﴿ فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾
[ الأنعام: 125]

سورة : الأنعام - Al-An‘ām  - الجزء : ( 8 )  -  الصفحة: ( 144 )

And whomsoever Allah wills to guide, He opens his breast to Islam, and whomsoever He wills to send astray, He makes his breast closed and constricted, as if he is climbing up to the sky. Thus Allah puts the wrath on those who believe not.


حرجًا : شديد الضّيق
يصّعد في السّماء : يتكلّف صعودها فلا يستطيع
الرّجس : العذاب أو الخذلان

فمن يشأ الله أن يوفقه لقَبول الحق يشرح صدره للتوحيد والإيمان، ومن يشأ أن يضله يجعل صدره في حال شديدة من الانقباض عن قَبول الهدى، كحال مَن يصعد في طبقات الجو العليا، فيصاب بضيق شديد في التنفس. وكما يجعل الله صدور الكافرين شديدة الضيق والانقباض، كذلك يجعل العذاب على الذين لا يؤمنون به.

فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله - تفسير السعدي

يقول تعالى -مبينا لعباده علامة سعادة العبد وهدايته، وعلامة شقاوته وضلاله-: إن من انشرح صدره للإسلام،- أي: اتسع وانفسح، فاستنار بنور الإيمان، وحيي بضوء اليقين، فاطمأنت بذلك نفسه، وأحب الخير، وطوعت له نفسه فعله، متلذذا به غير مستثقل، فإن هذا علامة على أن الله قد هداه، ومَنَّ عليه بالتوفيق، وسلوك أقوم الطريق.
وأن علامة من يرد الله أن يضله، أن يجعل صدره ضيقا حرجا.- أي: في غاية الضيق عن الإيمان والعلم واليقين، قد انغمس قلبه في الشبهات والشهوات، فلا يصل إليه خير، لا ينشرح قلبه لفعل الخير كأنه من ضيقه وشدته يكاد يصعد في السماء،- أي: كأنه يكلف الصعود إلى السماء، الذي لا حيلة له فيه.
وهذا سببه، عدم إيمانهم، هو الذي أوجب أن يجعل الله الرجس عليهم، لأنهم سدوا على أنفسهم باب الرحمة والإحسان، وهذا ميزان لا يعول، وطريق لا يتغير، فإن من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، يسره الله لليسرى، ومن بخل واستغنى وكذب بالحسنى، فسييسره للعسرى.

تفسير الآية 125 - سورة الأنعام

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره : الآية رقم 125 من سورة الأنعام

 سورة الأنعام الآية رقم 125

فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله - مكتوبة

الآية 125 من سورة الأنعام بالرسم العثماني


﴿ فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥ يَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِۖ وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجٗا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِۚ كَذَٰلِكَ يَجۡعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ  ﴾ [ الأنعام: 125]


﴿ فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ﴾ [ الأنعام: 125]

  1. الآية مشكولة
  2. تفسير الآية
  3. استماع mp3
  4. الرسم العثماني
  5. تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم : سورة الأنعام Al-An‘ām الآية رقم 125 , مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها ,مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب .
  
   

تحميل الآية 125 من الأنعام صوت mp3


تدبر الآية: فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله

مَن انشرح صدرُه للإسلام، واستنار بنور الهُدى والإيمان، وأحبَّ الخير وأقبل عليه، فقد منَّ الله عليه بالتوفيق، وسلوكِ أقوم طريق.
إذا ما ضاق صدرُ المرء عن قَبول الوحي، قبَض الله صدرَه عن فعل الخير، حتى لكأنه من ضِيقه يُكلَّفُ الصُّعودَ في طبقات السماء، فضِيقٌ بضِيق، والجزاءُ من جنس العمل.
إنما يتفضَّل اللهُ بالتوفيق على مَن يعلم أنه يصلُح له، فسَلهُ تعالى أن يجعلَك له أهلًا.
حين تخلو القلوبُ من الإيمان، تصيرُ مأوًى لكلِّ فساد وطغيان، فتَرِدُ عليها ذنوبٌ إثرَ ذنوب؛ عقوبةً من الله تعالى.

ثم بين- سبحانه - حال المستعد لهداية الإسلام، وحال المستعد للضلال فقال:فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ.
أى: فمن يرد الله أن يهديه للإسلام، ويوفقه له، يوسع صدره لقبوله، ويسهله له بفضله وإحسانه.
وشرح الصدر: توسعته، يقال: شرح الله صدره فانشرح، أى: وسعه فاتسع، وهو مجاز أو كناية عن جعل النفس مهيأة لحلول الحق فيها.
مصفاة عما يمنعه وينافيه.
روى عبد الرازق أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن هذه الآية: كيف يشرح صدره؟ فقال: «نور يقذف فينشرح له وينفسح، قالوا: فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال: الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل لقاء الموت» «2» .
وقوله: وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً أى ومن يرد أن يضله لسوء اختياره، وإيثاره الضلالة على الهداية يصير صدره ضيقا متزايد الضيق لا منفذ فيه للإسلام.
والحرج: مصدر حرج صدره حرجا فهو حرج، أى: ضاق ضيقا شديدا.
وصف به الضيق للمبالغة، كأنه نفس الضيق، وأصل الحرج مجتمع الشيء ويقال: للحديقة الملتفة الأشجار التي يصعب دخولها حرجة.
وقرئ حرجا- بكسر الراء- صفة لقوله ضَيِّقاً.
روى أن جماعة من الصحابة قرءوا أمام عمر- رضى الله عنه- «ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا» بكسر الراء فقال عمر: يا فتى ما الحرجة فيكم؟ قال الحرجة فينا الشجرة تكون بين الأشجار التي لا تصل إليها راعية ولا وحشية.
فقال عمر: كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير»وقوله كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ استئناف، أو حال من ضمير الوصف، أو وصف آخر لقلب الضال، والمراد المبالغة في ضيق صدره حيث شبه بمن يزاول ما لا يقدر عليه.
فإن صعود السماء مثل فيما هو خارج عن دائرة الاستطاعة.
أى: كأنما إذا دعى إلى الإسلام قد كلف الصعود إلى السماء وهو لا يستطيعه بحال.
ويصعد أى: يتصعد، بمعنى يتكلف الصعود فلا يقدر عليه.
وفيه إشارة إلى أن الإيمان يمتنع منه كما يمتنع منه الصعود.
وقوله: كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ أى: مثل جعل الصدر ضيقا حرجا بالإسلام، يجعل الله الرجس.
أى: العذاب، أو الخذلان، أو اللعنة في الدنيا على الذين لا يؤمنون بالإسلام.
قوله تعالى فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنونقوله تعالى فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام أي يوسعه له ويوفقه ويزين عنده ثوابه .
ويقال : شرح شق ، وأصله التوسعة .
وشرح الله صدره وسعه بالبيان لذلك .
وشرحت الأمر : بينته وأوضحته .
وكانت قريش تشرح النساء شرحا ، وهو مما تقدم من التوسعة والبسط ، وهو وطء المرأة مستلقية على قفاها .
فالشرح : الكشف ; تقول : شرحت الغامض ; ومنه تشريح اللحم .
قال الراجز :كم قد أكلت كبدا وإنفحه ثم ادخرت إليه مشرحهوالقطعة منه شريحة .
وكل سمين من اللحم ممتد فهو شريحة .
ومن يرد أن يضله يغويه .
يجعل صدره ضيقا حرجا وهذا رد على القدرية .
ونظير هذه الآية من السنة قوله عليه السلام : من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين أخرجه الصحيحان .
ولا يكون ذلك إلا بشرح الصدر وتنويره .
والدين العبادات ; كما قال : إن الدين عند الله الإسلام .
ودليل خطابه أن من لم يرد الله به خيرا ضيق صدره ، وأبعد فهمه فلم يفقهه .
والله أعلم .
وروي أن عبد الله بن مسعود قال : يا رسول الله ، وهل ينشرح الصدر ؟ فقال : نعم يدخل القلب نور .
فقال : وهل لذلك من علامة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزول الموت .
وقرأ ابن كثير " ضيقا " بالتخفيف ; مثل هين ولين لغتان .
ونافع وأبو بكر " حرجا " بالكسر ، ومعناه الضيق .
كرر المعنى ، وحسن ذلك لاختلاف اللفظ .
والباقون بالفتح .
جمع حرجة ; وهو شدة الضيق أيضا ، والحرجة الغيضة ; والجمع حرج وحرجات .
ومنه فلان يتحرج أي يضيق على نفسه في تركه هواه للمعاصي ; قاله الهروي .
وقال ابن عباس : الحرج موضع الشجر الملتف ; فكأن قلب الكافر لا تصل إليه الحكمة كما لا تصل الراعية إلى الموضع الذي التف شجره .
وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا المعنى ; ذكره مكي والثعلبي وغيرهما .
وكل ضيق حرج وحرج .
قال الجوهري : مكان حرج وحرج أي ضيق كثير الشجر لا تصل إليه الراعية .
وقرئ يجعل صدره ضيقا حرجا و " حرجا " .
وهو بمنزلة الوحد والوحد والفرد والفرد والدنف والدنف ; في معنى واحد ، وحكاه غيره عن الفراء .
وقد حرج صدره يحرج حرجا .
والحرج الإثم .
والحرج أيضا : الناقة الضامرة .
ويقال : الطويلة على وجه الأرض ; عن أبي زيد ، فهو لفظ مشترك .
والحرج : خشب يشد بعضه إلى بعض يحمل فيه الموتى ; عن الأصمعي .
وهو قول امرئ القيس :فإما تريني في رحالة جابر على حرج كالقر تخفق أكفانيوربما وضع فوق نعش النساء ; قال عنترة يصف ظليما :يتبعن قلة رأسه وكأنه حرج على نعش لهن مخيموقال الزجاج : الحرج : أضيق الضيق .
فإذا قيل .
فلان حرج الصدر ، فالمعنى ذو حرج في صدره .
فإذا قيل : حرج فهو فاعل .
قال النحاس : حرج اسم الفاعل ، وحرج مصدر وصف به ; كما يقال : رجل عدل ورضا .
قوله تعالى : كأنما يصعد في السماء قرأه ابن كثير بإسكان الصاد مخففا ، من الصعود وهو الطلوع .
شبه الله الكافر في نفوره من الإيمان وثقله عليه بمنزلة من تكلف ما لا يطيقه ; كما أن صعود السماء لا يطاق .
وكذلك يصاعد وأصله يتصاعد ، أدغمت التاء في الصاد ، وهي قراءة أبي بكر والنخعي ; إلا أن فيه معنى فعل شيء بعد شيء ، وذلك أثقل على فاعله .
وقرأ الباقون بالتشديد من غير ألف ، وهو كالذي قبله .
معناه يتكلف ما لا يطيق شيئا بعد شيء ; كقولك : يتجرع ويتفوق .
وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ " كأنما يتصعد " .
قال النحاس : ومعنى هذه القراءة وقراءة من قرأ ( يصعد ويصاعد ) واحد .
والمعنى فيهما أن الكافر من ضيق صدره كأنه يريد أن يصعد إلى السماء وهو لا يقدر على ذلك ; فكأنه يستدعي ذلك .
وقيل : المعنى كاد قلبه يصعد إلى السماء نبوا عن الإسلام .
كذلك يجعل الله الرجس عليهم ; كجعله ضيق الصدر في أجسادهم .
وأصل الرجس في اللغة النتن .
قال ابن زيد : هو العذاب .
وقال ابن عباس : الرجس هو الشيطان ; أي يسلطه عليهم .
وقال مجاهد : الرجس ما لا خير فيه .
وكذلك الرجس عند أهل اللغة هو النتن .
فمعنى الآية والله أعلم : ويجعل اللعنة في الدنيا والعذاب في الآخرة على الذين لا يؤمنون .


شرح المفردات و معاني الكلمات : يرد , الله , يهديه , يشرح , صدره , للإسلام , يرد , يضله , يجعل , صدره , ضيقا , حرجا , كأنما , يصعد , السماء , يجعل , الله , الرجس , يؤمنون ,
English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

آيات من القرآن الكريم


تحميل سورة الأنعام mp3 :

سورة الأنعام mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأنعام

سورة الأنعام بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأنعام بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأنعام بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأنعام بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأنعام بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأنعام بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأنعام بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأنعام بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأنعام بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأنعام بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, April 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب