﴿ ۞ وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
[ الأنعام: 141]
سورة : الأنعام - Al-Anam
- الجزء : ( 8 )
-
الصفحة: ( 146 )
And it is He Who produces gardens trellised and untrellised, and date-palms, and crops of different shape and taste (its fruits and its seeds) and olives, and pomegranates, similar (in kind) and different (in taste). Eat of their fruit when they ripen, but pay the due thereof (its Zakat, according to Allah's Orders 1/10th or 1/20th) on the day of its harvest, and waste not by extravagance. Verily, He likes not Al-Musrifun (those who waste by extravagance),
معروشات : مُحتاجة للتعريش كالكرم و نحوه
غير معروشات : مُستغنية عنه بإسوائها كالنّخل
مختلفا أكله : ثمره المأكول في الهيئة و الكيفيةوالله سبحانه وتعالى هو الذي أوجد لكم بساتين: منها ما هو مرفوع عن الأرض كالأعناب، ومنها ما هو غير مرفوع، ولكنه قائم على سوقه كالنخل والزرع، متنوعًا طعمه، والزيتون والرمان متشابهًا منظره، ومختلفًا ثمره وطعمه. كلوا -أيها الناس- مِن ثمره إذا أثمر، وأعطوا زكاته المفروضة عليكم يوم حصاده وقطافه، ولا تتجاوزوا حدود الاعتدال في إخراج المال وأكل الطعام وغير ذلك. إنه تعالى لا يحب المتجاوزين حدوده بإنفاق المال في غير وجهه.
وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون - تفسير السعدي
لما ذكر تعالى تصرف المشركين في كثير مما أحله الله لهم من الحروث والأنعام، ذكر تبارك وتعالى نعمته عليهم بذلك، ووظيفتهم اللازمة عليهم في الحروث والأنعام فقال: { وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ }- أي: بساتين، فيها أنواع الأشجار المتنوعة، والنباتات المختلفة.
{ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ }- أي: بعض تلك الجنات، مجعول لها عرش، تنتشر عليه الأشجار، ويعاونها في النهوض عن الأرض.
وبعضها خال من العروش، تنبت على ساق، أو تنفرش في الأرض، وفي هذا تنبيه على كثرة منافعها، وخيراتها، وأنه تعالى، علم العباد كيف يعرشونها، وينمونها.
{ وَ } أنشأ تعالى { النخل وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ }- أي: كله في محل واحد، ويشرب من ماء واحد، ويفضل الله بعضه على بعض في الأكل.
وخص تعالى النخل والزرع على اختلاف أنواعه لكثرة منافعها، ولكونها هي القوت لأكثر الخلق.
{ وَ } أنشأ تعالى { الزيتون وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا } في شجره { وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ } في ثمره وطعمه.
كأنه قيل: لأي شيء أنشأ الله هذه الجنات، وما عطف عليها؟ فأخبر أنه أنشأها لمنافع العباد فقال: { كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ }- أي: النخل والزرع { إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ }- أي: أعطوا حق الزرع، وهو الزكاة ذات الأنصباء المقدرة في الشرع، أمرهم أن يعطوها يوم حصادها، وذلك لأن حصاد الزرع بمنزلة حولان الحول، لأنه الوقت الذي تتشوف إليه نفوس الفقراء، ويسهل حينئذ إخراجه على أهل الزرع، ويكون الأمر فيها ظاهرا لمن أخرجها، حتى يتميز المخرج ممن لا يخرج.
وقوله: { وَلَا تُسْرِفُوا } يعم النهي عن الإسراف في الأكل، وهو مجاوزة الحد والعادة، وأن يأكل صاحب الزرع أكلا يضر بالزكاة، والإسراف في إخراج حق الزرع بحيث يخرج فوق الواجب عليه، ويضر نفسه أو عائلته أو غرماءه، فكل هذا من الإسراف الذي نهى الله عنه، الذي لا يحبه الله بل يبغضه ويمقت عليه.
وفي هذه الآية دليل على وجوب الزكاة في الثمار، وأنه لا حول لها، بل حولها حصادها في الزروع، وجذاذ النخيل، وأنه لا تتكرر فها الزكاة، لو مكثت عند العبد أحوالا كثيرة، إذا كانت لغير التجارة، لأن الله لم يأمر بالإخراج منه إلا وقت حصاده.
وأنه لو أصابها آفة قبل ذلك بغير تفريط من صاحب الزرع والثمر، أنه لا يضمنها، وأنه يجوز الأكل من النخل والزرع قبل إخراج الزكاة منه، وأنه لا يحسب ذلك من الزكاة، بل يزكي المال الذي يبقى بعده.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، يبعث خارصا، يخرص للناس ثمارهم، ويأمره أن يدع لأهلها الثلث، أو الربع، بحسب ما يعتريها من الأكل وغيره، من أهلها، وغيرهم.
تفسير الآية 141 - سورة الأنعام
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | إعراب الآية |
وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات : الآية رقم 141 من سورة الأنعام
وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون - مكتوبة
الآية 141 من سورة الأنعام بالرسم العثماني
﴿ ۞ وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَ جَنَّٰتٖ مَّعۡرُوشَٰتٖ وَغَيۡرَ مَعۡرُوشَٰتٖ وَٱلنَّخۡلَ وَٱلزَّرۡعَ مُخۡتَلِفًا أُكُلُهُۥ وَٱلزَّيۡتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُتَشَٰبِهٗا وَغَيۡرَ مُتَشَٰبِهٖۚ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِۦٓ إِذَآ أَثۡمَرَ وَءَاتُواْ حَقَّهُۥ يَوۡمَ حَصَادِهِۦۖ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ ﴾ [ الأنعام: 141]
﴿ وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ﴾ [ الأنعام: 141]
تحميل الآية 141 من الأنعام صوت mp3
تدبر الآية: وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون
ما دام أن اللهَ تعالى وحده هو مَن أنشأ مخلوقاتِه فلا يُؤخذ الإذنُ من غيره في حِلِّها وحرمتِها، فمَن خلقَ فله أن يُحلَّ، ويحرِّم.
أيها المؤمنون، تمتَّعوا بالنِّعم التي أحلَّها اللهُ لكم، فإن هناك مَن حرَّم على نفسه ما أُبيح له من النِّعم، فجلبَ لحياته الضيقَ والنِّقَم.
سبحانَ مَن بثَّ الحياةَ في الأرض ونوَّعَها، وجعلَها مناسبةً لِما تتطلَّبُه حياةُ الناس، فكيف يَذهب ناسٌ إلى تحكيم غير الله في شؤون الحياة، وهم يرون هذه الحقائقَ المبثوثةَ بين الخلائق؟!
إذا أنعم اللهُ عليك نعمةً فأرِ اللهَ أثرَها فيك، وأفضِل بعد ذلك منها على غيرك، كما أفضلَ الله عليك.
ما أحسنَ الإفضالَ من النعمة وأداء حقها حالَ حصولها، وعيونُ المحتاجين إليها شاخصة، ونفوسُهم بها طامعة!
ما كان المسرفُ أهلًا لمحبةِ الله تعالى وهو قد خالف أمرَه، ومتى ما زاد في إسرافه سارع إلى بغضه، فأبعدُ المسرفين عن محبة الله أشدُّهم إسرافًا.
القرآن يدعو إلى حفظ النعمة بتدابيرَ تبيحُ الانتفاعَ وتمنعُ الإسرافَ، فالشريعة أعظمُ مَن رعى مصالح البشر، وأزالَ عن حياتهم الضرر.
شرح المفردات و معاني الكلمات : أنشأ , جنات , معروشات , وغير , معروشات , النخل , الزرع , مختلفا , أكله , الزيتون , الرمان , متشابها , متشابه , كلوا , ثمره , أثمر , آتوا , حقه , يوم , حصاده , تسرفوا , يحب , المسرفين ,
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
آيات من القرآن الكريم
- قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم
- فذكر إن نفعت الذكرى
- ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما
- إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين
- قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا
- واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا
- فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا
- ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم
- والناشطات نشطا
- أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت
تحميل سورة الأنعام mp3 :
سورة الأنعام mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأنعام
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, December 18, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب