﴿ لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾
[ النساء: 123]
سورة : النساء - An-Nisa
- الجزء : ( 5 )
-
الصفحة: ( 98 )
It will not be in accordance with your desires (Muslims), nor those of the people of the Scripture (Jews and Christians), whosoever works evil, will have the recompense thereof, and he will not find any protector or helper besides Allah.
لا يُنال هذا الفضل العظيم بالأماني التي تتمنونها أيها المسلمون، ولا بأماني أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وإنما يُنال بالإيمان الصادق بالله تعالى، وإحسان العمل الذي يرضيه. ومن يعمل عملا سيئًا يجز به، ولا يجد له سوى الله تعالى وليّاً يتولى أمره وشأنه، ولا نصيرًا ينصره، ويدفع عنه سوء العذاب.
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا - تفسير السعدي
أي: { لَيْسَ ْ} الأمر والنجاة والتزكية { بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ْ} والأماني: أحاديث النفس المجردة عن العمل، المقترن بها دعوى مجردة لو عورضت بمثلها لكانت من جنسها.
وهذا عامّ في كل أمر، فكيف بأمر الإيمان والسعادة الأبدية؟! فإن أماني أهل الكتاب قد أخبر الله بها أنهم قالوا: { لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ْ} وغيرهم ممن ليس ينتسب لكتاب ولا رسول من باب أولى وأحرى.
وكذلك أدخل الله في ذلك من ينتسب إلى الإسلام لكمال العدل والإنصاف، فإن مجرد الانتساب إلى أي دين كان، لا يفيد شيئا إن لم يأت الإنسان ببرهان على صحة دعواه، فالأعمال تصدق الدعوى أو تكذبها ولهذا قال تعالى: { مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ْ} وهذا شامل لجميع العاملين، لأن السوء شامل لأي ذنب كان من صغائر الذنوب وكبائرها، وشامل أيضا لكل جزاء قليل أو كثير، دنيوي أو أخروي.
والناس في هذا المقام درجات لا يعلمها إلا الله، فمستقل ومستكثر، فمن كان عمله كله سوءا وذلك لا يكون إلا كافرا.
فإذا مات من دون توبة جوزي بالخلود في العذاب الأليم.
ومن كان عمله صالحا، وهو مستقيم في غالب أحواله، وإنما يصدر منه بعض الأحيان بعض الذنوب الصغار فما يصيبه من الهم والغم والأذى و [بعض] الآلام في بدنه أو قلبه أو حبيبه أو ماله ونحو ذلك - فإنها مكفرات للذنوب، وهي مما يجزى به على عمله، قيضها الله لطفا بعباده، وبين هذين الحالين مراتب كثيرة.
وهذا الجزاء على عمل السوء العام مخصوص في غير التائبين، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما دلت على ذلك النصوص.
وقوله: { وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ْ} لإزالة بعض ما لعله يتوهم أن من استحق المجازاة على عمله قد يكون له ولي أو ناصر أو شافع يدفع عنه ما استحقه، فأخبر تعالى بانتفاء ذلك، فليس له ولي يحصل له المطلوب، ولا نصير يدفع عنه المرهوب، إلا ربه ومليكه.
تفسير الآية 123 - سورة النساء
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من : الآية رقم 123 من سورة النساء
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا - مكتوبة
الآية 123 من سورة النساء بالرسم العثماني
﴿ لَّيۡسَ بِأَمَانِيِّكُمۡ وَلَآ أَمَانِيِّ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِۗ مَن يَعۡمَلۡ سُوٓءٗا يُجۡزَ بِهِۦ وَلَا يَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ﴾ [ النساء: 123]
﴿ ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ﴾ [ النساء: 123]
تحميل الآية 123 من النساء صوت mp3
تدبر الآية: ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا
الإيمان قولٌ وعمل، ولو كانت الأمانيُّ توصل أهلَها إلى غاياتهم لما عمل العاملون، وضحَّى لأهدافهم المضحُّون.
الوعيد بجزاء السيِّئة يدعو العاقلَ إلى المبادرة بالتوبة قبل سَبقِ المؤاخذة، فهل من عاقلٍ يسمع الوعيدَ ويستمرُّ فيما يسوقه إليه؟
إن المؤمنَ لا تصيبُه مصيبةٌ إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر، فمَن تكاثرَت عليه المكدِّرات، فليُراجع سِجلَّ السيِّئات.
إذا نزلت بك المصائبُ جزاءَ ذنوبك، فاصبر لها؛ فإنها نعمةٌ من الله تكفِّر سيِّئاتك، أو ترفع درجاتك و تزيد حسناتك.
إذا تخلَّى اللهُ عن نصرة العبد وعونِه، وحمايته والدفاع عنه، فمَن يرجو بعد ذلك، ومَن ينجيه من المهالك؟!
شرح المفردات و معاني الكلمات : بأمانيكم , أماني , أهل , الكتاب , يعمل , سوءا , يجز , دون , الله , وليا , نصيرا ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- ثم يجزاه الجزاء الأوفى
- نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا
- أتواصوا به بل هم قوم طاغون
- وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم
- رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم
- فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة
- فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير
- وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين
- والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات
- إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا
تحميل سورة النساء mp3 :
سورة النساء mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة النساء
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, October 3, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب