قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن إرادة الله في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَإِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ﴾ [البقرة: 117]
إذا أعجبك صنعُ الإنسان فانظر إلى بديع خَلق الله في سماواته وأرضه، يخلُق سبحانه ما يشاء بكلمة "كُن". |
﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]
القرآن مشكاةُ أنوار العباد، ومَشرقُ الهداية والرَّشاد، فما أجملَ سطوعَه على الأنام، في شهر الصيام والقيام! خصَّ الله رمضانَ بنزول القرآن الكريم فيه، ومن توفيق الله لك أن تُقبلَ على القرآن في هذا الشهر المبارك؛ تلاوةً وتدبُّرًا، وتجتهدَ فيه ما لا تجتهد في غيره. إنها القاعدة الكبرى في تكاليف هذا الدِّين، فهو ميسَّرٌ لا حرَجَ فيه، وتعاليمه تجعل المؤمن سَمحًا في شتَّى شؤون الحياة، وتطبع نفسَه بطابَعٍ لا تكلُّفَ فيه ولا تعقيد. حريٌّ بكلِّ مسلم أن يستشعرَ قيمةَ الهُدى الذي يسَّره الله له في رمضان، إذ وفَّقَه للاجتهاد في الطاعات، والتباعُد عن المعاصي والمنكرات، فليكبِّر الله وليشكُره على تلك المِنَح الجليلة. |
﴿۞ تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ ﴾ [البقرة: 253]
مع عظيم شأن الرسُل جميعًا قد فضَّل الله بعضَهم على بعض، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله واسع عليم. جِراحات المسلمين وما ينزل بهم من الابتلاءات كلُّها بقدَر الله، ولو شاء سبحانه ما كانت، ولكنَّه تعالى يفعل ما يريد لحِكمٍ عظيمة، فثِق بحكمته تسعَد برضاه. ما شاع الاختلافُ في أمَّةٍ إلا شتَّت شملها، وفرَّق جمعها، وأتى على بُنيانها من القواعد، فاعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرَّقوا. |
﴿وَمَن لَّمۡ يَسۡتَطِعۡ مِنكُمۡ طَوۡلًا أَن يَنكِحَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ فَمِن مَّا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُم مِّن فَتَيَٰتِكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِإِيمَٰنِكُمۚ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ فَٱنكِحُوهُنَّ بِإِذۡنِ أَهۡلِهِنَّ وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ مُحۡصَنَٰتٍ غَيۡرَ مُسَٰفِحَٰتٖ وَلَا مُتَّخِذَٰتِ أَخۡدَانٖۚ فَإِذَآ أُحۡصِنَّ فَإِنۡ أَتَيۡنَ بِفَٰحِشَةٖ فَعَلَيۡهِنَّ نِصۡفُ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ مِنَ ٱلۡعَذَابِۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَشِيَ ٱلۡعَنَتَ مِنكُمۡۚ وَأَن تَصۡبِرُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡۗ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [النساء: 25]
لا يُغفل الإسلامُ فطرةَ الإنسان ولا طاقتَه، ولا واقعَه ولا حاجاتِه، بل يلبِّي الصالحَ منها؛ ليسموَ به إلى معارج الطُّهر وآفاق النقاء. يتشوَّف الإسلامُ إلى الحرية، ويدعو إلى نكاح الحرائر، ولا يرخِّص في زواج الإماء إلا عند مَسيس الحاجة؛ لئلَّا يسريَ في الذرِّية الرِّقُّ الذي يسعى إلى إنهائه. أزاحَ الإسلامُ عن الأَمَة المؤمنة أحكامَ الجاهليَّة التي كانت تغُضُّ من شأن الإماء، وتجعلهنَّ للمتعة فحسب، فرفعها بإيمانها عن أن تكونَ أداةً يُستمتَع بها ثم يُستغنى عنها. سمَّاهنَّ ﴿المؤمنات﴾ لأن الأحكام تجري على الظواهر، ثم قال: ﴿واللهُ أعلمُ بإيمانِكِم﴾ لأن البواطنَ إلى الله. الآصِرةُ الإنسانيَّة والإيمانيَّة هما محورُ الارتباط في العَلاقات الإنسانيَّة التي تقوم بين الأحرار والرقيق في المجتمع المسلم. الزواج في الإسلام تكريمٌ للمرأة، حيث تخرُج المرأة المؤمنةُ إلى بيت زوجها بإذن أهلها موفورةَ الاحترام، وتُعطى من المال ما يُرضيها على وجه الحقِّ والإكرام. شتَّان بين الدُّرِّ الثمين والمتاع المَهين؛ فالعفيفة تمنع نفسَها وتصون عِرضَها، فيُبذَل لأجلها الغالي والنفيس، وتُرخِصُ البَغِيُّ نفسَها فتُشترى بالبخس والخسيس. ما تفعلُه الحرَّة بنفسها وقومها إذا ارتكبَت جُرمًا هو فوقَ ما تفعله الأَمَة، والمقاماتُ تُراعى في العقوبات. |
﴿يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمۡ وَيَهۡدِيَكُمۡ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَيَتُوبَ عَلَيۡكُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ ﴾ [النساء: 26]
ألا يتدبَّر العباد حكمةَ الله تعالى في أحكامه، ويفتحون لها قلوبَهم وأسماعَهم وأبصارهم؛ ليزدادوا من الله قربًا، ولتشريعه إجلالًا؟! جمعَ الله في هذه الشريعة كلَّ ما فرَّقه من المحاسن في الشرائع قبلها، فما من خيرٍ كانت عليه الأممُ السابقة إلا وكان لهذه الأمَّة منه نصيب؛ ولذا اختُصَّت بالكمال. تدعو النفسُ المرءَ إلى منحدراتِ الخطيئة، فربَّما حضرَته الخشيةُ من عقاب ربِّه وهو في تلك الوَهْدة السحيقة، فتُظلم آفاقُه فلا يُنجيه حينذاك إلا معرفتُه بأن مولاه توَّاب، فيُهرع إلى بابه ليتوبَ عليه. تشريعات الشارع الحكيم وتوجيهاتُه تصدر عن العلم بالنفوس والأحوال، وما يُصلِحُها ويَصلُح لها، فسبحانه من عليم حكيم. |
﴿وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡكُمۡ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيۡلًا عَظِيمٗا ﴾ [النساء: 27]
شرفٌ للمرء أن يكونَ تابعًا للحقِّ منقادًا له، أمَّا أن تقودَه الشهوات فيكون تابعًا لها، فتلك هي ذِلَّة التابع الجهول للمتبوع المُهلِك. لا يَقنَع أصحابُ الشهوات أن تميلَ إليهم أدنى المَيل، بل يريدون منك المَيلَ كلَّه، فاحذر أن تضعَ قدمك في أوَّل ذلك الطريق. |
﴿وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَمِيثَٰقَهُ ٱلَّذِي وَاثَقَكُم بِهِۦٓ إِذۡ قُلۡتُمۡ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴾ [المائدة: 7]
لا تجعل إلفَكَ للنِّعم يُنسيك شكرَ المُنعِم بها، وليكن منك الشكرُ في موضع الذِّكر، فلا تزالُ له ذاكرا، ولنِعَمه شاكرا. أيها الدعاة، ذكِّروا الناسَ بنِعَم الله عليهم، وحقِّ المُنعِم بها؛ فذاك يقرِّبهم منه سبحانه، فيزيدهم له حُبًّا، ولآلائه شكرًا. متى كانت التقوى كلمةً تُلفظ باللسان ولا تلامسُ الجَنان لم تنفَع صاحبَها، إنما التقوى النافعةُ هي التي تُصلح القلبَ الذي هو مَحَطُّ نظر الربِّ سبحانه. |
﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ عَلَىٰ فَتۡرَةٖ مِّنَ ٱلرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَآءَنَا مِنۢ بَشِيرٖ وَلَا نَذِيرٖۖ فَقَدۡ جَآءَكُم بَشِيرٞ وَنَذِيرٞۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ﴾ [المائدة: 19]
إن زمنًا طال على الناس فيه العهدُ بلا أنبياء لَزمنُ فُتور. ألا إن الدين يحتاج إلى ذوي هِمَم، ينفُضون الفتور، وينهَضون لمعالي الأمور. ماء الوحي العَذبُ ما زال يترقرقُ أمام الظامئين، غيرَ أن تقادُمَ عهد الرسالة، والبعدَ عن خير القرون، جعل بعضَ الناس يأوون إلى فيافي الفُتور القاحلة، فمَن يحملُ لأولئك العِطاش ماءَ الوحي النمير؟ قد زُرع النقصانُ في طبائع الإنسان، فهو بين رغبةٍ تَشوقُه، ورهبةٍ تَسوقُه، يبشَّر فيُهرَع، ويحذَّر فيَفزَع، فإن جاءه بشيرٌ نذيرٌ اعتدل حاله. من فقه الدعوة الجمع بين الترغيب والترهيب، وتقديم ما يقتضيه الحال منهما. |
﴿فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ ﴾ [المائدة: 52]
مرضى القلوب يسارعون في موالاة الكفار، ولا يزالون في سباقٍ وتنافُس لكسب رضاهم عنهم، وفي نوازلِ البلايا تطفو تلك الخبايا. أصحاب القلوب المريضة واثقون بنصرِ أعداء الله، شاكُّون في نصر الله وصدقِ وعده، فلذلك أسرعوا إلى الأعداء، وأعرضوا عن ربِّ الأرض والسماء. إننا على وعدٍ من الله بالفتح ما استمسَكنا بعُروة الله، وأخلصنا له الولاء، ووعَينا منهجَه، وأقمنا عليه تصوُّراتِنا وأوضاعَنا وأعمالنا. سرور مرضى النفوس بولاء أعداء الله سرورٌ يعقُبه الحزن والندم، وتخلُفه الحسرة والألم، فمهما طال زمنُ البلاء فخيرُ الله آتٍ لا محالة. |
﴿وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ وَيَوۡمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُۚ قَوۡلُهُ ٱلۡحَقُّۚ وَلَهُ ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِۚ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 73]
الكون بما فيه عالَمٌ من البراهين والحُجَج الدالَّة على قدرة الله وعِلمه وحكمته، وبديع خلقه، أفلا يقودُ ذلك ذوي الألبابِ إلى توحيده وتركِ ما سواه؟ لا مردَّ لأمر اللهِ تعالى، ولا تخلُّفَ لقضائه وحُكمه، فكلُّ ما أمرَ به حقٌّ؛ فإن الخلقَ حقٌّ، والأمرَ حقٌّ. إن ادَّعى الخلقُ في الدنيا مُلكًا وتصريفًا وأمرًا، فلن يدَّعوا مثلَ ذلك يومَ يُنفخُ في الصُّور، ويُبعثَرُ ما في القبور، فلا مالكَ يومئذٍ إلا الله. سبحان خالقِنا العليم الخبير، الذي استوى عنده علمُ الغيب والشهادة، فلا تخفى عليه خافية، ولا تفوته صغيرةٌ ولا كبيرة، فكان أهلًا أن يُتَّقى ويُخشى في العلانية والنجوى. |
﴿فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥ يَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِۖ وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجٗا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِۚ كَذَٰلِكَ يَجۡعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [الأنعام: 125]
مَن انشرح صدرُه للإسلام، واستنار بنور الهُدى والإيمان، وأحبَّ الخير وأقبل عليه، فقد منَّ الله عليه بالتوفيق، وسلوكِ أقوم طريق. إذا ما ضاق صدرُ المرء عن قَبول الوحي، قبَض الله صدرَه عن فعل الخير، حتى لكأنه من ضِيقه يُكلَّفُ الصُّعودَ في طبقات السماء، فضِيقٌ بضِيق، والجزاءُ من جنس العمل. إنما يتفضَّل اللهُ بالتوفيق على مَن يعلم أنه يصلُح له، فسَلهُ تعالى أن يجعلَك له أهلًا. حين تخلو القلوبُ من الإيمان، تصيرُ مأوًى لكلِّ فساد وطغيان، فتَرِدُ عليها ذنوبٌ إثرَ ذنوب؛ عقوبةً من الله تعالى. |
﴿وَإِذۡ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحۡدَى ٱلطَّآئِفَتَيۡنِ أَنَّهَا لَكُمۡ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيۡرَ ذَاتِ ٱلشَّوۡكَةِ تَكُونُ لَكُمۡ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦ وَيَقۡطَعَ دَابِرَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﴾ [الأنفال: 7]
يخطئُ من يحسَبُ أن اختيارَه لنفسه خيرٌ من اختيار ربِّه له، ويخطئ كذلك من يتبرَّمُ لأذًى يصيبُه ويكمُن وراءه الخيرُ الكثير. المواجهة فيها شيءٌ من الخطر، لكنَّ الظفر عُقبى المؤمنين، وذلك يحتاجُ إلى طُمأنينة وصبر ويقين. إرادة الله التي يشاء سبحانه تحقيقَها على أيدي المؤمنين، قد تقف في طريقها مكروهاتٌ لدى النفس البشرية، لكنَّ النفسَ المؤمنة الصادقة تتحمَّلها حتى تصلَ إلى الغاية الربَّانيَّة. |
﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُۥٓ أَسۡرَىٰ حَتَّىٰ يُثۡخِنَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنۡيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ﴾ [الأنفال: 67]
الغنيمة متاعٌ دنيويٌّ زائل، والإثخانُ في الكفَّار أجرٌ أخرويٌّ باقٍ، والله يؤثِرُ ما يُفضي إلى السعادة الباقية على السعادة الزائلة. الله تعالى عزيزٌ ينصر أولياءه على أعدائه، وحكيمٌ يعلم ما يليقُ بكمال حالهم ويخصُّهم به، ويحبُّ لعباده أن يكونوا أعزَّة حكماء. |
﴿فَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ ﴾ [التوبة: 55]
المؤمن لا يقتصر نظرُه على متاع الحياة الدنيا؛ فإنها ذاهبةٌ زائلة، وإنما يتَّخذها عونًا على الفلاح في آخرته. لا تجدُ أشدَّ تعبًا ممَّن جعل الدنيا أكبرَ همِّه، وهو حريصٌ بجُهده على تحصيلها، والاستزادة من شهَواتها. النفاق جالبٌ لجميع الآفات، مُبطِلٌ لجميع الخيرات، في الدين والدنيا. |
﴿وَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَأَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ ﴾ [التوبة: 85]
أشدُّ الأشياء جذبًا للقلوب إلى الدنيا: الاشتغالُ بالأموال والأولاد، وما كان كذلك وجبَ التحذير منه مرَّةً بعد أخرى. لا تجدُ أشدَّ رهَقًا ممَّن جعل الدنيا أكبرَ همِّه؛ فترى شملَه مشتَّتًا، وقلبَه ممزَّقًا، ولولا سَكرةُ عشَّاق الدنيا بحبِّها؛ لاستغاثوا من هذا العذاب. كم من نعمةٍ يفرح بها صاحبُها وهي له عذاب، وكم أمرٍ عَذبٍ حقيقتُه سَراب، وكم من مسرَّة تؤول إلى مَضرَّة. |
﴿وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرّٖ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَۖ وَإِن يُرِدۡكَ بِخَيۡرٖ فَلَا رَآدَّ لِفَضۡلِهِۦۚ يُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [يونس: 107]
ما من ضُرٍّ يريدُه اللهُ لعبده مهما قلَّ يمكنُ دفعُه، وما من خيرٍ يريده له مهما عظُم يمكنُ ردُّه. ما يَنعُمُ الإنسانُ فيه من الخير، فمِن فضلِ الله وحدَه، لا بعمله استحقَّه، ولا بقوَّته نالَه. جلَّ مَن يعفو عن سيِّئاتِ عباده، ويحلُمُ عن خطاياهم، فيُنزِلُ عليهم نعمَه ويدفع عنهم نقمَه، ولولا رحمتُه ومغفرتُه ما نالوا ذلك الخيرَ العميم. |
﴿وَلَا يَنفَعُكُمۡ نُصۡحِيٓ إِنۡ أَرَدتُّ أَنۡ أَنصَحَ لَكُمۡ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغۡوِيَكُمۡۚ هُوَ رَبُّكُمۡ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ ﴾ [هود: 34]
الداعي إلى الله يوصِلُ الحقَّ إلى الأسماع، واللهُ وحدَه هو الذي يوصلُه إلى القلوبِ فتهتدي. الله تعالى هو المتصرِّفُ في شؤون عباده بما يشاء وَفْقَ حكمته، فهلا تجهَّزَ الناسُ لليوم الذي يرجِعون فيه إليه؟ |
﴿خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ ﴾ [هود: 107]
ما الدنيا كلُّها بما فيها أمامَ ما ينتظرُ المرءَ من خلودٍ في شقاءٍ سرمدي، أو في نعيمٍ أبدي؟ |
﴿إِنَّمَا قَوۡلُنَا لِشَيۡءٍ إِذَآ أَرَدۡنَٰهُ أَن نَّقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ﴾ [النحل: 40]
أيها الإنسانُ استجِب لله وتوكَّل عليه، وفوِّض جميعَ أمرك إليه وثِق به؛ فإنه لا يَعسُرُ عليه شيء، ولا يصعبُ عليه أمر. |
﴿وَإِذَآ أَرَدۡنَآ أَن نُّهۡلِكَ قَرۡيَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيۡهَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَٰهَا تَدۡمِيرٗا ﴾ [الإسراء: 16]
لمَّا كان المترَفون أولى الناس بالشكر، كانوا أحقَّ الناس بالانتقام عند الكفر. حين يستخفُّ المترَفون بالقِيَم، ويرتعون في المحرَّمات، ولا يجدون مَن يكُفُّ أيديَهم عن الأذى، فإن الفواحش تنتشر، والأمَّةَ تسترخي وتفقِد حيويَّتها وعناصرَ قوَّتها حتى تهلِك. |
﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُدۡخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ ﴾ [الحج: 14]
مَن عبدَ اللهَ انتفع بعبادته، فأدخله ربه دار كرامته، وأما غيره فلا يَنفع ولا يُنجي. للهِ تعالى سلطانٌ لا يُحَد، وقدرة ومشيئة مطلقة على كل أحد، يفعل ما يريد دون معترض أو معوِّق، وما سواه من المعبودات الباطلة عاجز لا يملك ضَرًّا ولا نفعًا. |
﴿وَكَذَٰلِكَ أَنزَلۡنَٰهُ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖ وَأَنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يُرِيدُ ﴾ [الحج: 16]
ليس في شأن البعث وحدَه يظهرُ كمالُ بيان الله تعالى، بل لو تدبَّرت آياتِه لوجدتَّها جميعها في أعلى أنواع البيان. إن الآيات وإن كانت بيِّنات، لكنَّ الهداية بيد ربِّ الأرض والسماوات، والموفَّق مَن لا يزال يسأل اللهَ تعالى أن يهديَه بها، ويأخذ بيده إليها. |
﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ ﴾ [القصص: 5]
حين يبلغ البغيُ مداه، ويصل الشرُّ إلى منتهاه، وليس في يد المستضعفين المؤمنين حيلةٌ لكبح ذلك؛ يأتي أمر الله لينقذَهم. جرت السُّنن بأن عاقبة المستضعفين العلوُّ والانتصار، ونهاية الظالمين الجبَّارين العقوبة والانكسار، ولو طال الزمن وتعاقبت الأجيال. |
﴿قُلۡ مَن ذَا ٱلَّذِي يَعۡصِمُكُم مِّنَ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ سُوٓءًا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ رَحۡمَةٗۚ وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ﴾ [الأحزاب: 17]
مَن أطاع غير الله تعالى وتقرَّب منه بمعصية الله راغبًا في ولايته ونصرته، فلن ينتفعَ من ذلك بشيء. |
﴿وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ وَأَقِمۡنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا ﴾ [الأحزاب: 33]
إن في مُكث المرأة في بيتها وعدم خروجها لغير حاجة راحةً لنفسها، وانشراحًا لقلبها، واستقرارًا لها ولمجتمعها. البيت حِصن المرأة الحَصان، ومكمن الاطمئنان والأمان، ومهد الجمال والسناء، ومعهد النقاء والعفة. التبرُّج من مخلَّفات الجاهليَّة التي يرتفع عنها مَن ارتفعت تصوُّراته ومشاعره عن تصوُّرات الجاهليَّة ومشاعرها. ما أوثقَ العَلاقةَ بين العبادة والخُلق الحسن! ألا ترى كيف كانت الأوامرُ بالطاعات لآل البيت الكرام خاتمةً للتوجيهات الأخلاقيَّة؟ نساء النبيِّ ﷺ من أهل بيته، وما دُعينَ إليه من أدب السماء يُناسب مقامهنَّ، ويتلاقى مع انتسابهنَّ إليه ﷺ. |
﴿إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيۡـًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82]
ما شاء الله أن يخلقَ ويكونَ كان، فأين الكافرون بالبعث؟ وأين ما يؤمنون به من الباطل؟ ﴿أفمَن يخلُقُ كمَن لا يخلُق أفلا تذَكَّرون﴾ . |
﴿سَيَقُولُ لَكَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ شَغَلَتۡنَآ أَمۡوَٰلُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَاۚ يَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ ضَرًّا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ نَفۡعَۢاۚ بَلۡ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرَۢا ﴾ [الفتح: 11]
لن يَعدَم المنافقون سبيلاً في اختلاق الأعذار لتسويغ سوء فِعالهم التي ينمِّقونها بكلماتهم، لكن الله يعلم أنهم كاذبون. البعد عن بيئة الإيمان يورث الأمراض المباينة له، فكن من الإيمان وأهله قريبًا؛ حتى لا يصيبَك رهَج القسوة أو النفاق. لا عِبرةَ بقول اللسان ما لم يوافقه ما في الجَنان، فاللسان ظاهرٌ والقلب باطن، ولا ينفع صلاحُ الظاهر مع فساد الباطن. المؤمن الحقُّ هو مَن تعلَّق بربِّه في وقت رخائه وشدته؛ لأنه يعلم أن ما يصيبه من خير أو شرٍّ إنما هو تقدير ربِّ البشر. لئن حاول المرء خداعَ غيره من البشر، إن ربَّه مطَّلع على ما في قلبه وقَر، يعلم خائنةَ الأعين وما تخفي الصدور. |
﴿وَمَآ أَمۡرُنَآ إِلَّا وَٰحِدَةٞ كَلَمۡحِۭ بِٱلۡبَصَرِ ﴾ [القمر: 50]
كلُّ أمر الله في كونه كلَمح البصَر، فلا تستبعد فرَجًا، ولا تستبطئ خيرًا، فما يأذنُ الله به لا يمنعُه مانع، ولا يردُّه رادّ. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الإيلاء ضبط العلاقة بالمال اسم الله الكافي الفساد في الأرض ازدواجية المادة التواضع أهل الإيمان شهادة الزور المجادلة بغير علم التكذيب
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب