تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : ولو شاء ربك لآمن من في الأرض ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 99 من سورة يونس - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾
[ سورة يونس: 99]

معنى و تفسير الآية 99 من سورة يونس : ولو شاء ربك لآمن من في الأرض .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : ولو شاء ربك لآمن من في الأرض


يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ْ} بأن يلهمهم الإيمان، ويوزع قلوبهم للتقوى، فقدرته صالحة لذلك، ولكنه اقتضت حكمته أن كان بعضهم مؤمنين، وبعضهم كافرين.{ أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ْ}- أي: لا تقدر على ذلك، وليس في إمكانك، ولا قدرة لغير الله [على] شيء من ذلك.

تفسير البغوي : مضمون الآية 99 من سورة يونس


قوله تعالى : ( ولو شاء ربك ) يا محمد ، ( لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) هذه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وذلك أنه كان حريصا على أن يؤمن جميع الناس ، فأخبره الله جل ذكره : أنه لا يؤمن إلا من قد سبق له من الله السعادة ، ولا يضل إلا من سبق له الشقاوة .

التفسير الوسيط : ولو شاء ربك لآمن من في الأرض


ثم أضاف- سبحانه - إلى هذه التسلية لرسوله صلى الله عليه وسلم تسلية أخرى فقال: وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً ...
ومفعول المشيئة محذوف والتقدير:ولو شاء ربك- يا محمد- إيمان أهل الأرض كلهم جميعا لآمنوا دون أن يتخلف منهم أحد، ولكنه- سبحانه - لم يشأ ذلك، لأنه مخالف للحكمة التي عليها أساس التكوين والتشريع، والإثابة والمعاقبة، فقد اقتضت حكمته- سبحانه - أن يخلق الكفر والإيمان، وأن يحذر من الكفر ويحض على الإيمان، ثم بعد ذلك من كفر فعليه تقع عقوبة كفره، ومن آمن فله ثواب إيمانه.
والهمزة في قوله- سبحانه - أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ للاستفهام الإنكارى، والفاء للتفريع.
والمراد بالناس: المصرين على كفرهم وعنادهم.
والمعنى: تلك هي مشيئتنا لو أردنا إنفاذها لنفذناها، ولكننا لم نشأ ذلك فهل أنت يا محمد في وسعك أن تكره الناس الذين لم يرد الله هدايتهم على الإيمان؟.
لا، ليس ذلك في وسعك ولا في وسع الخلق جميعا، بل الذي في وسعك هو التبليغ لما أمرناك بتبليغه.
وفي هذه الجملة الكريمة تسلية أخرى للرسول صلى الله عليه وسلم ودفع لما يضيق به صدره، من إعراض بعض الناس عن دعوته.

تفسير ابن كثير : شرح الآية 99 من سورة يونس


يقول تعالى : { ولو شاء ربك } - يا محمد - لأذن لأهل الأرض كلهم في الإيمان بما جئتهم به ، فآمنوا كلهم ، ولكن له حكمة فيما يفعله تعالى كما قال تعالى : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين } [ هود : 118 ، 119 ] ، وقال تعالى : { أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا } [ الرعد : 31 ] ؛ ولهذا قال تعالى : { أفأنت تكره الناس } أي: تلزمهم وتلجئهم { حتى يكونوا مؤمنين } أي: ليس ذلك عليك ولا إليك ، بل [ إلى ] الله { يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات } [ فاطر : 8 ] ، { ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء } [ البقرة : 272 ] ، { لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين } [ الشعراء : 3 ] ، { إنك لا تهدي من أحببت } [ القصص : 56 ] ، { فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب } [ الرعد : 40 ] ، { فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر } [ الغاشية : 21 ، 22 ] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الله تعالى هو الفعال لما يريد ، الهادي من يشاء ، المضل لمن يشاء ، لعلمه وحكمته وعدله ؛ ولهذا قال :

تفسير الطبري : معنى الآية 99 من سورة يونس


القول في تأويل قوله تعالى : وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ( 99 )قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكر لنبيه: ( ولو شاء ) ، يا محمد ، ( ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعًا )، بك، فصدَّقوك أنك لي رسول ، وأن ما جئتهم به وما تدعوهم إليه من توحيد الله وإخلاص العبودة له ، حقٌّ، ولكن لا يشاء ذلك، لأنه قد سبق من قضاء الله قبل أن يبعثك رسولا أنه لا يؤمن بك ، ولا يتّبعك فيصدقوك بما بعثك الله به من الهدى والنور ، إلا من سبقت له السعادةُ في الكتاب الأوّل قبل أن تخلق السموات والأرض وما فيهن، وهؤلاء الذين عجبوا من صِدْق إيحائنا إليك هذا القرآن لتنذر به من أمرتك بإنذاره ، ممَّن قد سبق له عندي أنهم لا يؤمنون بك في الكتاب السابق.
* * *وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:17909- حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعًا ) ، وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ ، [ سورة يونس: 100 ] ، ونحو هذا في القرآن، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرص أن يؤمن جميعُ الناس ويتابعوه على الهدى، فأخبره الله أنه لا يؤمن إلا من قد سبق له من الله السعادة في الذكر الأَوّل ( 15 ) ولا يضلّ إلا من سبق له من الله الشقاء في الذّكر الأول.
* * *فإن قال قائل: فما وجه قوله: ( لآمن من في الأرض كلهم جميعًا )، ف " الكل " يدل على " الجميع "، و " الجميع " على " الكل "، فما وجه تكرار ذلك ، وكل واحدة منهما تغني عن الأخرى؟قيل: قد اختلف أهل العربية في ذلك:فقال بعض نحويي أهل البصرة: جاء بقوله " جميعًا " في هذا الموضع توكيدًا ، كما قال: لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ ، [ سورة النحل: 51 ] ، ففي قوله: " إلهين " دليل على " الاثنين ".
وقال غيره: جاء بقوله " جميعًا " بعد " كلهم "، لأن " جميعًا " لا تقع إلا توكيدًا، و " كلهم " يقع توكيدًا واسمًا، فلذلك جاء ب " جميعًا " بعد " كلهم ".
قال: ولو قيل إنه جمع بينهما ليعلم أن معناهما واحد ، لجاز ههنا.
قال: وكذلك: إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ ، العدد كله يفسر به، فيقال: " رأيت قومًا أربعة "، فلما جاء " باثنين " ، وقد اكتفى بالعدد منه ، لأنهم يقولون: " عندي درهم ودرهمان " ، فيكفي من قولهم: " عندي درهم واحد ، ودرهمان اثنان " ، فإذا قالوا : " دراهم " قالوا : " ثلاثة "، لأن الجمع يلتبس ، و " الواحد " و " الاثنان " لا يلتبسان، ثم بُنِي الواحد والتثنية على بناء [ ما ] في الجميع، ( 16 ) لأنه ينبغي أن يكون مع كل واحدٍ واحدٌ، لأن " درهمًا " يدل على الجنس الذي هو منه، و " واحد " يدل على كل الأجناس.
وكذلك " اثنان " يدلان على كل الأجناس، و " درهمان "، يدلان على أنفسهما، فلذلك جاء بالأعداد ، لأنه الأصل.
* * *وقوله: ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) ، يقولُ جل ثناؤه لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم: إنه لن يصدقك يا محمد ، ولن يتبعك ويقرّ بما جئت به إلا من شاء ربك أن يصدّقك، لا بإكراهك إياه ، ولا بحرصك على ذلك ، ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) لك ، مصدقين على ما جئتهم به من عند ربك؟ يقول له جل ثناؤه: فاصدَعْ بما تؤْمر ، وأعرض عن المشركين الذين حقَّت عليهم كلمة ربّك أنَّهم لا يؤمنون .

الهوامش :( 15 ) في المطبوعة : " لا يؤمن من قومه " ، زاد ما ليس في المخطوطة ، فحذفته .
( 16 ) في المطبوعة : " لم يثن الواحدة والتثنية على تنافي الجمع " ، وهو لا معنى له .
وفي المخطوطة : " ثم بنى الواحد والتثنية على تنافي الجمع " ، هكذا غير منقوطة ، واستظهرت قراءتها كما أثبتها ، بزيادة " ما " بين " بناء " ، و" في الجميع " .
ومع ذلك فبقى في بيان معنى هذا الكلام ، شيء في نفسي ، أخشى أن يكون سقط منه شيء ، فإنه غير واضح عندي

ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين

سورة : يونس - الأية : ( 99 )  - الجزء : ( 11 )  -  الصفحة: ( 220 ) - عدد الأيات : ( 109 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا
  2. تفسير: إنا أعطيناك الكوثر
  3. تفسير: للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه
  4. تفسير: ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار
  5. تفسير: وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع
  6. تفسير: وما يدريك لعله يزكى
  7. تفسير: إن الله عنده علم الساعة وينـزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا
  8. تفسير: وجنات ألفافا
  9. تفسير: وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا
  10. تفسير: وعنبا وقضبا

تحميل سورة يونس mp3 :

سورة يونس mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة يونس

سورة يونس بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة يونس بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة يونس بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة يونس بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة يونس بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة يونس بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة يونس بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة يونس بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة يونس بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة يونس بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب