناس، وكان هذا القول منهن مكرا، ليس المقصود به مجرد اللوم لها والقدح فيها، وإنما أردن أن يتوصلن بهذا الكلام إلى رؤية يوسف الذي فتنت به امرأة العزيز لتحنق امرأة العزيز، وتريهن إياه ليعذرنها، ولهذا سماه مكرا، فقال: فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ

تفسير البغوي : مضمون الآية 30 من سورة يوسف


قوله تعالى : ( وقال نسوة في المدينة ) الآية .
يقول : شاع أمر يوسف والمرأة في المدينة مدينة مصر .
وقيل: مدينة عين الشمس وتحدث النساء بذلك وقلن - وهن خمس نسوة : امرأة حاجب الملك ، وامرأة صاحب الدواب ، وامرأة الخباز ، وامرأة الساقي ، وامرأة صاحب السجن ، قاله مقاتل .
وقيل: هن نسوة من أشراف مصر - :( امرأة العزيز تراود فتاها ) أي : عبدها الكنعاني ( عن نفسه ) أي : تطلب من عبدها الفاحشة ( قد شغفها حبا ) أي : علقها حبا .
قال الكلبي : حجب حبه قلبها حتى لا تعقل سواه .
وقيل: أحبته حتى دخل حبه شغاف قلبها ، أي : داخل قلبها .
قال السدي : الشغاف جلدة رقيقة على القلب ، يقول : دخل الحب الجلد حتى أصاب القلب .
وقرأ الشعبي ، والأعرج ( شعفها ) بالعين غير المعجمة ، معناه : ذهب الحب بها كل مذهب .
ومنه شعف الجبال وهو رءوسها .
( إنا لنراها في ضلال مبين ) أي : خطإ ظاهر .
وقيل: معناه إنها تركت ما يكون عليه أمثالها من العفاف والستر .

التفسير الوسيط : وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود


قوله- سبحانه - وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ..حكاية لما تناقلته الألسنة عن امرأة العزيز، فقد جرت العادة بين النساء، أن يتحدثن عن أمثال هذه الأمور في مجالسهن، ولا يكتمنها خصوصا إذا كانت صاحبة الحادثة من نساء الطبقة المرموقة.. كامرأة العزيز.
والنسوة: اسم جمع لا واحد له من لفظه، ومفردة من حيث المعنى: امرأة.
والمراد بالمدينة: مدينة مصر التي كان يعيش فيها العزيز وزوجته والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لنسوة.
أى: وقال نسوة من نساء مدينة مصر- على سبيل النقد والتشهير والتعجب- إن امرأة العزيز، صاحبة المكانة العالية، والمنزلة الرفيعة، بلغ بها الحال في انقيادها لهواها، وفي خروجها عن طريق العفة.. أنها تراود فتاها عن نفسه، أى: تطلب منه مواقعتها، وتتخذ لبلوغ غرضها شتى الوسائل والحيل.
ولم يبين لنا القرآن الكريم عدد هؤلاء النسوة ولا صفاتهم، لأنه لا يتعلق بذلك غرض نافع، ولأن الذي يهدف إليه القرآن الكريم هو بيان أن ما حدث بين يوسف وامرأة العزيز، قد شاع أمره بين عدد من النساء في مدينة كبيرة كمصر وفي وصفها بأنها «امرأة العزيز» زيادة في التشهير بها.
فقد جرت العادة بين الناس، بأن ما يتعلق بأصحاب المناصب الرفيعة من أحداث، يكون أكثر انتشارا بينهم، وأشد في النقد والتجريح.
والتعبير بالمضارع في قوله- سبحانه - تُراوِدُ يشعر بأنها كانت مستمرة على ذلك، دون أن يمنعها منه افتضاح أمرها، وقول زوجها لها «واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين» .
والمراد بفتاها يوسف- عليه السلام- ووصفنه بذلك لأنه كان في خدمتها، والمبالغة في رميها بسوء السلوك، حيث بلغ بها الحال في احتقار نفسها، أن تكون مراودة لشخص هو خادم لها..وجملة «قد شغفها حبا» بيان لحالها معه، وهي في محل نصب حال من فاعل تراود أو من مفعوله والمقصود بها تكرير لومها، وتأكيد انقيادها لشهواتها.
وشغف مأخوذ من الشغاف- بكسر الشين- وهو غلاف القلب، أو سويداؤه أو حجابه، يقال: شغف الهوى قلب فلان شغفا، أى بلغ شغافه.
والمراد أن حبها إياه قد شق شغاف قلبها.
وتمكن منه تمكنا لا مزيد عليه و «حبا» تمييز محول عن الفاعل، والأصل: شغفها حبها إياه.
وجملة إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ مقررة لمضمون ما قبلها من لوم امرأة العزيز، وتحقير سلوكها، والمراد بالضلال: مخالفة طريق الصواب.
أى: إنا لنرى هذه المرأة بعين بصيرتنا، وصادق علمنا.
في خطأ عظيم واضح بحيث لا يخفى على أحد من العقلاء، لأنها- وهي المرأة المرموقة وزوجة الرجل الكبير- تراود خادمها عن نفسه.
والتعبير «بإنا لنراها ...
» للإشعار بأن حكمهن عليها بالضلال ليس عن جهل، وإنما هو عن علم وروية، مع التلويح بأنهن يتنزهن عن مثل هذا الضلال المبين الصادر عنها.
قال صاحب المنار: «وهن ما قلن هذا إنكارا للمنكر، وكرها للرذيلة، ولا حبا في المعروف، ونصرا للفضيلة.
وإنما قلنه مكرا وحيلة، ليصل إليها قولهن فيحملها على دعوتهن، وإراءتهن بأعين أبصارهن، ما يبطل ما يدعين رؤيته بأعين بصائرهن، فيعذرنها فيما عذلنها عليه فهو مكر لا رأى» .
وهنا تحكى السورة الكريمة كيف قابلت تلك المرأة الداهية الجريئة، مكر بنات جنسها وطبقتها بمكر أشد من مكرهن بها فقال-تبارك وتعالى-:فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أى: باغتيابهن لها.
وسوء مقالتهن فيها، وسمى ذلك مكرا لشبهه به في الإخفاء والخداع.
أو قصدن بما قلنه- كما سبق أن أشرنا- إثارتها، لكي تطلعهن على فتاها الذي راودته عن نفسه، ليعرفن السر في هذه المراودة، وعلى هذا يكون المكر على حقيقته.
ومثل هذا المكر ليس غريبا على النساء في مثل هذه الأحوال.

تفسير ابن كثير : شرح الآية 30 من سورة يوسف


يخبر تعالى أن خبر يوسف وامرأة العزيز شاع في المدينة ، وهي مصر ، حتى تحدث الناس به ، ( وقال نسوة في المدينة ) مثل نساء الأمراء [ و ] الكبراء ، ينكرن على امرأة العزيز ، وهو الوزير ، ويعبن ذلك عليها : ( امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه ) أي : تحاول غلامها عن نفسه ، وتدعوه إلى نفسها ، ( قد شغفها حبا ) أي قد : وصل حبه إلى شغاف قلبها . وهو غلافه .قال الضحاك عن ابن عباس : الشغف : الحب القاتل ، والشغف دون ذلك ، والشغاف : حجاب القلب .( إنا لنراها في ضلال مبين ) أي : في صنيعها هذا من حبها فتاها ، ومراودتها إياه عن نفسه .

تفسير الطبري : معنى الآية 30 من سورة يوسف


القول في تأويل قوله تعالى : وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (30)قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: وتحدث النساء بأمر يوسف وأمر امرأة العزيز في مدينة مصر , وشاع من أمرهما فيها ما كان , فلم ينكتم , وقلن: ( امرأة العزيز تراود فتاها )، (59) عبدها (60) ، ( عن نفسه )، كما:-19137 - حدثنا ابن حميد , قال: حدثنا سلمة , عن ابن إسحاق , قال: وشاع الحديث في القرية , وتحدث النساء بأمره وأمرها , وقلن: (امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه) ، أي: عبدها.
* * *وأما " العزيز " فإنه: " الملك " في كلام العرب، (61) ومنه قول أبي دؤاد:دُرَّةٌ غَاصَ عَلَيْهَا تَاجِرٌجُلِيَتْ عِنْدَ عَزِيزٍ يَوْمَ طَلِّ (62)يعني بالعزيز، الملك , وهو من " العزّة ".
(63)* * *وقوله: (قد شغفها حبًّا) ، يقول قد وصل حبُّ يوسف إلى شَغَاف قلبها فدخل تحته، حتى غلب على قلبها.
* * *و " شَغَاف القلب ": حجابه وغلافه الذي هو فيه , وإياه عنى النابغة الذبياني بقوله:وَقَدْ حَالَ هَمٌّ دُونَ ذَلِكَ دَاخِلٌدُخُولَ شَغَافٍ تَبْتَغِيهِ الأصَابِعُ (64)* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:19138 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا حجاج بن محمد , عن ابن جريج , قال: أخبرني عمرو بن دينار , أنه سمع عكرمة يقول في قوله: (شغفها حبًّا) قال: دخل حبه تحت الشَّغاف.
19139 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا شبابة , قال: حدثنا ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد قوله: (قد شغفها حبًّا) ، قال: دخل حبه في شَغافها.
19140 - حدثني محمد بن عمرو , قال: حدثنا أبو عاصم , قال: حدثنا عيسى , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد: (قد شغفها حبًّا) ، قال: دخل حبه في شَغافها.
19141 - حدثني المثنى , قال: حدثنا أبو حذيفة , قال: حدثنا شبل , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد: (قد شغفها حبًّا) ، قال: كان حبه في شَغافها.
19142 - .
.
.
.
قال: حدثنا إسحاق , قال: حدثنا عبد الله , عن ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد , مثل حديث الحسن بن محمد , عن شبابة .
19143 - حدثني محمد بن سعد , قال: حدثني أبي , قال: حدثني عمي , قال: حدثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس , قوله: (قد شغفها حبًّا) ، يقول: عَلَّقها حبًّا.
19144 - حدثني المثنى , قال: حدثنا عبد الله بن صالح , قال: حدثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس , قوله: (قد شغفها حبًّا) ، قال: غَلَبها.
19145 - حدثنا أبو كريب , قال: حدثنا وكيع ، وحدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا أبي ، عن أبيه عن أيوب بن عائذ الطائي عن الشعبي: (قد شغفها حبًّا) ، قال: " المشغوف ": المحب , و " المشعوف "، (65) المجنون.
(66)19146 - .
.
.
.
وبه قال، حدثنا أبي , عن أبي الأشهب , عن أبي رجاء والحسن: (قد شغفها حبًّا) ، قال أحدهما: قد بَطَنَها حبًّا.
وقال الآخر: قد صَدَقها حبًّا.
19147 - حدثني يعقوب , قال: حدثنا ابن علية , عن أبي رجاء , عن الحسن , في قوله: (قد شغفها حبا) ، قال: قد بطنَها حبًّا ، قال يعقوب: قال أبو بشر: أهل المدينة يقولون: " قد بَطَنها حبًّا ".
19148 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا ابن علية , عن أبي رجاء , عن &; 16-65 &; الحسن , قال: سمعته يقول في قوله: (قد شغفها حبا) ، قال: بَطنَها حبًّا .
وأهل المدينة يقولون ذلك.
19149 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا عبد الوهاب , عن قرة , عن الحسن: (قد شغفها حبًّا) ، قال: قد بَطَن بها حبًّا.
(67)19150 - حدثنا الحسن , قال: حدثنا أبو قطن , قال: حدثنا أبو الأشهب , عن الحسن: (قد شغفها حبًّا) ، قال: بَطَنها حبه.
19151 - حدثنا بشر , قال: حدثنا يزيد , قال: حدثنا سعيد , عن قتادة .
عن الحسن: (قد شغفها حبًّا) ، قال: بطَن بها.
19152 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى , قال: حدثنا محمد بن ثور , عن معمر , عن قتادة: (قد شغفها حبًّا) ، قال: استبطنها حبها إياه.
19153 - حدثنا بشر , قال: حدثنا يزيد , قال: حدثنا سعيد , عن قتادة , قوله: (قد شغفها حبًّا) ، أي: قد عَلَّقها.
19154 - حدثني الحارث , قال: حدثنا عبد العزيز , قال: حدثنا إسرائيل , عن أبي يحيى , عن مجاهد: (قد شغفها حبًّا) ، قال: قد عَلَّقَها حبًّا.
19155 - حدثنا بن وكيع , قال: حدثنا المحاربي , عن جويبر , عن الضحاك , قال: هو الحب اللازق بالقلب.
19156 - حدثت عن الحسين , قال: سمعت أبا معاذ يقول: حدثنا عبيد , قال: سمعت الضحاك , في قوله: (قد شغفها حبًّا) ، يقول: هلكت عليه حبًّا، و " الشَّغَاف ": شَغَاف القلب.
19157 - حدثنا ابن وكيع , قال: حدثنا عمرو بن محمد , قال: حدثنا &; 16-66 &; أسباط , عن السدي: (قد شغفها حبًّا) ، قال: و " الشَّغاف ": جلدة على القلب يقال لها ": لسان القلب "، (68) يقول: دخل الحب الجلد حتى أصاب القلب.
* * *وقد اختلفت القرأة في قراءة ذلك.
فقرأته عامة قرأة الأمصار بالغين: (قَدْ شَغَفَهَا) ، على معنى ما وصفت من التأويل.
* * *وقرأ ذلك أبو رجاء: " قَدْ شَعَفَهَا " بالعين.
(69)19158 - حدثنا الحسن بن محمد , قال: حدثنا أبو قطن , قال: حدثنا أبو الأشهب , عن أبي رجاء: " قَدْ شَعَفَهَا ".
19159 - .
.
.
.
قال: حدثنا خلف , قال: حدثنا هشيم , عن أبي الأشهب , أو عوف عن أبي رجاء: " قَدْ شَعَفَهَا حُبًّا "، بالعين.
19160 - .
.
.
.
قال: حدثنا خلف , قال: حدثنا محبوب , قال: قرأه عوف: " قَدْ شَعَفَهَا ".
19161 - .
.
.
.
قال: حدثنا عبد الوهاب , عن هارون , عن أسيد , عن الأعرج: " قَدْ شَعَفَهَا حُبًّا " ، وقال: شَعَفَهَا إذا كان هو يحبها.
* * *ووجَّه هؤلاء معنى الكلام إلى أنَّ الحبَّ قد عمَّها.
* * *وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين يقول: هو من قول القائل: &; 16-67 &; " قد شُعفَ بها " , كأنه ذهب بها كل مَذهب، من " شَعَف الجبال " , وهي رؤوسها.
* * *وروي عن إبراهيم النخعي أنه قال: " الشغف "، شغف الحب ، و " الشعف "، شعف الدابة حين تذعر .
19162 - حدثني بذلك الحارث , عن القاسم , أنه قال: يروى ذلك عن أبي عوانة , عن مغيرة عنه .
، قال الحارث: قال القاسم , يذهب إبراهيم إلى أن أصل " الشَّعَف "، هو الذعر .
قال: وكذلك هو كما قال إبراهيم في الأصل , إلا أن العرب ربما استعارت الكلمة فوضعتها في غير موضعها ; قال امرؤ القيس:أَتَقْتُلُنِي وَقَدْ شَعَفْتُ فُؤَادَهَاكَمَا شَعَفَ المَهْنُوءَة الرَّجُلُ الطَّالِي (70)قال: و " شعف المرأة " من الحبّ , و " شعف المهنوءة " من الذعر , فشبه لوعة الحب وجَوَاه بذلك.
* * *وقال ابن زيد في ذلك ما: -19163 - حدثني يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد , في قوله: (قد شغفها حبًّا) قال: إن " الشغف " و " الشعف "، مختلفان , و " الشعف "، في البغض ، و " الشغف " في الحب.
* * *وهذا الذي قاله ابن زيد لا معنى له , لأن " الشعف " في كلام العرب بمعنى عموم الحب، أشهر من أن يجهله ذو علم بكلامهم.
* * *قال أبو جعفر: والصواب في ذلك عندنا من القراءة: (قَدْ شَغَفَهَا) ، بالغين، لإجماع الحجة من القرأة عليه.
* * *وقوله: (إنا لنراها في ضلال مبين) ، قلن: إنا لنرى امرأة العزيز في مراودتها فتاها عن نفسه، وغلبة حبه عليها، لفي خطأ من الفعل، وجَوْر عن قصد السبيل ، " مبين "، لمن تأمله وعلمه أنه ضلال، وخطأ غير صواب ولا سداد.
(71) وإنما كان قيلهنّ ما قلن من ذلك، وتحدُّثهن بما تحدَّثن به من شأنها وشأن يوسف، مكرًا منهن، فيما ذكر، لتريَهُنَّ يوسف.
----------------------الهوامش:(59) انظر تفسير" المراودة" فيما سلف ص : 53 ، تعليق : 1 ، والمراجع هناك .
(60) انظر تفسير" الفتى" فيما سلف 8 : 188 .
(61) هذا التفسير من عزيز اللغة ، وليس في المعاجم ، فليقيد في مكانه .
(62) لم أجد البيت في مكان آخر .
(63) انظر تفسير" العزة" فيما سلف من فهارس اللغة ( عزز ) .
(64) ديوانه : 38 ، مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 308 ، وغيرهما ، مع اختلاف في روايته ، وقبله :عَلَى حِينَ عَاتَبْتُ المَشِيبَ عَلَى الصِّبَاوَقُلْتُ : أَلَمَّا تَصْحُ والشَّيْبُ وَازِعُ ?و"الأصابع" يعني أصابع الأطباء .
وجعله الطبري من" الشغاف" بالفتح ، واللغويون يجعلونه من" الشغاف" ( بضم الشين" ، وهو داء يأخذ تحت الشراسيف من الشق الأيمن .
وإذا اتصل بالطحال قتل صاحبه .
وهذا أجود الكلاميين .
(65) " المشعوف" ، بالعين المهملة ، وكان في المطبوعة بالغين المعجمة ، وهو خطأ .
وأراد الشعبي أن يفرق بينهما .
(66) الأثر : 19145 -" أيوب بن عائذ المدلجي الطائي" ، ثقة ، مضى برقم : 10338 ، 10339(67) في المخطوطة :" بطن لها" ، وانظر رقم : 19151 .
(68) هكذا في المطبوعة والمخطوطة ، وأنا أرجح أن الصواب" لباس القلب" ، لأنهم قالوا في شرح اللفظ :" الشغاف : غلاف القلب ، وهو جلدة دونه كالحجاب ، وسويداؤه" ، وقالوا" هو غشاء القلب" وقال أبو الهيثم :" يقال لحجاب القلب ، وهي شحمة تكون لباسًا للقلب الشغاف" .
(69) هكذا في المخطوطة :" شعفها" ، وظني أن الصواب :" شغف بها ، إذا كان هو يحبها" ، وذلك بالبناء للمجهول ، أما هذا الذي قاله ، فمما لا يعرف .
(70) ديوانه : 142 ، واللسان" شعف" ، وغيرها ، من قصيدة البارعة ، يقول وقد ذكر صاحبته وبعلها :فَأَصْبحْتُ مَعْشُوقًا وَأَصْبَحَ بَعْلُهاعَلَيْه القَتامُ سَيِّءَ الظَّنِّ وَالبالِيَغِط غَطِيطَ البَكْرِ شُدَّ خِناقُهُلِيَقْتُلَنِي , والمرْءُ لَيْسَ بقَتَّالِأَيَقْتُلَني والمَشْرَفِيُّ مُضَاجِعِيوَمَسْنُونَةٌ زُرْقٌ كَأَنْيابِ أَغْوَالِولَيْسَ بذي رُمْحٍ فَيَطْعُنُني بهِوَلَيْسَ بِذي سَيْفٍ , ولَيْسَ بِنَبَّالِأيقتُلَني أنِّي شعفتُ فُؤَادها.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
وَقَدْ عَلِمَتْ سَلْمَى , وإنْ كانَ بَعلَهابِأَنَّ الفَتَى يَهْذِي ولَيْسَ بفَعَّال(71) انظر تفسير" الضلال" و" مبين" فيما سلف من فهارس اللغة ( ضلل ) ، ( بين ) .

وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين

سورة : يوسف - الأية : ( 30 )  - الجزء : ( 12 )  -  الصفحة: ( 238 ) - عدد الأيات : ( 111 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم
  2. تفسير: نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما
  3. تفسير: وتصلية جحيم
  4. تفسير: فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق
  5. تفسير: وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون
  6. تفسير: وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين
  7. تفسير: ويقول الذين كفروا لولا أنـزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد
  8. تفسير: وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين
  9. تفسير: ترميهم بحجارة من سجيل
  10. تفسير: إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم

تحميل سورة يوسف mp3 :

سورة يوسف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة يوسف

سورة يوسف بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة يوسف بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة يوسف بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة يوسف بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة يوسف بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة يوسف بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة يوسف بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة يوسف بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة يوسف بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة يوسف بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب