﴿ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ﴾
[ الزمر: 6]

سورة : الزمر - Az-Zumar  - الجزء : ( 23 )  -  الصفحة: ( 459 )

He created you (all) from a single person (Adam); then made from him his wife [Hawwa' (Eve)]. And He has sent down for you of cattle eight pairs (of the sheep, two, male and female; of the goats, two, male and female; of the oxen, two, male and female; and of the camels, two, male and female). He creates you in the wombs of your mothers, creation after creation in three veils of darkness, such is Allah your Lord. His is the kingdom, La ilaha illa Huwa (none has the right to be worshipped but He). How then are you turned away?


أنزَلَ لكم : أنشأ و أحْدث لأجْلكم
من الأنعام : الإبل و البقر و الضّأن و المعز
ظلمَات ثلاثٍ : ظلمة البطن و الرّحم و المشيمة
فأنّى تـُـصْـرَفون ؟ : فكيف تصرفون عن عبادته ؟

خلقكم ربكم-أيها الناس- من آدم، وخلق منه زوجه، وخلق لكم من الأنعام ثمانية أنواع ذكر‌ًا وأنثى من الإبل والبقر والضأن والمعز، يخلقكم في بطون أمهاتكم طورًا بعد طور من الخلق في ظلمات البطن، والرحم، والمَشِيمَة، ذلكم الله الذي خلق هذه الأشياء، ربكم المتفرد بالملك المتوحد بالألوهية المستحق للعبادة وحده، فكيف تعدلون عن عبادته إلى عبادة غيره مِن خلقه؟

خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنـزل لكم من الأنعام - تفسير السعدي

ومن عزته أن { خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ } على كثرتكم وانتشاركم، في أنحاء الأرض، { ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } وذلك ليسكن إليها وتسكن إليه، وتتم بذلك النعمة.
{ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ }- أي: خلقها بقدر نازل منه، رحمة بكم.
{ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ } وهي التي ذكرها في سورة الأنعام { ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين } { ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين }وخصها بالذكر، مع أنه أنزل لمصالح عباده من البهائم غيرها، لكثرة نفعها، وعموم مصالحها، ولشرفها، ولاختصاصها بأشياء لا يصلح غيرها، كالأضحية والهدي، والعقيقة، ووجوب الزكاة فيها، واختصاصها بالدية.ولما ذكر خلق أبينا وأمنا، ذكر ابتداء خلقنا، فقال: { يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ }- أي: طورا بعد طور، وأنتم في حال لا يد مخلوق تمسكم، ولا عين تنظر إليكم، وهو قد رباكم في ذلك المكان الضيق { فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ } ظلمة البطن، ثم ظلمة الرحم، ثم ظلمة المشيمة، { ذَلِكُمْ } الذي خلق السماوات والأرض، وسخر الشمس والقمر، وخلقكم وخلق لكم الأنعام والنعم { اللَّهُ رَبُّكُمْ }- أي: المألوه المعبود، الذي رباكم ودبركم، فكما أنه الواحد في خلقه وتربيته لا شريك له في ذلك، فهو الواحد في ألوهيته، لا شريك له، ولهذا قال: { لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ } بعد هذا البيان ببيان استحقاقه تعالى للإخلاص وحده إلى عبادة الأوثان، التي لا تدبر شيئا، وليس لها من الأمر شيء.

تفسير الآية 6 - سورة الزمر

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها : الآية رقم 6 من سورة الزمر

 سورة الزمر الآية رقم 6

خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنـزل لكم من الأنعام - مكتوبة

الآية 6 من سورة الزمر بالرسم العثماني


﴿ خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ ثَمَٰنِيَةَ أَزۡوَٰجٖۚ يَخۡلُقُكُمۡ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ خَلۡقٗا مِّنۢ بَعۡدِ خَلۡقٖ فِي ظُلُمَٰتٖ ثَلَٰثٖۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ ٱلۡمُلۡكُۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ  ﴾ [ الزمر: 6]


﴿ خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنـزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون ﴾ [ الزمر: 6]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الزمر Az-Zumar الآية رقم 6 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 6 من الزمر صوت mp3


تدبر الآية: خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنـزل لكم من الأنعام

الذي جعل للرجل زوجةً يسكُن إليها، وجعل لبني آدمَ أزواجًا من الأنعام ينتفعون بها؛ هو الإله الحقُّ الذي يُطلب منه المدد، وليس الذي لا يَخلُق ذكرًا ولا أنثى، ولا يَجلِب رزقًا ولا نفعًا.
من أعظم ما يتجلَّى فيه بديع صُنع الله تعالى هو تجدُّد الخلق والولادة، وأطوارُ الجنين في ظلمات لا يُبصرها أحدٌ سواه، فهل من متأمِّل متدبِّر؟ إن الذي لطَفَ بك ورعاك وأنت جنينٌ ضعيف في ظلمات الرحم هو الذي يرعاك في مراحل حياتك، فأحسِن الظنَّ بربِّك، وأخلص له التوكُّل.

ثم ساق- سبحانه - أدلة أخرى على وحدانيته فقال: خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها.
أى خلقكم- سبحانه - من نفس واحدة هي نفس أبيكم آدم ثم خلق من هذه النفس الواحدة، زوجها وهي أمكم حواء.
قال الشوكانى: والتعبير بالجعل دون الخلق مع العطف بثم.
للدلالة على أن خلق حواء من ضلع آدم، أدخل في كونه آية باهرة دالة على كمال القدرة لأن خلق آدم هو على عادة الله المستمرة في خلقه، وخلق حواء على الصفة المذكورة لم تجربه عادة لكونه-تبارك وتعالى- لم يخلق أنثى من ضلع رجل غيرها .
وقال الجمل: فإن قلت كيف عطف بثم مع أن خلق حواء من آدم سابق على خلقنا منه؟ أجيب بأن ثم هنا للترتيب في الإخبار لا في الإيجاد.
أو المعطوف متعلق بمعنى واحدة، فثم عاطفة عليه لا على خلقكم، فمعناه: خلقكم من نفس واحدة أفردت بالإيجاد، ثم شفعت بزوجة.
أو هو معطوف على خلقكم، لكن المراد بخلقهم، خلقهم يوم أخذ الميثاق دفعة لا على هذا الخلق، الذي هم فيه الآن بالتوالد والتناسل .
وقوله-تبارك وتعالى-: وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ بيان لبعض آخر من أفعاله-تبارك وتعالى- الدالة على وحدانيته وقدرته.
والجملة الكريمة معطوفة على ما قبلها وهي قوله: خَلَقَكُمْ.
أى: وأنزل لكم من كل من الإبل والبقر والغنم والمعز زوجين: ذكرا وأنثى يتم بهما التناسل وبقاء النوع.
قالوا: وعبر- سبحانه - عن الخلق بالإنزال، لما يروى أنه-تبارك وتعالى- خلق هذه الأنواع في الجنة ثم أنزلها.
فيكون الإنزال على سبيل الحقيقة.
أو أن الكلام على سبيل المجاز، لأن هذه الأنعام لا تعيش إلا عن طريق ما تأكله من نبات، والنبات لا يخرج إلا بالماء النازل من السماء فكأن الأنعام نازلة من السماء، لأن سبب سببها منزل منها.. أو أن «أنزل» هنا بمعنى أنشأ وأوجد.
أو لأن الخلق إنما يكون بأمر من السماء.
وقوله-تبارك وتعالى- يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ بيان لكيفية خلق ما خلقه الله من الأناسى والأنعام بتلك الطريقة العجيبة.
أى أنه-تبارك وتعالى- يخلقكم- أيها الناس- بقدرته في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق، بأن يحولكم من نطفة إلى علقة إلى مضغة، إلى عظام مكسوة باللحم، ثم يحولكم بعد ذلك إلى خلق آخر، وهذه المراحل كلها تتم وأنتم في ظلمات بطون أمهاتكم، وظلمات الأرحام التي بداخل البطون وظلمات الغشاء الذي بداخل الأرحام والبطون، وذلك كله من أقوى الأدلة على قدرة الله-تبارك وتعالى- ورعايته لخلقه.
وصدق الله إذ يقول: أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ.
فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ.
إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ.
فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ .
واسم الإشارة في قوله-تبارك وتعالى- ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ، لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ يعود إليه- سبحانه - باعتبار أفعاله السابقة.
وتصرفون: من الصرف بمعنى الابتعاد عن الشيء إلى غيره.
أى: ذلكم العظيم الشأن الذي ذكرنا لكم بعض مظاهر قدرته، هو الله ربكم الذي له ملك كل شيء، والذي لا معبود بحق سواه، فكيف تصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره؟ وكيف تزعمون أن له شريكا أو ولدا ...
مع توفر الأدلة على بطلان ذلك.
والمتأمل في هاتين الآيتين يراهما قد ذكرتا ألوانا من البراهين على وحدانية الله-تبارك وتعالى- وقدرته، كخلق السموات والأرض بالحق، وتكوير الليل على النهار، والنهار على الليل، وتسخير الشمس والقمر لمنافع الناس، وخلق الناس جميعا من نفس واحدة، ورعايتهم بلطفه وإحسانه في مراحل حياتهم، وإيجاد الأنعام التي تنفعهم في شئونهم المختلفة.
قوله تعالى : خلقكم من نفس واحدة يعني آدم - عليه السلام - ثم " جعل منها زوجها " يعني ليحصل التناسل ، وقد مضى هذا في [ الأعراف ] وغيرها .
وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج أخبر عن الأزواج بالنزول ; لأنها تكونت بالنبات ، والنبات بالماء المنزل .
وهذا يسمى التدريج ، ومثله قوله تعالى : قد أنزلنا عليكم لباسا الآية .
وقيل : أنزل أنشأ وجعل .
وقال سعيد بن جبير : خلق .
وقيل : إن الله تعالى خلق هذه الأنعام في الجنة ثم أنزلها إلى الأرض ، كما قيل في قوله تعالى : وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد فإن آدم لما هبط إلى الأرض أنزل معه الحديد .
وقيل : وأنزل لكم من الأنعام أي : أعطاكم .
وقيل : جعل الخلق إنزالا ; لأن الخلق إنما يكون بأمر ينزل من السماء .
فالمعنى : خلق لكم كذا بأمره النازل .
قال قتادة : من الإبل اثنين ، ومن البقر اثنين ، ومن الضأن اثنين ، ومن المعز اثنين ، كل واحد زوج .
وقد تقدم هذا .
يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق قال قتادة والسدي : نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثم عظما ، ثم لحما .
ابن زيد : " خلقا من بعد خلق " : خلقا في بطون أمهاتكم من بعد خلقكم في ظهر آدم .
وقيل : في ظهر الأب ثم خلقا في بطن الأم ثم خلقا بعد الوضع .
ذكره الماوردي .
وقرأ حمزة : " إمهاتكم " بكسر الهمزة والميم .
والكسائي بكسر الهمزة وفتح الميم .
الباقون بضم الهمزة وفتح الميم .
في ظلمات ثلاث ظلمة البطن ، وظلمة الرحم ، وظلمة المشيمة .
قاله ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك .
وقال ابن جبير : ظلمة المشيمة ، وظلمة الرحم ، وظلمة الليل .
والقول الأول أصح .
وقيل : ظلمة صلب الرجل ، وظلمة بطن المرأة ، وظلمة الرحم .
وهذا مذهب أبي عبيدة .
أي : لا تمنعه الظلمة كما تمنع المخلوقين .
" ذلكم الله " أي الذي خلق هذه الأشياء " ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون " أي كيف تنقلبون وتنصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره .


شرح المفردات و معاني الكلمات : خلقكم , نفس , واحدة , جعل , زوجها , أنزل , الأنعام , ثمانية , أزواج , يخلقكم , بطون , أمهاتكم , خلقا , خلق , ظلمات , ثلاث , الله , ربكم , الملك , إله , فأنى , تصرفون ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم


تحميل سورة الزمر mp3 :

سورة الزمر mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الزمر

سورة الزمر بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الزمر بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الزمر بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الزمر بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الزمر بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الزمر بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الزمر بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الزمر بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الزمر بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الزمر بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, April 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب