﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا﴾
[ الفرقان: 77]

سورة : الفرقان - Al-Furqān  - الجزء : ( 19 )  -  الصفحة: ( 366 )

Say (O Muhammad SAW to the disbelievers): "My Lord pays attention to you only because of your invocation to Him. But now you have indeed denied (Him). So the torment will be yours for ever (inseparable permanent punishment)."


ما يعبأ بكم : ما يكترث و ما يبالي بكم
دعاؤكم : عبادتكم له تعالى
يكون لزاما : يكون جزاء تكذيبكم عذابا دائما مُلازما لكم

أخبر الله تعالى أنه لا يبالي ولا يعبأ بالناس، لولا دعاؤهم إياه دعاء العبادة ودعاء المسألة، فقد كَذَّبتم-أيها الكافرون- فسوف يكون تكذيبكم مُفْضِيًا لعذاب يلزمكم لزوم الغريم لغريمه، ويهلككم في الدنيا والآخرة.

قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما - تفسير السعدي

فأخبر تعالى أنه لا يبالي ولا يعبأ بغير هؤلاء وأنه لولا دعاؤكم إياه دعاء العبادة ودعاء المسألة ما عبأ بكم ولا أحبكم فقال: { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا}- أي: عذابا يلزمكم لزوم الغريم لغريمه وسوف يحكم الله بينكم وبين عباده المؤمنين.

تفسير الآية 77 - سورة الفرقان

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم : الآية رقم 77 من سورة الفرقان

 سورة الفرقان الآية رقم 77

قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما - مكتوبة

الآية 77 من سورة الفرقان بالرسم العثماني


﴿ قُلۡ مَا يَعۡبَؤُاْ بِكُمۡ رَبِّي لَوۡلَا دُعَآؤُكُمۡۖ فَقَدۡ كَذَّبۡتُمۡ فَسَوۡفَ يَكُونُ لِزَامَۢا  ﴾ [ الفرقان: 77]


﴿ قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما ﴾ [ الفرقان: 77]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الفرقان Al-Furqān الآية رقم 77 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 77 من الفرقان صوت mp3


تدبر الآية: قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما

يا مَن ترجو معِيَّة ربِّك وعنايته وقربه ومحبَّته؛ اعبُده كما يحب، وادعُه بما تحبُّ من الخير، تنَلْ ما ترجوه، وتأمَنْ ممَّا تخافه.
على المكذِّبين بالوحي أن ينتظروا آثارَ وعيد الله تعالى لهم في الدنيا والآخرة، فسيرَون ما يسوءُهم من ألوان الذلِّ والهوان، والعذاب والعناء.

قال القرطبي: يقال: ما عبأت بفلان، أى: ما باليت به.
أى: ما كان له عندي وزن ولا قدر.
وأصل يعبأ: من العبء وهو الثقل.. فالعبء: الحمل الثقيل، والجمع أعباء.
و «ما» استفهامية، وليس يبعد أن تكون نافية، لأنك إذا حكمت بأنها استفهام فهو نفى خرج مخرج الاستفهام، وحقيقة القول عندي أن موضع «ما» نصب والتقدير أى عبء يعبأ بكم ربي؟ أى: أى مبالاة يبالى بكم ربي لولا دعاؤكم.. .
هذا، وللعلماء في تفسير هذه الآية أقوال منها: أن قوله-تبارك وتعالى-: قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعاؤُكُمْ خطاب للمؤمنين أو للناس جميعا، وأن المصدر وهو.
دعاؤكم مضاف لفاعله، وأن بقية الآية وهي قوله: فَقَدْ كَذَّبْتُمْ.. خطاب للكافرين، والمعنى على هذا القول:قل- أيها الرسول الكريم- للمؤمنين أو للناس جميعا، أى اعتداد لكم عند ربكم لولا دعاؤكم، أى: لولا عبادتكم له- عز وجل - أى: لولا إخلاصكم العبادة له لما اعتد بكم.
ثم أفرد الكافرين بالخطاب فقال: فَقَدْ كَذَّبْتُمْ أيها الكافرون فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً.
أى: فسوف يكون جزاء التكذيب «لزاما» أى: عذابا دائما ملازما لكم.
فلزاما مصدر لازم، كقاتل قتالا، والمراد به هنا اسم الفاعل.
وقد وضح صاحب الكشاف هذا القول فقال: لما وصف الله-تبارك وتعالى- عبادة العباد، وعدد صالحاتهم وحسناتهم.. أتبع ذلك ببيان أنه إنما اكترث لأولئك وعبأ بهم وأعلى ذكرهم، لأجل عبادتهم فأمر رسوله صلّى الله عليه وسلّم أن يصرح للناس، ويجزم لهم القول، بأن الاكتراث لهم عند ربهم، إنما هو للعبادة وحدها لا لمعنى آخر ...
وقوله فَقَدْ كَذَّبْتُمْ يقول: إذا أعلمتكم أن حكمى، أنى لا أعتد بعبادي إلا من أجل عبادتهم، فقد خالفتم بتكذيبكم حكمى، فسوف يلزمكم أثر تكذيبكم حتى يكبكم في النار.
ونظيره في الكلام أن يقول الملك لمن عصاه: «إن من عادتي أن أحسن إلى من يطيعني، ويتبع أمرى، فقد عصيت فسوف ترى ما أحل بك بسبب عصيانك ...
» .
ومن العلماء من يرى أن الخطاب في الآية للكافرين، وأن المصدر مضاف لمفعوله، فيكون المعنى: قل- أيها الرسول الكريم- لهؤلاء الكافرين، ما يعبأ بكم ربي، ولا يكترث لوجودكم، لولا دعاؤه إياكم على لساني، إلى توحيده وإخلاص العبادة له، وبما أنى قد دعوتكم فكذبتم دعوتي.
فسوف يكون عاقبة ذلك ملازمة العذاب لكم.
وهذا قول جيد ولا إشكال فيه وقد تركنا بعض الأقوال لضعفها، وغناء هذين القولين عنها.
وبعد: فهذا تفسير لسورة «الفرقان» تلك السورة التي حكت شبهات المشركين وأبطلتها.
وساقت ما ساقت من تسلية الرسول صلّى الله عليه وسلّم وتثبيته، وبشرت عباد الرحمن بأرفع المنازل.
ونسأل الله-تبارك وتعالى- أن يجعلنا جميعا منهم، وأن يحشرنا في زمرتهم.
قوله تعالى : قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم هذه آية مشكلة تعلقت بها الملحدة .
يقال : ما عبأت بفلان أي ما باليت به ; أي ما كان له عندي وزن ولا قدر .
وأصل " يعبأ " من العبء وهو الثقل .
وقول الشاعر [ أبو زبيد ] :كأن بصدره وبجانبيه عبيرا بات يعبئوه عروسأي يجعل بعضه على بعض .
فالعبء الحمل الثقيل ، والجمع أعباء .
والعبء المصدر .
و " ما " استفهامية ; ظهر في أثناء كلام الزجاج ، وصرح به الفراء .
وليس يبعد أن تكون نافية ; لأنك إذا حكمت بأنها استفهام فهو نفي خرج مخرج الاستفهام ; كما قال تعالى : هل جزاء الإحسان إلا الإحسان قال ابن الشجري : وحقيقة القول عندي أن موضع " ما " نصب ; والتقدير : أي عبء يعبأ بكم ; أي أي مبالاة يبالي ربي بكم لولا دعاؤكم ; أي لولا دعاؤه إياكم لتعبدوه ، فالمصدر الذي هو الدعاء على هذا القول مضاف إلى مفعوله ; وهو اختيار الفراء .
وفاعله محذوف وجواب " لولا " محذوف كما حذف في قوله : ولو أن قرآنا سيرت به الجبال تقديره : لم يعبأ بكم .
ودليل هذا القول قوله تعالى : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون فالخطاب لجميع الناس ; فكأنه قال لقريش منهم : أي ما يبالي الله بكم لولا عبادتكم إياه أن لو كانت ; وذلك الذي يعبأ بالبشر من أجله .
ويؤيد هذا قراءة ابن الزبير وغيره .
( فقد كذب الكافرون ) فالخطاب ب " ما يعبأ " لجميع الناس ، ثم يقول لقريش : فأنتم قد كذبتم ولم تعبدوه فسوف يكون التكذيب هو سبب العذاب لزاما .
وقال النقاش وغيره : المعنى ; لولا استغاثتكم إليه في الشدائد ونحو ذلك .
بيانه : فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين ونحو هذا .
وقيل : ما يعبأ بكم أي بمغفرة ذنوبكم ولا هو عنده عظيم لولا دعاؤكم معه الآلهة والشركاء .
بيانه : ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم .
قاله الضحاك .
وقال الوليد بن أبي الوليد : بلغني فيها : أي ما خلقتكم ولي حاجة إليكم إلا أن تسألوني فأغفر لكم وأعطيكم .
وروى وهب بن منبه أنه كان في التوراة : يا ابن آدم وعزتي ما خلقتك لأربح عليك إنما خلقتك لتربح علي فاتخذني بدلا من كل شيء فأنا خير لك من كل شيء .
قال ابن جني : قرأ ابن الزبير وابن عباس فقد كذب الكافرون .
قال الزهراوي والنحاس : وهي قراءة ابن مسعود وهي على التفسير ; للتاء والميم في " كذبتم " .
وذهب القتبي والفارسي إلى أن الدعاء مضاف إلى الفاعل ، والمفعول محذوف .
الأصل : لولا دعاؤكم آلهة من دونه ; وجواب " لولا " محذوف ، تقديره في هذا الوجه : لم يعذبكم .
ونظير قوله : لولا دعاؤكم آلهة قوله : إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم .
فقد كذبتم أي كذبتم بما دعيتم إليه ; هذا على القول الأول ; وكذبتم بتوحيد الله على الثاني .
فسوف يكون لزاما أي يكون تكذيبكم ملازما لكم .
والمعنى : فسوف يكون جزاء التكذيب ، كما قال : ووجدوا ما عملوا حاضرا أي جزاء ما عملوا ، وقوله : فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون أي جزاء ما كنتم تكفرون .
وحسن إضمار التكذيب لتقدم ذكر فعله ; لأنك إذا ذكرت الفعل دل بلفظه على مصدره ، كما قال : ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم أي لكان الإيمان .
وقوله : وإن تشكروا يرضه لكم أي يرضى الشكر .
ومثله كثير .
وجمهور المفسرين على أن المراد باللزام هنا ما نزل بهم يوم بدر ، وهو قول عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وأبي مالك ومجاهد ومقاتل وغيرهم .
وفي صحيح مسلم عن عبد الله : وقد مضت البطشة والدخان واللزام .
وسيأتي مبينا في سورة الدخان إن شاء الله تعالى .
وقالت فرقة : هو توعد بعذاب الآخرة .
وعن ابن مسعود أيضا : اللزام التكذيب نفسه ; أي لا يعطون التوبة منه ; ذكره الزهراوي ; فدخل في هذا يوم بدر وغيره من العذاب الذي يلزمونه .
وقال أبو عبيدة : " لزاما " فيصلا أي فسوف يكون فيصلا بينكم وبين المؤمنين .
والجمهور من القراء على كسر اللام ; وأنشد أبو عبيدة لصخر :فإما ينجوا من خسف أرض فقد لقيا حتوفهما لزاماولزاما وملازمة واحد .
وقال الطبري : " لزاما " يعني عذابا دائما لازما ، وهلاكا مفنيا يلحق بعضكم ببعض ; كقول أبي ذؤيب :ففاجأه بعادية لزام كما يتفجر الحوض اللقيفيعني باللزام : الذي يتبع بعضه بعضا ، وباللقيف : المتساقط الحجارة المتهدم .
النحاس : وحكى أبو حاتم عن أبي زيد قال : سمعت قعنبا أبا السمال يقرأ : " لزاما " بفتح اللام .
قال أبو جعفر : يكون مصدر لزم ، والكسر أولى ، يكون مثل قتال ومقاتلة ، كما أجمعوا على الكسر في قوله عز وجل : ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى .
قال غيره : " اللزام " بالكسر مصدر لازم لزاما مثل خاصم خصاما ، و " اللزام " بالفتح مصدر لزم مثل سلم سلاما أي سلامة ; ف " اللزام " بالفتح اللزوم ، واللزام الملازمة ، والمصدر في القراءتين وقع موقع اسم الفاعل .
فاللزام وقع موقع ملازم ، واللزام وقع موقع لازم .
كما قال تعالى : قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا أي غائرا .
قال النحاس : وللفراء قول في اسم " يكون " قال : يكون مجهولا .
وهذا غلط ; لأن المجهول لا يكون خبره إلا جملة ، كما قال تعالى : إنه من يتق ويصبر وكما حكى النحويون كان زيد منطلق .
يكون في " كان " مجهول ويكون المبتدأ وخبره خبر المجهول ، التقدير : كان الحديث ; فأما أن يقال : كان منطلقا ، ويكون في " كان " مجهول ، فلا يجوز عند أحد علمناه .
وبالله التوفيق وهو المستعان والحمد لله رب العالمين .


شرح المفردات و معاني الكلمات : يعبأ , ربي , دعاؤكم , كذبتم , لزاما ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم

  1. ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب
  2. وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن
  3. وجعلنا ذريته هم الباقين
  4. ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام
  5. ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب
  6. تنـزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين
  7. حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين
  8. وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين
  9. الذي علم بالقلم
  10. أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما

تحميل سورة الفرقان mp3 :

سورة الفرقان mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الفرقان

سورة الفرقان بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الفرقان بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الفرقان بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الفرقان بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الفرقان بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الفرقان بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الفرقان بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الفرقان بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الفرقان بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الفرقان بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, April 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب