تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 29 من سورة يوسف - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۚ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ ۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ﴾
[ سورة يوسف: 29]

معنى و تفسير الآية 29 من سورة يوسف : يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك


ثم إن سيدها لما تحقق الأمر، قال ليوسف: { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا }- أي: اترك الكلام فيه وتناسه ولا تذكره لأحد، طلبا للستر على أهله، { وَاسْتَغْفِرِي } أيتها المرأة { لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ } فأمر يوسف بالإعراض، وهي بالاستغفار والتوبة.

تفسير البغوي : مضمون الآية 29 من سورة يوسف


( يوسف ) أي : يا يوسف ( أعرض عن هذا ) أي : عن هذا الحديث ، فلا تذكره لأحد حتى لا يشيع .
وقيل: معناه لا تكترث له ، فقد بان عذرك وبراءتك .
ثم قال لامرأته : ( واستغفري لذنبك ) أي : توبي إلى الله ( إنك كنت من الخاطئين قيل: إن هذا من قول الشاهد ليوسف ولراعيل .
وأراد بقوله : ( واستغفري لذنبك ) ، أي سلي زوجك أن لا يعاقبك ويصفح عنك ( إنك كنت من الخاطئين ) من المذنبين ، حتى راودت شابا عن نفسه وخنت زوجك ، فلما استعصم كذبت عليه ، وإنما قال : " من الخاطئين " ولم يقل : من الخاطئات ، لأنه لم يقصد به الخبر عن النساء بل قصد به الخبر عمن يفعل ذلك ، تقديره : من القوم الخاطئين ، كقوله تعالى : ( وكانت من القانتين ) ( التحريم - 12 ) بيانه قوله تعالى : ( إنها كانت من قوم كافرين ) ( النمل - 43 ) .

التفسير الوسيط : يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك


ثم وجه كلامه إلى يوسف فقال له «يوسف أعرض عن هذا» أى: يا يوسف أعرض عن هذا الأمر الذي دار بينك وبينها فاكتمه.
ولا تتحدث به خوفا من الفضيحة، وحفاظا على كرامتي وكرامتها.
وقوله: وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ خطاب منه لزوجته التي ثبتت عليها الجريمة ثبوتا تاما.
أى: واستغفري الله من ذنبك الذي وقع منك، بإساءتك فعل السوء مع يوسف، ثم اتهامك له بما هو برىء منه.
وجملة: «إنك كنت من الخاطئين» تعليل لطلب الاستغفار.
أى توبي إلى الله مما حدث منك، لأن ما حدث منك مع يوسف جعلك من جملة القوم المتعمدين لارتكاب الذنوب، وجعلها من جملة الخاطئين للتخفيف عليها في المؤاخذة.
وهكذا نجد هذا الرجل- صاحب المنصب الكبير- يعالج الجريمة التي تثور لها الدماء في العروق، وتستلزم حسما وحزما في الأحكام، بهذا الأسلوب الهادئ البارد، شأن المترفين في كل زمان ومكان، الذين يهمهم ظواهر الأمور دون حقائقها وأشكالها دون جواهرها، فهو يلوم امرأته لوما خفيفا يشبه المدح، ثم يطلب من يوسف كتمان الأمر، ثم يطلب منها التوبة من ذنوبها المتعمدة.. ثم تستمر الأمور بعد ذلك على ما هي عليه من بقاء يوسف معها في بيتها، بعد أن كان منها معه ما يستلزم عدم اجتماعهما.
هذا ومن العبر والعظات والأحكام التي نأخذها من هذه الآيات الكريمة:1- أن اختلاط الرجال بالنساء.
كثيرا ما يؤدى إلى الوقوع في الفاحشة وذلك لأن ميل الرجل إلى المرأة وميل المرأة إلى الرجل أمر طبيعي، وما بالذات لا يتغير.
ووجود يوسف- عليه السلام- مع امرأة العزيز تحت سقف واحد في سن كانت هي فيه مكتملة الأنوثة، وكان هو فيها فتى شابا جميلا ...
أدى إلى فتنتها به، وإلى أن تقول له في نهاية الأمر بعد إغراءات شتى له منها: «هيت لك» .
ولا شك أن من الأسباب الأساسية التي جعلتها تقول هذا القول العجيب وجودهما لفترة طويلة تحت سقف واحد.
لذا حرم الإسلام تحريما قاطعا الخلوة بالأجنبية، سدا لباب الوقوع في الفتن، ومنعا من تهيئة الوسائل للوقوع في الفاحشة.
ومن الأحاديث التي وردت في ذلك ما رواه الشيخان عن عقبة بن عامر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار، أفرأيت الحمو يا رسول الله؟ قال: الحمو الموت » .
والحمو هو قريب الزوج كأخيه وابن عمه.
وسئلت امرأة انحرفت عن طريق العفاف، لماذا كان منك ذلك فقالت: قرب الوساد، وطول السواد .
أى: حملني على ذلك قربى ممن أحبه وكثرة محادثتى له! 2- أن هم الإنسان بالفعل، ثم رجوعه عنه قبل الدخول في مرحلة التصميم والتنفيذ، لا مؤاخذة فيه.
قال القرطبي ما ملخصه: «الهم الذي هم به يوسف، من نوع ما يخطر في النفس، ولا يثبت في الصدر، وهو الذي رفع الله فيه المؤاخذة عن الخلق، إذ لا قدرة للمكلف على دفعه.
وفي صحيح مسلم عن أبى هريرة- رضى الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «قالت الملائكة يا ربنا ذلك عبدك يريد أن يعمل سيئة- وهو أبصر به- فقال: ارقبوه فإن قالوا: وهذه الكلمة كانت لابنة الخص، اعتذرت بها عن نفسها بعد أن فتنت فقيل لها لماذا هذا السلوك وأنت سيدة قومك؟عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من أجلى
» .
وفي الصحيح: «إن الله تجاوز لأمتى عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به » .
3- أن من الواجب على المؤمن إذا ما دعى إلى معصية أن يستعيذ بالله من ذلك، وأن يذكّر الداعي له بضررها، وبسوء عاقبة المرتكب لها ...
كما قال يوسف- عليه السلام- مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ.
4- أن يوسف- عليه السلام- قد خرج من هذه المحنة مشهودا له بالبراءة ونقاء العرض، من الله-تبارك وتعالى- ومن خلقه الذين سخرهم لهذه الشهادة.
قال الإمام الرازي ما ملخصه: واعلم أن الذين لهم تعلق بهذه الواقعة، يوسف- عليه السلام- وتلك المرأة وزوجها، ورب العالمين.. والكل شهد ببراءة يوسف عن المعصية، أما يوسف- عليه السلام- فقد قال «هي راودتني عن نفسي» وقال: «رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه» ..وأما امرأة العزيز فقد قالت: «أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين» .
وأما زوجها فقد قال: «إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم..» .
أما شهادة رب العالمين ببراءته ففي قوله-تبارك وتعالى-: كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ، إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ.
فقد شهد الله-تبارك وتعالى- على طهارته في هذه الآية أربع مرات، أولها: لنصرف عنه السوء» وثانيها «الفحشاء» وثالثها «إنه من عبادنا» ورابعها «المخلصين» .
5- أن موقف العزيز من امرأته كان موقفا ضعيفا متراخيا ...
وهذا الموقف هو الذي جعل تلك المرأة المتحكمة في زمام زوجها، تقول بعد ذلك بكل تبجح وتكشف واستهتار: «ولقد راودته عن نفسه فاستعصم، ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن، وليكونا من الصاغرين» .
6- أن القرآن الكريم صور تلك المحنة في حياة يوسف وامرأة العزيز، تصويرا واقعيا صادقا، ولكن بأسلوب حكيم، بعيد عما يخدش الحياء أو يجرح الشعور قال بعض العلماء: «والذي خطر لي أن قوله-تبارك وتعالى-: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ هو نهاية موقف طويل من الإغراء، بعد ما أبى يوسف في أول الأمر واستعصم، وهو تصوير واقعي صادق لحالة النفس البشرية الصالحة في المقاومة والضعف، ثم الاعتصام بالله في النهاية والنجاة، ولكن السياق القرآنى لم يفصل في تلك المشاعر البشرية المتداخلة المتعارضة المتغالبة، لأنه المنهج القرآنى لا يريد أن يجعل من هذه اللحظة معرضا يستغرق أكثر من مساحته المناسبة في محيط القصة وفي محيط الحياة البشرية المكتملة كذلك فذكر طرفي الموقف بين الاعتصام في أوله والاعتصام في نهايته، مع الإلمام بلحظة الضعف بينهما، ليكتمل الصدق والواقعية والجو النظيف جميعا..» .
ثم حكت السورة الكريمة بعد ذلك ما قالته بعض النساء، بعد أن شاع خبر امرأة العزيز مع فتاها، وما فعلته معهن من أفعال تدل على شدة مكرها ودهائها، وما قاله يوسف- عليه السلام- بعد ان سمع ما سمع من تهديدهن وإغرائهن.. قال-تبارك وتعالى-:

تفسير ابن كثير : شرح الآية 29 من سورة يوسف


ثم قال آمرا ليوسف ، عليه السلام ، بكتمان ما وقع : { يا يوسف أعرض عن هذا } أي: اضرب عن هذا [ الأمر ] صفحا ، فلا تذكره لأحد ، { واستغفري لذنبك } يقول لامرأته وقد كان لين العريكة سهلا أو أنه عذرها; لأنها رأت ما لا صبر لها عنه ، فقال لها : { واستغفري لذنبك } أي: الذي وقع منك من إرادة السوء بهذا الشاب ، ثم قذفه بما هو بريء منه ، استغفري من هذا الذي وقع منك ، { إنك كنت من الخاطئين }

تفسير الطبري : معنى الآية 29 من سورة يوسف


القول في تأويل قوله تعالى : يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ ( 29 )قال أبو جعفر: وهذا فيما ذكر عن ابن عباس , خبرٌ من الله تعالى ذكره عن قِيل الشاهد أنه قال للمرأة وليوسف.
* * *يعني بقوله: ( يوسف ) يا يوسف ، ( أعرض عن هذا ) ، يقول: أعرض عن ذكر ما كان منها إليك فيما راودتك عليه، فلا تذكره لأحد، ( 53 ) كما:-19136 - حدثنا يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد في قوله: ( يوسف أعرض عن هذا ) ، قال: لا تذكره ,( واستغفري ) أنت زوجك , يقول: سليه أن لا يعاقبك على ذنبك الذي أذنبتِ , وأن يصفح عنه فيستره عليك.
* * *، ( إنك كنت من الخاطئين ) , يقول: إنك كنت من المذنبين في مراودة يوسف عن نفسه.
* * *يقال منه: " خَطِئ " في الخطيئة " يخطَأ خِطْأً وخَطَأً " ( 54 ) كما قال جل ثناؤه: إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا [ سورة الإسراء: 31 ]، و " الخطأ " في الأمر.
وحكي في" الصواب " أيضًا " الصوابُ "، و " الصَّوْبُ "، ( 55 ) كما قال: الشاعر: ( 56 )لَعَمْرُكَ إِنَّمَا خَطَئِي وَصَوْبِيعَلَيَّ وَإِنَّ مَا أَهْلَكْتُ مَالُ ( 57 )وينشد بيت أمية:عِبَادُكَ يُخْطِئُونَ وَأَنْتَ رَبٌّبِكَفَّيْكَ الْمَنَايَا وَالْحُتُومُ ( 58 )من خطئ الرجل.
* * *وقيل: ( إنك كنت من الخاطئين ) ، لم يقل: من الخاطئات , لأنه لم يقصد بذلك قصد الخبر عن النساء , وإنما قصد به الخبر عمَّن يفعل ذلك فيخطَأ.
* * *-الهوامش:( 53 ) انظر تفسير" الإعراض " فيما سلف 15 : 407 ، تعليق : 1 ، والمراجع .
( 54 ) انظر تفسير" خطئ " فيما سلف 2 : 110 / 6 : 143 .
( 55 ) في المطبوعة والمخطوطة :" أيضًا الصواب ، والصوب " ، وكأن الصواب ما أثبت .
وأخشى أن يكون :" والخطأ " و" الخطاء " في الأمر ، وحكي في" الصواب . ..
"
، يعني المقصور و الممدود .
( 56 ) هو أوس بن غلفاء .
( 57 ) نوادر أبي زيد : 47 ، طبقات فحول الشعراء : 140 ، مجاز القرآن لأبي عبيدة 1 : 241 ، اللسان ( صوب ) ، من أبيات يقولها لامرأته :أَلا قالَتْ أُمَامَةُ يَوْمَ غُوْلٍ :تَقَطَّعَ بِابنِ غَلْفاء الحِبالُذَرِيني إنَّما خَطَئِي وصَوْبي. . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فَإِنْ تَرَنِي أُمَامَة قَلَّ مالِيوَأْلَهانِي عَنِ الغَزْوِ ابْتِذَالُفَقَدْ ألْهُو مَعَ النَّفَرِ النَّشَاوَىلِيَ النَّسَبُ المُوَاصَلُ والخِلالُ( 58 ) ديوانه : 4 ، واللسان ( خطأ ) ، ( حتم ) ، وقبل البيت :سَلامَكَ رَبَّنا فِي كُلِّ فَجْرٍبَرِيئًا ما تَلِيقُ بِكَ الذًّمُومُوبعده :غَدَاةَ يَقُولُ بَعْضُهُمْألاَ يَاليْتَ أُمَّكُمُ عَقِيمُ.

يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين

سورة : يوسف - الأية : ( 29 )  - الجزء : ( 12 )  -  الصفحة: ( 238 ) - عدد الأيات : ( 111 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين
  2. تفسير: فكذب وعصى
  3. تفسير: الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك في ضلال
  4. تفسير: إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون
  5. تفسير: ثم أنـزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنـزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا
  6. تفسير: فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين
  7. تفسير: أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون
  8. تفسير: ثم دمرنا الآخرين
  9. تفسير: ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور
  10. تفسير: يدعون فيها بكل فاكهة آمنين

تحميل سورة يوسف mp3 :

سورة يوسف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة يوسف

سورة يوسف بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة يوسف بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة يوسف بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة يوسف بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة يوسف بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة يوسف بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة يوسف بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة يوسف بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة يوسف بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة يوسف بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب