﴿ ۞ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾
[ المجادلة: 14]
سورة : المجادلة - Al-Mujadilah
- الجزء : ( 28 )
-
الصفحة: ( 544 )
Have you (O Muhammad SAW) not seen those (hypocrites) who take for friends a people upon whom is the Wrath of Allah (i.e. Jews)? They are neither of you (Muslims) nor of them (Jews), and they swear to a lie while they know.
إلى الذين : هم المنافقون
توَلوْا قومًا : اتـّـخذوا اليهود أولياء
غضب الله عليه : هم اليهودألم تر إلى المنافقين الذين اتخذوا اليهود أصدقاء ووالوهم؟ والمنافقون في الحقيقة ليسوا من المسلمين ولا من اليهود، ويحلفون كذبًا أنهم مسلمون، وأنك رسول الله، وهم يعلمون أنهم كاذبون فيما حلفوا عليه.
ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم - تفسير السعدي
يخبر تعالى عن شناعة حال المنافقين الذين يتولون الكافرين، من اليهود والنصارى وغيرهم ممن غضب الله عليهم، ونالوا من لعنة الله أوفى نصيب، وأنهم ليسوا من المؤمنين ولا من الكافرين، { مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ }فليسوا مؤمنين ظاهرا وباطنا لأن باطنهم مع الكفار، ولا مع الكفار ظاهرا وباطنا، لأن ظاهرهم مع المؤمنين، وهذا وصفهم الذي نعتهم الله به، والحال أنهم يحلفون على ضده الذي هو الكذب، فيحلفون أنهم مؤمنون، وهم يعلمون أنهم ليسوا مؤمنين.
تفسير الآية 14 - سورة المجادلة
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب : الآية رقم 14 من سورة المجادلة

ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم - مكتوبة
الآية 14 من سورة المجادلة بالرسم العثماني
﴿ ۞ أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مَّا هُم مِّنكُمۡ وَلَا مِنۡهُمۡ وَيَحۡلِفُونَ عَلَى ٱلۡكَذِبِ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ﴾ [ المجادلة: 14]
﴿ ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون ﴾ [ المجادلة: 14]
تحميل الآية 14 من المجادلة صوت mp3
تدبر الآية: ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم
محبَّة الله تقتضي محبَّةَ أوليائِه، وبغضَ خصومه وأعدائِه، ومن أعجَب العَجَب أن يدَّعيَ عبدٌ محبَّةَ الله ثم يواليَ مَن غضب الله عليه.
أشدُّ الناس حُمقًا مَن استدبر أهلَ ملَّتِه، وأقبل على أعداء دينه وأمَّتِه، فلم يحظَ برضاهم، وباء بسخَط من الله وغضب!
أعمالُ القلوب من أعظم الأعمال، ولذا كانت موالاةُ أعداء الله من شرِّ ما يوجب غضبَ الله والعذابَ الأليم.
للتعجيب من حال هؤلاء المنافقين، حيث اتخذوا اليهود حلفاء لهم، ينقلون إليهم أسرار المؤمنين ...
أى: ألم ينته إلى علمك- أيها الرسول الكريم- حال أولئك المنافقين، الذين اتخذوا اليهود أولياء، يناصحونهم ويطلعونهم على أخباركم.
فالمراد بالقوم الذين غضب الله عليهم: اليهود، ووصفهم بذلك للتنفير منهم، ولبيان أن المنافقين قد بلغوا النهاية في القبح والسوء، حيث والوا وناصروا من غضب الله عليهم، لا من رضى الله عنهم.
ثم دمغ- سبحانه - هؤلاء المنافقين برذيلة أخرى فقال: ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ أى: أن هؤلاء المنافقين بمسلكهم هذا، صاروا بمنزلة الذين ليسوا منكم- أيها المؤمنون- وليسوا- أيضا- منهم، أى: من اليهود.
وإنما هم دائما لا مبدأ لهم ولا عقيدة، فهم كما قال- سبحانه - مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ....وفي الحديث الشريف: «مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين غنمين- أى المترددة بين قطيعين- لا تدرى أيهما تتبع» .
قال الجمل: وقوله: ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ فيه أوجه.
أحدها: أن هذه الجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب، فقد أخبر عنهم بأنهم ليسوا من المؤمنين الخلص، ولا من الكافرين الخلص، بل هم كقوله-تبارك وتعالى-: مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ....والضمير في قوله ما هُمْ يعود على المنافقين، وفي قوله مِنْهُمْ يعود على اليهود.
الثاني: أنها حال من فاعل «تولوا» والمعنى على ما تقدم.
الثالث: أنها صفة ثانية لقوله «قوما» ، وعليه يكون الضمير في قوله:«ما هم» يعود على اليهود، والضمير في قوله: «منهم» يعود على المنافقين.
يعنى: أن اليهود ليسوا منكم- أيها المؤمنون- ولا من المنافقين.
ومع ذلك تولاهم «المنافقون» ...
إلا أن في هذا الوجه تنافرا بين الضمائر، فإن الضمير في «ويحلفون» عائد على المنافقين، وعلى الوجهين الأولين تتحد الضمائر» .
ثم دمغهم- سبحانه - برذيلة ثالثة أشد نكرا من سابقتيها فقال: وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ.
أى: أنهم ينقلون إلى اليهود أسرار المؤمنين، مع أنهم لا تربطهم باليهود أية رابطة، لا من دين ولا من نسب ...
وفضلا عن كل ذلك، فإن هؤلاء المنافقين يواظبون ويستمرون على الحلف الكاذب المخالف للواقع، والحال أنهم يعلمون أنهم كاذبون علما لا يخالطه شك أو ريب.
فأنت ترى أن الله-تبارك وتعالى- قد ذم هؤلاء المنافقين.
بجملة من الصفات القبيحة، التي على رأسها تعمدهم الكذب، وإصرارهم عليه.
قال صاحب الكشاف: «قوله: وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ أى: يقولون: والله إنا لمسلمون، فيحلفون على الكذب الذي هو ادعاء الإسلام، وَهُمْ يَعْلَمُونَ أن المحلوف عليه كذب بحت.
فإن قلت: فما فائدة قوله: وَهُمْ يَعْلَمُونَ؟ قلت: الكذب أن يكون لا على وفاق المخبر عنه، سواء علم المخبر أم لم يعلم.. فالمعنى أنهم الذين يخبرون وخبرهم خلاف ما يخبرون عنه، وهم عالمون بذلك متعمدون له، كمن يحلف بالغموس ...
» .
وقد ذكروا في سبب نزول هذه الآية روايات منها: أنها نزلت في رجل يقال له: عبد الله بن نبتل- وكان من المنافقين الذين يجالسون رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرفعون حديثه إلى اليهود، وفي يوم من الأيام كان صلى الله عليه وسلم جالسا في إحدى حجراته، فقال لمن حوله: «يدخل عليكم الآن رجل قلبه جبار، وينظر بعيني شيطان» فدخل ابن نبتل، - وكان أزرق أسمر قصيرا خفيف اللحية- فقال له صلى الله عليه وسلم: «علام تشتمني أنت وأصحابك» ؟.
فحلف بالله ما فعل ذلك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «فعلت» فانطلق فجاء بأصحابه، فحلفوا بالله ما سبوه، فنزلت هذه الآية .
ومن الآيات الكثيرة التي صرحت بأن المنافقين يحلفون الأيمان الكاذبة على سبيل التعمد قوله-تبارك وتعالى-: وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ.
يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ.
وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ .
قال السدي ومقاتل : نزلت في عبد الله بن أبي وعبد الله بن نبتل المنافقين ؛ كان أحدهما يجالس النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرفع حديثه إلى اليهود ، فبينا النبي صلى الله عليه وسلم في حجرة من حجراته إذ قال : يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار ، وينظر بعيني شيطان ، فدخل عبد الله بن نبتل - وكان أزرق أسمر قصيرا خفيف اللحية - فقال عليه الصلاة والسلام : علام تشتمني أنت وأصحابك ؟ فحلف بالله ما فعل ذلك .
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : فعلت ، فانطلق فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما سبوه ، فنزلت هذه الآية .
وقال معناه ابن عباس .
روى عكرمة عنه ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا في ظل شجرة قد كاد الظل يتقلص عنه إذ قال : يجيئكم الساعة رجل أزرق ينظر إليكم نظر الشيطان ، فنحن على ذلك إذ أقبل رجل أزرق ، فدعا به النبي صلى الله عليه وسلم فقال : علام تشتمني أنت وأصحابك ؟ قال : دعني أجيئك بهم .
فمر فجاء بهم فحلفوا جميعا أنه ما كان من ذلك شيء ، فأنزل الله عز وجل : يوم يبعثهم الله جميعا إلى قوله : هم الخاسرون واليهود مذكورون في القرآن ب وغضب الله عليهم .
شرح المفردات و معاني الكلمات : تولوا , قوما , غضب , الله , ويحلفون , الكذب , يعلمون ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- فما يكذبك بعد بالدين
- ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون
- ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات
- ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنـزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون
- احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون
- ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ
- خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين
- نصفه أو انقص منه قليلا
- ياأبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا
- قال ياأيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين
تحميل سورة المجادلة mp3 :
سورة المجادلة mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة المجادلة
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
عمار الملا علي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Monday, April 28, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب