﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾
[ الأنفال: 47]

سورة : الأنفال - Al-Anfāl  - الجزء : ( 10 )  -  الصفحة: ( 183 )

And be not like those who come out of their homes boastfully and to be seen of men, and hinder (men) from the Path of Allah. and Allah is Muhitun (encircling and thoroughly comprehending) all that they do.


بطرًا : طغيانًا أو فخرا و أشرّا

ولا تكونوا مثل المشركين الذين خرجوا من بلدهم كبرًا ورياءً؛ ليمنعوا الناس عن الدخول في دين الله. والله بما يعملون محيط لا يغيب عنه شيء.

ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل - تفسير السعدي

‏{‏وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ‏}‏ أي‏:‏ هذا مقصدهم الذي خرجوا إليه، وهذا الذي أبرزهم من ديارهم لقصد الأشر والبطر في الأرض، وليراهم الناس ويفخروا لديهم‏.‏ والمقصود الأعظم أنهم خرجوا ليصدوا عن سبيل اللّه من أراد سلوكه، ‏{‏وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ‏}‏ فلذلك أخبركم بمقاصدهم، وحذركم أن تشبهوا بهم، فإنه سيعاقبهم على ذلك أشد العقوبة‏.‏ فليكن قصدكم في خروجكم وجه اللّه تعالى وإعلاء دين اللّه، والصد عن الطرق الموصلة إلى سخط اللّه وعقابه، وجذب الناس إلى سبيل اللّه القويم الموصل لجنات النعيم‏.‏

تفسير الآية 47 - سورة الأنفال

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا : الآية رقم 47 من سورة الأنفال

 سورة الأنفال الآية رقم 47

ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل - مكتوبة

الآية 47 من سورة الأنفال بالرسم العثماني


﴿ وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَٰرِهِم بَطَرٗا وَرِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ  ﴾ [ الأنفال: 47]


﴿ ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط ﴾ [ الأنفال: 47]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الأنفال Al-Anfāl الآية رقم 47 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 47 من الأنفال صوت mp3


تدبر الآية: ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل

المسلم حين يخرجُ يجاهد يظلِّله التواضع والإخلاص، وإرادةُ فسح الطريق أمام دين الله، وليس حالُه كحال المشركين الذين يخرجون متكبِّرين مُرائين، قاصدين الصدَّ عن دين الله.
الاغترار بالنفس والإعجابُ بالقوَّة لا يُحمَد في التدابير الحكيمة، خصوصًا في مصاولة العدوِّ، بل العاقل يقدُر قدرَ خصمه، ويأخذ نفسَه معه بالحزم، مع ثقته بربِّه.
كيف يُفسِد المرءُ ظاهرَه بالبطَر، وأعمالَه بالرياء، وهو يعلم أن الله محيطٌ بأعماله، عالمٌ ببواعثها؟!

قال الفخر الرازي عند تفسيره لقوله-تبارك وتعالى- وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا....المراد قريش حين خرجوا من مكة لحفظ العير.
خرجوا بالقيان والمغنيات والمعازف، فلما وردوا الجحفة، بعث خفاف الكناني- وكان صديقا لأبى جهل- بهدايا إليه مع ابن له، فلما أتاه قال: إن أبى ينعمك صباحا ويقول لك: إن شئت أن أمدك بالرجال أمددتك، وإن شئت أن أزحف إليك بمن معى من قرابتي فعلت.
فقال أبو جهل: قل لأبيك جزاك الله والرحم خيرا.
إن كنا نقاتل الله كما يزعم محمد فو الله ما لنا بالله طاقة.
وإن كنا إنما نقاتل الناس، فو الله إن بنا على الناس لقوة.
والله ما نرجع عن قتال محمد حتى نرد بدرا فنشرب فيها الخمور، وتعزف فيها القيان، فإن بدرا موسم من مواسم العرب، وسوق من أسواقهم.
وحتى تسمع العرب- بمخرجنا فتهابنا آخر الأبد-.
قال المفسرون: فوردوا بدرا، وشربوا كؤوس المنايا مكان الخمر، وناحت عليهم النوائح مكان القيان .
وقوله بَطَراً مصدر بطر- كفرح- ومعناه كما يقول الراغب: دهش يعترى الإنسان من سوء احتمال النعمة، وقلة القيام بحقها، وصرفها إلى غير وجهها .
أى أن البطر ضرب من التكبر والغرور واتخاذ نعم الله-تبارك وتعالى- وسيلة إلى مالا يرضيه وهو مفعول لأجله، أو حال، أى: حال كونهم بطرين.
وقوله وَرِئاءَ مصدر رأى ومعناه: القول أو الفعل الذي لا يقصد معه الإخلاص، وإنما يقصد به التظاهر وحب الثناء.
والمعنى: كونوا أيها المؤمنون- ثابتين عند لقاء الأعداء، ومكثرين من ذكر الله وطاعته، وصابرين في كل المواطن.. واحذروا أن تتشبهوا بأولئك المشركين الذين خرجوا من مكة بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ أى خرجوا غرورا وفخرا وتظاهرا بالشجاعة والحمية ...
حتى ينالوا الثناء منهم..وقوله: وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ معطوف على بَطَراً والسبيل: الطريق الذي فيه سهولة.
والمراد بسبيل الله: دينه.
لأنه يوصل الناس إلى الخير والفلاح.
أى: خرجوا بطريق بما أوتوا من نعم ومرائين بها الناس، وصادين إياهم عن دين الإسلام الذي باتباعه يصلون إلى السعادة والنجاح.
وعبر عن بطرهم وريائهم بصيغة الاسم الدال على التمكن والثبوت، وعن صدهم بصيغة الفعل الدال على التجدد والحدوث، للإشعار بأنهم كانوا مجبولين على البطر والمفاخرة والرياء، وأن هذه الصفات دأبهم وديدنهم، أما الصد عن سبيل الله فلم يحصل منهم إلا بعد أن دعا الرسول صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام.
وقوله: وَاللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ تذييل قصد به التحذير من الاتصاف بهذه الصفات الذميمة، لأنه- سبحانه - محيط بكل صغيرة وكبيرة وسيجازى الذين أساءوا بما عملوا، ويجازى الذين أحسنوا بالحسنى.
فعلى المؤمنين أن يخلصوا لله-تبارك وتعالى- أعمالهم.
قوله تعالى ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيطيعني أبا جهل وأصحابه الخارجين يوم بدر لنصرة العير .
خرجوا بالقيان والمغنيات والمعازف ، فلما وردوا الجحفة بعث خفاف الكناني - وكان صديقا لأبي جهل - بهدايا إليه مع ابن له ، وقال : إن شئت أمددتك بالرجال ، وإن شئت أمددتك بنفسي مع من خف من قومي .
فقالأبو جهل : إن كنا نقاتل الله كما يزعم محمد ، فوالله ما لنا بالله من طاقة .
وإن كنا نقاتل الناس فوالله إن بنا على الناس لقوة ، والله لا نرجع عن قتال محمد حتى نرد بدرا فنشرب فيها الخمور ، وتعزف علينا القيان ، فإن بدرا موسم من مواسم العرب ، وسوق من أسواقهم ، حتى تسمع العرب بمخرجنا فتهابنا آخر الأبد .
فوردوا بدرا ولكن جرى ما جرى من هلاكهم .
والبطر في اللغة : التقوية بنعم الله عز وجل وما ألبسه من العافية على المعاصي .
وهو مصدر في موضع الحال .
أي خرجوا بطرين مرائين صادين .
وصدهم إضلال الناس .


شرح المفردات و معاني الكلمات : تكونوا , كالذين , خرجوا , ديارهم , بطرا , ورئاء , الناس , ويصدون , سبيل , الله , يعملون , محيط ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم
  2. فستبصر ويبصرون
  3. ما الحاقة
  4. قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين
  5. ياأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم
  6. وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه
  7. وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون
  8. قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا
  9. وعندهم قاصرات الطرف عين
  10. واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون

تحميل سورة الأنفال mp3 :

سورة الأنفال mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأنفال

سورة الأنفال بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأنفال بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأنفال بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأنفال بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأنفال بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأنفال بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأنفال بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأنفال بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأنفال بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأنفال بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, March 29, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب